ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم أنه من الطبيعي أن يشعر الشخص بين الحين والآخر ببعض مشاعر الاكتئاب، إلا أن الاكتئاب الحقيقي هو حالة نفسية بحاجة إلى معالجة. وبغض النظر عن المسببات، فإن الأشخاص يعانون من درجات مختلفة من الاكتئاب تؤثر كل منها على الحياة اليومية بطريقة مختلفة.
وخلال السطور التالية نوضح كيفية اختلاف أنواع الاكتئاب ودرجات شدته من حالة إلى أخرى.
درجات الاكتئاب المتنوعة
في الوقت الذي قد يعاني الشخص من اكتئاب خفيف يسمح له الاستمرار بحياته اليومية، قد تكون هناك مستويات أخرى للاكتئاب أكثر شدة. فقد يؤدي الاكتئاب المعتدل إلى التأثير بشكل أو بآخر على مجرى الحياة اليومية. بينما الاكتئاب الشديد، فهو الاكتئاب الأكثر حدة بين الدرجات السابقة بحيث يمكن أن يؤثر بشكل كامل على حياة الشخص والأشخاص المحيطين به.
قد يهمك: اعرف درجة اكتئابك وقم بإجراء اختبار الاكتئاب
مقارنة أعراض درجات الاكتئاب المختلفة
عند تصنيف الاكتئاب إلى درجات يعتمد ذلك على الأعراض التي يعاني منها الشخص، بالإضافة إلى شدة هذه الأعراض ومدة استمراريتها. حيث يظهر الفرق بين درجات الاكتئاب هذه على النحو:
الاكتئاب الخفيف
على الرغم من أن أعراض الاكتئاب غالباً ما تكون هي ذاتها لدى الأشخاص في مختلف الدرجات والمستويات، إلا أن طريقة تأثير هذه الأعراض غالباً ما يسبب الفرق في ذلك. حيث يعاني جميع الأشخاص المكتئبين من أعراض الاكتئاب الخفيف التالية:
- الشعور بالإحباط واليأس.
- حدوث نوبات من العصبية أو الانفعال لأبسط الأمور.
- كره الذات أو النظر إلى النفس بسوداوية.
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالنشاطات التي اعتدت على الاستمتاع بممارستها.
- عدم القدرة على التركيز في المهام المطلوبة.
- فقدان الحافز والدافعية.
- عدم الاهتمام بالمشاركة بالنشاطات الاجتماعية.
- الشعور بالتعب أو النعاس خلال اليوم.
- اضطراب نمط النوم أو حدوث أرق.
- تغيرات ملحوظة في الشهية، وما ينتج عن ذلك من تغيرات على الوزن.
- الشعور ببعض الآلام التي لا ترتبط بمشكلة عضوية مثل الصداع أو ألم في العضلات.
في حالة الاكتئاب الخفيف لا تؤثر هذه الأعراض على الحياة اليومية للشخص، فقد يشعر فقط أنه يعاني من درجة أعلى من الكآبة اليومية.
إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة طوال اليوم أربعة أيام في الأسبوع لمدة عامين، فأنت تعاني من الاكتئاب المستمر.
الاكتئاب المعتدل
من الطبيعي أن يشعر الشخص بالأعراض السابقة جميعها، إلا أن تأثيرها يبدأ بالظهور على المشاعر والحياة اليومية بشكل أوضح. حيث يعاني الشخص خلال الاكتئاب المعتدل أيضاً من:
- تدني تقديره لذاته.
- انخفاض مستوى إنتاجيته، حيث أن عدم تركيزه أو فقدانه للحافز أو انخفاض طاقته تمنعه من أداء المهام المطلوبة منه.
- الشعور بالعجز أو عدم القدرة على التحكم بالأمور.
- زيادة مستوى الحساسية لدى الشخص.
- زيادة مستويات القلق.
- مواجهة صعوبة في النهوض من السرير.
غالباً ما تبدأ علاقاتك بالآخرين بالتأثر في هذه الأثناء، كما يتراجع اهتمامك بنفسك، حيث يمكن للمحيطين ملاحظة مدى إهمالك بنفسك.
أعراض الاكتئاب الشديد
ويسمى أيضاً الاكتئاب الحاد، حيث تصبح الأعراض أكثر حدة مما سبق وتقف عائقاً أمام ممارسة الشخص لحياته الطبيعية. وفي أغلب الأحيان تستمر الأعراض التي يعاني منها الشخص في الاكتئاب الشديد لمدة 6 أشهر أو أكثر. كما يختلف الاكتئاب الشديد عن الدرجات الأخرى من الاكتئاب بأن المريض قد يعاني من:
- امتلاك بعض الأوهام.
- حدوث الهلاوس.
- امتلاك مشاعر الذهول.
- التفكير أو القيام بمحاولات جدية للانتحار.
وعلى الرغم من اختفاء الأعراض لفترات من الوقت، إلا أن الشخص قد يعاني من نوبات متكررة من الاكتئاب.
لكن هل يتم تشخيص جميع حالات الاكتئاب بالسهولة ذاتها؟ تابع القراءة وتعرف على الفرق بين درجات الاكتئاب الثلاث فيما يتعلق بالتشخيص.
تشخيص درجات الاكتئاب المختلفة
كلما كانت الأعراض أوضح كلما كان التشخيص أدق وأسهل. حيث يصعب تشخيص الاكتئاب الخفيف، حيث قد يظن المريض أن بعض الأعراض التي يعاني منها هي أمور طبيعية تحدث لدى الجميع. وبالتالي لا يتحدث عن جميع أعراضه مع المعالج النفسي، مما يؤدي إلى عدم تشخيص الحالة في بعض المرات.
أما تشخيص الاكتئاب المعتدل يبدو أكثر سهولة، حيث أن الأعراض التي يعاني منها الشخص تبدأ بالتأثير بشكل مباشر على حياته اليومية وتسبب له بعض المشكلات مع الأشخاص المحيطين.
غالباً ما يكون الاكتئاب الشديد حالة واضحة بأعراضها للجميع، حيث أن الأشخاص المحيطين عادة ما يكونون على دراية أن الشخص يعاني من مشكلة نفسية قبل تشخيصه من قبل الأخصائي النفسي.
يميل الاكتئاب إلى أن يصبح أسوأ عندما تتجاهله….. لذلك حاول الحصول على التشخيص الصحيح في أقرب وقت.
لا يتم علاج جميع حالات الاكتئاب بالكيفية ذاتها. ففي الوقت الذي تحتاج فيه بعض الحالات إلى بعض التغييرات البسيطة في الحياة، تكون الحاجة ملحة لتناول الأدوية في حالات أخرى. تعرف على المزيد فيما يلي.
علاجات متنوعة لدرجات الاكتئاب المختلفة
يعتمد المعالج النفسي على درجات الاكتئاب وشدة الأعراض لتحديد نوع العلاج المناسب لكل حالة. فغالباً ما يكون العلاج على النحو التالي:
تغيير النمط اليومي في حالة الاكتئاب الخفيف
فمثلاً ممارسة التمارين الرياضية والانتظام على روتين محدد للنوم وتناول الطعام المتوازن والصحي والحد من مستويات التوتر وممارسة النشاطات الممتعة غالباً ما تكون كافية ليعاود الشخص الاستمتاع في حياته اليومية.
يمكن أن يفيد تناول المكملات المكونة من نبتة القديس يوحنا أو الميلاتونين على تحسين الحالة النفسية للمريض.
الخطة العلاجية المتكاملة لعلاج الاكتئاب المعتدل
يحتاج هذا النوع من الاكتئاب إلى علاج أكثر تخصص. حيث أن العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) غالباً ما يأتي بنتائج إيجابية بالإضافة إلى الالتزام بالأدوية المضادة للاكتئاب مثل:
- زولفت (Zoloft).
- باكسيل (Paxil).
اعرف المزيد: أدوية علاج الاكتئاب
علاج الاكتئاب الشديد
غالباً ما يكون العلاج بمضادات الاكتئاب والعلاج النفسي فعّال في هذا النوع من الاكتئاب. لكن إنت كانت الحالة الاكتئابية مقاومة للعلاج فهناك الكثير من الطرق العلاجية الأخرى. مثل:
- العلاج بالصدمات الكهربائية.
- استخدام رذاذ الاسكيتامين تحت إشراف طبي.
كلمة من عرب ثيرابي
لا تتوقع أن تستطيع التعامل مع اكتئابك بمفردك، فغالباً عدم الحصول على المساعدة المتخصصة يفاقم الحالة مع مرور الوقت. لذلك مهما كانت شدة الاكتئاب الذي تعاني منه، فإننا في عرب ثيرابي نرى أن التواصل مع الأخصائي النفسي يعتبر أمر في غاية الأهمية لتحديد ما يمكن أن يكون مساعد في كل حالة. حيث أن ما يفيد بحالة معينة ليس بالضرورة أن يفيد بحالة أخرى بسبب الاختلافات الشخصية للأشخاص.
فعلى الرغم من أن ملاحظة التحسن قد يحتاج إلى فترة من الزمن، إلا أن الشخص غالباً ما يشعر بشكل تدريجي بالفرق في أعراضه.
