ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن مشاعر الحزن هي ذاتها لدى الجميع، إلا أن كل من الذكور والإناث يظهرون طرقاً مختلفة للتعبير عن هذا الحزن. وغالباً ما يتم تفسير ذلك بطريقة تأثير الحزن على كل من المرأة والرجل.
تعرف على كيفية تأثير الحزن على النساء، وكيف تختلف طرقهن التعبيرية عن الرجال.
سبب تأثير الحزن على المرأة بشكل مختلف
تعتمد الطريقة التي يبديها الأشخاص في التعامل مع مشاعرهم على عدد من العوامل. حيث أن لمشاعر مثل الحزن تأثير خاص على المرأة ينتج عن ما يلي:
التأثيرات البيولوجية
لا شك أن البنية الدماغية لدى المرأة مختلفة عما هي عليه لدى الرجل. مما يعني حاجتها للتعبير عن الحزن بالكلام والتواصل مع الآخرين بشأن تجربتها العاطفية التي مرت بها. بينما بنية الرجل الدماغية تستدعي اكتشاف تجربته العاطفية بالعمليات المعرفية.
وبسبب هذا الاختلاف في البنية الدماغية، تصبح المرأة أكثر ميلاً للبكاء. على الرغم من أن غياب الدموع لا يعني عدم الشعور بالألم.
الدور الأساسي
غالباً أو في معظم الثقافات، تعتمد المرأة على الرجل في الرعاية والشعور بالراحة. الأمر الذي يسمح لها بالتعبير عن مشاعر الحزن لديها دون تأثير على منظر المرأة في مجتمعها.
أما الرجل، فقد كان منذ الأزل هو المسؤول عن حماية أفراد عائلته وتقديم الدعم اللازم لهم. مما يستدعي الحاجة إلى تجاوز مشاعر الحزن لديه للتمكن من القيام بما يقع على عاتقه.
قد يشعر الشخص الحزين بالحاجة إلى السيطرة على مشاعره بدلاً من الكشف عن مشاعره.
الثقافة المجتمعية
لا تعتمد مشاعرنا ومدى تأثيرها علينا على ما نشعر به فقط، بل إن الانعكاسات المجتمعية والطريقة التي نشأنا بها لها دور في تحديد ذلك.
فقد كان (خاصة في الأجيال السابقة) يمنع الأولاد من البكاء، بل لا بد من العمل على الرغم مما يكنه في داخله من مشاعر الحزن. وأكثر من ذلك، فإن الرجل الذي يظهر مشاعره العاطفية غالباً لم يكن مقبولاً اجتماعياً.
وفي الوقت ذاته، كان يطلب من الفتيات إظهار مدى تعاطفهن مع الآخرين وحساسيتهم في المواقف. فإن كانت المرأة لا تتميز بذلك، ينظر إليها على أنها مسترجلة.
في حال كان الحزن ناتج عن حالة وفاة، فقد تشعر المرأة بلوم الذات لرغبتها في تجاوز الأمر والمضي قدماً.
ينتج عن العوامل السابقة مجموعة من الاختلافات الواضحة بين المرأة والرجل خلال الحزن. ويظهر ذلك بسلوكيات ومشاعر كثيرة. تابع القراءة لمعرفة هذه الاختلافات.
مظاهر اختلاف تأثير الحزن على المرأة عنه على الرجل
بسبب العوامل السابقة، فإننا نستنتج أن للحزن تأثير مختلف على المرأة مما هو عليه لدى الرجل، ويتضح هذا الاختلاف من خلال السلوكيات التالية:
كيف يظهر تأثير الحزن على سلوكيات المرأة ونفسيتها؟
على الرغم من شعور المرأة بأنها وحيدة عندما تجد أن أفراد أسرتها لا يستطيعون تفهم ما تشعر به. لذلك، فهي تميل إلى الحديث والتواصل بشكل أكبر مع الآخرين وتقبل مساعدتهم، فهذا يساهم في تشافيها بشكل أكبر.
كما أن حزن المرأة في هذه الأثناء يظهر على النحو التالي:
- شعورها بالإحباط بسبب عدم قدرة الآخرين على فهم ما تعانيه. مما يثير غضبها أو شعورها بالاستياء عندما لا يستطيع الآخرون مشاركتها لحظاتها الحزينة.
- قد لا تنتظر إلى أن يقدم الآخرين يد العون والمساعدة لها، لذلك فهي تبادر إلى طلب الدعم سواء كان من أفراد أسرتها أو الأشخاص المحيطين بها.
- لن تقف المرأة صامتة بل تسعى إلى تكوين المزيد من العلاقات الاجتماعية التي من خلالها تستطيع التحدث عن مشاعرها وأحزانها.
- الشك بالشريك في حال عدم تمكنه من تفهم مقدار حزنها أو مساعدتها على حل مشكلتها. أو على أقل تقدير، فهي تلقي باللوم عليه وتبدأ باستجوابه.
- اللجوء إلى الكتابة للتعبير عن مشاعرها بشكل واضح وصريح. أو قد تجد في قراءة الكتب أو المجلات أو القصص المكان المناسب للتقليل من حدة عزلتها.
لا يعتبر سلوك معين هو الاستجابة الطبيعية للحزن، فلكل طريقته الخاصة للتعامل مع حزنه. المهم أن يكون هذا الحزن مفهوم ومدعوم من قبل المحيطين.
تأثير الحزن على الرجل
غالباً ما ينظر الرجال إلى البكاء على أنه علامة ضعف، لذلك نادراً ما نرى رجل يذرف الدموع. كما أنهم يحتفظون بمشاعرهم خاصة المؤلمة منها بداخلهم ولا يشاركونها مع الآخرين.
وقد يولد هذه السلوكيات المزيد من الضغط النفسي على الرجل في هذه الأوقات العصيبة. فهو يتجنب الحديث عن مشاعره ولو كان لأقرب الأشخاص. بل وفوق هذا قد نجد الرجل:
- يحاول الرجل جاهدة تجاوز الموقف المحزن من خلال عدم الحديث عنه أو التعبير عما في داخله من ألم. لذلك فهو يعتمد على نفسه في ذلك.
- غالباً ما يحاول الرجل إلهاء نفسه أو يشتت تفكيره بالمشكلة من خلال القيام ببعض المهام.
- القيام بالمزيد من الأعمال المنزلية للشعور بالمزيد من السيطرة وتقديم الرعاية بشكل أكبر.
- الانشغال بالعمل بشكل مفرط. فعلى الرغم من أن الرجل قد يقوم بذلك بشكل تلقائي، إلا أنه يساعده في صرف انتباهه عن مشاعر الألم والخسارة التي يمتلكها.
- لوم الذات والشعور بالفشل لأنه لم يتحمل المسؤولية بالشكل المناسب وأدى إلى حدوث الموقف المؤلم.
- لن ينخرط الرجل في التواصل مع الآخرين للحديث عن مشاعره، بل للمشاركة في الأنشطة والقيام بالأشياء معاً.
- الابتعاد عن الآخرين وعزل النفس. لذلك فقد يرغب بالبقاء وحيداً، وإن لم يستطع ذلك فقد يبدو أكثر غضباً مما سبق. فهو يتجنب الآخرين لأنه يخشى فقدان السيطرة على عواطفه.
يجد الرجل في الرياضة أو القيام بالأعمال اليدوية أو العمل في الفناء أو القيام بأنشطة أخرى، طريقة جيدة للتحرر من المشاعر السلبية.
كلمة من عرب ثيرابي
سواء كنت رجل أو امرأة، فإن التعبير عن المشاعر والتفريغ من الكبت الذي تشعر به خلال فترة الحزن يساعدك على التعافي واستعادة حياتك اليومية بشكل أسرع.
حيث أن كبتك لا تعانيه في هذه الأثناء ينعكس على حالتك النفسية وسلوكياتك التي تبديها، فقد تصبح أكثر غضباً وانفعالاً، وقد تلجأ إلى التكيف مع مشاعرك بشكل غير صحي. هذا بالإضافة إلى حدوث الكثير من الأعراض الجسدية غير المرغوب بها.
إن لم تتمكن من التعبير عما تعانيه، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بالحصول على المساعدة النفسية المناسبة. والتي تساعدك في التعامل مع ألمك بشكل أكثر فاعلية.
