ما ستجده في هذا المقال:
يخشى معظم الناس في بعض الأحيان من إصابتهم بأمراض مختلفة، ولكن المصابين بوسواس المرض يعانون من خوف غير طبيعي وغير منطقي خشية أن يكونوا مصابين بمرض ما. وعادة ما يشكو المصابون بهذا الاضطراب من آلام في الرأس والجذع والرقبة. وهذا الاضطراب يشبه إلى حد ما اضطراب الوسواس القهري بسبب الهوس بالمرض. ويمكننا أن نتعرف أكثر على اضطراب توهم المرض وأسبابه وأعراضه وعلاجه.
اضطراب توهم المرض
يعرف توهم المرض أو ما يسمى بالمُراق أو القلق المرضي بأنه قلق أو خوف غير واقعي من الإصابة بمرض خطير، أو الخوف من التعرض لخطر الإصابة بالمرض. وقد يفسر المصابون به وظائف الجسم الطبيعية كعلامات للمرض.
وقد يواجه المصاب به قلقاً شديداً من أن الإرهاق الطبيعي مثلاً يرتبط بمرض خطير محدد مما يؤدي إلى تعطل الحياة وصعوبة استمراريتها. ويعد من الأمراض المزمنة متفاوتة الشدة، وقد تزداد مع التقدم في السن أو في أوقات الإجهاد.
إن 75 إلى 85٪ تقريباً من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس المرضي يعانون أيضًا من الاكتئاب أو أي اضطراب نفسي آخر.
قد يهمك: اختبار الوسواس القهري، اكتشف احتمالية إصابتك به
أنواع اضطراب توهم المرض
ينتمي المصابون باضطراب وسواس المرض عادة إلى أحد هذين النوعين:
- من يبحثون عن الرعاية: يقضي المصاب بهذا النوع الكثير من الأوقات في البحث عن المعلومات الطبية والرعاية الصحية ويزور العديد من الأطباء ثم يجري الكثير من الفحوصات الطبية.
- من يتجنبون الرعاية: يتجنب هذا النوع الأطباء والحصول على الرعاية الطبية. فهو لا يثق بالأطباء أو يعتقد أنهم لا يأخذون الأعراض على محمل الجد الأمر الذي يزيد الخوف والقلق عندهم.
أسباب اضطراب توهم المرض
لا تعد أسباب الإصابة بتوهم المرض من الأسباب الواضحة تماماً أو المحددة، ولكن هناك عدة عوامل هد تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض ثو تطوره. نذكر منها:
-
- العوامل الوراثية؛ إي إذا كان أحد أفراد عائلة المريض مصاباً به.
- الصدمات في مرحلة الطفولة؛ مثل إساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم.
- اضطرابات القلق المختلفة سواء عند المصاب أو عند أحد أفراد عائلته.
- الإجهاد الشديد.
- مشكلات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الوسواس القهري.
- الإصابة بمرض سابق للمريض أو لأحد أفراد أسرته.
- حدوث اضطرابات في الإدراك بحيث يضخم الإدراك المشاعر الطبيعية.
- إذا أفرط الوالدان في حماية ابنهم في مرحلة الطفولة وركزوا كثيرا على مشاكله الصحية البسيطة.
يُعد اضطراب توهم المرض حالة مزمنة، ولكن قد تقل الأعراض في بعض الأحيان أو تختفي، ثم تعود للظهور مرة أخرى.
أعراض اضطراب توهم المرض
من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بوسواس المرض ما يأتي:
-
- تجنب الأماكن المختلفة أو الأشخاص بسبب القلق والخوف من الإصابة بمرض.
- البحث المستمر على الأمراض وأعراضها.
- المبالغة في تشخيص الأعراض وشدتها، كأن يصبح السعال علامة على سرطان الرئة.
- الهوس بوظائف الجسم الطبيعية مثل معدل ضربات القلب.
- التحقق المتكرر من علامات المرض الممكنة مثل قياس درجة الحرارة أو ضغط الدم.
- إفراط المريض في الحديث عن أعراضه وحالته الصحية مع الآخرين.
- عدم الارتياح عند زيارة الطبيب أو النتائج السليمة للتحاليل.
- تحديد مواعيد طبية متكررة للاطمئنان على الصحة.
- تجنب اللجوء إلى الأطباء للحصول على أي رعاية طبية خوفاً من اكتشاف مرض خطير.
- استمرار الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل.
- صعوبة في المحافظة على العمل، أو العلاقات، أو أداء الأنشطة اليومية.
- آلام جسدية في المفاصل والعضلات.
- التعرق والغثيان والأمراض الجلدية.
مضاعفات اضطراب توهم المرض
يمكن أن يتسبب توهم المرض بمضاعفات مختلفة منها:
- ضائقة مالية بسبب الفواتير الطبية وأخذ الإجازات عن العمل.
- الاختبارات الطبية غير الضرورية ومضاعفة أجورها.
- الإضرار بالحياة اليومية والعلاقات المختلفة.
- الإصابة بواحد من الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل اضطراب الأعراض الجسدية أو الاكتئاب.
قد يعاني بعض المصابين باضطراب توهم المرض من مرض جسدي تم تشخيصه، ولكن بسبب هذا الاضطراب قد يشعرون أن حالتهم أكثر خطورة مما هي عليه.
علاج اضطراب توهم المرض
يمكن علاج توهم المرض باتباع استراتيجيات مختلفة، نذكر من أهمها:
العلاج النفسي
يمكن استخدام العلاج المعرفي السلوكي في علاج وسواس المرض؛ إذ يساعد هذا العلاج على تعلم الفرد كيفية إدارة القلق تجاه الأعراض الجسدية. وذلك يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض نفسها.
العلاج بالأدوية
يمكن وصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي يمكن أن تساعد في علاج وسواس المرض. تعمل هذه الأدوية من خلال التأثير على مستويات السيروتونين في الدماغ. ومن هذه الأدوية سيرترالين، أو باروكستين، أو فلوكستين.
قد يهمك: الأدوية النفسية وعلاج الوسواس القهري
العلاجات التكميلية والبديلة
تبين أن بعض العلاجات مثل العلاج بالوخز بالإبر يُمكن أن تكون مفيدة علاج أعراض توهم المرض فهي تخفف من الخوف والقلق المستمر، وتقلل من أعراض التوتر، وتحسن الطاقة، وتحسن جودة النوم.
نصائح لتقليل آثار توهم المرض
توجد عدة استراتيجيات يمكن أن يجدها بعض الأشخاص مفيدة، نذكر منها:
- التقليل من التوتر: يمكن أن يساهم التوتر في زيادة أعراض المرض لذلك من المفيد العثور على طرق لتخفيف التوتر. مثل التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي.
- اليقظة الذهنية: تعني اليقظة الذهنية أنها تركيز الوعي على اللحظة الحالية لفهم الأحاسيس والمشاعر اليومية التي يشعر بها المريض يومياً.
- الابتعاد عن المعلومات غير الموثوقة: يجب تجنب قراءة المقالات غير الموثوقة المتعلقة بالصحة والأعراض والأسباب المرضية حتى لا تزيد من المخاوف. وإنما يجب الاطلاع على المصادر الموثوقة مع ضرورة الانتباه إلى عدم القراءة المستمرة والمتواصلة وإنما لأوقات محددة.
يمكن أن يؤدي اضطراب قلق المرض غير المعالج إلى الحد من الأنشطة. ومع ذلك، يمكن السيطرة على الأعراض بالعلاج ثم المضي قدمًا في الحياة.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من اضطراب توهم المرض فعليك بما يأتي:
- أولاً تطلب المشورة الطبية لتساعدك على الحد من تدهور الأعراض.
- ثم يجب أن تمارس تقنيات الاسترخاء والتقليل من الإجهاد.
- ثم أن تلتزم بخطة العلاج حتى تمنع الانتكاسات أو سوء الأعراض.
إذا أردت المساعدة في علاج توهم المرض لديك فنحن هنا في عرب ثيرابي متواجدون لمساعدتك وتقديم الدعم الكامل لك.
