قد يعاني الشخص من بعض الهلاوس خلال اليوم، والتي ترتبط إرتباط وثيق مع التوتر والقلق الدائم، إلا أنه في بعض الحالات قد يعاني الشخص من الهلاوس أثناء النوم، فكيف يتم تشخيصها وما مدى ارتباطها بالحالات المرضية، وكيف يتم علاجها؟
الهلاوس أثناء النوم
الهلاوس أثناء النوم (Hypnagogic hallucinations) هي الهلاوس التي يشعر بها الشخص خلال فترة نومه أو قبل النوم بشكل مباشر، وقد تشتمل على الأصوات أو الصور أو الروائح أو الأذواق أو الأحاسيس اللمسية أو الشعور بالطيران أو السقوط، مما يربك الشخص ولا يستطيع التمييز ما إذا كانت حقيقية أم لا.(المرجع 1) المرجع 4)
أعراض الهلاوس أثناء النوم
تتمثل الأعراض عند الإحساس بالهلاوس أثناء النوم بالشعور بهذه الهلاوس، ومنها:(المرجع 1)
البصرية
الهلاوس البصرية هي اضطرابات بصرية قد يرى فيها الشخص أشخاص آخرين أو حيوانات أو أشياء متحركة، ويتنوع وضوح هذه الهلوسات، فقد تكون:(المرجع 1)
- واضحة تماماً ومفصلة ويمكن فهمها بسهولة.
- معقدة أو ضبابية لا يمكن فهم شيء منها.
السمعية
قد يسمع الشخص خلال هلاوسه أصوات بشرية واضحة ومفهومة، أو قد تكون أصوات ضوضائية أو أشياء لا يمكن استيعابها.(المرجع 1)
الشعورية
حيث أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من هلاوس النوم يشكون من الأحاسيس التي يشعرون بها، مثل حركة لأجسامهم أو تحليقهم أو سقوطهم أو انعدام وزنهم.(المرجع 2)
الهلاوس التي تسبق النوم مباشرة
يكون الشخص مدركاُ لهذه الهلاوس التي تستمر لبضعة دقائق، وتمنعه من الاستغراق في النوم في هذا الوقت، وغالباً ما تتم هذه الهلاوس أثناء الإصابة بشلل النوم.(المرجع 1)
ارتباطات الهلاوس أثناء النوم
قد تعكس الهلاوس أثناء النوم بعض الحالات الطبية، عندها لا بد من مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الشخص، ومن ضمن هذه الحالات الطبية:(المرجع 1) (المرجع 7)
- التغفيق أو النوم القهري: وهو اضطراب عصبي يعاني فيه أن الشخص من الحاجة الملحة للنوم، مع عدم تمكنه من النوم في الليل بشكل مستمر.(المرجع 3)
- فصام الشخصية: وهو اضطراب نفسي يعاني الشخص فيه من نوبات متنوعة من الهلاوس والأوهام.
- مرض الباركنسون: ويشتمل هذا المرض على تيبس العضلات و واهتزاز في اليدين وأجزاء أخرى من الجسم.
- أمراض عصبية أخرى: مثل مرض ألزهايمر، مرض خرف أجسام ليوي، مرض الضمور البقعي.
آثار الهلاوس خلال النوم
في الحالات التي لا يرتبط بها الهلاوس أثناء النوم بمشكلات حقيقية، لا يكون للهلاوس الخطر الكبير، حيث تتضمن الآثار الناتجة عنها بما يلي:(المرجع 1)
- يعاني الشخص من اضطرابات في النوم أو النوم المتقطع.
- يشعر الشخص بالقلق والتوتر.
- استيقاظ الشخص خلال الليل وهو يصرخ.
- السقوط عن السرير نتيجة تفاعل الشخص مع الهلاوس.
- إزعاج الشريك في الفراش أو الغرفة.
عوامل الخطر للإصابة بالهلاوس أثناء النوم
من الملاحظ أن التقدم بالعمر يعمل على تقليل احتمالية الإصابة بالهلاوس أثناء النوم، كما يمكن أن تكون الاحتمالية كبيرة في الحالات التالي:(المرجع 1)
- إذا كان الشخص يتعاطى المخدرات أو الكحول.
- إذا كان يعاني الشخص من التوتر أو الأرق بشكل مستمر.
تشخيص الهلاوس خلال النوم
لا يلجأ غالبية الأشخاص لعلاج الهلاوس خلال النوم، إذ أنها لا تؤثر إلا على جودة النوم لدى الشخص، ففي معظم الأحيان ترتبط هذه الهلاوس بالتوتر والقلق اليومي والأنماط المضطربة في النوم، لذلك قد يقوم الطبيب بالإجراءات التالية:(المرجع 2)
تدوين اليوميات
وفيها يطلب المعالج من الشخص المصاب بالهلاوس أثناء النوم تدوين ملاحظات عن الأعراض التي يشكو منها، والتي تشتمل على:(المرجع 2) (المرجع 4)
- متى تبدأ الهلاوس بالظهور؟
- ما مدى تكرار الهلاوس؟
- ما مدة استمرار الهلاوس؟
- هل يوجد أعراض اضطرابات نوم أخرى مثل الأرق؟
- هل يشعر الشخص بالنعاس أثناء النهار؟
تخطيط النوم Polysomnography
يتم مراقبة نمط النوم الشخص بالشخص، بما في ذلك:(المرجع 4)
- طبيعة تنفس الشخص.
- طبيعة نبضات القلب.
- حركة اليدين والقدمين.
- تخطيط للدماغ.
- عدد مرات الاستيقاظ.
- سهولة العودة إلى النوم.
- حركة العين أثناء النوم.
اختبار أوقات النوم المتعددة MSLT
ويتم إجراء هذا الاختبار في حالة الشعور المتكرر بالنعاس أثناء النهار، حيث يوضح سرعة الدخول في النوم، بالإضافة إلى نوع النوم خلال القيلولة، وتحديد ما إذا كانت الهلاوس مرتبطة باضطراب النوم القهري.(المرجع 4)
التخلص من الهلاوس أثناء النوم
في معظم الحالات التي لا ترتبط باضطراب آخر أو مرض معين، فإن هذه الهلاوس تقل مع مرور الوقت، بالإضافة إلى أن بعض السلوكيات قد تقلل منها بشكل كبير، ومن هذه السلوكيات:(المرجع 4) (المرجع 7)
- الحصول على القدر الكافي من النوم بشكل يومي.
- المحافظة على روتين معين لنمط النوم.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الكحول وبعض العلاجات الدوائية والحبوب الأخرى.
- إزالة الأجهزة الإلكترونية من غرفة النوم.
- التقليل من تناول الكافيين لتحسين جودة النوم.
- تجنب تناول الوجبات الكبيرة أو الدسمة قبل النوم بساعات.
- المحافظة على بيئة نوم مناسبة للشخص.
- تعلم تقنيات الاسترخاء المتنوعة، والمواظبة على ممارستها، مثل التأمل والتنفس بعمق والاسترخاء الواعي.
- تغيير بعض الأدوية المتعلقة باضطرابات النوم، في حال تناولها باستمرار.
علاج الهلاوس خلال النوم بالدواء
يتم علاج الهلاوس خلال النوم بواسطة الأدوية، في الحالات المرتبطة بالنوم القهري أو شلل النوم،ومن الأمثلة على هذه الأدوية:(المرجع 5)
- فينلافاكسين (Venlafaxine).
- فلوكستين ( Fluoxetine).
- كلوميبرامين (Clomipramine).
- ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine).
- ليسديكسامفيتامين ( Lisdexamfetamine).
الفرق بين الهلاوس أثناء النوم والكوابيس
تتشابه كل من الحالتين، إذ تحدثان أثناء فترة النوم، إلا أن الاختلاف يكمن في:(المرجع 2) (المرجع 6)
- مرحلة النوم: تحدث الهلاوس أثناء النوم خلال المرحلة الأولى من النوم (عدم حركة العين السريعة)، أما الكوابيس فهي تحدث في مرحلة النوم النشط (حركة العين السريعة).
- الخوف: ترتبط الكوابيس بالخوف بشكل دائم، إلا أن الهلاوس لا يشترط بها الخوف.
- تسلسل الأحداث: في الكوابيس يكون هناك تسلسل لما يراه الشخص، أما في الهلاوس فهي عبارة عن صور أو لقطات مرئية وقد تشتمل على أصوات وأحاسيس.
- الاضطرابات النفسية: على الرغم من حدوث الهلاوس بشكل طبيعي واعتيادي، إلا أن الكوابيس غالباً ما ترتبط بالصدمة النفسية.