ما ستجده في هذا المقال:
بالإضافة إلى صعوبة مرحلة المراهقة على كل من الأهل والمراهق، فقد يأتي الاكتئاب ليزيد الأمر سوءاً، فما هو الاكتئاب لدى المراهقين، وكيف يتم علاجه.
الاكتئاب لدى المراهقين
يؤثر الاكتئاب على المراهقين بطريقة تختلف عما يؤثر على البالغين، حيث أنه ينتج بسبب ضغوطات مختلفة يواجهها المراهق وتؤدي إلى نتائج خطيرة وقد يعمل على تدمير شخصيته بالكامل، والتي تظهر على جميع جوانب حياة المراهق.
أسباب الاكتئاب لدى المراهقين
قد يكون عدة أسباب وراء إصابة المراهق بالاكتئاب، ومن ضمن هذه الأسباب:
-
- أسباب بيولوجية، حيث أن وجود بعض الاختلافات في دماغ المراهق تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، ومن هذه الاختلافات انخفاض مستويات الناقلات العصبية المتنوعة.
- التعرض لأنواع الصدمات المختلفة في سن مبكر من حياة المراهق، مثل فقدان أحد الوالدين أو التعرض للاغتصاب أو إساءة التعامل.
- عامل وراثي، فقد أثبتت الدراسات أن الإصابة بالاكتئاب قد يكون متوارث وينتقل بالجينات.
- أنماط التفكير السلبية، حيث أن النمو في بيئات متشائمة وذات تفكير سلبي باستمرار تؤثر على طريقة تفكير المراهق.
أعراض الاكتئاب لدى المراهقين
تختلف أعراض الاكتئاب من مراهق لآخر، إلا أنه يمكن الانتباه لاختلاف السلوك الحالي عن السلوك السابق له، حيث يمكن أن تتمثل أعراض الاكتئاب لدى المراهقين على النحو التالي:
أعراض عاطفية
لا بد من الانتباه إلى التغيرات العاطفية التالية عند حدوثها للمراهق:
-
- مشاعر الحزن التي قد تتخللها نوبات من البكاء دون سبب وجيه.
- الغضب أو الانفعال السريع من الأمور البسيطة، والمزاج السيء والمنزعج.
- الشعور بالإحباط أو اليأس.
- فقدان الشعور بالاستمتاع والاهتمام بالهوايات أو الأنشطة الممتعة.
- الخلافات الدائمة من أفراد العائلة أو الأصدقاء.
- قلة احترام والثقة بالذات.
- الشعور بالذنب أو لوم الذات ونقدها بشكل مستمر على الإخفاقات القديمة.
- عدم التمكن من تحمل مواقف الرفض أو الفشل أو الخسارة.
- عدم القدرة على التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
- عدم الثقة بالمستقبل، والنظرة إليه بطريقة سوداوية.
- تكرار الأفكار المتعلقة بالموت أو الانتحار.
- التعرض للتنمر المستمر من الأقران في المدرسة.
- التردد في جميع أموره.
- عدم قدرة المراهق على الشعور بعواطفه.
أعراض سلوكية
أما التغييرات السلوكية فهي تشتمل على:
-
- عدم امتلاك الطاقة أو التعب بشكل مستمر.
- اضطرابات على صعيد النوم، سواء كان بالأرق أو النوم بشكل متواصل.
- اضطرابات على صعيد الأكل، سواء كان بفقدان الشهية وانخفاض الوزن، أو زيادة الشهية واكتساب المزيد من الوزن.
- تعاطي المخدرات أو تناول الكحول.
- صعوبة في التفكير وتباطؤ في التحدث أو الحركة.
- آلام متنوعة دون وجود مرض عضوي.
- الانعزال عن الحياة الاجتماعية.
- ضعف أداء المراهق المدرسي.
- الغياب المتكرر عن المدرسة.
- عدم الاهتمام بالمظهر أو النظافة الشخصية.
- القيام ببعض السلوكيات التخريبية أو الخطيرة أو المتهورة نتيجة الإصابة بنوبات من الغضب.
- إيذاء المراهق لنفسه.
- التفكير بالانتحار أو القيام ببعض المحاولات.
- الهروب بشكل متكرر من المنزل.
- الاستخدام الزائد للهاتف النقال في محاولة للهروب من الواقع.
- القيام بالسلوكيات اللامبالية أو المتمردة.
الاكتئاب في سن المراهقة يتجاوز المزاجية. إنها مشكلة صحية خطيرة تؤثر على كل جانب من جوانب حياة المراهق.
اختلاف الاكتئاب لدى المراهقين عن اكتئاب البالغين
يعاني المراهقين أثناء اكتئابهم من بعض الأعراض بشكل أكبر من ظهورها أثناء اكتئاب البالغين، ومن هذه الأعراض:
-
- المزاج السيء والغضب أو العدائية.
- كثير ما يشتكي المراهق من الآلام بشكل متكرر، حيث أنه يقوم بزيادة العيادة الطبية باستمرار للشكوى من آلامه.
- حساسية المراهق المفرطة تجاه النقد تزيد عند اكتئابه، إذ أن الأمور التي يمكن أن ينتقد عليها تزيد بطبيعة الحال.
- عند الابتعاد عن الآخرين أو الانعزال، فإن المراهق لا ينعزل بشكل كامل، وإنما يبقى بعض الأصدقاء المقربين منه على تواصل معهم.
الوقاية من الاكتئاب لدى المراهقين
عند ملاحظة شعور المراهق بالإحباط، فإن هذا الأمر قد يدل على بدء مرحلة الاكتئاب لديه، لذلك فإن حث المراهق على الأمور التالية قد تؤدي إلى تجنبه من الوقوع في نوبة شديدة:
-
- تكوين علاقات صداقة جديدة، حيث أن الصداقة لدى المراهق من أكثر الأمور التي تزيد ثقته بنفسه، وتساعده على البقاء في الحياة الاجتماعية.
- البقاء منشغلاً في الأمور التي يفضلها، مثل ممارسة الرياضة، أو المشاركة في النشاطات المدرسية أو الأعمال التطوعية. أو ممارسة الهوايات المفضلة، مما تقلل فرصة التفكير في الأمور السلبية.
- المشاركة في مراكز التدريب التي تقدم مهارات جديدة يمكن أن يكتسبها المراهق.
- طلب المساعدة والدعم من أحد الأشخاص الكبار الذين يمكن للمراهق الثقة بهم.
- ممارسة الرعاية النفسية، حيث أن الاهتمام بالشؤون الذاتية للمراهق تقلل من انخراطه بالأفكار السلبية كما تزيد من ثقته بنفسه.
- التقليل من استخدام الهاتف النقال، ومساعدة المراهق على البقاء في الحياة الواقعية قدر الإمكان.
- اللجوء إلى العلاج النفسي في أقرب وقت أو فور الشعور بالأعراض للوقاية من تدهور الأعراض المفاجئ.
علاج الاكتئاب لدى المراهقين
لا بد من علاج الاكتئاب لدى المراهقين فور اكتشافه، إذ يشكل خطر حقيقي، ويعتمد العلاج على شخصية المراهق ومدى شدة الحالة لديه، ومن الطرق العلاجية المتبعة:
العلاج بالكلام Talk Therapy
يمكن من خلال العلاج بالكلام اكتشاف الأسباب الكامنة خلف اكتئاب المراهق، بالإضافة إلى اكتشاف المواقف المزعجة له، وتعليمه الطرق الملائمة للتأقلم أو مواجهة هذه المواقف.
العلاج المعرفي السلوكي CBT
من خلال العلاج المعرفي السلوكي يمكن استبدال الأنماط الفكرية أو السلوكية السلبية التي يتبناها المراهق بأخرى أكثر إيجابية وصحة.
العلاج التفاعلي Interpersonal Therapy
يعمل العلاج التفاعلي على تطوير العلاقات الصحية بين المراهق ومدرسته ومنزله أو أصدقائه.
العلاج الدوائي
يختلف نوع العلاج الدوائي الذي يتلقاه المراهق المصاب بالاكتئاب بناءً على حالته، ولكن في بعض الحالات النادرة قد تكون النتيجة المترتبة على تناول الدواء سيئة للغاية. لذلك يجب أن يكون الأمر تحت مراقبة طبية، ومن الأدوية التي يمكن وصفها:
-
- الادوية المثبطة لامتصاص السيروتونين، مثل بروزاك (Prozac)، وهو دواء يمكن وصفه للأعمار بين (8 -18) عام..
- دواء فلوكاستين (Fluoxetine) للأعمار فوق 8 أعوام.
- دواء إسيتالوبرام (Escitalopram) للأعمار التي تزيد عن 12 عام.
الإقامة في المستشفى
في بعض الحالات الشديدة والتي تشكل خطر على حياة المراهق أو المقربين منه، فإن الإقامة في المستشفى هي الحل الوحيد إلى أن يتم السيطرة على الحالة.
مضاعفات الاكتئاب لدى المراهقين
ينتج عن الاكتئاب لدى المراهقين الكثير من المضاعفات أو النتائج السلبية، مثل:
-
- إدمان الكحول أو المخدرات.
- المشكلات المدرسية أو تراجع التحصيل الأكاديمي.
- المشكلات العائلية أو اضطراب العلاقات الاجتماعية.
- محاولات الانتحار المتكررة.
يمكن أن يدمر الاكتئاب جوهر شخصية ابنك المراهق، مما يسبب شعورًا غامرًا بالحزن أو اليأس أو الغضب.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن التغييرات الحياتية تعود بالكثير من الفائدة في حال كان المراهق يعاني من الاكتئاب، ولكن الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي يرون ضرورة اللجوء إلى المساعدة المتخصصة لضمان الصحة النفسية للمراهق. حيث أن البحث والتحدث مع المعالج المتخصص يساعد في اكتشاف الخيارات العلاجية المتاحة، بالإضافة إلى الانتباه إلى إشراك المراهق في الاختيار.
