ما ستجده في هذا المقال:
قد يعاني الشخص من بعض الهلاوس خلال اليوم، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع التوتر والقلق الدائم، إلا أنه في بعض الحالات قد يعاني الشخص من الهلاوس أثناء النوم، فكيف يتم تشخيصها وما مدى ارتباطها بالحالات المرضية، وكيف يتم علاجها؟
الهلاوس أثناء النوم (Hypnagogic hallucinations)
هي الهلاوس التي يشعر بها الشخص خلال فترة نومه أو قبل النوم بشكل مباشر، وقد تشتمل على الأصوات أو الصور أو الروائح أو الأذواق أو الأحاسيس اللمسية أو الشعور بالطيران أو السقوط، مما يربك الشخص ولا يستطيع التمييز ما إذا كانت حقيقية أم لا.
أعراض الهلاوس أثناء النوم
تتمثل الأعراض عند الإحساس بالهلوسة خلال النوم بالشعور بهذه الهلوسات، ومنها:
البصرية
الهلاوس البصرية هي اضطرابات بصرية قد يرى فيها الشخص أشخاصاً آخرين أو حيوانات أو أشياء متحركة، ويتنوع وضوح هذه الهلوسات، فقد تكون:
- واضحة تماماً ومفصلة ويمكن فهمها بسهولة.
- معقدة أو ضبابية لا يمكن فهم شيء منها.
السمعية
قد يسمع الشخص خلال هلاوسه أصوات بشرية واضحة ومفهومة، أو قد تكون أصوات ضوضائية أو أشياء لا يمكن استيعابها.
ما يقارب ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة السمعية أثناء النوم يعانون منها أيضًا أثناء النهار.
الشعورية
حيث إن غالبية الأشخاص الذين يعانون من هلاوس النوم يشكون من الأحاسيس التي يشعرون بها، مثل حركة لأجسامهم أو تحليقهم أو سقوطهم أو انعدام وزنهم.
الهلاوس التي تسبق النوم مباشرة
يكون الشخص مدركاُ لهذه الهلوسات التي تستمر لبضع دقائق، وتمنعه من الاستغراق في النوم في هذا الوقت، وغالباً ما تتم هذه الهلوسات الإصابة بشلل النوم.
ارتباطات الهلاوس أثناء النوم
قد تعكس بالهلوسة خلال النوم بعض الحالات الطبية، عندها لا بد من مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الشخص، ومن ضمن هذه الحالات الطبية:
-
- التغفيق أو النوم القهري: وهو اضطراب عصبي يعاني فيه أن الشخص من الحاجة الملحة للنوم، مع عدم تمكنه من النوم في الليل بشكل مستمر.
- فصام الشخصية: وهو اضطراب نفسي يعاني الشخص فيه من نوبات متنوعة من الهلاوس والأوهام.
- مرض الباركنسون: ويشتمل هذا المرض على تيبس العضلات واهتزاز في اليدين وأجزاء أخرى من الجسم.
- أمراض عصبية أخرى: مثل مرض ألزهايمر، مرض خرف أجسام ليوي، مرض الضمور البقعي.
قد تؤدي الحالات المشابهة لمرض باركنسون مثل متلازمة تشارلز بونيه إلى الهلوسة أيضًا.
آثار الهلاوس خلال النوم
في الحالات التي لا يرتبط بها بالهلوسة خلال النوم بمشكلات حقيقية، لا يكون للهلاوس الخطر الكبير، حيث تتضمن الآثار الناتجة عنها بما يلي:
-
- يعاني الشخص من اضطرابات في النوم أو النوم المتقطع.
- يشعر الشخص بالقلق والتوتر.
- استيقاظ الشخص خلال الليل وهو يصرخ.
- السقوط عن السرير نتيجة تفاعل الشخص مع الهلاوس.
- إزعاج الشريك في الفراش أو الغرفة.
عوامل الخطر للإصابة بالهلاوس أثناء النوم
من الملاحظ أن التقدم بالعمر يعمل على تقليل احتمالية الإصابة بالهلوسة خلال النوم، كما يمكن أن تكون الاحتمالية كبيرة في الحالات التالي:
-
- إذا كان الشخص يتعاطى المخدرات أو الكحول.
- إذا كان يعاني الشخص من التوتر أو الأرق بشكل مستمر.
تشخيص الهلاوس خلال النوم
لا يلجأ غالبية الأشخاص لعلاج الهلاوس خلال النوم، إذ إنها لا تؤثر إلا على جودة النوم لدى الشخص، ففي معظم الأحيان ترتبط هذه الهلاوس بالتوتر والقلق اليومي والأنماط المضطربة في النوم، لذلك قد يقوم الطبيب بالإجراءات التالية:
تدوين اليوميات
وفيها يطلب المعالج النفسي من الشخص المصاب بالهلوسة خلال النوم تدوين ملاحظات عن الأعراض التي يشكو منها، والتي تشتمل على:
-
- متى تبدأ الهلاوس بالظهور؟
- ما مدى تكرار الهلاوس؟
- ما مدة استمرار الهلاوس؟
- هل يوجد أعراض اضطرابات نوم أخرى مثل الأرق؟
- هل يشعر الشخص بالنعاس أثناء النهار؟
تخطيط النوم Polysomnography
يتم مراقبة نمط النوم الشخص بالشخص، بما في ذلك:
-
- طبيعة تنفس الشخص.
- طبيعة نبضات القلب.
- حركة اليدين أو القدمين.
- تخطيط للدماغ.
- عدد مرات الاستيقاظ.
- سهولة العودة إلى النوم.
- حركة العين أثناء النوم.
اختبار أوقات النوم المتعددة MSLT
ويتم إجراء هذا الاختبار في حالة الشعور المتكرر بالنعاس أثناء النهار، حيث يوضح سرعة الدخول في النوم، بالإضافة إلى نوع النوم خلال القيلولة، وتحديد ما إذا كانت الهلاوس مرتبطة باضطراب النوم القهري.
التخلص من الهلاوس أثناء النوم
في معظم الحالات التي لا ترتبط باضطراب آخر أو مرض معين، فإن هذه الهلاوس تقل مع مرور الوقت، بالإضافة إلى أن بعض السلوكيات قد تقلل منها بشكل كبير، ومن هذه السلوكيات:
-
- الحصول على القدر الكافي من النوم بشكل يومي.
- المحافظة على روتين معين لنمط النوم.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الكحول وبعض العلاجات الدوائية والحبوب الأخرى.
- إزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم.
- التقليل من تناول الكافيين لتحسين جودة النوم.
- تجنب تناول الوجبات الكبيرة أو الدسمة قبل النوم بساعات.
- المحافظة على بيئة نوم مناسبة للشخص.
- تعلم تقنيات الاسترخاء المتنوعة، والمواظبة على ممارستها، مثل التأمل والتنفس بعمق والاسترخاء الواعي.
- تغيير بعض الأدوية المتعلقة باضطرابات النوم، في حال تناولها باستمرار.
علاج الهلاوس خلال النوم بالدواء
يتم علاج الهلاوس خلال النوم بواسطة الأدوية، في الحالات المرتبطة بالنوم القهري أو شلل النوم،ومن الأمثلة على هذه الأدوية:
-
- فينلافاكسين (Venlafaxine).
- فلوكستين ( Fluoxetine).
- كلوميبرامين (Clomipramine).
- ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine).
- ليسديكسامفيتامين ( Lisdexamfetamine).
الفرق بين هلاوس النوم والكوابيس
تتشابه كل من الحالتين، إذ تحدثان أثناء فترة النوم، إلا أن الاختلاف يكمن في:
-
- مرحلة النوم: تحدث الهلوسة خلال النوم خلال المرحلة الأولى من النوم (عدم حركة العين السريعة)، أما الكوابيس فهي تحدث في مرحلة النوم النشط (حركة العين السريعة).
- الخوف: ترتبط الكوابيس بالخوف بشكل دائم، إلا أن الهلاوس لا يشترط بها الخوف.
- تسلسل الأحداث: في الكوابيس يكون هناك تسلسل لما يراه الشخص، أما في الهلاوس فهي عبارة عن صور أو لقطات مرئية وقد تشتمل على أصوات وأحاسيس.
- الاضطرابات النفسية: على الرغم من حدوث الهلاوس بشكل طبيعي واعتيادي، إلا أن الكوابيس غالباً ما ترتبط بالصدمة النفسية.
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من أنه لا تعتبر كل هلوسة أمراً خطيراً، إلا أن الأخصائيين في عرب ثيرابي يرون من الضروري اللجوء إلى التشخيص المناسب ليتم تحديد ما إذا كانت تعتبر خطيرة أم عادية، خاصة إذا تبعها تغييرات سلوكية أو مزاجية أو تفاقماً للأعراض.