Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هي نوبات الهلع

ما هي نوبات الهلع لدى الأطفال؟ ساعد طفلك على تجاوزها

قد تحدث نوبات الهلع لطفلك دون وجود سبب محدد لها، لكن فهم ما هي هذه النوبات وطريقة التعامل معها بالشكل الصحيح يساعد طفلك على تجاوزها بسلاسة أكبر.

حاول مساعدة طفلك بتعليمه أفضل الطرق للتعامل مع نوبات الهلع التي يعاني منها من خلال النصائح المقدمة في السطور التالية.

 

ما هي نوبات الهلع التي تصيب الأطفال؟

نوبات الهلع التي تصيب الأطفال هي نوبات من الخوف الشديد والرعب التي يعاني خلالها الطفل من أعراض جسدية شديدة مثل ضيق في الصدر أو صعوبة في التنفس. حيث تبدأ هذه النوبات بشكل مفاجئ سواء كان هناك محفز لحدوثها أو لا، لتستمر ما بين (5 – 20) دقيقة.

وغالباً ما تكون الأعراض التي ترافق هذه النوبات مخيفة بشكل خاص في حالة الأطفال لصعوبة تهدئة الطفل لنفسه أو لعدم إدراكه لحقيقة ما يعانيه.

قد يهمك: تشخيص الحالة النفسية للأطفال (اختبار لتقييم المشاعر)

 

العلامات والأعراض المرتبطة بنوبات الهلع لدى الأطفال

على الرغم من صعوبة وصف الطفل لما يعانيه في هذه الأثناء، إلا أنه غالباً ما تكون الأعراض التي يشعر بها خلال نوبات الهلع هي ذاتها التي ترافق النوبات لدى الكبار. ومن ضمنها:

  • الشعور بالخطر الوشيك أو الهلاك.
  • الحاجة إلى الهروب.
  • تسارع ضربات القلب.
  • التعرق المفرط.
  • الارتجاف.
  • الشعور بضيق في التنفس أو الاختناق.
  • الشعور بألم في الصدر أو عدم الراحة.
  • الغثيان أو عدم الراحة في البطن.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.
  • الشعور بأن الأشياء من حوله غير حقيقية.
  • الخوف من الموت.
  • الشعور بوخز بالأطراف.
  • حدوث قشعريرة أو الهبات الساخنة.

على الرغم من أن نوبات الهلع يمكن أن تسبب أعراضاً مخيفة، إلا أنه يمكنك تعلم كيفية مساعدة طفلك على التعامل معها من خلال الرعاية الذاتية والاستشارة والدواء.

 

ما الذي يسبب نوبة الهلع لدى الطفل؟

على الرغم من عدم معرفة السبب المحدد في حدوث مثل هذه النوبات، إلا أن توفر بعض العوامل تزيد من احتمالية حدوث مثل هذه النوبات. ومن ضمن هذه العوامل:

  • العوامل الوراثية: تظهر الأبحاث أن إصابة أحد المقربين مثل أحد الوالدين أو الأخوة بنوبات الهلع يزيد من خطر تعرض الطفل لها أيضاً.
  • وجود اضطرابات نفسية أخرى لدى الطفل: فمثلاً كون الطفل يعاني من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري (OCD) أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يعني أنه أكثر عرضة للشكوى من نوبات الهلع.
  • الصدمات النفسية: إن تعرض الطفل لمحفزات العاطفية مثل فقدان أحد المقربين أو الانتقال إلى منطقة جديدة يزيد من احتمالية حدوث النوبات. 
  • سوء المعاملة: والتي قد تتدنى معها احترام الطفل لذاته.
  • تناول بعض المواد: يمكن أن تؤدي بعض المواد إلى ظهور أعراض نوبة الهلع لدى الأطفال، بما في ذلك الكافيين.

في حال كان الطفل يعاني من نوع من أنواع الرهاب المحدد. فإن تعرضه لما يخشاه يزيد من عدد مرات حدوث هذه النوبات.

 

كيفية تعليم طفلك عن القلق ونوبات الهلع

على الرغم من عدم استمرار نوبة الهلع لمدة تزيد عن نصف ساعة في أطول حالتها، إلا أنها تعتبر مدة طويلة بالنسبة لكل من الطفل ووالديه. لذلك يعد من المهم تثقيف الطفل حول الحالة ليتمكن من ملاحظة العلامات والأعراض المرتبطة بها في حال حدوثها مستقبلاً.

يجب أن يعلم الطفل أن نوبات الهلع ما هي إلا إنذار كاذب من الجهاز العصبي لتحفيزه على مواجهة خطر غير موجود.

 

نصائح لمساعدة الطفل أثناء نوبات الهلع

هناك الكثير من الأمور الواجب القيام بها خلال تعرض الطفل لنوبات الهلع، حيث تساعده هذه الأمور في تجاوز الأعراض بشكل أسرع وأسهل. فقبل تعرض طفلك للنوبة القادمة تذكر النقاط التالية:

  • لا تحاول التقليل من شأن الأمر: في حقيقة تعتبر هذه النوبات مخيفة. لذلك لا تقول للطفل “أنت بخير”، فهو في الواقع لا يشعر بأنه بخير. حاول التعاطف معه بدلاً من ذلك، فمثلاً قل “أعلم أنك لا تشعر أنك بخير. لكن لا تقلق فأنا هنا لمساعدتك في تجاوز الحالة بشكل أسرع.
  • ذكّر الطفل أن نوبات الهلع لن تستمر: تبدأ نوبة الهلع مع أعراضها بسبب تحفيز الجهاز العصبي، لكن ما أن يهدأ هذا الجهاز يعود الجسم لحالته الطبيعية. فلا داعي للقلق حيث أن الأمر لن يستغرق الكثير من الوقت في أغلب الأحيان.
  • حاول تشتيت انتباه الطفل: كلما كان الطفل مركزاً على أعراضه خلال النوبة كلما كان شعوره بها أكبر. لذلك قم بتشتيت انتباهه من خلال ممارسة التمارين الرياضية أو ممارسة لعبة أو النظر إلى الصور على الهاتف مثلاً.
  • طمأنة الطفل بعد النوبة: ما أن يصاب الطفل بنوبة هلع حتى يبدأ تفكيره وقلقه بشأن النوبة الجديدة. لذلك فهو سيحاول تجنب الأنشطة أو المواقف التي يظن أنها السبب في ذلك. لذلك حاول أن توضح له أن أساليب التجنب لن يفيد بل ستزيد من الأمر سوء.
  • عرّف الطفل على القلق: ما أن يعرف الطفل أعراض القلق ويتقبله حتى يستطيع ممارسة الحياة اليومية دون تأثير فيها. لذلك عزز لديه “أشعر بعدم الارتياح، لكنني لست في خطر ويمكنني الاستمرار حتى لو كنت أشعر بالقلق”.

 

كيفية مساعدة الطفل في التقليل من توتره

ليتخلص الطفل من نوبات الهلع أو يستطيع التعامل معها بشكل أفضل، لا بد أن يتعلم كيفية التقليل من مستوى توتره اليومي. ويأتي دور الوالدين في ذلك في التركيز على الأمور المهمة التالية:

  • شجع الطفل على ممارسة النشاط. حيث أن مدة ساعة على الأقل كل يوم بغض النظر عن نوع الرياضة يعد كافياً للحد من توتره وقلقه.
  • الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي.
  • تشجيع الطفل على التحدث مع أحد الأصدقاء أو المقربين عن الأمور التي يشعر أنها تسبب توتره أو تولد لديه المخاوف.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء المناسبة لعمره.

على الرغم من وجود أدوية تساعد في علاج اضطراب الهلع، إلا أنه لا ينصح بها للأطفال بسبب آثارها الجانبية.

 

نصيحة عرب ثيرابي

بالإضافة إلى الأساليب الذاتية في التعامل مع أعراض نوبات الهلع. إلا أن استمرار حدوثها للطفل وتأثيرها على حياته اليومية قد يحتاج إلى تعلم المزيد من الاستراتيجيات والمهارات لمنع حدوثها أو إدارة الحالة بشكل أفضل.

لذلك ينصح الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي الوالدين باللجوء إلى العلاج النفسي الذي يساعد الطفل من خلال العلاج بالتعرض وتعلم تقنيات الاسترخاء المتنوعة.

لا تتردد في الحصول على المساعدة في حال كان الطفل:

  • يعاني من أعراض للقلق جديدة أو المختلفة.
  • لا يتحسن كما هو متوقع.