ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما تساعد تصرفات المريض النفسي في التمكن من التعرف على الاضطراب الذي يعاني منه بشكل مبكر، فما هي إلا دليل على وجود مشكلة لا بد من علاجها أو السيطرة عليها. لكن في بعض الحالات يكون التعرف على هذه الدلائل أمر في غاية الصعوبة، لذلك لا بد من الانتباه والتركيز جيداً عند الشك بأي أمر.
تصرفات المريض النفسي
لا يظهر المرض النفسي فجأة لدى الشخص، بل غالباً ما يلاحظ الشخص نفسه أو المحيطين بعض الأعراض والتصرفات الغريبة أو غير المعتادة والتي تشير إلى أن أمراً غير طبيعي يحصل له.
وتساعد ملاحظة هذه الأعراض والسلوكيات في الحصول على الدعم النفسي المناسب في وقت مبكر، مما يزيد من نسبة الشفاء أو يقلل من حدة الأعراض أو تؤجل الإصابة بالمرض في الكثير من الأحيان. ومن التصرفات التي يبديها المريض النفسي:
- زيادة التهيج والانفعال: بسبب التقلبات المزاجية التي يشعر بها المريض النفسي فإنه يصبح أكثر عرضة للتهيج والانفعال على المواقف التي لا تستدعي ذلك. حيث أن ما لا يزعجه الآن يمكن أن يتسبب بردود أفعال حادة بعد برهة من الزمن.
- الانسحاب الاجتماعي: من التصرفات الملاحظة بشدة لدى المريض النفسي انسحابه من العلاقات الاجتماعية والرغبة بالبقاء وحيداً في الكثير من الحالات. بالإضافة إلى فقدانه الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية المفضلة.
- تجنب المواقف المحفزة: بعض المواقف قد تزيد حساسية المريض النفسي، حيث تواجد بعض المحفزات قد تذكره بأمور لا يرغب تذكرها أو تجعله يشعر بالمزيد من السلبية. ومن ضمن المحفزات مشاهدة معينة أو أصوات تذكره بأمور خاصة لديه أو الروائح أو طريقة اللمس.
- انخفاض الأداء: لا يتمكن الشخص من أداء المهام والنشاطات التي اعتاد عليها وذلك بسبب عدم امتلاكه الطاقة أو لعدم ثقته بنفسه، مما يتسبب في انخفاض أدائه المهني أو تحصيله الدراسي.
- العدوانية: في حالات كثير يبدأ المريض النفسي بالشك أو الخوف من الآخرين، وبالتالي يظهر تصرفات عدائية وعدوانية تجاههم.
- السلوكيات الغريبة: قد يظهر المريض النفسي يظهر الكثير من التصرفات غير الاعتيادية أو الغريبة على البيئة المحيطة به.
- صعوبات معرفية: تظهر الصعوبة في التركيز والتذكر أو التفكير أو حتى الكلام المنطقي أو المتسلسل.
- تغير أنماط النوم: تبدأ أنماط النوم لدى المريض النفسي بالتغير بوضوح، سواء بفرط النوم أو الإصابة بالأرق أو الاستيقاظ مبكراً.
- تقلب المزاج: قد يبدو المريض النفسي بحالة مزاجية معينة وما يلبث أن يتحول لأخرى في الوقت اللاحق.
التصرفات الذهانية للمريض النفسي
في بعض الاضطرابات النفسية قد يعاني المريض النفسي من بعض الأعراض الذهانية، وهي أعراض أكثر حدة من الأعراض الأخرى. ومنها:
- الارتباك والهذيان: يبدو المريض النفسي أنه على غير طبيعته أو أنه غير متزن بتصرفاته، فيبدأ بقول أشياء غير مفهومة أو مترابطة.
- الأوهام: وهي أن يقتنع ببعض الأفكار الخاصة به والتي لا تمس الواقع بشيء، مثل امتلاكه لقوة خارقة.
- الهلاوس: وتحدث عندما يرى الشخص أو يسمع أو يشعر بأمور غير موجودة على أرض الواقع.
- اللامبالاة: لا يبدي المريض النفسي أي اهتمام أو مبالاة تجاه جميع النشاطات أو الأشخاص المقربين.
حسب الإحصائيات، فإن شخص واحد من ضمن خمسة أشخاص يصاب بمرض نفسي كل عام.
تصرفات الطفل المريض النفسي
في معظم حالات الأمراض النفسية لدى الأطفال تكون السلوكيات أو التصرفات هي الدليل الأكثر وضوحاً على أن الطفل يعاني من مشكلة نفسية، حيث أنه لم يتعلم بعد كيفية التعبير عن مشاعره وأفكاره. ومن ضمن التصرفات الملاحظة لدى الأطفال:
- تغييرات كبيرة في الأداء المدرسي.
- القلق المفرط.
- إظهار العدوانية لتجنب المواقف غير المرغوبة، مثل القتال في سبيل عدم الذهاب إلى السرير أو المدرسة.
- النشاط المفرط والحركة غير المحدودة.
- تعبيره عن رؤيته الكوابيس.
- إبداء العصيان والتمرد.
- حدوث نوبات غضب متكررة.
عوامل الخطر للإصابة بمرض نفسي
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر إظهار التصرفات الغريبة للمريض النفسي. ومن هذه العوامل:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاضطرابات النفسية.
- التعرض للضغوط والمواقف الصعبة، مثل وفاة أحد الوالدين أو الطلاق.
- الإصابة بمرض عضوي مزمن.
- تعاطي المخدرات أو تناول الكحول بشكل مفرط.
- الإصابة والحوادث على منطقة الرأس.
- مواقف الطفولة المتضمنة للإساءة أو الصدمات النفسية.
- عدم امتلاك شبكة اجتماعية داعمة وقوية.
- الإصابة بمرض نفسي سابقاً.
يمكن أن يظهر المرض النفسي في أي عمر سواء في الطفولة المبكرة أو الشيخوخة. إلا أن أكثر الحالات تبدأ في سن مبكر جداً.
الإجراءات المناسبة عند ملاحظة تصرفات المريض النفسي
على الرغم من أن بعض التصرفات والأعراض يمكن أن تكون غير واضحة لدى المريض النفسي، إلا أن إدراك هذه الأعراض والتي تشكل إنذار مبكر يمكّن من التدخل في الوقت المناسب، مما يساعد في التقليل من تدهور الحالة أو السيطرة على الأمر. لذلك لا بد من:
- تشجيع المريض النفسي على الحصول على تشخيص دقيق للحالة النفسية من قبل أخصائي محترف.
- التعرف على المزيد من المعلومات الخاصة بالحالة النفسية، للتمكن من التعامل معها بالشكل الصحيح.
- معرفة كيفية إدارة الأعراض وتعلم الطريقة المناسبة للتعامل مع المريض.
- مراقبة الحالة عن كثب، خاصة للحالات النفسية التي تتطلب رعاية وعناية شديدتين.
الأمراض النفسية التي تؤثر على تصرفات المريض النفسي
قد تعود التصرفات الغريبة التي يبديها الشخص إلى العديد من الأسباب، وتعد الاضطرابات النفسية أحد هذه الأسباب. ومن الاضطرابات النفسية التي تؤثر على التصرفات:
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاضطرابات الفصامية.
- اضطراب الوسواس القهري.
- التقلبات المزاجية.
- مرض الفصام.
- الاضطرابات الجسدية (وفيها يتم التعبير عن العوامل العقلية من خلال أعراض جسدية).
- الاضطرابات المرتبطة بالصدمات والإجهاد، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
يمكن لحالات أخرى أن تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى التصرفات ذاتها، ومن هذه الحالات:
- الكحول في حال تناولها بكميات كبيرة.
- المخدرات.
- المهلوسات.
- بعض الادوية المستخدمة في الحالات النفسية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية المضادة للاختلاج، مضادات الذهان، المهدئات والمنشطات.
- مرض ألزهايمر.
- نوبات الصرع.
نصيحة عرب ثيرابي
لا يؤثر المرض النفسي على تصرفات المريض فقط، بل تشتمل الآثار السلبية جميع جوانب شخصيته وحياته الخاصة. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة اللجوء إلى المساعدة النفسية المناسبة في أسرع وقت ممكن للتقليل من المضاعفات المحتملة. حيث غالباً ما يعاني المريض من:
- الشعور بالتعاسة وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة.
- حدوث مشكلات عائلية.
- الانخراط في مشاكل الإدمان.
- التعرض لمشكلات مالية وقانونية.
- إيذاء النفس أو الآخرين.
