Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الكآبة النفاسية

الكآبة النفاسية وكيفية التعامل معها

على الرغم من المشاعر الجميلة التي تشعر بها الأم عند إدخال طفلها الجديد إلى البيت، حيث أنها كانت تترقب هذه اللحظات منذ تسعة أشهر، إلا أن بعض الأمهات ما يلبثن وأن تتغير لديهن الحالة النفسية عند ظهور أعراض الكآبة النفاسية، فما هي هذه الكآبة وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هي الكآبة النفاسية؟

الكآبة النفاسية (Baby blues) هي مشاعر الحزن التي تشعر بها الأم بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة وتستمر لمدة أسبوعين وغالباً ما تختفي من تلقاء ذاتها، وتُعد الكآبة النفاسية من أبسط أنواع اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تعاني ما يقارب 80% من النساء من هذه الكآبة، لكن في هذه الأثناء يجب على الأم عدم لوم ذاتها على هذه المشاعر.(المرجع 1) (المرجع 2)

أسباب الكآبة النفاسية

تتعرض الأم الجديدة لمجموعة من التغيرات الجسدية والظرفية المحيطة بها، مما يجعلها غير قادرة على التحكم بمشاعرها المختلفة ومعاناتها من هذه الكآبة، فمن الأسباب المحتملة لهذه الحالة:(المرجع 1) (المرجع 2)

     

      • الانخفاض الطارئ ومفاجئ على كل من هرموني الإستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone).

      • انخفاض هرمونات الغدة الدرقية في بعض الحالات وما لذلك من ارتباط وثيق بالشعور بالتعب والاكتئاب.

      • عدم الحصول على القدر الكافي من النوم، حيث أن استيقاظها عدة مرات في الليل لتلبية احتياجات الطفل الجديد يمنعها من النوم.

      • عدم الحصول على التغذية المناسبة.

      • القلق بشأن تربية الطفل الجديد أو التفكير بالتغيرات الحياتية التي حصلت لها منذ الولادة.

      • الإصابة بالاكتئاب في أي مراحل الحياة السابقة أو أثناء الحمل يجعل الأم أكثر عرضة للإصابة بالكآبة النفاسية.

      • تجربة مشاعر الأمومة.

    أعراض الكآبة النفاسية

    عندما لا تتمكن المرأة من التعامل مع الحزن الذي تعاني منه بعد الولادة تنتابها مجموعة من المشاعر السلبية، حيث يمكن ملاحظة الأعراض التالية من خلال:(المرجع 2) (المرجع 3)

       

        • البكاء الشديد دون سبب واضح.

        • الملل أو نفاذ الصبر.

        • الانفعال والتهيج السريع.

        • القلق.

        • التعب والإجهاد.

        • الأرق، وإن كان الطفل نائم فهي لا تستطيع النوم أيضاً.

        • الشعور بالحزن.

        • التقلبات المزاجية.

        • عدم القدرة على التركيز.

        • صعوبة اتخاذ القرارات أو التفكير بشكل صائب.

        • القلق المستمر على صحة الطفل.

        • الشعور بالحنين إلى الحرية التي كانت تتمتع بها قبل الولادة.

        • الشعور بعدم الارتباط بالطفل.

      عوامل الخطر لحدوث كآبة ما بعد الولادة

      يجب على الأم أن لا تشعر بتأنيب الضمير لما تشعر به خلال هذه المرحلة، حيث أن الأمر لا يعود لأسباب تستطيع السيطرة عليها، فمن عوامل الخطر لهذه الكآبة تتمثل بما يلي:(المرجع 4)

         

          • وجود تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب، خاصة اكتئاب الحمل.

          • وجود تاريخ عائلي للاكتئاب أو الاضطرابات المزاجية الأخرى.

        سمات كآبة ما بعد الولادة

        تتميز الكأبة النفاسية بأنها لا تستمر طوال اليوم، حيث أن الأعراض تظهر وتختفي سريعاًُ خلال اليوم، فقد تبقى لبضع دقائق أو ساعات وتختفي، كما يمكن أن تشتد بعد قضاء الأم ليلة مضطربة لم تتمكن من النوم فيها، أو عند شعورها بالجوع أو العطش.(المرجع 4)

        الاختلاف بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة

        على الرغم من تشابه الكثير من الأعراض، إلا أن هناك بعض الفروق ما بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة، ففي الوقت الذي تختفي به الكآبة بعد أسبوعين من الولادة فإن اكتئاب ما بعد الولادة يستمر لأكثر من ذلك بكثير، كما أن الكآبة تظهر أعراضها بعد الولادة مباشرة أما في حال حدوث الأعراض بعد ذلك فهذا يعني أنه اكتئاب، مع ملاحظة أن الكآبة لا تؤثر على سير الروتين اليومي للأم كما هو الحال عند الإصابة بالاكتئاب، حيث أن الأم لا تستطيع القيام بالمهام الموكلة إليها أو الاستمرار في نمط الحياة كالمعتاد.(المرجع 3) 

        هل يمكن للرجال الإصابة بالكآبة النفاسية؟

        من المعروف أن الولادة والتغيرات الهرمونية تحصل للأم، إلا أن بعض الهرمونات قد تتأثر أيضاً لدى الآباء فقد تنخفض مستويات التستوستيرون ويرتفع الإستروجين والكورتيزول، لذلك فقد يعاني الشريك من الكآبة النفاسية أيضاً خلال فترة الستة شهور الأولى من الولادة، ويمكن ملاحظة ذلك على النحو التالي:(المرجع 1)

           

            • محاولته الابتعاد والرغبة بالبقاء وحيداً.

            • امتلاك مجموعة من المشاعر السلبية مثل القلق والغضب والغرابة وتقلب المزاج والإحباط والحزن.

            • فقدان الاهتمام بالهوايات المفضلة والبقاء فترة أطول بالعمل.

            • عدم القدرة على النوم.

            • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.

          متى يجب مراجعة الطبيب؟

          في معظم الحالات لا تحتاج الكآبة النفاسية لمراجعة الطبيب النفسي، إلا أنه يُنصح في زيارته في الحالات التالية:(المرجع 1) (المرجع 4)

             

              • استمرار الكآبة لمدة تزيد عن أسبوعين.

              • امتلاك أفكار تتعلق بإيذاء النفس.

              • ازدياد الأمور سوءاً.

              • عدم التمكن من رعاية الطفل بسبب الحالة.

              • صعوبة القيام بالمهام اليومية.

              • اضطراب نمط الطعام والشهية.

              • توارد بعض الأفكار المهووسة بشأن الطفل.

              • قلة الاهتمام بالطفل أو عدم القدرة النفسية على ذلك.

              • الرغبة بالهروب أو الابتعاد عن الواقع الحالي.

              • توارد الأفكار الانتحارية.

            كيف يمكن التعامل مع الكآبة النفاسية

            من خلال بعض الإجراءات المتعلقة بالرعاية الذاتية، تستطيع المرأة التقليل من حدة المشاعر السلبية التي تنتابها أثناء هذه الفترة، حيث تساعدها الإجراءات التالية بشكل كبير:(المرجع 2) (المرجع 3)

               

                • تحدّث المرأة مع أحد الأشخاص الموثوقين حول ما تعاني منه.

                • تناول الطعام المتزن، والابتعاد عن الأغذية التي تساهم في تقلب المزاج.

                • استنشاق الهواء النقي في جولة بسيطة بعيداً عن مسؤولية الطفل.

                • طلب المساعدة في الأمور المتعلقة بالمهام اليومية الخاصة بالبيت مثل إعداد الطعام أو رعاية الأطفال الآخرين.

                • عدم استعجال القيام بالمهام الموكلة على أكمل وجه، بل سماح المرأة لنفسها بالتشافي أولاً.

                • محاولة النوم بشكل كافي يومياً.

                • الاشتراك بمجموعات الدعم المتوفرة في المنطقة السكنية أو عبر الإنترنت، والتي تقدم النصائح والدعم النفسي المطلوب.(المرجع 4)

                • ممارسة بعض الأمور المفضلة، مما يزيد الشعور بالتحكم والسيطرة على الوضع.

                • زيادة الروابط مع الشريك مما يعزز التواصل والدعم المطلوب خاصة في هذه المرحلة الجديدة.

              كلمة من عرب ثيرابي

              بسبب اضطراب العواطف التي تعاني منها الأم بعد الولادة، فإننا في عرب ثيرابي ننصح الأشخاص المقربين من الأم بمحاولة دعمها بالمهام المنزلية والتقليل من الأعباء الموكلة عليها قدر الإمكان، حيث أن زيادة الضغوط المتراكمة عليها تشكل سبباً قوية لظهور أعراض الكآبة النفاسية لديها.