ما ستجده في هذا المقال:
يعد العلاج السلوكي واحداً من أنواع العلاج النفسي التي تهدف إلى تحديد السلوكيات السلبية أو غير الصحية ثم المساعدة في تصحيحها. ويركز هذا العلاج غالباً على المشكلات الحالية وكيفية تغييرها. نتعرف أكثر في هذا المقال على العلاج السلوكي وأنواعه وتقنياته واستخدماته وأمور أخرى فتابع معنا.
ما هو العلاج السلوكي؟
من أبرز المعلومات التي يمكن ذكرها حول ماهية هذا العلاج:
- يعد العلاج السلوكي مصطلحاً يصف مجموعة واسعة من التقنيات المستخدمة لتغيير السلوكيات غير السليمة.
- يعتمد العلاج على الفعل ولهذا يميل العلاج السلوكي إلى التركيز بشكل كبير على السلوكيات.
- تعد السلوكيات في هذا العلاج هي نفسها المشكلة التي يجب علاجها ويتم العلاج بتعليم الناس سلوكيات جديدة لتقليل المشكلة أو القضاء عليها.
- يشير هذا العلاج إلى أن الأمور التي تم تعلمها في القدم أدت إلى ظهور مشكلة ما، ولذلك فإن التعلم الجديد يمكنه حلها.
- يمكن أن يفيد هذا العلاج الأشخاص الذين يعانون من مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية.
وجدت الأبحاث أن ما يقرب من 67% من الأشخاص الذين يستخدمون العلاج النفسي يشعرون بنوع من التحسن الإيجابي.
توجد أنواع مختلفة لهذا العلاج، ويعتمد النوع الذي سيتم استخدامه على مجموعة كبيرة من العوامل بما في ذلك الحالة التي يتم علاجها أو شدة الأعراض التي يعاني منها الشخص. نتعرف أكثر على هذه الأنواع في الفقرة التالية فتابع معنا.
اعرف المزيد: العلاج السلوكي بالغمر وفوائده
ما هي أنواع العلاج السلوكي؟
تشمل أبرز أنواع العلاج ما يلي:
- العلاج المعرفي السلوكي: يعتمد على التقنيات السلوكية ثم يضيف عنصراً معرفياً مع التركيز على الأفكار السلبية وراء السلوكيات. وقد يستخدم فيه اللعب لمساعدة الطفل على تعلم كيفية التفكير والتصرف بشكل مختلف.
- العلاج الجدلي السلوكي: يستخدم التقنيات السلوكية والمعرفية لمساعدة الأشخاص على تعلم كيفية إدارة عواطفهم والتعامل مع القلق وتحسين العلاقات بين الأشخاص.
- العلاج بالتعرض: يتضمن تقنيات تعرض الأشخاص لمحفزات مخاوفهم أثناء ممارسة استراتيجيات الاسترخاء. وهو مفيد لعلاج أنواع معينة من الرهاب وأشكال القلق الأخرى.
- تحليل السلوك التطبيقي: يستخدم آليات التكيف الفعالة لتشكيل أو تعديل السلوكيات التي فيها مشكلات.
- العلاج الانفعالي العقلاني السلوكي (REBT): يركز على تحديد الأفكار أو المشاعر السلبية، ثم يستبدل المرضى هذه الأفكار بأفكار أكثر عقلانية وواقعية.
- نظرية التعلم الاجتماعي: تركز على كيفية تعلم المريض من خلال الملاحظة؛ إذ إن ملاحظة مكافأة الآخرين أو معاقبتهم على أفعالهم يمكن أن تؤدي إلى التعلم أو تغيير السلوك.
- العلاج بالقبول والالتزام: يتم تعليم الأشخاص مهارات اليقظة الذهنية واستراتيجيات القبول بهدف زيادة المرونة النفسية، كما يتم استخدام أساليب الالتزام وتغيير السلوك.
يعد العلاج السلوكي فعالاً للأطفال فهو يهدف إلى تقليل تكرار السلوكيات غير المرغوب فيها، وزيادة تكرار السلوكيات المرغوبة عند الأطفال.
من المهم أن تتعرف على المزيد من المبادئ الأساسية التي تساهم في هذا النوع من العلاجات من أجل فهم كيفية عمله. وتعتمد التقنيات المستخدمة في هذا العلاج على نظريات مختلفة. تعرف أكثر عنها في الفقرة التالية فتابع معنا.
ما هي تقنيات العلاج السلوكي؟
نذكر من أبرز تقنيات في هذا العلاج ما يأتي:
إزالة التحسس المنهجية (Systematic Desensitization)
تساعدك هذه العملية على أن تصبح أقل حساسية لبعض المحفزات. ويعتمد العلاج بشكل كبير على التكييف الكلاسيكي، وهو نوع من التعلم اللاواعي والتلقائي الذي يخلق السلوك وغالباً ما يستخدم في علاج الرهاب.
أثناء علاج إزالة التحسس تتعلم استبدال استجابات الخوف باستجابات الاسترخاء، والتي تبدأ بتعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس. وبمجرد أن تتقن هذه التقنيات فإن المعالج سيجعلك تواجه مخاوفك بمستويات متزايدة تدريجياً أثناء استخدامك لهذه التقنيات.
العلاج بالتبغيض (Aversion Therapy)
يستخدم هذا العلاج غالباً لعلاج اضطرابات مختلفة مثل اضطراب تعاطي المخدرات أو اضطراب تعاطي الكحول. ويعمل عن طريق تعليم الناس ربط الحافز (الأمر الذي يؤدي إلى الاستجابة) بأمر غير سار. مثلاً قد يعلمك المعالج كيفية ربط المخدرات بذكرى مؤلمة.
يتمحور العلاج المعرفي السلوكي حول كيفية تأثير أفكارك ومعتقداتك على تصرفاتك وحالتك المزاجية. ويركز على مشاكلك الحالية وكيفية حلها.
الإشراط الأدواتي أو الاستثابي (Operant Conditioning)
يركز العلاج على كيفية استخدام التعزيز والعقاب لزيادة أو تقليل تكرار السلوك. وتتمتع هذه الأساليب بميزة التركيز العالي، مما يعني أنها يمكن أن تنتج نتائج سريعة وفعالة.
العلاج الاستفزازي (Flooding Therapy)
تتضمن هذه العملية تعريض الأشخاص لأشياء أو مواقف مثيرة للخوف بشكل مكثف وسريع. وغالباً ما يستخدم هذا العلاج لعلاج الرهاب، وخلال هذه العملية ستمنع من الهروب أو تجنب الموقف.
يمكن استخدام هذا العلاج لعلاج مجموعة واسعة من الحالات أو الاضطرابات النفسية. يمكنك أن تتعرف على أبرز هذه الاضطرابات في الفقرة التالية فتابع معنا.
قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال
لماذا يستخدم العلاج السلوكي؟
تشمل الاضطرابات التي يستخدم فيها هذا العلاج ما يأتي:
- اضطراب ثنائي القطب أو القلق.
- اضطرابات تعاطي الكحول أو المخدرات.
- الوسواس القهري أو اضطرابات طيف التوحد.
- الاكتئاب أو اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
- اضطراب الشخصية الحدية أو اضطرابات الأكل.
- الرهاب أو اضطراب الهلع.
- الشره المرضي أو الاضطرابات المرتبطة بالغضب.
- الاضطرابات الجسدية مثل اضطراب الأعراض الجسدية.
عادةً ما تركز العلاجات التي تتضمن تقنيات سلوكية على تحقيق النتائج في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
بعد أن ذكرنا أبرز الأنواع والتقنيات والاستخدمات قد تساءل هل يعد هذا العلاج من العلاجات الفعالة؟ دعنا نتعرف معاً على الإجابة في الفقرة التالية.
هل العلاج السلوكي فعال؟
من أبرز المعلومات التي يمكن ذكرها ما يأتي:
- يعتمد مدى نجاح هذا العلاج على عوامل مثل نوع العلاج المحدد المستخدم بالإضافة إلى الحالة التي يتم علاجها.
- تبين أن العلاج المعرفي السلوكي مفيد لبعض أعراض الفصام، لكنه لم يظهر أي فوائد لحالات الانتكاس أو دخول المستشفى بالمقارنة مع أشكال العلاج الأخرى.
- يملك هذا العلاج عدداً من المزايا، ومع ذلك قد لا تكون الحل الأفضل خاصة لحالات الصحة النفسية المعقدة.
- يجب استخدام هذا العلاج جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية والعلاجية الأخرى عند علاج بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الشديد والفصام.
وجد الباحثون أن فعالية العلاج المعرفي السلوكي في علاج اضطرابات تعاطي المخدرات يمكن أن تختلف تبعاً للمادة التي يستخدمها الشخص.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت مهتماً بهذا العلاج فهناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتحقيق أقصى استفادة منه. يذكرها لك عرب ثيرابي كما يأتي:
- ابحث عن معالج سلوكي مثل بعض الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين أو علماء النفس.
- اطلب التوصيات أثناء بحثك.
- بمجرد أن تبدأ العلاج ناقش الأهداف المطلوبة مع المعالج.
- التزم بالعلاج حتى يكون فعالاً.
