ما ستجده في هذا المقال:
كما أننا بحاجة إلى ممارسة تمارين الرياضة باستمرار لما لها من فوائد جسدية لا يمكن حصرها، فإن الفوائد النفسية التي تتميز بها هذه التمارين لا تقل أهمية. حيث أنها تساعد في تعزيز الحالة المزاجية وتشعر الشخص بالمزيد من الرفاهية.
تعرف معنا على الفوائد النفسية للتمارين الرياضية لتتحفز على المواظبة عليها.
الفوائد الصحة النفسية العامة لممارسة الرياضة
لا يحتاج الأمر إلى وجود مشكلة نفسية ليحصل الشخص على الفوائد المتوقعة من الرياضة. حيث أن ممارسة نشاط بدني منتظم يعمل على تحسين حالتك النفسية ويشعرك بالمزيد من الرفاهية. ومن ضمن فوائد الرياضة النفسية:
- زيادة احترام الذات: إن تمكنك من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لن تفيدك جسدك فقط، بل الأمر يتعدى ذلك لتشعر بقيمة ذاتك ومدى شعورك بالقوة. فمثلاً ستشعر بالتحسن تجاه مظهرك، كما أن تحقيق أهداف التمرين حتى الصغيرة منها يؤدي إلى إحساس بالإنجاز. ينتج عن ذلك زيادة الرضا عن النفس وتحسين صورة الجسم.
- تحسين نمط النوم: يكفي ممارسة تمارين بسيطة أو لمدة قصيرة خلال فترات النهار لتحصل على نوم أفضل خلال الليل. في حال كنت ترغب بممارسة التمارين في الفترة المسائية، فإن أفضل ما يمكنك ممارسته هو تمارين الاسترخاء مثل اليوجا أو تمارين التمدد اللطيفة.
- المرونة النفسية: بدلاً من اللجوء إلى الكحول أو السلوكيات السلبية لمواجهة الصعاب والتحديات الحياتية، يمكن الاعتماد على الرياضة. حيث تعمل على بناء المرونة والتكيف مع الأحداث بطريقة صحية، بدلاً من اللجوء إلى الكحول أو المخدرات أو السلوكيات السلبية الأخرى التي تؤدي في النهاية إلى تفاقم الأعراض.
- امتلاك الطاقة: من خلال ممارسة الرياضة تمتلك المزيد من الطاقة والقدرة، الأمر الذي يحسن ثقتك في قدراتك البدنية.
- ذاكرة وتفكير بوضوح: ما أن تبدأ بممارسة الرياضة حتى ينطلق المزيد من الإندورفين الذي يجعلك تشعر بالتحسن ويساعدك على التركيز والشعور بالنشاط الذهني في المهام التي تقوم بها. بالإضافة إلى ذلك تحفز التمارين الرياضية نمو خلايا دماغية جديدة وتساعد على منع التدهور المرتبط بالعمر.
يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة أيضاً في تعزيز جهاز المناعة لديك وتقليل تأثير التوتر.
ما مقدار تمارين الرياضة اللازمة للحصول على الفوائد النفسية؟
الحصول على الفوائد النفسية للرياضة كفيل بأن يستمر الشخص في المواظبة على هذه التمارين. حيث أن الحصول على هذه الفوائد يتوجب على الشخص الالتزام بها على النحو التالي:
- للحصول على فوائد طويلة المدى، يجب ممارسة الرياضة 3 مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة في كل مرة بقوة معتدلة.
- البرامج الرياضية التي تزيد مدتها عن 10 أسابيع تعمل بشكل أفضل لتقليل أعراض الاكتئاب.
حتى المشي لفترة قصيرة وبسرعة منخفضة يمكن أن يحسن الحالة المزاجية ويزيد الطاقة، التمرين لمدة أقل من 10 دقائق يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي
فوائد الرياضة الخاصة باضطرابات نفسية محددة
غالباً ما ينصح الأخصائيين النفسيين المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية بممارسة التمارين الرياضية، حيث أنها تساعد الشخص في الشعور بالتحسن بشكل ملحوظ. وغالباً ما تكون هذه التمارين مفيدة بشكل خاص بالحالات التالية:
الاكتئاب
بعض درجات الاكتئاب مثل الاكتئاب الخفيف والمتوسط يمكن أن يتم علاجها أو المساعدة في علاجها من خلال ممارسة التمارين الرياضية. حيث أن الرياضة في هذه الحالة لها الفاعلية ذاتها التي تتميز بها مضادات الاكتئاب المختلفة، مع وجود فرق مهم وهو عدم وجود آثار جانبية.
وتظهر ذلك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الجري لمدة 15 دقيقة يومياً أو المشي لمدة ساعة يساعد في التقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بنسبة 26٪. وبالإضافة إلى تخفيف أعراض الاكتئاب، فإن الرياضة المنتظمة تساعد في الوقاية من انتكاسات اكتئابية مستقبلية.
قد يهمك: جرّب اختبار الاكتئاب التقييمي
ويمكن للتمرين أن يحارب للاكتئاب من خلال:
- تعزيز التغييرات الإيجابية في الدماغ، بما في ذلك النمو العصبي.
- التقليل من الالتهاب، حيث أن هناك ارتباط وثيق بين مستويات الالتهابات في الجسم وبين الإصابة بالاكتئاب.
- امتلاك أنماط إيجابية جديدة تعزز مشاعر الهدوء والرفاهية.
- إطلاق المزيد من الإندورفين، وهي مواد كيميائية قوية في الدماغ تعمل على تنشيط المعنويات وتجعل الشخص يشعر بالسعادة.
تشتيت الانتباه أو الإلهاء، مما يتيح العثور على بعض الوقت الهادئ للخروج من دائرة الأفكار السلبية التي تغذي الاكتئاب.
اضطرابات القلق
من خلال إطلاق الإندورفين فإن التمارين الرياضية تعتبر علاجاً طبيعياً وفعالاً للقلق. فهي تعمل على تخفيف التوتر والإجهاد ويعزز الطاقة البدنية والنفسية، بالإضافة إلى تعزيز الرفاهية.
يمكن أن تزيد من فاعلية هذه التمارين من خلال إضافة اليقظة الذهنية. فمثلاً حاول أن تلاحظ الإحساس بقدميك عند اصطدامها بالأرض أو إيقاع تنفسك أو الشعور بالريح على جلدك. فبهذه الطريقة أن تركز على جسدك وما تشعر به أثناء ممارسة التمارين الرياضية. يساعدك ذلك على قطع تسلسل الأفكار والمشاعر السلبية الناتجة عن الشعور بالقلق تجاه أمر معين.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
من خلال تعزيز مستويات كل من الدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين في الدماغ، يتمكن من يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من الاستفادة من التمارين الرياضية.
حيث تعد ممارسة الرياضة بانتظام إحدى أسهل الطرق وأكثرها فعالية في التقليل من أعراض هذا الاضطراب وتحسين التركيز والتحفيز والذاكرة والحالة المزاجية.
تعمل التمارين الرياضية بالطريقة ذاتها التي تعمل بها أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مثل ريتالين (Ritalin) وآديرال (Adderall).
اضطراب ما بعد الصدمة والصدمات
يعد الضغط النفسي من أهم ما يشعر به الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، لمن من خلال ممارسة التمارين الرياضية يمكن تحرير النفس من هذا الضغط والشعور بالمزيد من الاسترخاء.
أثبتت الدراسات أن الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة وتسلق الصخور والتزلج على المنحدرات تقلل من الضغط النفسي.
التغلب على العقبات التي تحول دون ممارسة الرياضة
على الرغم من معرفة الفوائد الكبيرة لممارسة الرياضة، إلا أن البعض يجد من الصعوبة الالتزام بها بشكل منتظم. إن كنت من ضمن هذه الفئة فقد تجد من المفيد ما يلي:
- إذا كنت تشعر بالتعب بسبب الرياضة، امشي سريعاً لمدة 5 دقائق. بعد ذلك سيكون لديك المزيد من الطاقة وتكون قادراً على المشي لفترة أطول.
- طلب المساعدة من قبل المحيطين القيام ببعض الالتزام لتوفير المزيد من الوقت لممارسة الرياضة.
- ابدأ ببطء بممارسة أنشطة سهلة لبضع دقائق كل يوم، مثل المشي أو الرقص.
كلمة من عرب ثيرابي
يؤثر التوتر على جسدك، فتشعر بتشنج العضلات خاصة في الوجه والرقبة والكتفين، كما يزيد من أعراض القولون العصبي لديك. وبعض بعض الحالات تشعر بضيق في التنفس.
لذلك إن كنت تشعر بأن التوتر له الكثير من التأثيرات السلبية على جسدك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي دائماً ما ينصحون بممارسة المزيد من النشاط البدني ولا سيما التمارين الرياضية بانتظام.
