Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الاضطراب النفسي

وصمة العار الناتجة عن الاضطراب النفسي | تعلم كيفية تجاوزها

عند الإصابة بالاضطراب النفسي فإن بعض الأشخاص قد يشعرون بوصمة العار حيال ذلك، مما ينعكس سلباً على حالتهم النفسية وزيادة سوئها. لذلك فإن تحد هذه الوصمة والتعرف على حقيقتها يساعد في تجاوز الأمر والقدرة على طلب المساعدة المتخصصة اللازمة.

ونقدم في السطور التالية الأسباب الكامنة وراء طريقة التفكير هذه وكيفية تأثيرها على الشخص للتمكن من مساعدة النفس بالشكل الصحيح.

 

ما هي وصمة العار الناتجة عن الاضطراب النفسي؟

تتولد لدى الشخص المصاب باضطراب نفسي بعض المخاوف من معرفة الآخرين ما يعانيه، وبالتالي التعامل معه بشكل مختلف أو التعرض للتهميش بطرق مختلفة أو فقدان الوظيفة بسبب تميزه عن غيره. الأمر الذي ينعكس على إقبال الشخص على العلاج أو طلب المساعدة اللازمة، مما قد يزيد من تفاقم الحالة. ولهذه الوصمة أنواع مختلفة تتضح فيما يلي.

 

أنواع وصمة العار الناتجة عن الاضطراب النفسي

على الرغم من أن بعض الأشخاص يمكنهم تقبل الاضطرابات النفسية واعتبارها أمراض بحاجة إلى العلاج، إلا أن البعض لا يزال إلى الآن ينظر إلى الأمر نظرة سلبية. حيث أن لوصمة العار المرتبطة بالاضطراب النفسي أنواع مختلفة، هي:

  • وصمة العار العامة: وهي تعرض الشخص المصاب بالمرض النفسي للتميز والمواقف السلبية بسبب ما يعانيه.
  • وصمة العار الذاتية: قد يعاني الشخص المصاب بالمرض النفسي بالخجل الداخلي تجاه ما يعانيه، حيث أن نظرته الشخصية لنفسه تتأثر بذلك.
  • وصمة العار المؤسسية: وهي وصمة العار المرتبطة بالسياسات الحكومية الخاصة التي تقلل من الفرص الخاصة بالأشخاص المصابين بالاضطراب النفسي. مثل قلة تمويل الأبحاث الخاصة بالمشكلات النفسية، أو تدني خدمات الصحة النفسية.

تعمل بعض الأفلام السينمائية على ترسيخ وصمة العار المتعلقة بالاضطرابات النفسية. فمثلاً ما يحمله فيلم الجوكر من تصوير للاضطراب النفسي ومدى خطورته كان له تأثير سلبي حول وصمة العار العامة والذاتية.

 

الآثار الناتجة عن وصمة العار الناتجة عن الاضطرابات النفسية

أظهرت الكثير من الدراسات أن وصمة العار هذه لها الكثير من التأثيرات السلبية على جميع جوانب الحياة اليومية للشخص المصاب بالاضطراب النفسي. ومن ضمن هذه النتائج:

  • فقدان الأمل في التعافي.
  • تدني احترام الذات.
  • تفاقم الأعراض النفسية المتعلقة بالاضطراب.
  • مواجهة صعوبات في العلاقات الاجتماعية، فقد يبتعد الشخص عن الآخرين والدخول في عزلة.
  • انخفاض احتمالية استمرار المريض على العلاج، أو عدم اللجوء إلى طلب العلاج نهائياً.
  • مواجهة صعوبات متعددة في العمل.
  • تعرض المريض لعدم التفهم من قبل العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الآخرين.
  • انخفاض فرصة الحصول على العمل أو الاستمرار في الدراسة أو المشاركة بالأنشطة الاجتماعية أو العثور على سكن.
  • التعرض للتنمر أو العنف الجسدي أو التحرش.
  • عدم تغطية التأمين الصحي لعلاج الاضطرابات النفسية.
  • عدم الثقة بالنفس لاعتقاد المريض بأنه لن يستطيع مواجهة تحديات معينة أو أن وضعه لن يتحسن نهائياً.

لا تؤثر وصمة العار هذه على المصاب بالاضطراب النفسي فقط، بل يصل هذا التأثير إلى أفراد العائلة والأشخاص الذين يقدمون الدعم لهم.

 

التعامل مع وصمة العار الناتجة عن الاضطراب النفسي 

لتتمكن من تجاوز وصمة العار التي تشعر بها، لا بد من قيامك ببعض الخطوات الصادقة والحقيقية تجاه اضطرابك النفسي. وفي هذا الصدد يجب اتباع ما يلي:

  • احصل على العلاج النفسي الذي تحتاجه، ومحاربة أي مخاوف حول وصفك بالمريض النفسي.
  • لا تستجيب لما يتم قوله حول ضعف الشخص المريض نفسياً، أو أن المرض النفسي أمر يمكن للشخص التعامل معه ذاتياً. حيث أن تأثرك بمثل هذه الأقوال من شأنه أن يشعرك بالعار في حال لجأت للمساعدة المتخصصة.
  • تواصل مع الآخرين، فمن خلال الاشتراك بمجموعات الدعم يمكنك التقليل من مشاعر العزلة. بالإضافة إلى إدراك أنك لست وحيداً فيما تعاني منه بل هناك الآخرين.
  • لا تحاول عكس كل ما تشعر به على شخصيتك، حيث أن اضطرابك النفسي لا يعكسك أنت بل هو مرض يمكنك تجاوزه.
  • كن على يقين أن آراء الآخرين نابعة من عدم تفهمهم لحالتك وعدم امتلاكهم المعلومات اللازمة حول الاضطراب النفسي، لذلك لا تأخذ الأمور على محمل شخصية أكثر من اللازم.
  • لا تحاول الاختباء عن الآخرين، فأنت بحاجة إلى الدعم النفسي والمادي الذي يقدمونه لك. لذلك قم بتعزيز علاقتك بالمقربين والأصدقاء الذين يمكنك الوثوق بهم.

هذا على الصعيد الفردي، أما على الصعيد المجتمعي يمكن الحد من وصمة العار هذه من خلال مجموعة من الإجراءات. تابع القراءة للتعرف على ما يمكننا فعله.

 

كيفية تحدي المجتمع لوصمة العار الناتجة عن الاضطرابات النفسية

هناك الكثير من الأمور التي قد تساعد في تجاوز الآخرين لوصمة العار التي يعانون منها عند إصابتهم بالاضطرابات النفسية. حيث أظهرت مجموعة من الدراسات أن العمل المجتمعي له تأثير إيجابي على الأمر من خلال:

  • التحدث بصراحة حول الصحة النفسية على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث ساعد تحدث الكثير من المشاهير حول اضطراباتهم النفسية في تقبل الآخرين للأمر.
  • قيام الشخص بتثقيف نفسه والآخرين من خلال نشر المعلومات الصحيحة والحقائق حول الاضطراب النفسي والرد على المعتقدات والمفاهيم الخاطئة.
  • إعارة طريقة الحديث والمصطلحات المستخدمة للتعبير عن الاضطرابات النفسية أهمية أكبر لما لها من تأثير على النفس.
  • إظهار المزيد من التعاطف تجاه من يعاني من مرض نفسي وعدم القيام بتميزه أو التنمر عليه.
  • التشجيع على المساواة بين الأمراض العضوية والنفسية، وعقد المزيد من المقارنات بين كيفية علاج شخص مصاب بالسرطان أو المرض النفسي.

للمحافظة على الصحة النفسية والابتعاد قدر الإمكان عن الاضطرابات النفسية المتنوعة، لا بد أن إظهار المزيد من الرعاية الذاتية، فمثلاً يمكنك تجربة ما يلي.

 

نصائح للمحافظة على الصحة العقلية

أنت لست بحاجة إلى تجربة وصمة العار أو العمل على تجاوزها، فقط يكفي حماية نفسك من الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية من خلال اتباع أفضل النصائح والإرشادات لضمان التمتع بالعافية النفسية. ومن ضمن هذه النصائح:

  • المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أنها تساعد في تحسين مزاجك وتحسين صحتك الجسدية على حد سواء. 
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع التركيز على تناول القدر الكافي من الماء. مما يحافظ على الطاقة والتركيز طوال اليوم.
  • التقليل من تناول المشروبات التي المحتوية على الكافيين مثل المشروبات الغازية أو القهوة.
  • الالتزام بمواعيد محددة للنوم بشكل يومي، مع التأكد من الحصول على القدر الكافي من النوم الصحي، مع الابتعاد عن الإضاءة الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بفترة كافية.
  • ممارسة نشاطات مفضلة أو الهوايات قبل الذهاب إلى النوم، مما يساعد على الاسترخاء والتمتع بالسلام الداخلي.
  • تحديد الأولويات ومعرفة كيفية الرفض عند تجاوز الأمور للحدود المحددة.
  • الاستمرار في التواصل مع الأشخاص المقربين أو الإيجابين والابتعاد عن العلاقات السامة.

ممارسة الامتنان بكثرة يساعد في الحد من المشاعر السلبية والتركيز أكثر على الإيجابيات.

 

نصيحة عرب ثيرابي

على الرغم من أن كل نوع من أنواع الاضطرابات النفسية له أعراضه الخاصة، إلا أن ملاحظة الشخص لبعض التغيرات على الأفكار والمشاعر والسلوكيات تحتم عليه اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة لتفادي تفاقم الأمر. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة طلب المساعدة في حال:

  • مواجهة صعوبة في النوم.
  • حدوث تغيرات في الشهية تؤدي إلى تغيرات في الوزن.
  • مواجهة صعوبة في النهوض من السرير في الصباح بسبب الحالة المزاجية.
  • صعوبة في التركيز في الأمور المختلفة.
  • فقدان الاهتمام بالأشياء التي عادة ما يجدها الشخص ممتعة له.
  • عدم قدرة الشخص على أداء المهام والمسؤوليات اليومية المعتادة التي اعتاد القيام بها.