Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
انعدام التلذذ

انعدام التلذذ: عندما تفقد الشعور بالمتعة في الحياة

غالباً ما نقوم بالأنشطة الحياتية الروتينية دون الانتباه إلى مدى تحفيزنا لذلك أو مدى استمتاعنا في هذه الأثناء. ولكن البعض يعاني من انعدام التلذذ اتجاه ما يُعد من الأمور الروتينية أو المفضلة بالنسبة للأغلبية، فما هي أسباب ذلك وكيف يتم علاجه؟

ما هو انعدام التلذذ؟

يعرف انعدام التلذذ (Anhedonia) على أنه فقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد الشخص الاستمتاع بها بسبب عدم قدرته على الشعور بالاستمتاع أثناء القيام بها، وغالباً ما يشعر الشخص بهذا الأمر عند الإصابة بالاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والحالات التالية:

    • اضطراب ثنائي القطب.
    • مرض فصام الشخصية.
    • اضطراب إدمان المخدرات.
    • الألم المزمن.
    • مرض باركنسون.
    • مرض ألزهايمر.
    • اضطرابات الأكل.
    • اضطراب ما بعد الصدمة.
    • اضطراب طيف التوحد.

    •   

    أنواع انعدام التلذذ

    يوجد نوعان أساسيان لفقدان التلذذ، حيث يمكن للشخص تجربة إحدى النوعين التاليين:

    انعدام التلذذ الاجتماعي

    وهو عدم الاهتمام أو الشعور بالمتعة بجوانب العلاقات الشخصية والمواقف الاجتماعية، ويتضمن ما يلي:

      • الانسحاب الاجتماعي.
      • قلة العلاقات الشخصية.
      • الرغبة بالبقاء وحيداً.
      • انخفاض مستوى مهارات التواصل الاجتماعي.
      • قلة الاستمتاع بالتفاعل مع المواقف الاجتماعية.

      يختلف انعدام التلذذ الاجتماعي عن القلق الاجتماعي، حيث ينتج الأول من عدم القدرة على المشاركة بالعلاقات الاجتماعية، ينتج الأخير من الخوف من المواقف الاجتماعية.

      انعدام التلذذ الجسدي

      يشير إلى عدم القدرة على الشعور بالمتعة اللمسية، مثل الأكل أو الجنس أو حتى التمارين الرياضية، حيث يمكن أن يظهر الأمر على النحو التالي:

        • قلة الاهتمام بالعلاقة الجسدية الحميمية.
        • عدم القدرة على الشعور بالمتعة عند تذوق الطعام.
        • قلة الاستمتاع بالأحاسيس الجسدية، مثل مشاهدة غروب الشمس اشتمام رائحة الزهور أو ممارسة الرقص.
        • الإصابة بالأمراض الجسدية أو المشكلات الصحية بشكل متكرر.

        •  

        أعراض انعدام التلذذ

        لا يمكن اعتبار عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية بسبب الملل أو الرغبة في تجربة أمور جديدة هو انعدام التلذذ. بل يجب أن يفقد الشخص اهتمامه بمعظم أو كل الأنشطة التي يقوم بها عادة، بالإضافة إلى:

          • الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية.
          • عدم امتلاك الدافع أو الحافز للقيام بأمر جديد.
          • انخفاض القدرة على تجربة المشاعر الإيجابية.
          • انخفاض مستوى المتعة الناتجة عن القيام بالأنشطة اليومية.
          • عدم الاهتمام بالهوايات المفضلة.
          • فقدان الرغبة الجنسية.

          أسباب انعدام التلذذ

          بالإضافة إلى الحالات النفسية السابقة الذكر، فقد يعاني الشخص من فقدان التلذذ في الحالات التالية:

            • اختلال نشاط بعض المناطق الدماغية سواء كان بالزيادة أو بالنقصان، والتي ترتبط بشكل وثيق بالشعور بالمتعة.
            • انخفاض في مستويات النواقل العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين والغلوتامات وحمض جاما أمينوبيوتيريك.
            • زيادة مستويات المركبات الالتهابية مثل بروتين سي التفاعلي.

            هل انعدام التلذذ يعني الإصابة باضطراباً نفسياً؟

            في كثير من الأحيان يكون فقدان التلذذ دليلاً حقيقياً على الإصابة باضطراباً نفسياً، ولكن الأمر ليس كذلك في جميع الحالات، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه قد لا يستطيع الشخص الاستمتاع بالأنشطة الحياتية دون الإصابة باضطراب نفسي.


            كيفية تشخيص فقدان التلذذ

            غالباً ما يبدأ التشخيص بإجراء فحص جسدي وفحوصات مخبرية لاستبعاد أي من المشكلات الصحية أو نقص الفيتامينات التي قد تؤدي إلى قلة التحفيز لدى الشخص. ومن ثم يقييم الأخصائي النفسي الحالة بناءً على بعض الاستبيانات الخاصة بالنشاطات الحياتية لمعرفة مدى اهتمام الشخص بالقيام بها في الأيام القليلة السابقة، ومن ضمن هذه الاستبيانات مقياس سميث هاملتون.


            كيفية التخلص من انعدام التلذذ

            بسبب ارتباط هذه المشكلة بمراكز المتعة في الدماغ وبشكل خاص بمستويات الدوبامين، يمكن للشخص التخلص من انعدام التلذذ من خلال ممارسته بعض الأنشطة، مثل الاشتراك في المناسبات الاجتماعية المتنوعة أو من خلال ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.


            علاج فقدان التلذذ

            لا يوجد علاجاً محدداً لفقدان التلذذ، حيث غالباً ما يتم ربطه بالاضطرابات النفسية المختلفة، وبناءً على ذلك فإن علاج الاضطراب النفسي بحد ذاته يعمل على زيادة القدرة على التلذذ بالنشاطات الحياتية المتنوعة، ولكن يتم اللجوء إلى:

              • التنشيط السلوكي في عدة حالات، والذي يعتمد على إعادة تنشيط النشاطات الحياتية السابقة بشكل تدريجي.
              • العلاج السلوكي المعرفي، حيث يمكّن الشخص من التعرف على الأنماط الفكرية السلبية وبالتالي اتباع أساليب تفاعل أكثر إيجابية نحو النشاطات الحياتية.

              •  

              جرعة أمل من عرب ثيرابي

              من الأمور الجيد معرفتها أن انعدام التلذذ لدى الشخص غالباً ما يكون متقطع، بحيث يظهر في بعض الأحيان وما يلبث أن يختفي ليتمكن الشخص من الاستمتاع بالنشاطات المتنوعة، إلا أننا ننصح في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي الذي يساعد الشخص في التعرف على السبب الحقيقي ومعالجة المشكلة الكامنة وراء الأمر.