Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مراهقة عصبية

عصبية المراهق: كيف تتعامل مع عصبية ابنك المراهق؟

يواجه الشخص في مرحلة المراهقة من حياته الكثير من التغيرات على الصعيد النفسي، والعاطفي، والجسدي، ويواجه تحديات وأسئلة حول الهوية الشخصية، والعلاقات العاطفية، والاستقلالية، وغيرها، وجميع هذه الأمور قد تتراكم بداخله وتستمر بالضغط عليه حتى تُسبب له عصبية المراهق.

 

عصبية المراهق

يعتبر الغضب أو العصبية جزء مهم من الحياة العاطفية لأي شخص، إلا أن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الغضب أو التعبير عنه هي ما تجعله ليس محبوبًا. وحتى عصبية المراهق لا يجب التفكير بها بأنها شيء يجب التخلص منه أو التغلب عليه؛ بل يجب بكل بساطة تقبلها وتعلم الطرق الصحيحة للتعامل معها والتعبير عنها.

 

أسباب عصبية المراهق

العصبية من المشاعر التي يمكن أن يشعر بها أي إنسان في مراحل مختلفة من حياته لأسباب متنوعة مثل التعرض للظلم، أو الشعور بالرفض، أو التعرض لخسارة، أو خيبة الأمل، ومن أبرز أسباب العصبية عند المراهق:

الهرمونات

يمكن لارتفاع هرمون التستوستيرون أو الاستروجين أن يزيد من عاطفة المراهق، ويُمكن أن تؤثر على أجزاء الدماغ التي تؤثر في ضبط النفس، وبالتالي لا يمكنه التحكم بتصرفاته، وهي من الأمور الطبيعية التي تحصل للشخص في فترة المراهقة وتزيد من شعوره بالعصبية.

الكآبة

كثيرًا ما يجد المراهق مشكلة في التعبير عن نفسه أو التعبير عن مشاعره، وبشكل خاص مشاعر الغضب؛ حيث يميل البعض إلى كتم مشاعرهم، والتي بدورها تؤدي للشعور بالكآبة بسبب كتم المشاعر، والتركيز على العيوب، ولوم النفس.

يمكن أن تساهم المشكلات التي لم يتم حلها مثل الاكتئاب في سن المراهقة والقلق في مشاكل الغضب لدى المراهقين.

مشاكل المنزل

الاضطرابات العائلية والمشاكل التي تحصل في داخل الأسرة ترتبط ارتباطًا كبيرًا مع عصبية المراهق؛ حيث أن الغضب ينتقل من الوالدين للأبناء، بالإضافة لكون مزاج وشخصية المراهق حساسة في هذه المرحلة من حياته لذا يكون شديد التأثر بأي مشاكل بين الوالدين مثل الطلاق.

الضغط العصبي

كل جيل لديه تحديات خاصة به، والأجيال الحديثة من المراهقين تواجه بعض التحديات الصعبة، والضغوطات الفريدة من نوعها على سبيل المثال التغيرات المناخية، ووباء كوفيد-19، وغيرها، وبهذه الحالة يشعر المراهق أنه بحاجة للاعتماد على غيره، وهو ما يجعله يشعر بالعجز والغضب أو حتى الظلم، وجميعها تُسبب عصبية المراهق.

علامات عصبية المراهق

تختلف العلامات التي تظهر على المراهق عندما يعاني من الغضب، ولكن من أكثرها شيوعًا:

  • الحركة: تكثر حركة المراهق عندما يكون غاضبًا، مع إظهار الكثير من إيماءات الغضب أو الإيماءات العنيفة.
  • قلة الصبر: لا يمتلك أي صبر في النقاشات أو في الحياة بشكل عام، ويبقى مصرًا على التحدث وقول آرائه حتى لو اضطر مقاطعة حديث الآخرين.
  • قلة الأخلاق: عصبية المراهق تجعل المراهق يمتلك أخلاق متدنية؛ مثل التحدث بأسلوب وقح مع الناضجين، أو استخدام الشتائم في كلامه.
  • السخرية: السخرية أو أسلوب العدوانية السلبية من الأمور التي يستخدمها المراهق لإخفاء غضبه.
  • التذمر: يكثر من التذمر عندما يطلب منه فعل أمر ما.

 

طرق التعامل مع عصبية المراهق

لا بد وأن التعامل مع مراهق في وضعه الطبيعي أمر مرهق، والتعامل مع عصبية المراهق ربما تكون مرهقة بشكل أكبر، إلا أن هناك بعض الطرق التي قد تجعل التعامل مع غضب المراهق مقبول نوعًا ما، ومنها:

وضع الحدود والقواعد

حالما يبدأ المراهق التصرف بعصبية في محيط بيئته يجب على الوالدين وضع حدود وقواعد توضح نتيجة أفعاله، ويفضل وضع هذه القواعد في أوقات الهدوء، ومن ثم مناقشتها مع المراهق وتوضيح العواقب التي سيتعرض لها إذا ما قام بمخالفة هذه القواعد، مع ضرورة إخباره أنها وضعت لسلامته، ولأن والديه يحبانه.

التواصل

يجب المحافظة على التواصل مع المراهق عندما يمر بمرحلة عصبية المراهق، وقد يكون ذلك صعبًا أثناء نوبات الغضب أو العصبية، إلا أنه بمجرد الهدوء قليلًا يجب على الوالدين التحدث مع المراهق، ومعرفة ما الأمور التي تزعجه وتجعله غاضبًا، والاستماع له جيدًا دون إطلاق الأحكام أو محاولة التصحيح.

لا تشعر بالإحباط إذا قاوم ابنك المراهق جهودك. فقط استمر في المحاولة.

إنشاء نظام حياة صحي

تشجيع المراهق على اتباع نظام حياة صحية للتخلص من عصبية المراهق، كما أنها تُعزز السلوكيات الصحية لدى المراهقين والأطفال، وذلك من خلال الآتي:

  • تحديد أوقات تناول وجبات الطعام، والحرص على أن يكون الطعام صحيًا.
  • وضع أوقات محددة للنوم بانتظام.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تحديد وقت للتواصل مع المراهق والتحدث إليه.
  • الحرص على حصول المراهق كمية كافية من النوم تتراوح بين 8-10 ساعات ليلًا.
  • تشجيعه في البحث عن هواية لمساعدته في السيطرة والتحكم بمشاعره السلبية.
  • قضاء وقت ممتع مع المراهق والقيام بأنشطة ممتعة لتعزيز العلاقة بينه وبين والديه، ولزيادة شعوره بأنه محبوب.
  • وضع توقعات منطقية ومقبولة بالنسبة للمراهق دون التسبب بأي ضغط له.

الحد من استخدام التكنولوجيا

الحد من الأوقات التي يقضيها المراهق في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، أو وقت الشاشة بشكل عام؛ حيث أنها تؤثر على نومه، وتجعل مزاجه عكرًا، كما أن ما يشاهده المراهق قد يؤثر على سلوكه وتصرفاته؛ مشاهدة البرامج العنيفة أو لعب الألعاب التي تتسم بالعنف تزيد من عُنف المراهق، وتُسبب له الكثير من الغضب.

القدوة الحسنة

من أفضل الطرق لمساعدة المراهق على تخطي عصبية المراهق هي أن يكون الوالدين قدوة حسنة له، وذلك من خلال تعليمه طرق التأقلم الصحية، وطرق التنظيم العاطفي، بالإضافة لضرورة التصرف معه بهدوء وعقلانية عند غضبه دون الانفعال أو الغضب عليه.

 

طرق تعبير المراهق عن العصبية

تختلف الطريقة التي يتبعها كل مراهق للتعبير عن عصبيته، ومنها:

  • إخفاء المشاعر أو الغضب والانسحاب.
  • تدمير الممتلكات المادية.
  • العنف الجسدي أو اللفظي.
  • التحيز والخُبث.
  • النميمة والسخرية.
  • الإدمان.
  • الاضطرابات النفسية والجسدية.
  • السلوك المعادي للمجتمع.

غالبًا ما تكون وراء الغضب مشاعر صعبة، مثل الأذى أو الإحباط أو الحزن الذي يحاول المراهق تجنبه أو لا يدرك أنه يشعر به.

 

الطرق الصحيحة للتعبير عن الغضب

يُعد تعلم الطرق الصحيحة للتعبير عن الغضب من أهم الأمور للسيطرة على عصبية المراهق، وذلك على النحو الآتي:

  • المشاركة في الأنشطة البدنية مثل ممارسة التمارين الرياضية، أو أي نشاط رياضي يستمتع به المراهق.
  • ضرب كيس الملاكمة، أو ضرب الوسادة بشكل متكرر، أو استخدام مضرب من الفوم للتنفيس عن الغضب.
  • أخذ وقت مستقطع والجلوس لوحده حتى يُعبر عن مشاعره بالطريقة التي يراها هو مناسبة دون أن يؤثر على الآخرين مثل البكاء أو الصراخ.
  • الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لدى المراهق والتي تساعده على الاسترخاء.
  • مساعدة المراهق لمعرفة الأسباب خلف غضبه؛ حتى يتمكن من التعامل معها بشكل أفضل.
  • الرسم، أو الكتابة، أو فعل أي نشاط يُساعد المراهق في التعبير عن مشاعره وفهمها دون أن يُسبب الأذى.

 

نصائح للتعامل مع عصبية المراهق

من أهم النصائح للتعامل مع عصبية المراهق:

  • تقبَل مشاعر الغضب عند المراهق أو التعامل معها بشكل جدي.
  • الانتباه لطريقة التحدث مع المراهق والحرص أن لا تكون عنيفة أو غاضبة.
  • ممارسة تمارين التأمل، واليقظة، والتنفس العميق مع المراهق؛ لتعلم الطرق الأنسب لتهدئة النفس.
  • التوقف عن أي حوار أو حديث إذا ما كان الوالدين والمراهق غاضبين بنفس الوقت، وأخذ الوقت الكافي للهدوء قبل إكمال الحديث.

 

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً ما يكون الغضب من المشاعر الشديدة التي يتعامل معها المراهق، إلا أنها لا تحتاج في معظم الأحيان إلى تدخل متخصص. لكن في حالات أخرى يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة اللجوء إلى المساعدة للتمكن من التعامل الصحيح مع هذا الغضب أو معرفة أسبابه الحقيقية. ومن هذه الحالات:

  • التأثير السلبي الكبير على حياة المراهق اليومية.
  • العنف أو العدوانية المستمرة دون وجود محفز.
  • إلحاق الضرر على النفس أو على المحيطين.