Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
القدرة على البكاء

هل سبب عدم القدرة على البكاء نفسي أم مرضي؟

على الرغم أن البكاء من الأمور الطبيعية التي يمكن أن تحدث للشخص نتيجة للمواقف التي يمر بها، إلا أنه في بعض الأحيان قد يعاني البعض من عدم القدرة على البكاء على الرغم من أن الأحداث أو المواقف محفزة لذلك. فهل يعود ذلك لأسباب نفسية أم مرضية؟

 

الأسباب النفسية لعدم القدرة على البكاء 

قد يظن الشخص أنه الوحيد لا يملك القدرة على البكاء، لكن حقيقة الأمر تكشف غير ذلك، فهناك الكثير من الأسباب وراء الأمر والتي تتراوح في مدى خطورتها. ومن ضمن هذه الأسباب النفسية:

 

الاضطرابات النفسية

في الوقت الذي قد يجد الشخص نفسه يبكي على الكثير من المواقف أو أن حزنه يحفزه للبكاء بشكل فوق الطبيعي عند إصابته بالاكتئاب، فإن حالات أخرى قد يصبح فيها البكاء أكثر صعوبة. بل قد يجد الشخص نفسه لا يملك القدرة على البكاء وتصبح مشاعره مكتومة جداً. ومن هذه الاضطرابات:

 بسبب مشاعر اللامبالاة والفراغ التي يعاني منها الشخص المكتئب، يؤثر ذلك على مشاعره وطريقة تعبيره عنها والقدرة على البكاء.

الصدمة النفسية والتعرض للإساءة

إن التعرض للمواقف المسيئة سواء النفسية أو الجسدية له التأثير السلبي على الحالة النفسية. فغالباً ما يصبح الشخص أكثر تخدراً تجاه مشاعره، خاصة فيما يتعلق بالمواقف التي زادت فيها الإساءة أثناء البكاء.

فقد يلجأ الشخص إلى الانفصال عن الألم والضيق ليشعر بالمزيد من الراحة المؤقتة. فلا يستطيع التواصل مع حقيقة مشاعره، فتصبح في النهاية القدرة على البكاء من الأمور الصعبة. 

الكبت العاطفي

بعض الأشخاص لا يعبرون عن مشاعرهم أمام الآخرين لتجنب الكشف عن هذه المشاعر، فنجدهم يكبتون عواطفهم ولا يملكون القدرة على البكاء في أي حال من الأحوال. بل قد لا يدرك الشخص أنه يتجنب مشاعره، مما يؤدي إلى زيادة التوتر بشكل تلقائي.

في حال كنت تتبع الكبت العاطفي كطريقة للتأقلم… فاعلم أن الأدلة تشير إلى ارتباط الكبت العاطفي بالوفاة المبكرة.

المعتقدات المجتمعية

غالباً ما نسمع “الأولاد لا يبكون” أو “البكاء علامة الضعف”، فيترعرع الشخص في محيط يجعل من البكاء شيء معيب. مما يمنعهم من البكاء بشكل اختياري في بادئ الأمر وما يلبث لتصبح عدم القدرة على البكاء تلقائية.

انعدام التلذذ

انعدام التلذذ (Anhedonia) هو حالة نفسية يفقد الشخص فيها المتعة أو التلذذ في القيام بالأنشطة المفضلة لديه. مما يجعله غير مبالي لجميع المشاعر أو العواطف التي يمر بها بما في ذلك المشاعر الحزينة، ومن ثم عدم القدرة على البكاء هذه المواقف. 

 

أسباب أخرى لعدم القدرة على البكاء

لا ترتبط عدم القدرة على البكاء بالأمور النفسية فقط، بل الأسباب الصحية والمناخية لها دور كبير أيضاً في ذلك. فمن الأسباب المحتملة أيضاً:

الحالات الطبية

الكثير من الحالات الطبية تجعل القدرة على البكاء من الأمور الصعبة. ومن هذه الحالات متلازمة العين الجافة (Dry eye syndrome) أو ما يسمى التهاب القرنية التي تظهر بشكل شائع بين الأشخاص المستخدمين للعدسات اللاصقة. كما أن بعض الحالات يمكن أن تجعل من القدرة على البكاء أمراً أكثر صعوبة، مثل:

  • الحمل.
  • مشكلات الغدة الدرقية.
  • الإصابة بالسكري.
  • التهاب الجفن.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • اختلال الهرمونات.

تناول بعض الأدوية

لبعض الأدوية التي يتناولها الشخص آثار جانبية قد لا يدركها. حيث أن لبعضها تأثير على قدرة الشخص على البكاء. ومن هذه الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب.
  • مضادات الهيستامين.
  • مزيلات الاحتقان.
  • أدوية مرض الباركنسون.
  • مضادات التشنج.
  • حاصرات بيتا.
  • مدرات البول.
  • العلاجات الهرمونية.
  • الأدوية المضادة للسرطان.
  • الأسبرين أو الإيبوبروفين.
  • الايزوتريتينوين.
  • الهيدروكودون أو الأوكسيكودون.

العوامل المناخية

إن الانتقال إلى المناطق الجافة أو العاصفة له تأثير أيضاً على قدرة الجسم على إنتاج الدموع، فغالباً تقل كمية الدموع أو تختفي في هذه المناخات وبالتالي التأثير سلباً على القدرة على البكاء.

جراحات العين

تساهم الجراحات المتعلقة بمشاكل البصر والتي يستخدم فيها الليزر بشكل كبير في جفاف العين والقدرة على ذرف الدموع.

العادات المكتسبة

يمكن للشخص أن يكتسب الكثير من العادات أو السلوكيات من بيئة التنشئة الخاصة به. فمثلاً إذا كان أحد الوالدين لا يعبر عن حزنه من خلال البكاء بل بطرق أخرى فقد تصبح هذه السلوكيات هي الطريقة الصحيحة للتعبير عن الحزن لدى الشخص عندما يكبر.

 

السيروتونين وعدم القدرة على البكاء

يمكن إيجاد رابط غير مفهوم بشكل واضح بين هرمون السيروتونين المسؤول بشكل كبير عن الحالة المزاجية وبين عدم القدرة على البكاء. حيث أن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب (مثل مثبطات امتصاص السيروتونين) التأثير على طريقة تعبير الشخص عن مشاعره.

تشير الدراسات أن أدوية الاكتئاب تسبب عدم قدرة الشخص على البكاء عند شعوره بالحزن.

 

هل يمكن أن يكون البكاء مفيداً؟

في الوقت الذي قد يشعر البعض بالخجل من البكاء، فإن للبكاء الكثير من الفوائد على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء. ومن هذه الفوائد:

  • التواصل بين الأشخاص: يمكن من خلال البكاء إيصال مجموعة من المشاعر مثل الحزن أو السعادة أو الفخر.
  • تنظيف العين: تساعد الدموع في تنظيف العين من الغبار أو الرموش العالقة وبقايا المكياج.
  • تحسين الحالة المزاجية: ويساعد البكاء في التقليل من التوتر أو تحسين الحالة المزاجية بشكل عام.
  • التنظيم العاطفي: عندما يصعب التعامل مع بعض العواطف فإن البكاء يزيل الصعوبات العاطفية في بعض الأحيان ويعيد تنظيم العاطفة من جديد.
  • تخفيف الألم: من خلال البكاء يمكن أن يقل الشعور بالألم النفسي والجسدي أيضاً.
  • إعادة الضبط للحالة الذهنية: بعد البكاء غالباً ما يلاحظ الشخص المزيد من التركيز ورؤية الأمور بوضوح أكثر.

 

كلمة من عرب ثيرابي

قد لا تدرك أنك لا تملك قدرة على البكاء، لكن الآن غالباً ما تكون قد استرجعت فيها أخرى مرة بكيت فيها، هل قبل سنوات أم قبل ذلك بكثير؟ هل تفكر بعلاج الأمر؟ يجب استبعاد الحالات المرضية في البداية، ومن ثم النظر إلى الأمور النفسية، حيث يمكن علاج الأمر نفسياً بأساليب متنوعة مثل:

  • العلاج الشخصي (IPT).
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
  • إزالة حساسية العين وإعادة المعالجة (EMDR).

في حال قررت العلاج النفسي فنحن هنا لتقديم المساعدة المطلوبة. لا تشعر بالحرج أو التردد وتواصل من الأخصائيين والأطباء النفسيين في عرب ثيرابي وابدأ في التعبير عن مشاعرك بالطريقة الصحيحة.