ما ستجده في هذا المقال:
بعد الولادة تحدث الكثير من التغيرات البيولوجية لدى المرأة، كما أن المهام الموكلة إليها تزداد وتيرتها بشكل حاد، مما قد ينعكس على حالتها المزاجية وصحتها النفسية ويحتم عليها الخضوع لخطة علاج الاكتئاب بعد الولادة.
فإن كنت تلاحظين امتلاكك لبعض الأعراض النفسية غير الطبيعية بعد ولادتك وتشكين إصابتك بالاكتئاب، فلا تتردد في الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة والسؤال عن الطرق العلاجية المتاحة.
علاج الاكتئاب بعد الولادة
تختلف العلاجات المقدمة في حالة الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة باختلاف الحالة، فقد تعاني بعض النساء من أعراض ذهانية مرافقة للاكتئاب وبعضهن يعاني من أعراض الاكتئاب الشائعة فقط. لذلك فقد تشتمل الخطة العلاجية على:
قد يهمك: هل اكتئاب بعد الولادة يؤثر على الرجل؟
العلاج النفسي
بالإضافة إلى حديث المرأة عن مشاعرها ومخاوفه أمام متخصص يمكنه فهمها وبالتالي التخفيف مما يجول داخلها. فإن ذلك يساعدها في إيجاد أفضل الطرق للتكيف مع هذه المشاعر والقدرة على حل المشكلات ووضع أهداف واقعية والتفاعل مع الوضع الحالي بطريقة إيجابية. ويمكن أن يأخذ العلاج النفسي أحد الأساليب التالية:
- العلاج الأسري.
- الاستشارة الزوجية.
- العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج التفاعلي.
- العلاج الجماعي.
اعتماداً على شدة الحالة، فقد يتم اللجوء إلى الإقامة في المستشفى أو العلاج بالعيادات الخارجية أو الخضوع لجلسات نفسية عبر الإنترنت.
علاج الاكتئاب بعد الولادة دوائياً
تتنوع الأدوية التي يمكن أن يتم وصفها للمرأة في حال إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة بالاعتماد على ما تعاني منه في هذه الأثناء. حيث غالباً ما يتم وصف:
- مضادات الاكتئاب: لا بد من تناول هذه الأدوية للتمكن من السيطرة على أعراض الاكتئاب التي تعانين منها، حيث أن تساعد في إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ. ومن بين الأدوية الآمنة خلال فترة الرضاعة الطبيعية زولفوت (Zoloft) وبروزاك (Prozac) وسيمبالتا (Cymbalta) وبرستيك (Pristiq) وبوبروبيون (Bupropion) وإلافيل (Elavil) وتوفرانيل (Tofranil).
- مضادات القلق: إذا كانت المرأة تعاني من قلق شديد وعدم قدرة على النوم يمكن وصف مضادات القلق للاستخدام عند الحاجة ولفترة قصيرة.
- دواء بريكسانولون (Brexanolone): يعتبر بريكسانولون أول دواء يوافق عليه لعلاج حالة اكتئاب ما بعد الولادة بحد ذاتها. إذ يعمل على إعادة الهرمونات إلى وضعها التدريجي بشكل متدرج، وبالتي الحد من أعراض الاكتئاب التي تعاني منها المرأة.
- مضادات الذهان: في حالة حدوث أعراض ذهانية، فإن تناول الأدوية المضادة للذهان يعتبر أمراً مهماً للغاية للعمل على استقرار الحالة المزاجية والتحكم بالأعراض.
يحتاج دواء بريكسانولون إلى الإقامة في المستشفى لمدة 60 ساعة، حيث يتوفر العلاج على شكل إبر وريدية فقط، وتحتاج إلى المراقبة الطبية في هذه الأثناء.
الصدمات الكهربائية
يعمل العلاج بالصدمة الكهربائية على إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ في حال كانت المرأة تعاني من اكتئاب شديد أو أظهرت أعراضاً ذهانية أو أن الأدوية الموصوفة لا تأتي بالنتيجة المطلوبة.
كما يجب في هذه الأثناء القيام ببعض التغييرات في نمط الحياة اليومية لضمان نجاح العلاج قدر الإمكان، حيث لا بد من تساعد المرأة نفسها لتجاوز الأمر.
كيفية المساهمة في علاج الاكتئاب بعد الولادة ذاتياً
بالإضافة إلى الخطة العلاجية، فإن القيام ببعض التغيرات في الحياة اليومية واتباع استراتيجية محددة يساهم في نجاح الخطة العلاجية، وبالتالي التخلص من أعراض الاكتئاب والعودة من جديد للحياة اليومية الطبيعية. حيث يمكنك تجربة:
- نمط الحياة الصحي: ويكون ذلك من خلال الانتظام على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والحصول على القدر الكافي النوم.
- عدم السعي للكمال: إن وضع أهداف غير واقعية يساهم في الشعور بعدم الكفاءة والإحباط. لذلك حاولي القيام بما يمكنك إنجازه دون أن تضغطي على نفسك.
- تخصيص المزيد من الوقت للذات: يجب عدم البقاء طوال الوقت في المنزل. لذلك اطلبي من غيرك الاعتناء بالطفل واخرج أو مارسي بعض الهوايات المفضلة أو اقضي بعض الوقت مع الأصدقاء.
- تجنب العزلة أو الوحدة: حاولي التحدث عن مشاعرك أو أفكارك مع زوجك أو أحد الأصدقاء. يمكنك أيضاً المشاركة في مجموعات الدعم المتوفرة لتشعر بكيانك من جديد.
- طلب المساعدة: لا بأس في طلب المساعدة من الآخرين دون الشعور بتدني تقديرك لذاتك. أو لا ترفضي قبول المساعدة عندما تقدم لك، وحاولي الاستمتاع بهذه الأوقات.
يجب أن تكوني على دراية أن عدم الحصول على العلاج المناسب لاكتئاب ما بعد الولادة يؤثر بشكل سلبي على حياتك، لذلك لا تهملي الأمر واسعي لتلقي العلاج.
ما مضاعفات عدم تلقي العلاج لاكتئاب ما بعد الولادة؟
لا تنحصر آثار عدم معالجة اكتئاب ما بعد الولادة عليك، بل يمكن أن تشتمل كل من طفلك والأشخاص المحيطين بك. حيث تشتمل مضاعفات عدم علاج هذه الحالة على:
- الشعور بعدم امتلاك الطاقة.
- تقلب المزاج وما ينعكس عليه من سوء العلاقات مع المحيطين.
- عدم القدرة على رعاية الطفل بالشكل الصحيح.
- عدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات المهمة.
- امتلاك أفكار بإيذاء النفس.
التفريق ما بين الكآبة النفاسية والاكتئاب بعد الولادة
تعاني الكثير من النساء بعد الولادة من الكآبة النفسية، حيث تظهر أعراض بسيطة للاكتئاب والتي تظهر مباشرة بعد الولادة أو خلال (3 – 4) أيام من الولادة، إلا أن هذه الأعراض غالباً ما تكون أقل شدة وتختفي من تلقاء ذاتها دون الحاجة إلى تلقي دواء أو اللجوء إلى المعالج المختص في غضون أسبوعين على عكس الاكتئاب التي تزداد حدة مع مرور الوقت. ومن المشاعر الشائعة في هذه الأثناء:
- تقلب المزاج والتهيج والانفعال دون سبب.
- الشعور بالقلق.
- البكاء بسهولة دون وجود سبب لذلك.
- المبالغة في ردود الفعل على معظم الأمور.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
تعاني (50 – 80)% من النساء من الكآبة النفاسية والتي تختفي من تلقاء ذاتها، لذلك لا تقلقي.
لكن ما هي عوامل الخطر المحتملة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة؟ تابعي القراءة للتعرف على ذلك.
عوامل الخطر للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة
تساعد معرفة عوامل الخطر المحتملة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في العمل على الوقاية أو تجنب الأمور المحفزة لذلك قدر الإمكان. لذلك إذا كنت تشكين بأن لديك أحد العوامل التالية حاولي أن تقي نفسك عند ولادتك في المرة القادمة:
- تعانين من مشاكل نفسية سابقة أو حالية، بما في ذلك الاكتئاب.
- الشعور بالاكتئاب أو القلق خلال الحمل.
- التعرض لأحداث مجهدة سابقة أو حالية في حياة.
- عدم وجود الدعم اللازم سواء كان من الأصدقاء أو العائلة، خاصة في فترة ما بعد الولادة.
- امتلاكك لسمات شخصية معينة، مثل السعي إلى الكمال أو تدني احترام الذات.
- امتلاك تجربة ولادة مؤلمة سابقة.
- حدوث مضاعفات في الحمل الحالي أو في حمل سابق.
- تجارب الطفولة والعلاقة مع الوالدين.
قد يهمك: الاكتئاب (اختبار تقييمي مجاني)
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من عدم القدرة على الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن معرفة العلامات التحذيرية والعوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة يساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحد من ظهوره أو تعمل على الوقاية منه. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بأخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:
- وضع أهداف واقعية فيما يتعلق بالأم والطفل.
- التقليل من الزيارات عند العودة إلى المنزل لأول مرة.
- السماح للآخرين بتقديم المساعدة سواء تم تقديمها بشكل تلقائي أو القيام بطلبها مباشرة.
- الحرص على أخذ الكمية الكافية من الراحة عند نوم الطفل.
- قضاء بعض الوقت بعيداً عن الطفل والمنزل، ويكفي القيام بجولة مشي بسيطة في الخارج.
- البقاء على تواصل مع الأشخاص المقربين.
- تعزيز العلاقة مع الشريك وتخصيص المزيد من الوقت لذلك.
- الواقعية بشأن الأحداث، فكما أن هناك بعض الأيام الجيدة، فإن بعضها الآخر سيء.
الأسئلة الشائعة:
قد يحدث ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحصل في جسم المرأة أثناء الحمل. أو يحصل بسبب الخوف والقلق من التغيرات والمسؤوليات التي ستحصل في حياة المرأة. تعرفي على المزيد من الأسباب لاكتئاب ما بعد الولادة وكيفية تجنب اكتئاب ما بعد الولادة
إلى جانب توفير الغذاء والأمان له عليك تعزيز صحته النفسية وأمانه العاطفي، وذلك من خلال احتضانه كثيرًا. ومنحه تدليكًا خفيفًا بين الحين والآخر، والابتسام له كلما نظرت له. اعرفي المزيد من الطرق في دليلنا عن تربية الأطفال حديثي الولادة
