يعاني الكثير من الأشخاص من القلق على الأمور المالية والصحية والحياتية، إلا أن هذا القلق يختلف عن اضطراب القلق الذي لا يزول، فما هو اضطراب القلق وما هي أسبابه وأعراضه.
ما هو اضطراب القلق
اضطرابات القلق (Anxiety Disorders) هو حالة نفسية يعاني الشخص فيها من قلق وتوتر شديدين لا يستطيع التحكم بهما عند التعرض لمحفز معين، ترافق الحالة أعراض جسدية.(المرجع 1)
أعراض اضطراب القلق
تشترك جميع أنواع اضطرابات القلق بمجموعة من الأعراض، حيث يمكن أن تشمل بشكل عام:(المرجع 2) (المرجع 5)
أعراض نفسية
العارض الرئيسي لجميع أنواع هذا الاضطراب هو القلق المفرط، أما الأعراض النفسية الأخرى فهي:
- الشعور بالعصبية والتوتر والخوف والهلع.
- انتظار الخطر الوشيك.
- صعوبة السيطرة على القلق.
- تجنب محفزات القلق.
- نفاذ الصبر وسهولة الانفعال.
- عدم القدرة على التركيز أو التفكير في أمر غير القلق.
أعراض جسدية
يمكن أن تتفاوت شدة الأعراض الجسدية اعتماداً على الحالة النفسية، ومن الأعراض الجسدية ما يلي:
- ازدياد ضربات القلب.
- فرط التنفس.
- التعرق.
- الرجفان.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- مشكلات في نمط النوم.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- الصداع.
- كثرة التبول.
- الإصابة بالإسهال.
- الشعور الدوران.(المرجع 6)
- جفاف الفم..(المرجع 6)
- توتر وشد بالعضلات.(المرجع 6)
- الشعور بالغثيان والاشمئزاز.(المرجع 6)
- ضيق في النفس.(المرجع 6)
أسباب اضطراب القلق
على الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي للإصابة باضطراب القلق، إلا أن الدراسات أوضحت عدد من الأسباب المحتمل وقوفها خلف اضطراب القلق، ومن هذه الأسباب:(المرجع 3) (المرجع 6)
- العامل البيولوجي: متمثل بفرط النشاط في المنطقة المسؤولة عن المشاعر والسلوك في الدماغ، بالإضافة إلى الخلل في السيوتونين والنورادرينالين.
- العامل الوراثي: وجد العلماء أن إحتمالية الإصابة باضطراب القلق تزيد 5 أضعاف في حال إصابة أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب.
- العامل البيئي: ويتمثل بالحوادث والمواقف المؤلمة التي تعرض لها الشخص، مثل حالات العنف الأسري أو التنمر.
- العامل الصحي: تلعب الأمراض الصحية المزمنة الدور الفعال في الإصابة باضطراب القلق، مثل مرض التهاب المفاصل وأمراض القلب والغدة الدرقية.
- العامل الشخصي: مثل تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
- عامل السمات: حيث أن بعض السمات الشخصية تزيد من احتمالية أن يصاب الشخص باضطراب القلق، مثل أن يتسم بالخجل أو عدم الثقة بالنفس أو عدم تقدير الذات.
أنواع اضطراب القلق
هنالك العديد من أنواع اضطراب القلق، منها:(المرجع 4) (المرجع 5)
اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)
هو قلق شديد يشعر به الشخص دون أي يكون هناك سبب محدد له أو الذي لا يتناسب مع الموقف، وقد يتكرر هذا القلق بشكل مستمر لعدة أشهر، مما يؤثر على نمط الحياة والنشاطات اليومية.
اضطراب الهلع (Panic Disorder)
يعاني الشخص المصاب باضطراب الهلع من نوبات الهلع المتكررة بشكل مفاجئ بحيث لا يستطيع السيطرة عليها، وتتزامن مع أعراض جسدية قوية مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس.
أنواع الفوبيا (Phobias)
تتعدد أنواع الفوبيا التي تسبب القلق والتوتر للأشخاص، فيحاول كل منهم الابتعاد وتجنب ما يحفز هذه المشاعر لديه، فيكون القلق والخوف الذي يشعر به الشخص لا يتناسب مطلقاً مع الموقف.
اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder)
يشعر الشخص المصاب بالقلق الاجتماعي من القلق الشديد مو المواقف الاجتماعية والمواقف المتعلقة بالأداء، حيث أن تقييم الأخرين للشخص والحكم عليه هي نقطة الأساس في هذا الاضطراب.
علاج اضطراب القلق
غالباً ما تشمل الخطة العلاجية الخاصة باضطراب القلق الجانب الدوائي والجانب النفسي كما يلي:(المرجع 6)
العلاج الدوائي
يمكن للطبيب أن يختار الدواء المناسب للمريض من قائمة الأدوية التالية:
- مضادات الاكتئاب: أدوية مثبطات السيروتونين وتعتبر الخيار الأول والمشهور في علاج اضطراب القلق (SSRIs) و(SNRIs) مثل فلوكستين ودولوكستين.
- بوبروبيون (Bupropion): من الأدوية المضادة للاكتئاب، إلا أنه يعمل بطريقة تختلف عن مثبطات السيروتونين، ويستخدم في حالة القلق المزمن.
- أدوية أخرى مضادة للاكتئاب: وهي تشمل مواد ثلاثية الحلقات ومثبطات مونوامين اوكسيديز، وهي من الأدوية الأقل انتشاراً لما لها من أعراض جانبية مثل انخفاض الضغط وعدم وضوح الرؤية واحتباس البول وجفاف بالفم.
- البنزوديازيبينات: من الأدوية سريعة المفعول، وغالباً ما توصف للحالات المزمنة، ومن الأمثلة عليها البرازولام وكلونازينام، وعادة ما يتم وصفها مع أدوية مضادة للاكتئاب الأخرى.
- حاصرات بيتا: تساعد هذه الأدوية في التقليل من الأعراض الجسدية لاضطراب القلق مثل ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب.
- مضادات الاختلاج: وعادة ما توصف للتقليل من نوبات الشخص المصاب بالصرع، إلا أنها تفيد في التقليل من أعراض اضطراب القلق.
- مضادات الذهان (Antipsychotics): وتوصف بجرعات صغيرة، بحيث تجعل الأدوية الأخرى ذات فاعلية أكبر.
- بوسبيرون (Buspirone): من الأدوية المضادة للقلق، ويستخدم للحالات المزمن، ولا بد من استخدامه فترة طويلة قبل ملاحظة التحسن على الحالة.
العلاج النفسي
يتبع في هذا الجزء من العلاج:
- العلاج بالكلام (Talk Therapy): وفيه يتحدث المعالج النفسي مع المريض على أفكاره ومشاعره ويوضح له طريقة فهمها والتعامل معها للتحكم بالاضطراب الذي يعاني منه المريض.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): ومن خلاله يوضح المعالج النفسي للمريض الأفكار السلبية وكيفية تغيرها إلى أفكار أكثر إيجابية، بالإضافة إلى طرق التعامل الصحيحة مع المحفزات.
التعامل الذاتي مع اضطراب القلق
يمكن للشخص أن يتحكم بأعراض اضطراب القلق لديه من خلال اتباع هذه الخطوات:
- التعرف على الاضطراب، حيث أن معرفة المزيد من المعلومات عن اضطراب القلق تزيد من امكانية التعامل مع الأعراض والمحفزات بالطريقة الصحيحة.
- الالتزام بالخطة العلاجية المحددة، والتي تضمن عدم ظهور الأعراض، ففي حال إيقاف الدواء من الممكن التعرض لآثار سلبية جديدة.
- الابتعاد عن الكافيين، لأنه يعمل على تحفيز أعراض القلق والتوتر، لذلك لا بد من الابتعاد عن تناول أي منتجات تحتوي على الكافيين.
- الابتعاد عن الكحول والمخدرات، والتي لها تأثير كبير على أعراض القلق.
- اتباع نمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية الهوائية مثل الركض وركوب الدراجة الهوائية، حيث تعمل على إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ والتي من شأنها تحسين الحالة المزاجية.
- ممارسة الاسترخاء، حيث تعمل تمارين اليوغا والتأمل بالإضافة إلى تمارين اليقظة الذهنية إلى تقليل التوتر اليومي بالتالية التخفيف من أعراض القلق.
- محاولة التحكم بالأفكار السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية قدر الإمكان.
أسباب تفاقم اضطراب القلق
تعمل بعض الأدوية والمواد مثل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، بالإضافة إلى بعض الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية وتسارع نبضات القلب إلى تفاقم حالة اضطراب القلق عند الشخص.(المرجع 4)