ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر مرض ألزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعًا، وعلى الرغم من انتشاره الكبير بين كبار السن، وبدء ظهور أعراضه في أغلب الحالات يبدأ بعد سن الستين، ولكن من الممكن أن يُصاب به صغار السن أيضًا.
ما هو مرض ألزهايمر؟
هو اضطراب عصبي يؤدي إلى ضمور الدماغ (تقلص الدماغ)، وموت خلايا الدماغ، ويتضمن انخفاض مستمر في القدرة على التفكير، وعلى المهارات الاجتماعية أو السلوكية، مما يُصعّب على الشخص استقلاليته.
علامات وأعراض مبكرة لمرض ألزهايمر
يوجد مجموعة علامات تحذيرية تدل على احتمالية الإصابة في الزهايمر، ومنها:
فقدان الذاكرة الذي يعطل الحياة اليومية
من أكثر علامات الزهايمر شيوعًا وبشكل خاص في المراحل المبكرة، وذلك مثل:
- نسيان المعلومات المكتسبة مؤخرًا مثل التواريخ أو الأحداث المهمة.
- طرح نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
- الحاجة المتزايدة للاعتماد على مساعدات الذاكرة مثل ملاحظات التذكير أو الأجهزة الإلكترونية.
- الاعتمادية على أفراد الأسرة للتذكر.
وهو مرض تقدمي يبدأ بفقدان بسيط للذاكرة وربما يؤدي إلى فقدان القدرة على مواصلة المحادثة والاستجابة للبيئة.
التحديات في التخطيط وحل المشكلات
قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالخرف من تغيرات في قدرتهم على تطوير خطة أو اتباعها، أو التعامل مع الأرقام. وقد يواجهون صعوبة في اتباع وصفة مألوفة، أو متابعة الفواتير الشهرية، أو يستغرقون وقت أطول كثير للقيام بها.
صعوبة إكمال المهام
غالبًا ما يواجه الشخص المصاب في مرض الألزهايمر صعوبة في إكمال المهام اليومية التي يقوم بها مثل القيادة في طريق مألوف، أو تنظيم قائمة البقالة، أو تذكر قواعد اللعبة المفضلة.
الخلط بين الزمان والمكان
ربما يفقد الشخص المصاب بالزهايمر التواريخ أو المواسم، ومرور الوقت. أو ينسى أحيانًا مكان وجوده وكيف وصل إليه.
مشاكل في فهم الصور المرئية
بالنسبة لبعض الناس فإن وجود مشاكل في الرؤية يدل على الإصابة في الزهايمر، والذي يترتب عليه مواجهة صعوبة في التوازن، وصعوبة في القراءة، أو التحكم في المسافات، وتحديد اللون أو التباين في اللون.
مشكلات مع اللغة
بعض الأشخاص يعاني من متابعة المحادثة أو الانخراط في محادثة مع شخص ما، وقد يتوقف في منتصف المحادثة دون أن يعلم كيف يستمر بها. أو يعيد الحديث مرارًا وتكرارًا، والتي بدورها قد تؤدي للانسحاب الاجتماعي، والتوقف عن ممارسة الأنشطة أو الهوايات، وأحيانًا قد ينسى المفردات والمصطلحات التي تُسمى بها الأشياء.
وضع الأشياء في غير موضعها
البدء في وضع الأشياء في غير مكانها، وفقد الأشياء أو الميل لاتهام الآخرين بالسرقة بسبب عدم القدرة على إيجاد الأشياء تعد من علامات الألزهايمر الشائعة.
سوء التقدير
أو انخفاض التقدير، وهي فقدان القدرة على إطلاق الأحكام الصحيحة أو اتخاذ القرارات، واستخدام أحكام سيئة عند التعامل مع المال. وإيلاء اهتمام أقل للعناية الشخصية أو المحافظة على النظافة الشخصية.
تغييرات في المزاج والشخصية
المزاج المتقلب، والنفسية السيئة، والتغيرات الشخصية من الأمور المصاحبة للزهايمر؛ حيث يُصبح المريض مُريب ومكتئب أو خائف. ويشعر بالانزعاج بسهولة في المنزل أو مع الأصدقاء عندما يكونون خارج منطقة الراحة الخاصة به.
التغيرات السلوكية
تظهر العديد من التغيرات السلوكية على مريض الألزهايمر، ومنها:
- تكرار الأسئلة.
- الضياع أثناء التجول في الأماكن المألوفة.
- الانفعالات القلق أو العدوانية.
- مشكلة في التعرف على العائلة أو الأصدقاء.
- صعوبات في أداء المهام متعددة الخطوات مثل ارتداء الملابس أو الطهي.
- الهلاوس، والأوهام، والإصابة في جنون العظمة.
- مواجهة مشاكل في القراءة والكتابة أو العمل مع الأرقام.
- عوائق أو صعوبات في المشي، وفي البلع.
أسباب مرض ألزهايمر
ما زالت الأسباب الدقيقة غير معروفة، ولكن السبب الأساسي هو وجود بروتينات بالدماغ لا تؤدي وظيفتها بشكل طبيعي، وتؤثر على عمل الخلايا العصبية وموتها.
عوامل الخطر للإصابة في مرض ألزهايمر
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة به، ومنها:
- التقدم بالعمر من أكثر عوامل الخطر المعروفة للإصابة بالزهايمر.
- امتلاك تاريخ عائلي من الإصابة بالزهايمر.
- الإصابة في متلازمة داون.
- الاختلال المعرفي المعتدل (fMCI).
- الإصابات الرضحية في الرأس.
- تلوث الهواء الناتج عن عوادم المرور، وحرق الأخشاب.
- الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات.
- نمط النوم السيئ.
- أنماط الحياة السيئة مثل قلة ممارسة الرياضة أو التدخين، والسمنة، والسكري من النوع الثاني.
- صحة القلب أو أمراض ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
- مستويات التعليم المتدنية أو المشاركة الاجتماعية المنخفضة.
وجدت إحدى الدراسات أن المدخنين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا لديهم خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 80٪ تقريبًا مقارنة بأولئك الذين لم يدخنوا أبدًا.
تشخيص مرض ألزهايمر
تستخدم مجموعة كبيرة من الاختبارات والفحوصات قبل تشخيص الزهايمر، وهي:
- التاريخ الطبي، والأدوية.
- تحاليل الدم والبول.
- اختبار الصحة العقلية والنفسية.
- اختبار عصبي نفسي.
- البزل القطني (الصنبور الشوكي).
- التصوير المقطعي (CT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- تصوير رنين مغناطيسي وظيفي.
- تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني.
علاج مرض ألزهايمر
بالوقت الحالي لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، وبمجرد أن يبدأ الشخص في إظهار العلامات والأعراض لا يمكن علاجه، ولكن يوجد بعض الأدوية التي تُخفف الأعراض عند بعض الأشخاص. أو تقلل من سرعة تفاقم المرض، وتساعد الدماغ على العمل بشكل أفضل، وذلك مثل:
- دونيبيزيل (Donepezil).
- غالانتامين (Galantamine).
- ريفاستيجمين (Rivastigmine).
- أريسبت (Aricept).
- رازادين (Razadyne).
- إكسيلون (Exelon).
- ميمانتين (Memantine).
- نامزاريك (Namzaric).
الوقاية من مرض ألزهايمر
نظرًا لأنه حتى الآن لم يتم إيجاد العلاج المناسب لمرض الزهايمر يجب العمل بجد للوقاية منه، ويُنصح بالآتي:
النشاط البدني
أول ما يجب فعله هو المحافظة على النشاط البدني أو ممارسة التمارين الرياضية، ووفقًا للأبحاث والدراسات التمارين الرياضية المنتظمة تحمي من خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة تصل إلى 50%.
المشاركة الاجتماعية
يُنصح في تعزيز التواصل الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية أو تجنب الانعزال تمامًا. وبناء صداقات جديدة أو مقابلة الآخرين، وبشكل خاص مع التقدم في السن، وذلك من خلال:
- التطوع.
- الانضمام إلى نادي أو مجموعات اجتماعية.
- زيارة مراكز الرعاية، ودور المسنين.
- أخذ دروس جماعية ودورات تدريبية.
- التعرف على الجيران.
- المحافظة على لقاء الأصدقاء مرة أسبوعيًا.
- الخروج من المنزل والقيام بأنشطة ممتعة مثل زيارة المتاحف أو الأماكن العامة، والحدائق.
تزيد احتمالية إصابة النساء بمرض الزهايمر بمقدار الضعف تقريبًا عن الرجال.
اتباع نظام غذائي صحي
أحد أسس الوقاية من مرض الألزهايمر هي اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وذلك من خلال:
- التخلص من الوزن الزائد.
- التقليل من تناول السكر أو الأطعمة السكرية.
- تناول الخضروات، والفاصوليا، والحبوب الكاملة، والأسماك، وزيت الزيتون، أو اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي.
- الحصول على نسبة مرتفعة من دهون أوميغا 3.
- تناول الكثير من الخضار أو الفاكهة.
- الاعتماد على الطعام المطهو منزليًا.
التحفيز العقلي
مهم جدًا الاستمرار في تعلم أشياء جديدة وتحدي العقل طوال الحياة، ويُستحسن تعلم الأنشطة التي تنطوي على مهام متعددة أو تتطلب الاتصال والتفاعل، كما يجب الالتزام في تخصيص وقت يومي لتحفيز العقل، ومن الأمثلة على ذلك:
- دراسة لغة جديدة، أو تعلم آلة موسيقية، أو الرسم، أو الخياطة.
- التطور ورفع المستوى في أي مهارة أو نشاط يمارسه الشخص.
- التمرّن على تقنيات الحفظ.
- لعب الألعاب الاستراتيجية أو الألغاز، والأُحجيات.
النوم الجيد
ترتبط مشاكل النوم بشكل كبير في مرض ألزهايمر، لذا الالتزام في نظام نوم منتظم يساعد على الوقاية منه، وذلك عبر:
- الذهاب للنوم والاستيقاظ كل يوم في نفس الموعد.
- الاحتفاظ بالسرير للنوم فقط، وعدم القيام بأي أنشطة عليه.
- الاسترخاء قبل النوم.
- القراءة والهدوء لتقليل التوتر والقلق قبل النوم.
كلمة من عرب ثيرابي
تعتبر رعاية شخص يعاني من ألزهايمر أمر مرهق جسدياً ونفسياً، لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الاعتناء بالنفس في هذه الأثناء لمواصلة تقديم الدعم والرعاية للمريض. حيث يفضل التركيز على:
- الاشتراك في مجموعات الدعم.
- الحفاظ على علاقات قوية بالأشخاص المحيطين.
- التعبير عن المشاعر دون الخجل منها.