تعرف على أعراض الاكتئاب الخفيف وعلاجه

من الطبيعي أن تسبب الكثير من المواقف الحياتية والأحداث المرهقة التي يمر بها الشخص بعض المشاعر السلبية. لكن في حال استمرار هذه المشاعر لمدة طويلة قد يعني ذلك وجود مشكلة نفسية يجب التعامل معها. لذلك فإن التعرف على أعراض الاكتئاب الخفيف يشكل الخطوة الأولى في التخلص منه.

إن كنت تعاني من بعض الأعراض يمكنك من خلال السطور التالية التعرف بشكل أدق على هذا النوع من الاكتئاب وعلاجه بالطرق المتاحة.

 

ما هو الاكتئاب الخفيف؟

يطلق الاكتئاب الخفيف (Dysthymia) على شدة منخفضة من الاكتئاب الحاد (والذي يمكن أن تكون شدته ضعيفة أو متوسطة أو حادة)، كما يمكن أن يطلق أيضاً على الاكتئاب المزمن الخفيف. 

 

ما هي أعراض الاكتئاب الخفيف؟

في بعض الأحيان لا يدرك الشخص المكتئب أنه يعاني من الاكتئاب، حيث أن مشاعر مثل الحزن المزمنة وانخفاض الحالة المزاجية تبقى لفترة طويلة لدرجة أنه يعتقد أنها الحالة الطبيعية. ويمكن أن تتشابه أعراض هذا الاكتئاب مع الاكتئاب الحاد إلا أن الفرق بينها هي مدى شدتها. فقد يعاني الشخص في الاكتئاب الخفيف من:

• تغيرات في شهية الشخص، وما يترتب على ذلك من تغيرات في الوزن (غالباً ما تشكل التغيرات الطارئة على الوزن 5% من الوزن خلال شهر).
• الشعور بالتعب المستمر والإرهاق الجسدي لدرجة يمكن للآخرين ملاحظتها.
• التهيج والانفعال السريع.
• امتلاك مشاعر سلبية مثل اليأس والشعور بالذنب أو تدني تقدير الذات أو كره الذات.
• عدم القدرة على الشعور بالاستمتاع عند القيام بالأشياء.
• انخفاض مستويات الطاقة وعدم امتلاك الحافز.
• الأرق أو عدم القدرة على النوم أو مواجهة مشاكل في النوم.
• الشعور بالحزن والدخول في نوبات من البكاء.
• امتلاك أفكار تتعلق بالموت أو محاولة الانتحار.
• مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.
• زيادة الشعور بالألم الجسدي والشعور بأوجاع غير مبررة.
• فقدان التعاطف مع الآخرين.
• الرغبة المستمرة في البقاء وحيداً.
• زيادة الاعتماد على التدخين أو الكحول أو تعاطي المخدرات.

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي من أكثر الأساليب المتبعة، حيث يمكن ملاحظة نتائجه الإيجابية في غضون أسابيع، كما أنه لا يستغرق الكثير من الوقت.

لكن هل هناك فئات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الخفيف من أشخاص آخرين؟ تابع القراءة لمعرفة مدى استعدادك للإصابة.

 

عوامل الخطر في الإصابة بالاكتئاب الخفيف

على الرغم من أن أي شخص هو عرضة للإصابة بالاكتئاب الخفيف، إلا أن بعض العوامل يمكن أن تشكل إنذاراً حقيقياً للإصابة به. ومن ضمن العوامل التي تزيد من الخطر:

• الأوضاع الاقتصادي المتدنية.
• تشخيص حالة مرضية مزمنة، مثل أمراض القلب أو الإصابة بالسرطان.
• إصابة أحد الوالدين بالاكتئاب.
• الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل القلق.

تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بأنواع الاكتئاب المختلفة، حيث أن التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها خلال المراحل الحياتية يعتبر سبباً أساسياً لذلك.

 

كيفية التعامل مع الاكتئاب الخفيف

يمكن من خلال إجراء بعض التعديلات الحياتية أن يقلل الشخص من أعراض الاكتئاب الخفيف الذي يعاني منها. فمثلاً قضاء المزيد من الوقت في ممارسة النشاطات والهوايات المفضلة يساعد في زيادة المشاعر الإيجابية لدى الشخص بشكل واضح. كما ينصح بالقيام بما يلي:

• الحصول على المزيد من الهواء النقي أو التواجد في الأماكن الخضراء.
• التمتع بالمزيد من النشاط والحركة.
• تناول الأطعمة الطازجة والمفيدة للحالة المزاجية.
• ممارسة جلسات التأمل فهي لا تحتاج للكثير للوقت، بل يكفي 10 دقائق يومياً.
• التقليل من الوقت الذي يقضيه الشخص على شاشات الهواتف الذكية أو على التلفاز خاصة في الأوقات المسائية.
• القيام بالأعمال التطوعية أو مساعدة شخص يحتاج إلى المساعدة.
• زيادة العلاقات الاجتماعية القوية والتحدث عن المشاعر مع الأشخاص المقربين.

للحصول على نتائج أفضل والشعور بتحسن الحالة المزاجية، يفضل اللجوء إلى العلاجات المتخصصة والتي تساعد في التخلص من أعراض الاكتئاب الخفيف.

 

علاج أعراض الاكتئاب الخفيف

إن لم تتمكن من التعامل مع الأعراض التي تعاني منها خلال إحباطك، أو شعرت أنها استمرت لفترة أكثر من المعتاد فإن العلاج النفسي يشكل حلاً مناسباً في هذه الأثناء، بالإضافة إلى أدوية مضادات الاكتئاب. حيث قد تتضمن الخطة العلاجية:

العلاج المعرفي السلوكي

يساعد العلاج المعرفي السلوكي في التعرف على العلامات المبكرة للاكتئاب، وتحديد الأنماط الفكرية والسلوكية التي تسبب للشخص المشاعر السلبية، ومن ثم القيام بتعديلها للتمكن من الشعور بالتحسن.

الاستشارة النفسية

من خلال الخضوع لسلسلة من جلسات الاستشارة يمكن للأخصائي النفسي أن يتعرف على الأسباب الكامنة وراء هذه الأعراض، ومن ثم اقتراح إجراء مجموعة من التغييرات على نمط الحياة اليومية وملاحظة النتائج الإيجابية المترتبة عليها.

العلاج التبادلي IPT

يعتمد هذا العلاج على تعلم مهارات التواصل الاجتماعي بين الأشخاص، الأمر الذي يقلل من مشاعر العزلة التي يعاني منها الشخص خلال اكتئابه.

العلاج النفسي الديناميكي 

يمكن من خلال تحدث الشخص عن مشاعره والأفكار التي يمتلكها يمكن للأخصائي النفسي تتبع أنماطه الفكرية وبالتالي تحديد أسباب اكتئابه. فغالباً لا يدرك الشخص أن هذه الأنماط هي ما يسبب الانزعاج لديه.

العلاج الدوائي

يعتمد العلاج الدوائي للاكتئاب الخفيف على الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي يحتاج المريض إلى تناولها مدة لا تقل عن 6 أشهر متواصلة. وبعد هذه الفترة يحتاج التوقف عن تناولها أيضاً بضعة أسابيع للتخلص التدريجي منها.

ويمكن للشخص ملاحظة التحسن الكامل على الحالة بعد الاستمرار في تناول هذه الأدوية لعدة أسابيع، لكن في حال لم تشعر ببدأ التحسن أو كانت الآثار الجانبية للدواء أكثر من الفائدة المرجوة منه يجب التواصل مع الطبيب المعالج لتبديل الدواء.

تسبب الأحداث الحياتية اليومية الكثير من مشاعر الحزن في أوقات مختلفة، إلا أنه ليس من الطبيعي أن يعيش الشخص مشاعر كهذه طوال الوقت. 

 

هل يمكن أن يتحول الاكتئاب الخفيف إلى اكتئاب حاد؟

يمكن للشخص أن يشعر بأعراض الاكتئاب الحاد عندما يعاني من الاكتئاب الخفيف، لذلك فإن اللجوء إلى العلاج المناسب بشكل مبكر يضمن للشخص عدم تفاقم الأعراض وبقاء الأعراض في إطارها الخفيف واختفائها مع مرور الوقت.

 

نصيحة عرب ثيرابي

يمكن للشخص أن يتعامل مع الحالة المزاجية المنخفضة التي قد يعاني منها الشخص بين الحين والآخر، إلا أنها قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية حقيقية في بعض الأحيان إن استمرت لفترات طويلة، مما يستدعي الحاجة إلى المساعدة المتخصصة للتمكن من تجاوز الأمر. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على الاستشارة النفسية في حالات التالي:

• التعرض لفترات مطولة من الكآبة أو الأرق.
• نوبات متكررة من القلق.
• التركيز المستمر على السلبيات.
• الشعور بالإحباط.

 

الأسئلة الشائعة