Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التخبط النفسي

التخبط النفسي | تعرف على أعراضه وطرق علاجه

غالباً ما يتم استخدام مصطلح التخبط النفسي دلالة على عدم قدرة الشخص على التعامل مع المواقف بالشكل الصحيح. قد يكون ذلك صحيحاً نوعاً ما، إلا أنه يهمل أمراً غاية في الأهمية وهو حقيقة الحالة التي يمر بها الشخص. حيث أن عدم تعامله مع المواقف بالشكل الصحيح له دلالات تعكس حقيقة حالته النفسية.

فما هو التخبط النفسي وما هي العلامات الدالة عليه؟ هذا ما نتناوله في السطور التالي.

 

ما هو التخبط النفسي؟

التخبط النفسي أو عدم الاستقرار النفسي (Mentally Unstable) هو مصطلح واسع يستخدم للإشارة إلى مجموعة من الحالات النفسية. فهو ليس تشخيصاً رسمياً، بل قد يشتمل على اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام أو اضطراب ما بعد الصدمة.

قد يهمك: كيف تعرف أن حالتك النفسية غير مستقرة؟ (اختبار تقييمي مجاني)

 

علامات تدل على التخبط النفسي

يرتبط التخبط النفسي بمجموعة واسعة من الأعراض التي لا يمكن تجاهلها، على الرغم من عدم ضرورة إظهار جميع الأعراض التالية في الحالة نظراً لوجود العديد من الاضطرابات المرتبطة بها. كما أن كل شخص يعاني من التخبط النفسي قد يعاني من أعراض خاصة به، إلا أن الأعراض الشائعة يمكن حصرها على النحو التالي:

  • تقلبات مزاجية مستمرة: على الرغم من أن التقلبات المزاجية بين الحين والآخر تعتبر طبيعية. إلا أن الشخص غير المستقر نفسياً قد يعاني من تقلبات مزاجية حادة دون وجود سبب حقيقي يؤدي إلى ذلك. كما أن هذه التقلبات غالباً ما تكون سريعة، ففي لحظة معينة قد يكون الشخص سعيداً وما يلبث أن يتحول إلى شخص غاضب في اللحظة التالية.
  • الانسحاب الاجتماعي: الانسحاب المفاجئ من الأصدقاء والعائلة والأنشطة الاجتماعية دون وجود سبب معين مثل المشكلات المتفاقمة مثلاً. غالباً ما يدل على وجود مشكلة نفسية حديثة يعاني منها الشخص.
  • جنون العظمة: إن كنت شخص متخبط نفسياً فغالباً ما سيكون لديك شكوك بالأشخاص من حولك ولا تستطيع الثقة بهم. لذلك ستجد نفسك دائماً في موقف دفاعي بسبب أفكارك المؤلمة وشعورك بالخوف الشديد وعدم قدرتك على الاسترخاء والهدوء.
  • الأوهام: عند حدوث هذه الأوهام فإن الشخص غالباً يعاني من أفكار غريبة وغير عقلانية لا يمكن تغييرها. حيث يصبح الشخص حبيساً لعقله، لذلك فقد نجده يتحدث إلى نفسه على الرغم من وجوده بين الآخرين
  • تغير نمط الأكل: إن حدث تغير في العادات الغذائية المعتادة لدى الشخص وانعكاس ذلك على مظهره الخارجي دون وجود مشكلة عضوية في الأمر. فقد يدل ذلك إلى وجود مشكلة نفسية حقيقية يواجهها في هذه الأثناء.
  • الميل إلى العنف: قد يصبح الشخص يشعر بالتهديد الوهمي من قبل الآخرين. لذلك يسعى إلى حماية نفسه من خلال إظهار غضبه وانفعاله وعداء للآخرين.
  • عدم القدرة على التفكير بعقلانية: أو حتى اتخاذ القرارات البسيطة في الحياة والتي تصبح مهمة صعبة للغاية. كما أن التعامل مع الضغوط اليومية العادية يصبح حملاً ثقيلاً على الشخص. 

إن الرغبة بالموت أو امتلاك الشخص أفكاراً حقيقية حول الانتحار وسعيه إلى تنفيذ خطة معينة لذلك غالباً ما يدل على وجود مشكلة نفسية بحاجة إلى التدخل السريع.

 

أسباب التخبط النفسي

هناك الكثير من الأسباب المحتملة وراء إصابة الشخص بالتخبط أو عدم شعوره بالاستقرار النفسي. ومن ضمن هذه الأسباب:

  • تعاطي المخدرات: إن تعاطي المخدرات القوية أو الإفراط في تناول الكحول غالباً ما يؤثر على الصحة النفسية للشخص ويترك آثاراً سلبية على جهازه العصبي.
  • الصعوبات المالية: إذا كان الشخص يواجه مشكلات مالية مثل الديون أو عدم قدرته على تأمين تكاليف الحياة اليومية عندها تتأثر حالته النفسية بشكل كبير.
  • علم الوراثة: ثبت أن بعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام قابلة للانتقال وراثياً. كما أن بعضها الآخر قد يكون أكثر قابلية للاكتساب من خلال تعلم العادات السيئة.
  • تلف في الدماغ: سواء كانت المشكلة الدماغية نتيجة خلال في كيميائية الدماغ أو بسبب مشكلة هيكلية في التكوين البنائي للدماغ، فإن لذلك تأثيره الكبير على الصحة النفسية والإصابة بالتخبط النفسي.
  • الوحدة: العزلة الذاتية أو الوحدة طويلة الأمد يمكن أن تؤثر على الصحة العاطفية وتتسبب في إصابة الشخص بالوهم والعدوانية تجاه الآخرين.

    قد تؤدي الصدمة النفسية الكبيرة الناتجة عن إساءة معاملة في مرحلة مبكرة من حياة الشخص إلى الشعور بعدم الاستقرار النفسي.

     

    علاج التخبط النفسي

    مهما كانت المشكلة النفسية التي يعاني منها الشخص خلال تخبطه النفسي، فإن هناك مجموعة واسعة من العلاجات المتاحة، مثل:

    العلاج السلوكي

    يستخدم العلاج السلوكي تقنيات متنوعة لتغيير السلوكيات غير القادرة على التكيف للحصول على نتائج مرغوبة أكثر للوصول في النهاية إلى على التعامل مع المواقف المختلفة. وغالباً ما يكون هذا النوع من العلاج فعّالاً في حالات مثل:

    • الاكتئاب.
    • القلق واضطرابات الهلع.
    • الاضطراب ثنائي القطب.
    • اضطراب الكحول والمخدرات.

    بعض التقنيات المستخدمة في العلاج السلوكي تشتمل على التكييف الكلاسيكي والتكييف الفعًال.

    العلاج المعرفي السلوكي 

    يعتمد هذا العلاج على مساعدة المريض في فهم الأفكار التي تؤثر على حياته اليومية وكيفية انعكاسها على السلوكيات التي يمارسها والمشاعر التي يعاني منها. كما أنها تهدف إلى مساعدته على تغيير تلك الأفكار السلبية وتبديلها بأخرى أكثر إيجابية. ويستخدم العلاج المعرفي السلوكي في علاج القلق والإدمان والرهاب والاكتئاب بشكل شاسع.

    العلاج التحليلي النفسي

    على الرغم من التشابه بين هذا الأسلوب والعلاج المعرفي. إلا أن المعالج يحاول التعمق أكثر في نفسية المريض لمعرفة المزيد حول تجاربه السابقة واكتشاف المحفز الحقيقي للحالة التي يعاني منها. 

    تعتبر الأدوية النفسية من الأمور المهمة في علاج التخبط النفسي، حيث أنها تساعد في استقرار الحالة والتقليل من تأثير الأعراض المرافقة لها.

    دعم الأقران

    دائماً ما تضم مجموعة الأقران أشخاص تشافوا من حالات نفسية مشابه لما يعانيه الشخص المصاب بالتخبط النفسي. حيث يساعد هؤلاء الأشخاص في نقل نتائج تجاربهم وما يمكن أن يكون مفيد لتجاوز هذه المرحلة من الحياة. كما أن هذه المجموعات غالباً ما تساعد في تقليل الشعور بوصمة العار لدى الآخرين.

    اعرف المزيد: أهمية شبكة الدعم النفسي الاجتماعي في التعافي النفسي

     

    نصيحة عرب ثيرابي

    إن كنت تشعر بأن تصرفاتك أو طريقة رؤيتك للأمور أصبحت على غير اعتيادها فلا بد من متابعة حالتك عن كثب أكبر. حيث أن الضغوط النفسية التي نواجهها في هذه الأيام قد تكون كفيلة في الإصابة ببعض المشكلات النفسية دون إدراك منا.

    وفي هذه الحالة ينصحك الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي بما يلي:

    • استشر أخصائياً نفسياً للحصول على المساعدة حتى يتمكن من تشخيص حالتك والتوصية بأفضل خطة علاجية ممكنة.
    • لا تحاول استخدام العلاج الذاتي.
    • ابحث عن أساليب التكيف الصحية واتبعها قدر الإمكان. فمثلاً قد تجد من الجيد التحدث مع العائلة والأصدقاء أو تدوين اليوميات أو ممارسة الأنشطة المفضلة.