ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من التشابه الكبير بين الخوف من الناس والقلق الاجتماعي بما في ذلك طرق العلاج، إلا أنه في الحالة الأولى يبدي الشخص خوفه في جميع المواقف سواء كانت مألوفة أم لا. بينما في الحالة الثانية فإن الشخص يقلق بشأن المواقف الاجتماعية غير المألوفة عليه فقط.
إن كنت تعاني من الخوف من الناس، فإن هذه المقالة مهمة لك. حيث نتناول فيها الطرق المتاحة للتقليل من الأعراض وعلاج الحالة في النهاية.
ما هو الخوف من الناس؟
الأنثروبوفوبيا أو الخوف من الناس هو نوع من أنواع الرهاب المحدد، والذي يعاني الشخص خلاله من قلق شديد وخوف غير عقلاني من الناس أو عندما يكون بصحبة أفراد أو مجموعات أو حشود.
وغالباً ما يصف الشخص شعوره بأنه يتم الحكم عليه أو مراقبته. وعادة ما يكون السبب وراء هذه الحالة هو عدم الراحة من الصورة الذاتية وكيف ينظر إليك الآخرون.
على الرغم من عدم إدراج الخوف من الناس كاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، لكنه يبقى ضمن أنواع الرهاب المحددة.
طرق علاج الخوف من الناس نفسياً
هناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها علاج الشخص الذي يعاني من الخوف من الناس. لكن تعد العلاجات النفسية الخط العلاجي الأول لمثل هذه الحالات، ومن ضمن العلاجات المناسبة لهذه الحالة:
علاج بالتعرض
العلاج بالتعرض هو نوع من العلاج النفسي يقوم فيه المعالج بتعريض الشخص للمخاوف الكامنة داخله. حيث يتم تقسيم هذه المخاوف بناءً على درجتها وحدة الأعراض التي تنتج عنها. ومن ثم يقوم المعالج بتعريض الشخص لها بشكل تدريجي وفي بيئة آمنة تضمن عدم التعرض لأي نوع من المخاطر.
غالباً ما يبدأ العلاج بالتعرض بتعلم كيفية المحافظة على التواصل البصري مع المعالج النفسي، ومن ثم الانتقال إلى الآخرين.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
العلاج المعرفي السلوكي هو من أكثر العلاجات النفسية شيوعاً، حيث أنه يناسب معظم الاضطرابات النفسية. ويساعد هذا النوع من العلاج الشخص على تحديد السلوكيات التي تسبب له الشعور بالضيق والقلق، ومن ثم يعلمه كيفية تغييرها أو استبدالها بما هو أفضل منها.
بالإضافة إلى ذلك يساعد هذا العلاج في التقليل من الحديث السلبي مع النفس، مما يساهم بشكل كبير وفعال في علاج الخوف من الناس.
اعرف المزيد: العلاج المعرفي السلوكي للقلق
علاج الصدمات
تسبب الصدمات النفسية والتجارب الحياتية اليومية التي عايشها الشخص خلال فترة الطفولة سبباً في الكثير من حالات الخوف من الناس. لذلك فإن علاج هذه الصدمات يساعد بشكل مباشر في علاج الخوف والقلق الذي يعاني منه الشخص عند مواجهته للناس.
من خلال استهداف العقل اللاواعي بواسطة التنويم المغناطيسي، يمكن تقليل ردود الفعل غير العقلانية المرتبطة بالمخاوف، مما قد يساعد في تقليل الأعراض.
علاج الخوف من الناس بالأدوية
لا يتم اللجوء إلى الأدوية لعلاج الخوف من الناس إلا في الحالات التي تؤثر بها هذه المخاوف بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص. حيث غالباً ما يقوم الطبيب النفسي باختيار إحدى الأدوية التالية:
البنزوديازيبينات
من العلاجات الدوائية المناسبة لعلاج اضطرابات القلق الشديدة، وتعد مسكنات قصيرة المفعول ويتم تناولها عادة قبل المواقف التي تسبب القلق. ومن الأمثلة عليها:
- كلونازيبام (Clonazepam).
- ألبرازولام (Alprazolam).
- لورازيبام (Lorazepam).
يجب استخدام البنزوديازيبينات بحذر لما لها من آثار جانبية، بالإضافة إلى إمكانية الإدمان عليها خاصة في حال استخدامها لفترة طويلة.
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
هي فئة من مضادات الاكتئاب تستخدم في علاج اضطرابات القلق بما فيها الرهاب. أنها تساعد على خفض مستويات السيروتونين في الدماغ، والتي يرتبط الرهاب بها أيضاً. ومن بينها:
تشمل الخيارات ما يلي:
- بروزاك (Prozac).
- باكسيل (Paxil).
- ليكسابرو (Lexapro).
- سيليكسا (Celexa).
- زولوفت (Zoloft).
وغالباً ما تحتاج هذه الأدوية إلى بعض الوقت ليبدأ مفعولها في علاج الخوف من الناس. وفي هذا الوقت قد يحتاج الشخص إلى التعامل مع الآثار الجانبية التي تسببها هذه الأدوية، والتي من ضمنها:
- الشعور المفرط بالنعاس.
- الأرق.
- الارتعاش.
- الإمساك.
- انخفاض الرغبة الجنسية، أو عدم القدرة على الانتصاب.
تقنيات الاسترخاء لعلاج الخوف من الناس
تساعد تقنيات الاسترخاء المتنوعة في الحد من أعراض القلق والخوف الناتج عن التواجد بين الآخرين أو التفكير بالأمر. فما عليك إلا تجربة الطرق التالية واختيار ما تجده أكثر فائدة بالنسبة لك:
- التنفس العميق: أو ما يسمى بالتنفس من البطن. ويعتمد هذا التنفس على الحجاب الحاجز خلال الشهيق والزفير بدلاً من عضلات الصدر.
- التخيل: تخيل نفسك بموقف اجتماعي بين الناس يمكن أن يساعد في تقليل أعراض القلق. يتم إجراء ذلك أحياناً كجزء من العلاج بالتنويم المغناطيسي.
- التصور الموجهة: تتضمن ذلك تخيل نفسك في مكان هادئ فور شعورك بالقلق أو التوتر من المواقف الاجتماعية. وعادة ما يتم توجيه التصور بشكل واضح من قبل المعالج النفسي أو من خلال الاستماع إلى التسجيل.
- التأمل: يتضمن تأمل اليقظة الذهنية التركيز على ما يحدث في الوقت الحاضر بدلاً من توقع الأشياء التي يمكن أن تثير القلق والخوف لديك.
تساعد المشاركة في مجموعات الدعم على العثور على استراتيجيات جديدة وأدوات جديدة لمحاربة القلق.
المساعدة الذاتية لعلاج الخوف من الناس
على الرغم من صعوبة المرور بالكثير من المواقف الحياتية بالنسبة للشخص الذي يعاني من الخوف من الناس، إلا أن إدراكه بأن هناك الكثير من الأمور التي تساعده على تجاوز مشكلته وعلاجها يحفزه على القيام بما يترتب عليه.
لذلك قم بتجربة الأمور التالية ولاحظ الفرق في الأعراض التي تعاني منها:
- الخروج من المنزل بانتظام: لن تجلب لك سلوكيات التجنب إلا المزيد من الخوف والقلق، لذلك حاول التقرب من الآخرين أو التواجد بينهم للتغلب على الأعراض مع مرور الوقت.
- مراقبة مستويات التوتر: يؤثر التوتر اليومية على طريقة التعامل مع المواقف الحياتية. لذلك حاول مراقبة مستويات التوتر لديك لمعرفة المحفزات ومن ثم التخلص منها والحد من توترك.
- الانخراط في الرعاية الذاتية: كلما اهتممت بنفسك أكثر كلما زادت ثقتك بنفسك. وبالتالي لن تقلق بشأن أحكام الآخرين عليك. وفي سبيل ذلك مارس التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي واهتم بنظافتك أو هيئتك الخارجية.
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من معرفة أن هناك أشخاص سامين أو سيئين، إلا أن هناك في الوقت ذاته أشخاص طيبين ويجلبون السعادة للآخرين. لا تحاول الحكم على الجميع من خلال نظرتك السلبية.
ولتتمكن من ذلك ينصحك الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي بالاعتراف بأن الخوف لا يستند بالضرورة إلى الواقع ولا تحاول إنكار ما تشعر به بل حاول التفكير به بشكل أكثر منطقياً.
