آثار الصدمة النفسية

تنجُم آثار الصدمة النفسية عن التعرض لأحداث مؤلمة أو صادمة في حياة الإنسان أو في طفولته، وذلك مثل الحرب، والكوارث الطبيعية، والعنف المنزلي، والاغتصاب، والإصابة في مرض خطير، وغيرها.[مرجع1]

استجابة الجسم للخطر

عندما يتعرض الشخص لأي حادثة صادمة، أو يشعر بالتوتر والتهديد يقوم الجسم بإفراز هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، والتي تؤدي لواحدة من السلوكيات التالية:[مرجع2]

التجميد: الشعور بالشلل أو عدم القدرة على الحركة.
الفشل: وهو عندما يقوم الشخص بفعل ما يُطلب منه دون أن يُفكر أو يحتج على أي منها.
القتال: الميل للمقاتلة والاحتجاج.
الهروب: الابتعاد والاختباء عن الحدث.
التودد (التملّق): محاولة إرضاء الشيء أو الشخص الذي يُشكل التهديد.

آثار الصدمة النفسية الشائعة

تختلف استجابة الأشخاص للصدمات النفسية، ولكن من آثارها المشتركة هو الصدمة والإنكار لمدة تصل إلى 6 أسابيع من بعد الحادثة؛ لتجاوز الصدمة،[مرجع1] ومن بعد ذلك تبدأ الآثار التالية بالظهور:

نوبات الهلع

نوبات الهلع تعتبر واحدة من طرق الاستجابة للخوف، وهي عبارة عن مبالغة في استجابة الجسم للخطر أو التوتر.[مرجع2]

التفكك

أحيانًا يتعامل العقل مع الضغط الكبير أو الصدمة الشديدة بالتفكك والانفصال عن الواقع، وقد يشعر الشخص بالابتعاد أو الانفصال عن جسده، والتباعد، والخدر.[مرجع2]

فرط النشاط

واحدة من آثار الصدمة النفسية هي فرط نشاط الشخص، وميله للبحث باستمرار عن التهديدات والخطر، كما أنه يكون مفرط القلق والتوتر ولا يُمكنه الاسترخاء أو الشعور بالهدوء.[مرجع2]

اضطرابات النوم

لن يتمكن الشخص بعد تعرضه لصدمة نفسية من النوم بآمان غالبًا؛ حيث يجد صعوبة في النوم ليلًا، ولا يشعر بالأمان خلال الليل، بالإضافة لزيادة احتمالية التعرض لقلق النوم والخوف من الكوابيس.[مرجع2]

تدني احترام الذات

تؤثر الصدمة النفسية على ثقة الشخص بنفسه واحترامه لذاته بشكل مباشر وسلبي؛ حيث يتدنى تقدير الشخص لنفسه، وتقل ثقته بنفسه أيضًا.[مرجع2]

الحزن

التعرّض لخسارة كبيرة في الحياة أمرًا مؤلمًا مثل وفاة شخص مقرب، والتي قد تسبب صدمة نفسية، ومن آثار الصدمة النفسية يشعر الشخص بالحزن، وفي الفقد، والشعور بالخسارة.[مرجع2]

إيذاء النفس

قد يقوم الشخص أحيانًا في إيذاء نفسه كمحاولة للتأقلم في حال كان قد تعرض للإيذاء الجسدي في الحادث الصادم الذي تعرّض له سابقًا، وفي بعض الأحيان قد تهاجمه الأفكار الانتحارية، وقد يحاول الانتحار.[مرجع2]

استخدام الكحول والمخدرات

في بعض الأحيان تظهر آثار الصدمة النفسية على الشخص باستخدام الكحول والمخدرات في محاولة منه للتخلص من الذكريات الأليمة، والمشاعر الصعبة.[مرجع2]

تأثيرات إضافية

من آثار الصدمة النفسية الشائعة الإضافية:[مرجع1]

ذكريات متكررة عن الحادث.

مشاهدة الكوابيس.
الخوف الشديد من تكرار الحادث الحادث، وبشكل خاص في الذكرى السنوية أو عند العودة لمكانه.
الانسحاب والعزلة عن الأنشطة اليومية.
تجنب تذكير النفس بالحادثة الصادمة باستمرار.
تغيرات في المزاج وفي أنماط التفكير.
التهيج والعصبية.
التقلبات المزاجية المفاجئة والدرامية.
القلق والتوتر.
الإنكار.
الاكتئاب مع الإجهاد.
مواجهة صعوبات في التركيز.
الأرق وتغيرات النوم.
الصداع والغثيان.
تفاقم حالة طبية موجودة من قبل الحادثة.

آثار الصدمة النفسية على الأطفال

الطفل الذي يتعرض لصدمة أو يعيش في بيئة خالية من الأمان قد يطور بعض طرق التكيف التي تساعده في الاستمرار بحياته، والتي قد تسبب له آثار على جوانب مختلفة من حياته، وذلك مثل:

الارتباط والعلاقات

عندما تكون العلاقات غير صحية في الطفولة ينعكس ذلك على هيئة سلوك الطفل العدواني، وعدم القدرة على التحكم في المشاعر أو التعبير عنها، ومواجهة مشاكل في تكوين الصداقات والعلاقات الرومانسية في مرحلة لاحقة من حياته.[مرجع3]

الصحة الجسدية

من آثار الصدمة النفسية على الصحة الجسدية والعقلية للطفل:[مرجع3]

التنفس السريع وخفقان القلب عند التعرض لأي موقف مرهق.
ضعف نمو الدماغ والجهاز العصبي.
شكاوى وآلام جسدية مثل الصداع وآلام المعدة.
الانخراط في السلوكيات الخطيرة مثل التدخين، وتعاطي المخدرات.
الإفراط في الحساسية تجاه الأصوات، أو الروائح، أو اللمس.
انعدام الشعور بالألم.

ردود الفعل العاطفية

كثيرًا ما يواجه الأطفال ردود فعل عاطفية على التعرض للصدمات النفسية، والتي تكون مثل:[مرجع3]

مواجهة صعوبة في التعرف على المشاعر أو التعبير عنها وإدارتها.
الاكتئاب والغضب الشديد.
الحزن والتجنب عند التعامل مع الموقف الصادم.
اتخاذ موقف دفاعي.
سهولة الارتباك والتوتر.

الانفصال والتفكك

غالبًا ما يُلاحظ الانفصال والتفكك عند الطفل الذي عانى من صدمات معقدة، وهي واحدة من آثار الصدمة النفسية الشائعة للأطفال؛ حيث ينفصل الطفل عن جسده والمحيط من حوله كآلية للتأقلم والهروب من مشاعر الخوف والصدمة.[مرجع3]

السلوكيات

الطفل الذي تعرض لصدمة نفسية من الممكن إثارة غضبه بسهولة، ونادرًا ما تكون لديه القدرة على إدارة الغضب أو السيطرة عليه، وهو ما يجعل سلوكه معقد وغير مقبول، وفي الأغلب يكون سلوكًا خطيرًا.[مرجع3]

الإدراك

ينتُج من آثار الصدمة النفسية مشاكل في إدراك واستيعاب الطفل على النحو الآتي:[مرجع3]

لا يُمكنه التفكير بوضوح أو حل المشكلات.
يواجه صعوبة في التخطيط للمستقبل أو توقع المستقبل.
صعوبات في اكتساب مهارات جديدة أو اكتساب معلومات جديدة.
فقدان الاهتمام والتركيز بسهولة.
عجز في تطوير اللغة ومهارات التفكير المجرد.
زيادة احتمالية مواجهة صعوبات في التعلم.

الاضطرابات النفسية وآثار الصدمة النفسية

بالإمكان حدوث الصدمة النفسية بعد تجربة حدث مؤذي نفسيًا وعاطفيًا، والذي قد يؤدي لإصابة الشخص في أحد الاضطرابات النفسية التالية:[مرجع4]

اضطرابات القلق.
الاكتئاب.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
إساءة استخدام الكحول والمخدرات.
اضطرابات الأكل.

التخلص من آثار الصدمة النفسية

هناك بعض الأمور التي يُمكن فعلها للتخلص من تأثير الصدمات النفسية على الشخص، ومنها:[مرجع5]

ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا تقريبًا.
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية الإيقاعية التي تسبب حركة اليدين والساقين معًا مثل المشي، والرقص، والسباحة.
المحافظة على التواصل مع الأشخاص المقربين والأصدقاء، وتجنب التحدث عن الصدمة.
الحصول على الدعم الاجتماعي من المقربين أو طبيب نفسي.
المشاركة والانخراط في تجارب وأنشطة اجتماعية متنوعة، ولا تتعلق في حادث الصدمة بأي شكل من الأشكال.
الانضمام لمجموعات الدعم للناجين من صدمات سابقة.
التطوع لمساعدة الآخرين؛ لتقليل الشعور بالعجز، وتذكير النفس بنقاط القوة عند الشخص.
محاولة تكوين علاقات وصداقات جديدة من خلال الانضمام إلى نوادي جديدة، والتواصل مع الجيران، وزملاء العمل.
النوم لمدة كافية، ويستحسن أن يكون النوم ذو جودة عالية.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
التقليل من التوتر، وممارسة تمارين وتقنيات الاسترخاء المختلفة مثل التأمل.