Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب تبدد الشخصية: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

اضطراب تبدد الشخصية: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

يعاني العديد من الأشخاص من أعراض الغربة عن الواقع أو اضطراب تبدد الشخصية خلال حياتهم، وقد تشعر بالانفصال عن نفسك أو محيطك، ولا داعي للقلق حول هذا الاضطراب إلا إذا تداخل مع حياتك اليومية.

 

ما هو اضطراب تبدد الشخصية (DPDR)؟

تبدد الشخصية واحد من مجموعة من الحالات التي تسمى اضطرابات الفصام أو الاضطرابات الانشقاقية، وهي من الأمراض النفسية التي تنطوي على انهيار أو اضطراب في الذاكرة، والوعي، والهوية أو الإدراك.

 

كيف يبدو اضطراب تبدد الشخصية؟

شعور بفترات من الانفصال عن الواقع؛ مثل الإحساس بالانفصال عن الجسد أو الأفكار، ويوصف الاضطراب أحيانًا على أنه شعور كأنك تراقب نفسك من خارج جسمك أو كأنك في حلم. ولكن الأشخاص الذين يواجهون هذا الاضطراب يدركون أن الأشياء ليست كما تبدو، وقد تستمر النوبة لعدة دقائق أو حتى سنوات.

العرض الأساسي لاضطراب تبدد الشخصية هو الإدراك المشوه للجسم.

 

أنواع اضطراب تبدد الشخصية

تبدد الشخصية هو واحدة من 4 أنواع من اضطرابات الفصام، والتي يتم تشخيصها عند وجود إحساس مجزأ بالهوية الشخصية، أو الذكريات، أو الوعي، والأنواع الثلاثة الأخرى هي:

    • فقدان الذاكرة الفصامي: وهي حالة تنطوي على عدم القدرة على تذكر معلومات مهمة عن حياتك.
    • الشرود الفصامي: شكل من أشكال فقدان الذاكرة القابل للعكس، والذي يتضمن الشخصية، والذكريات، والهوية الشخصية.
    • اضطِراب الهوية الانفصامية (DID): تتميز هذه الحالة بوجود شخصيتين متميزتين أو أكثر داخل فرد واحد.

     

    أعراض اضطراب تبدد الشخصية

    وتتضمن أعراض أو أفكار تبدد الشخصية الآتي:

      • الشعور بالانفصال عن المحيط مثل الأشخاص، أو الأشياء بطريقة غير واقعية.
      • يشعر الشخص كأنه في حلم أو في موقف ضبابي؛ كما لو أنه يوجد جدار زجاجي أو حجاب يفصله عن محيطه.
      • يبدو العالم بلا حياة أو عديم اللون، أو كأنه مصطنع.
      • يبدو العالم من حولك كأنه مشوهًا.
      • الشعُور بأن الوقت يمر ببطء شديد أو سرعة كبيرة.
      • القلق أو الاكتئاب.
      • في بعض الحالات قد يصاب الشخص في تلف دماغي لا يُمكن إصلاحه.
      • ألكسيثيميا أو عدم القدرة على التعرف على المشاعر أو وصفها.
      • الشُعور بالخدر الجسدي.
      • الروبوتية أو عدم القدرة على التحكم في الكلام أو الحركة.
      • عدم الارتباط بالجسد، أو العقل، أو المشاعر، أو الأحاسيس.
      • عدَم القدرة على ربط المشاعر بالذكريات، أو امتلاك الذكريات كتجارب قد مررت بها.
      • الشعُور بأن جسدك وأطرافك مشوهة (منتفخة أو مقلّصة).
      • كأن رأسك ملفوف بالقطن.
      • تشوّه المسافة وحجم أو شكل الأشياء.
      • زيادة الوعي بمحيطك.
      • الإحساس كأن الأحداث الأخيرة قد حدثت في الماضي البعيد.
      • المحيط يبدو ضبابيًا أو ثنائي الأبعاد، أو أكبر من الواقع، أو كأنه كرتوني.
      • الإجهاد أو البيئة المبالغة في التحفيز أو قلة النوم قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

       

      أسباب اضطراب تبدد الشخصية 

      هناك أكثر من سبب خَلفَ تبدد الشخصية، وذلك مثل:

        • تعاطي المخدرات.
        • النوبات.
        • الإصابة في أي من اضطرابات الفصام الأخرى.
        • الضغوط الشديدة أو التعرض لحدث صادم مثل الحرب، أو الإساءة، أو الحوادث، أو الكوارث، أو العنف.
        • تناول بعض أنواع المخدر مثل الماريجوانا، أو المهلوسات، أو الكيتامين، أو الإكستاسي.
        • الإرهاق أو التعب المستمر.
        • الحرمان من النوم.
        • التعرّض للعنف أو الإيذاء الجسدي، أو حتى مشاهدة العنف الأسري.
        • وفاة أحد أفراد الأسرة بشكل غير متوقع.

         

        هل اضطراب تبدد الشخصية شائع؟

        هو من الاضطرابات الشائعة للغاية حتى أن العلماء يعتقدون أنه يحصل لحوالي نصف السكان في العالم، ولكن من النادر أن يحتاج للعلاج.

         

        عوامل الخطر

        بعض الناس أكثر عرضة للإصابة في اضطراب تبدد الشخصية، وأبرز عوامل الخطر للإصابة في تبدد الشخصية:

          • النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة في تبدد الشخصية، أو أي نوع آخر من أنواع الفصام.
          • تاريخ من تعاطي المخدرات أو أي مواد ترويحية أو مخدرة.
          • النزعة الفطرية لتجنب أو إنكار المواقف الصعبة، أو مواجهة مشكلة في التكيف مع المواقف الصعبة.
          • الاكتئاب أو القلق، وبشكل خاص الاكتئاب الحاد، أو القلق ونوبات القلق.
          • تجربة أو مشاهدة حدث صادم أو إساءة معاملة في مرحلة الطفولة، أو وأنت بالغًا.
          • الضغوط الشديدة في أي مجال من مجالات الحياة مثل العمل، أو العلاقات الشخصية، أو الشؤون المالية.

          قد يبدأ الاضطراب خلال مرحلة الطفولة المبكرة أو المتوسطة. ونادرًا ما يبدأ بعد سن الأربعين.

           

          تشخيص اضطراب تبدد الشخصية 

          لتشخيص تبدد الشخصية يجب عليك مراجعة طبيب مختص في مكان مرخص لذلك، ويتم التشخيص على النحو الآتي:

            • يتأكد الطبيب أولًا من عدم وجود أي أسباب أخرى لظهور الأعراض عليك.
            • يتم استبعاد إصابتك في اضطراب النوبات، أو اضطراب الشخصية الحدية، أو القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة.
            • أحيانًا قد يطلب منك إجراء بعض الاختبارات التصويرية لاستبعاد المشكلات الجسدية.
            • يكُون عليك إجراء بعض الاختبارات النفسية والمقابلات الخاصة المنظمة، وتعبئة بعض الاستبيانات.
            • يأخذ الطبيب بعين الاعتبار معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)؛ حيث يجب أن تواجه حلقات مستمرة أو متكررة من تبدد الشخصية، وأن تفهم أن ما يحصل معك غير واقعي، أو تمر في ضائقة كبيرة أو ضعف في الأداء الاجتماعي أو المهني بسبب الأعراض.

             

            علاج اضطراب تبدد الشخصية

            الهدف من العلاج هو معالجة الضغوطات التي تؤدي لظهور الأعراض، وغالبًا ما يتضمن العلاج مزيجًا من العلاجات التالية:

            العِلاج المعرفي السلوكي (CBT)

            يركّز العلاج المعرفي السلوكي على تغيير أنماط التفكير والمشاعر والسلوكيات التي تجعل حالتك أصعب.

            العِلاج الجدلي السلوكي (DBT)

            قَد يساعدك بشكل كبير على تحمل المشاعر الصعبة التي تنتج عن الاغتراب عن الواقع، ويسهل عليك احتمالها والتعامل معها.

            إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR)

            يُمكن أن تساعدك في التعامل مع أعراض وذكريات اضطراب ما بعد الصدمة التي قد تؤدي لتبدد الشخصية.

            العلَاج الأسري

            لن يكون علاج اضطراب تبدد الشخصية سهلًا دون الحصول على الدعم من أسرتك، والعلاج الأسري يساعد عائلتك على التعرف على الاضطراب، وتعلّم الطرق الأفضل لمساعدتك.

            العلاجات الإبداعية

            العلاج بالفن أو الموسيقى أو بأي طرق إبداعية (مثل الذي تقدمه منصة عرب ثيرابي للعلاج النفسي) يدعمك بالعلاج من خلال استكشاف أفكارك ومشاعرك، والتعبير عنها في بيئة آمنة وخلّاقة.

            الأدوية

            لا يوجد دواء مخصص لعلاج تبدد الشخصية، ولكن الاكتئاب أو القلق المصاحب لها يُمكن علاجه باستخدام الأدوية؛ مما يقلل من الأعراض التي تواجهها.

            تقنيات التأمل

            التأمل أو الاسترخاء من الطرق الرائعة التي تجعل أفكارك تهدأ، وتقلل من استجابة جسدك لكل ما تشعر به أو تفكر به.

            التنويم الإيحائي السريري

            يستخدم هذا العلاج من خلال الاسترخاء الشديد وتحقيق حالة شديدة من الوعي، و خلال العلاج يساعدك المعالج على استكشاف أفكارك، ومشاعرك، وذكرياتك العميقة، مما يساعدك في العثور على جذور المشكلة.

            التعافي الكامل ممكن لكثير من الناس مع الالتزام بالعلاج المناسب الذي يصفه الطبيب. عند بعض الأشخاص قد يختفي من تلقاء نفسه.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            تعتبر تجربة تبدد الشخصية تجربة مخيفة ومرهقة نفسياً للشخص، إلا أنه من خلال العلاج المناسب والحصول على الدعم والمساعدة من قبل الآخرين يتمكن الشخص من الشعور بالثبات في جسمه، كما يستطيع الآخرين تفهم الأمر بدقة أكبر، حيث يشير الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي إلى أن الحالة غير المعالجة تعاني من:

            • عدم القدرة على التواصل الحقيقي مع الآخرين.
            • شك الشخص بتجاربه وعواطفه.
            • فقدان الكثير من الذكريات المتعلقة بالمقربين.