Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة

ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ وما احتمالية إصابة الرجال به؟

خلال فترة الحمل قد تتوقع المرأة الكثير من السعادة بقدوم طفلها، لكنها تصاب بخيبة الأمل مع شعورها بالإرهاق المتراكم وتعدد المسؤوليات الموكلة إليها. وفي بعض الحالات يتطور الأمر لتبدأ تعاني من أعراض الاكتئاب بشكل كامل، فما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ وهل يستمر معها؟ تعرف على ذلك والمزيد في السطور التالية.

 

ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

يعد اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) شكل من أشكال الاكتئاب السريري يحدث بعد ولادة الطفل وتعرض الأم لسبب أو أكثر من الأسباب أو المحفزات التي تؤدي في النهاية إلى الاكتئاب. ومن ضمن هذه المحفزات:

  • عدم الحصول على القدر الكافي من النوم والراحة التي كانت تنعم به قبل الولادة.
  • حدوث الكثير من التقلبات الهرمونية والبيولوجية في الجسم في هذه الأثناء.
  • التعافي من الولادة والتدخلات الطبية مثل العملية القيصرية أو الخياطة.
  • وجود الكثير من المسؤوليات الجديدة.
  • الشعور بالوحدة والعزلة والارتباك.

لا يتعلق الأمر فقط بالتغيرات الهرمونية أو وجود مسؤولية جديدة. حيث أن الآباء قد يصابون بهذا النوع من الاكتئاب، كما أن المرأة المجهضة أيضاً قد تعاني من الأمر ذاته.

هل هناك وقت محدد يمكن أن يبدأ فيها هذا الاكتئاب وما هي مدة استمراره والعوامل المؤثرة في ذلك؟ تابعي القراءة واكتشفي المزيد.

 

متى يبدأ اكتئاب بعد الولادة؟

تعتبر الفترة النموذجية لظهور الأعراض أو اكتشاف الأمر فترة ما بعد الولادة (4 – 6) أسابيع من الولادة. وعلى الرغم من ذلك قد تعاني المرأة من الأعراض المرافقة لهذا الاكتئاب بشكل مبكر جداً دون أن تدرك أن هناك خطب خطير. وفي حالات أخرى قد تظهر الأعراض بعد الولادة بعام كامل. غالباً ما تدرك المرأة أنها تعاني من أمر ما بعد انتهاء فترة الكآبة النفاسية. حيث يتضمن الجدول الزمني لهذا الاكتئاب:

  • من (1 – 6) أشهر: تظهر معظم الأعراض خلال هذه الفترة، مع متوسط فترة زمنية وهي 3 أشهر.
  • من 6 أشهر إلى سنة: على الرغم من ندرة حدوث ذلك، إلا أنه قد لا تظهر الأعراض على النساء لمدة عام بعد الولادة. في هذه الحالة تجعل الأعراض المتأخرة المرأة رافضة للعلاج لعدم اقتناعها بإمكانية التعافي. وفي هذه الحالة قد تتفاقم الأعراض وتتحول إلى ذهان ما بعد الولادة.
  • من (1 – 4) سنوات: قد تظهر هذه الأعراض طويلة المدى بعد الولادة، لكنها لا تتفاقم لسنوات بعد ولادة الطفل.

 

متى تنتهي أعراض PPD؟

بسبب عدم وجود وقت محدد لظهور الأعراض، فقد يصعب تحديد وقت للتخلص من اكتئاب ما بعد الولادة. لكن عموماً العديد من الحالات تتخلص من أعراضها خلال (3 – 6) أشهر من بدايتها.

ومع ذلك فإن الكثير من الحالات لا زالت تلاحظ الأعراض ذاتها بعد مرور 6 أشهر من بدء ظهورها. 

في بعض الحالات تبقى المرأة تعاني من أعراض الاكتئاب لمدة (1 – 3) سنوات من الولادة.

ويعود هذا الاختلاف في طول فترة استمرار هذه الأعراض إلى:

  • كون المرأة أصغر سناً.
  • تعدد الولادات (الولادة أكثر من مرة).
  • الولادة المبكرة.
  • الإصابة بسكري الحمل.
  • عدم تلقي العلاج المناسب فور ظهور الأعراض.

 

عوامل الخطر في الإصابة PPD

على الرغم من عدم وجود سبب محدد للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تساهم في زيادة خطر التعرض لهذا الاكتئاب. ومن ضمن هذه العوامل:

  • الإصابة بالاكتئاب في فترة سابقة من الحياة، أو الإصابة بأي نوع من الاضطرابات النفسية الأخرى.
  • مواجهة صعوبة أو مشكلة في موضوع الرضاعة الطبيعية.
  • التعرض لفترة حمل أو ولادة صعبة.
  • عدم وجود شبكة دعم نفسي، ويتمثل ذلك بعدم الحصول على الدعم الكافي من الشريك وأفراد العائلة والأصدقاء.
  • التغيرات الحياتية التي تطرأ بسبب الولادة، مثل فقدان الوظيفة أو التغيرات المنزلية.
  • الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة خلال الحمل السابق.

قد تلاحظين أن زوجك هو من يعاني من أعراض الاكتئاب بعد ولادتك، لا تستغربي فهناك أسباب تساهم في الأمر. 

 

اكتئاب ما بعد الولادة عند الرجل

طوال مرحلة حمل المرأة والفترة اللاحقة للولادة يعاني الرجل من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون. حيث يرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون بعدلات اكتئاب أعلى مقارنة بمستويات الهرمون القياسية. بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم التغيرات المزاجية المرتبطة بالتقلبات الهرمونية لأسباب متنوعة في هذه المرحلة، مثل:

  • قلة النوم.
  • التغيرات الكبيرة في الحياة اليومية.
  • التاريخ العائلي للأمراض النفسية.
  • تعاطي المخدرات.
  • المشاعر السلبية المتعلقة بالأبوة والمسؤوليات.

وعندما يعاني الرجل من هذا الاكتئاب المرتبط بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لديه، يظهر عليه الأعراض التالية:

  • الخمول أو الشعور بمستويات أعلى من الإرهاق.
  • الشعور بانعدام التلذذ (الشعور بالخدر أو فقدان المتعة في الأنشطة).
  • تقلبات المزاج والتهيج والانفعال السريع.

تشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 25% من الرجال يصابون بنوع من الاكتئاب بعد إنجاب شريكهم لطفل جديد. 

من هنا يظهر تأثير مستوى هرمون التستوستيرون الكبير في إمكانية الإصابة بالاكتئاب. تعرفي على هذه التأثيرات في السطور التالية.

 

تأثير مستويات هرمون التستوستيرون على اكتئاب المرأة

تؤثر مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل والمرأة على حد سواء على احتمالية التعرض لاكتئاب ما بعد الحمل. ويظهر هذا التأثير على النحو التالي:

  • على الرغم من أن الرجل الذي يعاني من انخفاض هرمون التستوستيرون خلال الحمل وبعد الولادة يكون أكثر عرضة لهذا الاكتئاب. إلا أنه في حقيقة الأمر يعتبر شريكاً داعماً للمرأة في هذه الأثناء يعزز من علاقته بالطفل بشكل عام. مما ينعكس على تقليل احتمالية تعرض المرأة للاكتئاب بعد ولادتها.
  • في حال كانت مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل مرتفعة، فإنه يعاني من افتقار للمشاعر تجاه طفله، بالإضافة إلى شعوره بالمحاصرة بشكل كبير. مما يزيد من توتره وقلقه الأمر الذي يزيد من احتمالية تعرض المرأة للاكتئاب.
  • أما مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة لدى المرأة بعد ولادتها يجعلها أكثر عرضة لعدوانية الشريك في هذه المرحلة. وبالتالي زيادة خطر إصابتها بالاكتئاب.

 

نصيحة عرب ثيرابي

لن تتمكني من رعاية طفلك الجديد بالشكل المناسب طالما كنت تعانين من مشاعر وأعراض الاكتئاب. لذلك فإن الحصول على العلاج المناسب يعد أمر غاية في الأهمية في هذه الأثناء. كما أن اتباع النصائح المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما تكون ذات فعالية عالية في تجاوز الأمر. لذلك حاولي أن:

  • تنضمي إلى مجموعة دعم للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.
  • خصصي المزيد من الوقت لممارسة النشاط البدني والرياضة.
  • فكري في رحلتك الأكبر كأم، وتذكري أن هذا مجرد فصل صغير في تلك الرحلة.