على الرغم من التعب الذي تشعر به المرأة الحامل، إلا أنها تستمتع بكل يوم يمضي عليها في حملها، وهذا الشيء الذي لا يمكن لبعض المساء أن يشعرن به، إذ يعانين من الخوف المرافق للحمل، وعند تطور الحالة تصاب بعضهن بمرض رهاب الحمل.
رهاب الحمل
رهاب الحمل أو التوكوفوبيا (Tokophobia) وهو الخوف الشديد والقلق من الحمل والولادة، حيث يمكن أن تصاب به المرأة، فتضطر إلى تجنب الحمل رغم رغبتها الشديدة بذلك، وقد وجد أن الرجل قد يصابوا بهذا النوع من الرهاب في حال خوفهم الشديد على زوجاتهم وأطفالهم.(المرجع 1)
أنواع رهاب الحمل
ينقسم رهاب الحمل إلى قسمين أساسيين بالاعتماد على النساء، حيث أنه:(المرجع 2)
- رهاب الحمل الأولي (Primary): ويحدث للمرأة التي لم يسبق لها الحمل نهائياً، أو لدى الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب أو الاعتداءات الجنسية.
- رهاب حمل ثانوي (Secondary): ويحدث للمرأة التي سبق لها الحمل، لكنها عانت من صدمة قاسية خلال حملها السابق أو ولاتها، مثل تعسر الولادة أو ولادة جنين ميت.
أعراض رهاب الحمل
كسائر أنواع الفوبيا الأخرى، تعاني المرأة الحامل من الكثير من الأعراض منها ما هو سلوكي ومنها ما هو نفسي وجسدي، حيث يمكن توضيحها على النحو التالي:(المرجع 1) (المرجع 2)
أعراض سلوكية
وغالباً ما تتمثل الأعراض السلوكية بتجنب الحمل بشكل أساسي، كما أنها تشتمل على:(المرجع 1) (المرجع 2)
- الإصرار على الولادة القيصرية بدلاً من الولادة الطبيعية، على الرغم من القدرة على الولادة الطبيعية بشكل آمن.
- قد تطلب بعض النساء القيام بالإجهاض في مرحلة مبكرة من الحمل.
- عرض المرأة الحامل طفلها للتبني.
- تجنب ممارسة العلاقة الزوجية خوفاً من الحمل.
- محاولة إخفاء الحمل وعدم إظهار للجميع.
- الاعتماد على وسائل منع الحمل بشكل مكثف.(المرجع 3)
- الإصابة باضطراب النوم.(المرجع 4)
أعراض جسدية
أما الأعراض الجسدية فهي ما تنتج عن إصابة المرأة بنوبة هلع بشكل مستمر، وما يتبعها من أعراض مرهقة مثل الصداع والتعب العام.(المرجع 4)
أعراض نفسية
على الرغم من أن القلق والخوف هما المسيطران على هذه المرحلة من حياة المرأة، إلا أن هناك الكثير من الأعراض النفسية التي تصاحبها، حيث تشعر بالأعراض التالية:(المرجع 1) (المرجع 2)
- مشاهدة الكثير من الكوابيس المزعجة الخاصة بالحمل والولادة.
- القلق ودخول المرأة الحامل بنوبات من الاكتئاب.
- الخوف من ولادة طفل بتشوهات أو متوفى أو الخوف من وفاة الأم.
- الرهبة من التفكير بعملية الولادة.
- صعوبة ارتباط المرأة الحامل بجنينها عاطفياً.
- عدم الشعور بالحماس تجاه الحمل.
- الإحساس بالانفصال عن الجميع، بما في ذلك الشريك.
- عدم القدرة على ضبط النفس والشعور بالتوتر.(المرجع 3)
- الخوف من رعاية الطفل.(المرجع 3)
- التقلبات المزاجية وحدة الطباع.(المرجع 4)
أسباب رهاب الحمل
يوجد العديد من الأسباب المحتملة لإصابة المرأة بالتوكوفوبيا، حيث يمكن توضيحها كما يلي:(المرجع 1) (المرجع 3)
- سماع أو مشاهدة القصص المتعلقة بالولادات المتعسرة، أو المرور بالتجربة بشكل شخصي.
- عدم الثقة بالكادر الصحي، حيث تخشى المرأة الحامل من الخضوع لكادر غير مؤهل بشكل المطلوب.
- الخوف من عدم القدرة على تحمل الألم الناتج عن الولادة.
- أسباب نفسية تتعلق بوضع أحد الزوجين، حيث لا تمكنه من رعاية الطفل القادم أو تحمل مسؤولية المرحلة الجديدة.
- تذكر بعض الذكريات المؤلمة التي مرت بها المرأة الحامل، أو التعرض لنوع من أنواع الصدمات النفسية مثل الاعتداء الجنسي.
- المرور بتجربة حمل لم تتكلل بالنجاح.
- الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية السابقة مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق.
- تختلف الأسباب التي تسبب التوكوفوبيا للرجال، حيث يمكن لقلة المعرفة أو عدم الاستعداد أن تكون أسباب أساسية بالخوف لديهم.
- الخوف من المضاعفات المرتبطة بالحمل.
- الخوف من المجهول وعدم التمكن من السيطرة على الأمور.
- تعمل التغييرات الهرمونية إلى زيادة معدلات التوتر والقلق لدى المرأة الحامل، مما ينتج عنه الإصابة برهاب الحمل.
- العوامل الاجتماعية، حيث أن معرفة المرأة الحامل بعدم توفر الدعم الاجتماعية لها أو قلة الدعم المالي.
- الخوف من عدم القدرة على تحمل التغيرات الكبيرة المحتمل حدوثها على صعيد الحياة بشكل كامل بعد الولادة.(المرجع 2)
- وجود بعض الأمراض النسائية لدى المرأة الحامل، والتي قد تزيد من قلقها أثناء حملها.(المرجع 5)
علاج رهاب الحمل
في معظم الحالات يتم علاج رهاب الحمل من خلال خطة متكاملة يمكن أن تستمر لما بعد الولادة، لضمان عدم التعرض لمضاعفات أخرى، حيث تشتمل الخطة على:(المرجع 2) (المرجع 4)
العلاج النفسي
يلجأ المعالج النفس المتخصص في علاج الحالات المتعلقة بالحمل، إلى علاج رهاب الحمل باتباع العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، حيث يقوم بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 4)
- علاج المرأة الحامل ومساعدتها على التخلص من المخاوف والقلق الذي ينتابها، بالإضافة إلى تعليمها وسائل للتأقلم والتمكن من التعامل مع حملها بالطريقة الصحيحة.
- متابعة حالتها بعد الولادة للتأكد من عدم إصابتها باضطراب نفسية أخرى متعلقة بالولادة.
العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية التي من شأنها تقليل القلق لدى المرأة الحامل، مع مراعاة وضعها الصحي ووضع جنينها، ومن ضمن هذه الأدوية:(المرجع 2) (المرجع 4)
- حاصرات بيتا.
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مثبطات مونوامين أوككسيديز (MAOIs).
العلاج بالتنويم المغناطيسي
يعمل التنويم المغناطيسي المركّز على مساعدة الأخصائي النفسي من التوصل إلى حقيقة المخاوف التي تخفيها المرأة الحامل ولا تتحدث عنها، بالإضافة إلى إتاحة المجال للمرأة الحامل للشعور بالاسترخاء بشكل كبير.(المرجع 2) (المرجع 5)
تقنيات الاسترخاء
يقوم المعالج النفسي بتعليم المرأة الحامل الكثير من تقنيات الاسترخاء التي تساعدها على تقليل التوتر والقلق الذي تشعر به، بحيث تصبح تمتلك هذه المهارات لممارستها بعد عملية الولادة أيضاً.(المرجع 2) (المرجع 5)
التعامل مع رهاب الحمل
باتباع بعض النصائح، يمكن للمرأة الحامل التقليل من الخوف الذي تشعر به بشكل مستمر، حيث يمكنها أن تقوم بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 5)
- التثقيف بالأمور المتعلقة بالولادة، بالإضافة إلى أن حضور الدروس المتعلقة بالولادة والتي تعقد قبل الولادة بفترة قليلة تساهم بإعطاء معلومات في غاية الأهمية عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر.
- الاشتراك بمجموعات الدعم، والتي غالباً ما ينتمي إليها أشخاص يعانون من المشكلة ذاتها، حيث أن الاستماع إليهم يمكن أن يقدم الكثير من الحلول لما يواجه المرأة الحامل أثناء حملها.
- عدم الاستماع للأشخاص الذين يرون القصص المرعبة عن تجارب الولادة الخاصة بهم.
مضاعفات رهاب الحمل
قد ينتج عن الإصابة بتوكوفوبيا العديد من المضاعفات، منها:(المرجع 3)
- الإصابة باكتئاب ما بعد الحمل.
- زيادة الاحتمالية للتعرض لعملية ولادة طويلة وأكثر صعوبة نتيجة للحالة النفسية.
ارتباط التوكوفوبيا بأنواع أخرى من الرهاب
قد يرتبط التوكوفوبيا بأنواع أخرى من الرهاب، حيث قد ينتج الخوف من إحدى هذه الأنواع:(المرجع 2)
- الخوف من الإبر (Trypanophobia).
- رهاب الألم (Algophobia).
- فوبيا اللمس (Haphephobia).
- رهاب الأطباء (Iatrophobia).
- فوبيا المستشفيات (Nosocomephobia).
- رهاب السمنة (Obesophobia).
- رهاب الأطفال (Pedophobia).
- الخوف من الموت (Thanatophobia).