Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الاكتئاب والحزن بسبب رفض الماضي

الاكتئاب والحزن بسبب رفض الماضي وتجاربه المؤلمة

جميعنا يؤثر عليه الماضي بشكل أو بآخر، حيث أن التعرض للمواقف المؤلمة يبقى في داخل النفس الكثير من المشاعر السلبية. لكن يختلف الأشخاص في طريقة تعاملهم مع هذه المواقف، فهناك من يعاني حقاً بسبب رفض الماضي وتفاصيله فيصاب بالاكتئاب والحزن على ما مر به. بينما آخرين قد لا يتجاوز الأمر لديهم مرحلة حياتية وتنتهي رغم تأثيراتها.

إن كنت ترفض ماضيك أو يولد لديك المشاعر السلبية فتعرف معنا على أفضل الطرق لتجعل تأثير ماضيك أقل حدة عليك.

 

لماذا يسبب رفض الماضي الشعور بالاكتئاب والحزن؟

إن التعرض لمواقف مرهقة أو مؤلمة في الماضي قد يسبب الكثير من المشكلات النفسية للشخص، حيث يبقى يفكر باجترار بما حدث إليه وفي بعض الأحيان يرفض الاقتناع أنه فعلاً مر بذلك.

قد ترتبط هذه المواقف بالاكتئاب والحزن المرافق له أو قد يصاب الشخص باضطراب ما بعد الصدمة أو الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام.

في بعض الأحيان قد يكون رفضنا للماضي ناتج عن خوفنا الداخلي من المرور بالمواقف المؤلمة في المستقبل من جديد.

قدي يهمك: اكتئاب الحنين: لماذا يشعرنا الحنين إلى الماضي بالاكتئاب؟

 

كيف يمكن التخلص من الاكتئاب والحزن بسبب رفض الماضي؟

يمكنك تقبل الماضي أو تركه يمر وينتهي دون أن يبقى يؤثر على حياتنا، وبالتالي التخلص من الحزن والاكتئاب وجميع ما يسبب المشاعر السلبية الأخرى المتعلقة بالتجارب الماضية. ولتحقيق ذلك لا بد من القيام ببعض الخطوات مثل:

اتخاذ القرار بالتخلي عن الماضي

قد يمر الوقت قبل أن يدرك الشخص ما يسبب الاكتئاب والحزن لديه، لكن ما أن يدرك موقفه من الماضي ومدى الرفض الذي يعيشه تجاهه واكتشاف تأثير ذلك عليه حتى يعيد النظر في الأمور. فيصبح قرار المضي قدماً وترك الماضي بما يحمله من مواقف صعبة في الخلف.

الاعتراف بالمشاعر

على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أن الاعتراف بما يسببه الماضي وتجاربه القاسية يعد مهماً جداً للمضي قدماً وترك أحداثه في مكانها. غالباً ما يكون من الأفضل التحدث عن هذه المشاعر أمام أخصائي نفسي متخصص يمكنه التعامل مع ما يحتمل ظهوره من مشاعر بطريقة سليمة.

تحمل المسؤولية

لا يعني ذلك إلقاء اللوم على النفس، بل فقط النظر إلى الأحداث الماضية بعين ناقدة والتعرف على الأسباب في تلك المواقف. إن القدرة على تحمل المسؤولية بحيادية يساعد الشخص على الشعور بمدى قدرته على التحكم والسيطرة على المواقف المشابهة في المستقبل.

زيادة اليقظة الذهنية

تساعد اليقظة الذهنية في بقاء الشخص في حاضره دون انخراطه بما يزعجه أو يسبب له التوتر والحزن والاكتئاب. حيث أنك ما أن تبدأ باجترار الأفكار المتعلقة بالماضي حتى تقل يقظتك الذهنية. لذلك حاول زيادة هذه اليقظة من خلال تجربة:

  • الاستمتاع بالأمور البسيطة التي تعيشها، وإن كانت وجبة لذيذة.
  • ممارسة هواية تجعلك على تواصل أكبر بحواسك مثل العزف على آلة موسيقية.
  • ممارسة تأمل اليقظة الذهنية.

حاول الانتباه إلى الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك وكن لطيفاً قدر الإمكان، قم باستبدال بعض العبارات القاسية بأخرى أكثر تسامحاً.

لكن هل هناك بعض التصرفات أو السلوكيات التي من شأنها أن تزيد من حدة المشاعر السلبية وتعزز رفضنا للماضي؟ تابع القراءة لاكتشاف ما يجب عليك أن تتجنبه في هذه الحالة.

 

رد فعل يزيد من رفض الماضي ويسبب الاكتئاب والحزن

في كثير من الأحيان تكون المواقف المؤلمة كامنة في داخلنا ما لم يتم علاجها بشكل مبكر فور حدوثها. ومع مرور الوقت والتعرض للمحفزات تصبح مشاعر الاكتئاب والحزن الشديد ظاهرة على السطح ويسبب ذلك رفض جديد للماضي بما يحمله. حيث أن التعامل مع هذه المشاعر بطرق معينة كفيلة بزيد الذكريات سوءاً. ومن ضمن هذه الطرق:

  • قمع المشاعر: لا تساعد إنكار المشاعر أو قمعها على حل المشكلة، بل يزيد من حدة المشاعر في داخل أنفسنا. ليظهر ذلك على شكل مرض جسدي مثل ارتفاع ضغط الدم أو نفسي مثل الاكتئاب أو القلق المفرط مع مرور الوقت. لذلك ابحث عن طريقة مناسبة للتفريغ من الكبت النفسي الذي تتبعه أسلوباً للهروب من مشاعرك.
  • رد الفعل السلبي: وذلك من خلال زيادة مستويات التوتر والغضب لدى الشخص، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على مدى قدرته على التعامل مع المواقف الحياتية. بالإضافة إلى تأثيره على العلاقات الشخصية والاجتماعية للشخص ومدى قدرته على المحافظة عليها سليمة.
  • إصلاح أنفسنا: بسبب لومنا المستمر لأنفسنا على ما مررنا به في المواقف المؤلم، قد نرغب بإصلاح أنفسنا بشكل مفرط إلى درجة الهوس في الأمر. فمثلاً يمكن أن نحارب مشاعرنا السلبية بشتى الطرق مما يزيد من التوتر الذي يحتمله الشخص. تذكر أن مقاومتك لنفسك لا تعمل إلا زيادة الضغط والإرهاق النفسي.

على الرغم من أن التنمية الشخصية وإصلاح النفس هي أداة قيمة لتطورنا، إلا أنها يمكن أن تصبح فخاً في بعض الأحيان.

كما أن هناك تصرفات يجب عليك الابتعاد عنها للتخلي عن المشاعر السلبية المتعلقة بالماضي، هناك سلوكيات تتعزز عملية التعافي لديك. حاول فهمها جيداً وطبقها لتستفيد منها.

 

أساليب جيدة للتقليل من الاكتئاب والحزن بسبب رفض الماضي

هناك بعض الأساليب الذاتية التي من شأنها كبح المشاعر السلبية التي يسببها رفض الماضي وتجاربه المزعجة. فما عليك إلا:

  • التسامح: على الرغم من أهمية وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد الحدود التي لا يمكن تجاوزها مجدداً، فإن التسامح وغفران إساءة الآخرين إن كان سبب المواقف الماضية أشخاص مقربين يعد أمراً مهماً للمضي قدماً واستعادة المحبة والعلاقات من جديد. لذلك حاول التعلم من التجربة ما يمكن أن يمنع تكرارها في المرات القادمة لكن تحلى بالغفران في الوقت ذاته.
  • النسيان: لا تنسى ما تعلمته من تجربتك، بل انسى ما قد تسببت فيه من شعور بالألم والحزن والاكتئاب. فلا تحمل هذه المشاعر السلبية معك في حياتك المستقبلية ولا تتركها تؤثر على تجاربك القادمة. لا يعني أنك مررت بتجارب قاسية في الماضي على أنك ستعيش الحالة ذاتها بالمستقبل. ثق بنفسك من جديد فأنت أصبحت أقوى مما سبق.
اعرف المزيد: هل الصدمة النفسية تسبب فقدان الذاكرة؟

 

نصيحة عرب ثيرابي

في بعض الأحيان يبدو الماضي بما يحمله من مواقف مؤلمة راسخاً لا يساعد شيء في التخلص منه. عندها ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة الحصول على المساعدة المتخصصة للتخلص مما يسببه من مشاعر مزعجة.

وغالباً ما يعتمد العلاج النفسي في هذه الحالة على أسلوب من الأساليب التالية:

  • علاج القبول والالتزام.
  • العلاج المعرفي السلوكي.
  • الحد من التوتر القائم على اليقظة.