Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
أدوية الأمراض النفسية

أدوية الأمراض النفسية بين الإيجابيات والسلبيات

عند الإصابة بأحد الأمراض النفسية تتأثر الحياة اليومية للشخص بشكل كبير، وللحد من هذا التأثير والتقليل من الأعراض يتم وصف بعض الأدوية التي من شأنها التأثير على الهرمونات الدماغية. إن كنت بحاجة إلى تناول إحدى هذه الأدوية فإن السطور التالية تهمك.

تعرف معنا على أهم الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بهذه الأدوية واتخذ القرار المناسب لك.

 

كيف تعمل أدوية الأمراض النفسية؟

لا تؤثر النواقل العصبية فقط على الوظائف الجسم المعروفة، لكن تأثيرها يمتد للمشاعر والعواطف مثل الشعور بالمتعة والخوف والفرج والمزاجية. ومن خلال الأدوية النفسية يمكن إعادة التوازن والتنظيم لهذه النواقل العصبية في الدماغ للتقليل من الأعراض المرافقة للأمراض النفسية. ومن النواقل العصبية المستهدفة بهذه الأدوية:

  • السيروتونين: والذي يعتبر هرمون السعادة بشكل مطبق.
  • الدوبامين: وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة.
  • حمض أمينوبوتيريك (GABA): من النواقل العصبية المهدئة، حيث يساعد هذا الهرمون الدماغي على الشعور بالراحة والاسترخاء.
اعرف المزيد: هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟

 

إيجابيات أدوية الأمراض النفسية

بالنسبة لمجموعة كبيرة من الأشخاص تعتبر الأدوية النفسية فعّالة بشكل كبير خاصة في مشكلات مثل الاكتئاب أو القلق أو الفصام. وتظهر إيجابيات هذه الأدوية على النحو التالي:

  • السيطرة على الأعراض: تتيح هذه الأدوية القدرة على السيطرة على الأعراض، كما أنها تخفيها في بعض الأحيان. فمثلاً الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تحد من أعراض مثل الحزن والتعب والتغيرات في الشهية.
  • تحسين الأداء اليومي: تتأثر الحياة اليومية لدى بعض مرضى الأمراض النفسية بشكل كبير. لكن من خلال الأدوية المناسبة يمكن للشخص استعادة قدرته على أداء المهام اليومية الموكلة إليه بشكل فعّال. كما هو الحال بالنسبة لمرضى الفصام عند تناول الأدوية المضادة للذهان.
  • زيادة جودة الحياة: ما أن تبدأ الأعراض المزعجة بالاختفاء أو التراجع حتى يستطيع الشخص من استعادة حياته اليومية بجميع تفاصيلها. وهذا ما يحدث فعلاً عند العلاج من الاكتئاب حيث يستطيع الشخص من التواصل مع الآخرين والعودة إلى العمل والشعور بالسعادة من جديد.
  • الأدوية النفسية آمنة: وطبعاً هذا يندرج تحت شرط وصفها من قبل طبيب نفسي والالتزام بالجرعات العلاجية المحددة. حيث أنه من غير المرجح أن يختار لك الطبيب غير مناسب لحالتك ووضعك الصحي.
قد يهمك: اختبار الاكتئاب (اختبار مجاني ونتيجة مباشرة)

 

سلبيات أدوية الأمراض النفسية

جميع الأدوية لها سلبيات وإيجابيات على حد سواء، كذلك الحال بالنسبة لأدوية الأمراض النفسية. كما أن الشخص قد يحتاج إلى تجربة عدة أنواع من الأدوية قبل الوصول إلى النوع المناسب والجرعات الملائمة له. وعلى عكس ما هو متداول، فإن هذه الأدوية لا تسبب الإدمان (باستثناء الأدوية المضادة للقلق) على عكس الأدوية الأفيونية. ومن السلبيات المتعلقة بالأدوية النفسية:

الآثار الجانبية

كما هو الحال في جميع الأدوية، تأتي الأدوية النفسية بمجموعة من الآثار الجانبية والتي يعتمد ظهورها على عوامل متنوعة مثل نوع الدواء والحالة الصحية لدى المريض. ففي الوقت الذي قد يعاني المريض من آثار جانبية لا يمكنه تحملها قد لا يواجه مريض آخر أي نوع من هذه الآثار الجانبية. ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً لأدوية الأمراض النفسية:

  • جفاف الفم.
  • التغيرات على الحالة الجنسية.
  • زيادة الوزن.
  • الشعور بالتعب.
  • النعاس أو زيادة الرغبة بالنوم.
  • اضطراب في نمط النوم.
  • الشعور بالدوار أو الدوخة.
  • عدم وضوح الرؤية أو ضبابيتها.
  • الشعور بالغثيان.
  • حدوث إمساك.

بالإضافة إلى ما سبق، هناك احتمالية حدوث آثار جانبية أكثر خطورة والتي تحتاج إلى تدخل طبي فوري مثل:

  • ردود الفعل التحسسية.
  • الدخول في نوبات من الهوس.
  • حدوث نوبات صرع.
  • التفكير في الانتحار أو القيام بمحاولات حقيقية.
  • الارتعاش.
  • فقدان التنسيق أو التوازن بالحركات.

إن كنت تشعر أن الآثار الجانبية تزيد عن مدى فاعلية الأدوية لعلاج الأمراض النفسية، فلا تتردد في التحدث مع طبيبك النفسي المعالج، حيث أن تعديل الجرعات أو استبدال الدواء من الخيارات المتاحة في هذه الحالة.

كون الآثار الجانبية للأدوية النفسية محتملة، هذا يجعل بعض الأشخاص يعانون من أثار خفيفة وبعضهم الآخر لا يعاني من شي أبداً.

تأخر النتائج الإيجابية

تحتاج الكثير من الادوية النفسية إلى المزيد من الوقت قبل أن يلاحظ الشخص النتائج الإيجابية المترتبة أو التحسن التام. ففي الوقت الذي تحتاج فيه بعض الأدوية إلى عدة أيام فقط للشعور بالتحسن، قد يحتاج بعضها الآخر إلى أسابيع عديدة أو أشهر في بعض الأحيان.

فاعلية الدواء

بالإضافة إلى الحاجة إلى التحلي بالصبر والاستمرار في تناول الدواء لفترة من الزمن قبل الشعور بالتحسن، فإن بعض الأدوية تبدو فاعليتها معدومة في حال عدم مناسبتها للحالة. لذلك قد يلجأ الطبيب إلى استبدال الدواء بآخر إلى أن يجد ما يناسب المريض ويأتي بالنتائج المرجوة.

من المهم الانتباه إلى ضرورة عدم إيقاف المريض للدواء بشكل ذاتي مهما تأخر شعوره بالتحسن. حيث أن التوقف دون الأخذ بنصائح الطبيب المعالج يسبب أعراض انسحابية مزعجة.

 

أصناف الأدوية النفسية الأكثر شيوعاً

هناك مجموعات كثيرة من الأدوية التي من شأنها علاج الأمراض النفسية المتنوعة، لكن أشهر هذه الأدوية هي:

  • مضادات الاكتئاب: تعتبر مضادات الاكتئاب (مثل مثبطات امتصاص السيروتونين SSRI) من أكثر أنواع الأدوية النفسية شيوعاً على الإطلاق. وتستخدم عادة لعلاج حالات مثل اضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق واضطرابات الأكل. تعمل عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ.
  • مضادات الذهان: من أهم الأدوية المستخدمة في حالة الفصام. كما أنه يتم تناولها من قبل الأشخاص الذين يعانون من أعراض ذهانية مرافقة لحالات مثل الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب ومرض الزهايمر. 
  • مثبتات المزاج: تُستخدم مثبتات المزاج عادةً لعلاج الاضطراب ثنائي القطب أو اضطرابات الشخصية. حيث أنها تساعد في إعادة الموازنة بين الارتفاعات والانخفاضات المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب.
  • المنشطات: تُستخدم المنشطات غالباً في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). وتركز هذه الأدوية على زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ.
  • مضادات القلق: تستخدم لعلاج جميع أنواع اضطرابات القلق. وتعمل عادةً من خلال تقليل القلق وتعزيز الاسترخاء وإزالة الأعراض الجسدية التي يمكن أن يعاني منها الشخص.

تُستخدم مضادات الذهان من الجيل الأول عادةً لعلاج الذهان. بينما مضادات الذهان من الجيل الثاني تستخدم لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الاكتئاب الشديد.

 

نصيحة عرب ثيرابي

تحتاج الكثير من الأمراض النفسية إلى الأدوية للسيطرة على الأعراض التي يعاني منها الشخص. لكن تعد الخطة العلاجية المتكاملة المتضمنة على الدواء والعلاج النفسي أكثر فاعلية على المدى البعيد. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالخضوع لجلسات علاجية ليتمكن المريض تعلم المزيد من المهارات التي تساعده في التعامل مع المواقف الحياتية، كما يمكن استبدال الأنماط الفكرية السلبية التي يمتلكها بأخرى أكثر إيجابية.