Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
حبوب اكتئاب الأطفال هل تزيد من خطر الانتحار لديهم؟

حبوب اكتئاب الأطفال هل تزيد من خطر الانتحار لديهم؟

على الرغم من أن حبوب الاكتئاب تعتبر حلاً مناسباً لعلاج حالات الاكتئاب المتنوعة، ولكن الأمر قد يختلف نوعاً ما عند الحديث عن الأطفال. حيث دائماً ما يكون هناك تحذيراً على عبوات هذه الأدوية من زيادة خطر التفكير بالانتحار أو السلوك الانتحاري في حال كان المريض عمره أقل من 25 عاماً. 

فما العلاقة بين أدوية الاكتئاب وبين الانتحار وكيف يمكن أن تكون هذه الحبوب آمنة للأطفال؟ اكتشف معنا التفاصيل الكاملة في السطور التالية.

 

هل تسبب حبوب الاكتئاب الانتحار لدى الأطفال؟

بسبب بعض التجارب السريرية التي تمت على فئة الأطفال المصابين بالاكتئاب، فقد تم ملاحظة أن حبوب الاكتئاب زادت من السلوك الانتحاري أو فاقمت حدته لدى بعض الأطفال المشاركين بنسبة ضئيلة مقارنة مع الأطفال الذين لم يتناولون هذه الحبوب. وعلى الرغم من عدم وجود أي حالة انتحار حقيقية في هذه الدراسات، ولكن وجب التحذير بشكل جدي لما للموضوع من تبعيات خطيرة.

ومع أن الاكتئاب بحد ذاته قد يؤدي إلى التفكير بالانتحار، ولكن تم الربط بين أدوية الاكتئاب وبين الانتحار لدى الأطفال. من خلال بإثارة القلق أو التهيج أو العداء أو الأرق أو السلوك المتهور. ومن ثم تأثير هذه الأمور في تفاقم أعراض اكتئاب الطفل بشكل أكبر أو تؤدي إلى تكوين أفكار انتحارية.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن فوائد مضادات الاكتئاب قد تكون أكبر من خطر زيادة السلوك الانتحاري. بل أن معدلات الانتحار بين الأطفال قد انخفضت بعد تناولهم لمضادات الاكتئاب.

 

هل ينصح بعدم استخدام مضادات الاكتئاب مع الأطفال؟

تستخدم أدوية الاكتئاب لعلاج حالات الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري لدى الأطفال. وعلى الرغم من حقيقة وجود هذه التحذيرات، إلا أن هذه التحذيرات ينبغي أن لا تتعدى حد التنبيه إلى الموازنة بين:

  • إيجابيات استخدام الأطفال لمضادات الاكتئاب وسلبياتها من جانب.
  • احتمالية إقدام الطفل المصاب بالاكتئاب على الانتحار نتيجة لعدم علاجه.

حيث أنه في حال لم تعالج هذه الحالات جيداً، فقد لا يتمكن الطفل من ممارسة حياته على نحو ملائم أو لا يساطيع أداء أنشطته اليومية.

إن كان الأمر كذلك، لا بد من أخذ بعض النقاط بعين الاعتبار عند التخطيط لتناول الطفل لهذه الأدوية. تعرف على أهم النقاط الواجب التركيز عليها.

اعرف المزيد: ما هي علامات الاكتئاب عند الأطفال؟

 

نقاط مهمة قبل بدء تناول الطفل لحبوب الاكتئاب

قبل أن يبدأ الطفل بتناول مضادات الاكتئاب لا بد أن يقوم الطبيب المعالج بتقييم الحالة النفسية بشكل دقيق وحذر. حيث ينبغي أن يمتلك الخبرة الكافية لعلاج اضطرابات المزاج لدى الأطفال. ومن الأمور الواجب التركيز عليها خلال هذا التشخيص:

  • التأكد من عدم وجود أي عوامل خطر لدى الطفل أو تلك التي تزيد من خطر أن يلحق الأذى بنفسه
  • تقييم ما إذا كان الطفل مصاباً بأي مرض نفسي آخر، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو اضطراب إساءة استعمال المواد المخدرة أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق أو اضطراب الأكل.

لا بد من تقييم ما إذا كان لدى العائلة تاريخ من الإصابة بأمراض نفسية أو الإقدام على الانتحار، حيث أن الأمراض النفسية قد تتناقل وراثياً.

هل يوجد أدوية مصرح باستخدامها في حالة اكتئاب الأطفال؟ تعرف على هذه الأدوية كما هو موضح في الجدول أدناه.

 

قائمة مضادات الاكتئاب الموافق على تناولها من قبل الأطفال

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام مجموعة من حبوب الاكتئاب للأطفال. ومن ضمن الأدوية الحائزة على تصريح:

الدواء العمر التشخيص
أنافرانيل (Anafranil) 10 سنوات فما فوق اضطراب الوسواس القهري
دولوكستين (Duloxetine) 7 سنوات فما فوق اضطراب القلق العام
ليكسابرو (Escitalopram) 12 سنة فما فوق اضطراب اكتئابي حاد
بروزاك (Prozac) 8 سنوات فما فوق اضطراب اكتئابي حاد
7 سنوات فما فوق اضطراب الوسواس القهري
فلوفوكسامين (Fluvoxamine) 8 سنوات فما فوق اضطراب الوسواس القهري
لوراسيدون (Lurasidone) 10 سنوات فما فوق الاكتئاب ثنائي القطب
أولانزابين وفلوكسيتين (Olanzapine ,Fluoxetine) 10 سنوات فما فوق الاكتئاب الثنائي القطب
زولوفت (Zoloft) 6 سنوات فما فوق اضطراب الوسواس القهري

يمكن استخدام الأدوية الأخرى غير المصرح بها في حالك كان تقييم الطبيب المعالج ينصح بذلك.

اعتماداً على التحذير من استخدام هذه الحبوب لعلاج اكتئاب الأطفال، لا يمكن ترك الأمر دون مراقبة حثيثة لتدارك أي ملاحظات خطيرة يمكن ملاحظتها. 

 

علامات تحذيرية عند تناول الطفل لحبوب الاكتئاب

قد يصعب اكتشاف التفكير بالانتحار لدى الأطفال، لكن لا بد من البحث عن أي إشارة تدل على أن الطفل بدأ يفكر بالانتحار في حال كان يتناول الأدوية المضادة للاكتئاب لاتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب وقت. ومن ضمن العلامات التحذيرية لذلك:

  • التحدث عن الانتحار أو الموت.
  • القيام بمحاولات للانتحار.
  • إيذاء النفس.
  • التهيج أو التململ.
  • الشعور بالقلق أو حدوث نوبات هلع.
  • الانفعال.
  • تزايد الشعور بالحزن أو تفاقم أعراض الاكتئاب.
  • الميل للتصرف بتهور.
  • إظهار الطفل للعدوان أو العنف أو العداء تجاه الآخرين.
  • اضطراب نمط النوم أو تفاقم لحالة الأرق.
  • الرغبة في البقاء منعزلاً عن الآخرين.

على عكس الأعراض المعروفة خلال الاكتئاب، فقد يلاحَظ تزايد هائل في الكلام لدى الطفل أو ارتفاع مستويات الطاقة أو النشاط لديه إن كان يفكر بالانتحار.

 

هل يحتاج الطفل المكتئب دائماً للعلاج بالدواء؟

ليس بالضرورة أن تعتمد الخطة علاجية على تناول الحبوب الخاصة بالاكتئاب. حيث يتم العلاج في الحالات الخفيفة فقط من خلال العلاج النفسي. لذلك قبل وضع الطبيب المعالج للخطة العلاجية، ينظر الطبيب إلى شدة الاكتئاب لدى الطفل. ومن ثم إلى مجموعة من الأمور، من بينها:

  • هل يعاني الطفل من حالات طبية تؤثر على حالته؟
  • التحدث مع أفراد العائلة والطفل لتحديد تاريخ العائلة في الأمراض النفسية. ومعرفة الأنشطة أو الضغوط والعوامل التي تساهم في اكتئاب الطفل.
اعرف المزيد: كيف تتعامل مع الطفل المكتئب؟

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً ما يظهر الطفل المصاب بالاكتئاب تحسناً كبيراً عند استخدامه لحبوب الاكتئاب. لكن يعتبر الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن المزامنة بين تناول هذه الأدوية والخضوع لجلسات العلاج النفسي دائماً ما تكون نتائجه أفضل أو يبدو أكثر فاعلية.

ومن العلاج النفسية المستخدمة لعلاج الاكتئاب لدى الأطفال:

  • العلاج السلوكي المعرفي: في هذا النوع من العلاج يقوم الأخصائي النفسي بمساعدة الطفل في تحسين مهارات التأقلم أو التواصل والتمكن من حل المشكلات. كما يمكن للطفل تعلم كيفية التعرف على الأفكار أو السلوكيات السلبية. بالإضافة إلى القدرة على استبدالها بأنماط فكرية إيجابية ومن ثم التعامل مع عواطفه بشكل أفضل.
  • العلاج بالتواصل بين الأفراد: يقوم هذا العلاج بالتركيز على العلاقات مع الآخرين لمساعدة الأطفال على التكيف مع التغيرات الطارئة على علاقاتهم الحالية أو إيجاد علاقات جديدة.