Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تربية عصبية

هل يمكن تربية الأطفال دون عصبية؟ اعرف الطريقة

تصعب تربية الأطفال بأجواء هادئة باستمرار، حيث أن تصرفاتهم وعدم استجابتهم غالباً ما يعمل على احتدام المواقف، وبالتالي يصبح غضب الأم خارجاً عن سيطرتها، فلا تتمالك نفسها وتبدأ بصب نوبات من العصبية على أطفالها دون إدراكها لما يحصل، فهل يمكن تربية الأطفال دون هذه العصبية؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.

 

تربية الأطفال دون عصبية

عندما نفقد أعصابنا ونبدأ بالصراخ أو العصبية على أطفالنا، فإن ذلك دليل على عدم تمكنا من السيطرة على أنفسنا، بل تمكن أطفالنا من السيطرة على الموقف بدلاً من العكس، مما يعني عدم تحقيق الأهداف المرجوة من التربية. إلا أنه باتباع التعليمات التالية يمكن التحكم بالعصبية أثناء تربية الأطفال:

محاولة البقاء هادئاً 

على الرغم من عدم القدرة على البقاء هادئاً بشكل دائم، حيث أن سلوكيات الطفل قد تثير الغضب، إلا أنه يمكن التقليل من الانفعال أو الانجرار نحو العصبية من خلال:

    • عدم الرد على الطفل في هذه الأثناء أو التفاعل معه بأي شكل كان.
    • الخروج من المكان الذي يتواجد فيه الطفل لبعض الوقت.
    • التفكير في سبب هذا الانزعاج، بالإضافة إلى سبب سلوك الطفل بهذا الشكل. 
    • تفريغ الغضب جسدياً من خلال الرقص أو  التمارين الخفيفة.
    • استخدام بعض العبارة التي من شأنها تهدئة النفس، مثل “الطفل يحتاج لمساعدتي في إدارة مشاعره الكبيرة”، “يحتاج الطفل إلى المزيد من الحب عندما لا يستحقه”.

    يجب التركيز على أن هذا الوقت المستقطع ما هو إلا لتهدئة النفس وليس لتصعيد الموقف داخلياً والانخراط بالتفكير السلبي.

    وضع التوقعات والحدود

    في البداية لا بد من وضع الحدود للتمكن من تحديد ما إن كان الموقف بحاجة إلى العصبية الآن أم لا، كما أن توقع أن الطفل لن يستجيب للتعليمات بسرعة، بل يرغب باكتشاف ما يمكنه فعله والحدود التي يمتلكها قد يخفف من العصبية، لكن في بعض الأحيان يمكن اللجوء إلى المحاسبة في حال تجاوز الطفل حدوده.

    التلاعب العاطفي: حافظ على حدودك واحمي نفسك

    معرفة المسؤوليات

    لا يعتبر الوالدان مسؤولان مسؤولية كاملة عن شؤون الأطفال الخاصة، فلا بد من ترك مساحة خاصة للطفل يستطيع التحكم بها كما يشاء، وإلا فلن يستطيعان تربيته دون عصبية.

    القيام بالتعديلات

    غالباً ما ترتبط المواقف المثيرة للعصبية بطريقة التربية، لذلك لا بد من إجراء بعض التعديلات في التربية لضمان القيام بها دون الانسياق نحو العصبية، لذلك من المفيد الانتباه إلى:

      • وضع الطفل في الفراش قبل موعد النوم بنصف ساعة للتقليل من احتمالية بقائه مستيقظاً عند وقت النوم والتقليل من الانفعال.
      • إصلاح العلاقة مع الطفل لتفادي المواقف التي تدل على وقاحته في التعامل واللجوء في هذه الحالة إلى العصبية.

      •  

      قد يكون سبب الغضب غير متعلق بطريقة التربية في بعض الأحيان، حيث أن المشكلات مع الشريك أو في العمل قد تجعل الشخص يفرغ عصبيته على الطفل.

      معرفة ما هو طبيعي

      ما قد يراه الوالدان أمراً وقحاً من طفلهما قد يكون من الأمور الطبيعية التي لا تخلو مرحلته العمرية منها، لذلك فإن معرفة ما يمكن اعتباره سلوكاً طبيعياً من غيره يُعد من النقاط الأساسية التي تسمح للوالدين بتربيته دون الشعور بالغضب والعصبية.

      تأجيل تقديم الدروس والعبر

      يجب تجنب تقديم الدروس ومناقشة الطفل بالموقف المزعج في اللحظة الحالية، فلا بد من الوصول إلى الهدوء النفسي دون قيود لكلا الطرفين وإلا تفاقمت الأمور وبدأت العصبية بالظهور.

      استخدام العقوبات بدلاً من التهديدات

      قد يبدو أن لهما المعنى ذاته، إلا أن الفرق بينهما يتضح بما يلي:

      • العقوبات تأتي دائماً بعد فترة من التحذير، بالإضافة إلى أنها تعلّم الطفل كيفية تطوير الانضباط الذاتي.
      • التهديدات قد تشعر الطفل بالخجل وبعدم الأمان، بالإضافة إلى أنها تعمل على خلق المزيد من الغضب والاستياء لديه.

      •  

      كيفية التعامل مع الموقف الحالي دون عصبية

      في الكثير من الأحيان يحتاج أحد الوالدين لخطة سريعة للتعامل من الأطفال في الموقف الحالي دون اللجوء إلى العصبية، فغالباً ما يكون من المفيد تجربة ما يلي اعتماداً على الموقف:

      • معرفة المحفز الأساسي للعصبية، هل هو تصرف الطفل أم الشعور بالتعب والإرهاق وتراكم المسؤوليات لدى أحد الوالدين.
      • في حال كان السبب سلوكيات الطفل يمكن توجيه تحذير لتغيير السلوك وإعطائه بعض الوقت.
      • إن كان الموقف بسبب تراكم المسؤوليات يمكن التعامل مع الموضوع بتقسيم المهام والعمل على إلهاء الطفل.

      •  

      •  

      ماذا يحدث للطفل عند مواجهته بالعصبية

      يعتمد الطفل على والديه في الحماية والمأوى والمأكل والشعور بالحب والحنان، إلا أن كل ذلك يمكنه أن يتأثر بالعصبية التي يبديها أحد الوالدين في التربية، والتي يظهر نتائجها بشكل واضح في مراحل نمو الطفل المختلفة، حيث يمكن أن:

      • لا يبدي الطفل خوفه من غضب والديه.
      • أن يتأثر الطفل بالأقران أكثر من التأثر بتربية الوالدين.
      • ينخفض معدل الذكاء لدى الطفل.
      • يزيد احتمالية تعاطيه المخدرات.
      • يتعلم الغضب والعصبية من الآباء، حيث أن الأطفال مرآة لآبائهم.
      • يصبح الطفل أكثر عرضة للتنمر لأن مفهومه لاحترام الذات أصبح مشوهاً. 

      تزيد لدى الطفل مشاعر تدني تقدير الذات والقلق والعدوانية

       

      أمور يجب الابتعاد عنها عند تربية الطفل دون عصبية

      تتنوع الأساليب التي قد يظهر بها الوالدين العصبية عند تربية طفلهم، إلا أنه لحماية نفسية الطفل والتقليل من التأثيرات المستقبلية لا بد من تجنب الأمور التالية:

        • ممارسة العنف الجسدي من ضرب أو الصفع لما له من ألم عاطفي لا يمكن نسيانه من قبل الطفل.
        • توجيه التهديدات القوية والتي غالباً لا يستطيع الوالدين تنفيذها، مما يقلل من مصداقيتهما أمام الطفل ومساعدته على التجاوز من جديد.
        • الإساءة اللفظية أو النداء بأسماء غير محببة.

        •  

        كيفية التقليل من العصبية في المواقف المحفزة

        يمكن من خلال بعض الاستراتيجيات أن يقلل الشخص من حدة عصبيته عند التعامل مع المواقف المحفزة من أطفاله، حيث يمكنه تجربة:

          • الحديث الإيجابي مع النفس، حيث غالباً ما يقلل من تصاعد الأمور داخلياً ويعيد التوازن إلى المشاعر اتجاه الأطفال.
          • التنفس العميق، يساعد تطبيق التنفس العميق عدة مرات على تهدئة الشخص بشكل سريع والتقليل من الانفعالات اللاحقة.

          •  

          كلمة من عرب ثيرابي

          تتنوع الأسباب التي تجعل الوالدين يتعاملان من أطفالهما بعصبية، حيث يمكن للمواقف الحياتية أن تزيد من حدة التوتر لديهما، مما ينعكس على طريقة تربيتهما للأطفال، فقد لاحظنا في عرب ثيرابي أن الآباء الذين يستطيعون التعامل مع الضغوط اليومية بطريقة أكثر فاعلية يمكنهما تربية أطفالهما دون عصبية والتمتع بعلاقة صحية معهم.