Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الكبت النفسي

الكبت النفسي: كيف يؤثر على صحتك النفسية والجسدية؟

غالباً ما نسمع بالكبت النفسي، حيث أن الشخص يحاول تهدئة بعض المشاعر السلبية داخله في محاولة لعدم مواجهتها أو التخلص منها، ولكن كيف يمكن للشخص معرفة أنه يعاني من الكبت النفسي، وهل له أضرار على صحته؟

 

ما هو الكبت النفسي؟

يعرف الكبت النفسي أو كبت المشاعر Repression على أنه منع المشاعر السلبية أو الأفكار. أو حتى الذكريات من الوصول إلى العقل الواعي لدى الشخص، حيث يعتبره بعض علماء النفس على أنه آلية من آليات الدفاع.

 

أعراض الكبت النفسي

ينعكس كبت المشاعر على الشخص من خلال ظهور مجموعة من الأعراض سواء كانت جسدية أو نفسية أو سلوكية على النحو التالي:

الأعراض الجسدية

يمكن أن يعاني الشخص من مجموعة من الأعراض الجسدية عند الكبت النفسي، والتي قد تمتد لفترة طويلة من الزمن، ومن هذه الأعراض:

    • ارتفاع ضغط الدم، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية.
    • تغييرات على مستوى الشهية أو زيادة الوزن والتعرض لخطر السمنة.
    • التعب أو الإعياء.
    •  مشكلات في الجلد.
    • الصداع.
    • الشعور بالدوار.
    • الشعور بآلام متنوعة في الرقبة والظهر والبطن والصدر، أو ألم وشد عضلي.
    • مشاكل في الجهاز الهضمي.
    • صعوبة النوم.
    • ضعف الجهاز المناعي، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض أو العدوى.

    الأعراض النفسية

    كما يمكن أن يُلاحظ بعض الأعراض النفسية عندما يتخذ الشخص من الكبت نمطاً حياتياًُ، ومن هذه الأعراض نذكر:

      • الشعور الدائم بالخدر النفسي أو الفراغ.
      • الإحباط في الكثير من الأحيان.
      • غالباً ما يتم نسيان الأمور.
      • الشعور بعدم الأريحية لحديث الآخرين عن مشاعرهم.
      • الشعور بالهدوء أو السرور لعدم التفكير في الأمور المزعجة.
      • عدم التمكن من الحديث عن تلك الأفكار أو المشاعر، وقد يقوم بتبريرها أو الدفاع عنها بشكل ملفت للانتباه.

      أعراض الكبت السلوكية

      يوجد الكثير من الدلالات السلوكية التي تشير على أن الشخص يقوم بكبت المشاعر غير المرغوبة، حيث أن تراكم المشاعر في داخله قد تسبب في النهاية انفجارها عند أبسط الأمور، ويمكن التعرف على ذلك من السلوكيات التالية:

        • اللجوء إلى شرب الكحول في محاولة لتجنب التفكير في هذه المشاعر.
        • إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
        • عدم امتلاك القدرة على الحديث عن الأمور التي تهم الشخص.
        • صعوبة في تكوين العلاقات.
        • عدم التمكن من فهم مشاعر الآخرين عند حديثهم.
        • عدم القدرة على تقييم النفس بالشكل الصحيح.
        • قضاء معظم الوقت مع الآخرين، لتجنب البقاء منفرداً وبالتالي التفكير في المشاعر.
        • مواجهة المواقف المزعجة بسلبية، مما يجعل الآخرين يصفون الشخص بالبرود.

         

        أفكار تصاحب الشخص أثناء كبته للمشاعر

        لدى الشخص مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تمنعه من التعامل مع المشاعر السلبية أو المواقف المزعجة، حيث يظن أن:

          • المشاعر السلبية ما هي إلا مشاعر تدل على ضعف الشخص وقد تسبب له الإحراج.
          • ينبغي على الشخص عدم التعبير عما يواجهه من مشاعر سلبية.
          • حالته النفسية بخير، ولا يمتلك أي من المشاعر السلبية.
          في حين أن الكبت قد يكون فعالًا في البداية في تهدئة المشاعر الصعبة، ولكن قد يؤدي إلى مزيد من القلق في المستقبل.
           

          ما هي الآثار المترتبة على الكبت النفسي

          على الرغم من أن الكبت له فائدة في الحفاظ على التوازن بين الواقع وما يحمله الشخص من مشاعر، وبين الرغبة الاندفاعية للتعبير عن تلك المشاعر، إلا أن الكثير من الآثار مترتبة عليه في حال تكراره بشكل مفرط، ومن هذه الآثار:

          التوتر والقلق

          عندما يتخذ الشخص من الكبت نمطاً للتعامل مع المواقف التي يواجهها، فإنه يتعرض بشكل متزايد للتوتر، حيث أن قبول الشخص للمشاعر السلبية تساعده على تحسين استجابته لما يعاني منه، كما أن الدراسات أثبتت أن الكبت المستمر يلعب دوراً أساسياً في الشعور الكبير بالقلق.

          الاكتئاب

          يعمل القلق والتوتر المستمرين بسبب المشاعر المكبوتة إلى تنامي احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب.

          الأحلام

          تعكس الأحلام الكثير من المشاعر التي تم كبتها، حيث أنه خلال نوم الشخص تنعدم سيطرته على وعيه، مما يسمح لجميع المواقف المخيفة والمقلقة أو المشاعر المكبوتة التي مر بها بالظهور على شكل أحلام قد تكون غير واضحة، والتي تزيد من انزعاج الشخص.

          الرهاب

          ينتج الرهاب غالباً من مواقف حدثت بالطفولة، وعلى الرغم من أن الشخص قد لا يتذكر الموقف المرعب الذي تسبب له بالرهاب بسبب كبته من زمن، فإن المخاوف تبقى تؤثر على سلوكياته وتمنعه من الانخراط في الكثير من السلوكيات.

           

          الأسباب الكامنة وراء هذا الكبت

          في معظم الحالات تلعب البيئة المحيطة الدور الأساسي في تعلم الشخص كيفية كبت مشاعره السلبية أو عدم إظهارها، حيث أن الأفكار المتوارثة تحفز ذلك، ومن ضمن هذه الأسباب:

            • عدم وجود شخص في حياة الطفل يمكن أن يشكل قدوة يُحتذى بها للتعبير الصحيح عن المشاعر.
            • تعلم اتباع أساليب التأقلم الخاطئة للتعامل مع المواقف المزعجة.
            • التوجيه المباشر من قبل الأهل لتحمل الأمور والمضي قدماً دون الالتفات لما يشعر به الشخص.
            • الصدمات النفسية التي عاشها الشخص أثناء طفولته.
            • الطريقة التي تم معاملة الشخص بها عند تعبيره عن مشاعره، والتي قد تصل إلى التنامر أو العقاب.
            • إنكار الآخرين للمشاعر التي يمتلكها الشخص.

             

            طرق للتعامل مع المشاعر المكبوتة

            للتقليل من الآثار السلبية المتراكمة عبر الزمن بسبب المشاعر التي كبتها الشخص بداخله ولم يعبر عنها بالطريقة الصحيحة، يمكن اللجوء إلى النصائح التالية:

            العلاج النفسي

            يمكن أن يساعد العلاج النفسي بشكل كبير في التخلص من كبت الشخص لمشاعره، حيث يضمن هذا العلاج تحقيق ما يلي:

              • فهم الأسباب الكامنة وراء كبته لمشاعره.
              • التوجيه أو الدعم النفسي عند التعرف على المكنونات النفسية.
              • تعلم طرق التعامل الصحيحة مع المشاعر.

              التواصل مع النفس

              والتحقق الذاتي من المشاعر التي يشعر بها الشخص، حيث أن الحديث مع الذات يشكل خطوة مهمة للتأكد مما يجول في الداخل، كما أن اتباع الأساليب التالية يعود بالفائدة على هذا الصعيد:

                • كتابة المذكرات اليومية التي يحرر به الشخص جميع مشاعره، سواء بالكتابة أو الرسم.
                • البحث عن أغنية تعبر عما يشعر به.

                التعرف على آثار الكبت

                من خلال التعرف على مضار الكبت وتأثيراته السلبية على نمط الحياة والصحة، يمكن الابتعاد عن هذا الأسلوب، وتعلم كيفية التعامل مع جميع المشاعر على حد سواء.

                لا يمكنك منع المشاعر السلبية؛ ولكن يمكنك تعلم كيفية التعامل معها دون كبتها.

                مراقبة المحفزات

                يمكن للشخص من خلال معرفته بمحفزات مشاعره أن يستعد لها ويتهيأ لها بشكل مسبقاً، وبالتالي التعامل مع الموقف بطريقة صحيحة.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                غالباً ما نشعر بالقلق تجاه المشاعر السلبية أو الشديدة لذلك نحاول أن نتجنبها. ولكن في عرب ثيرابي لاحظنا أن الاعتراف بهذه المشاعر والتواصل معها والتعبير عنها بالطرق الصحيحة يحسن بشكل كبير من الحالة النفسية.