Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تجربتي مع اكتئاب الحمل

تجربتي مع اكتئاب الحمل: أهم الطرق لتجاوز الأعراض

على الرغم من صعوبة فترة الحمل لدى جميع النساء، إلا أنها تحمل بين ثناياها الكثير من المشاعر الجميلة للمرأة الحامل، كما أن التحفيز والترقب في انتظار الطفل الجديد يزيد من جمال هذه الفترة. ومع ذلك فإن تجربتي مع اكتئاب الحمل جعلت من الحمل أمراً ثقيلاً لم أستطع من الاستمتاع به.

سأتطرق من واقع تجربتي مع اكتئاب الحمل وأتناول ما وجدته مفيداً في تلك الفترة. فمن خلال تبادل التجارب يمكن أن تعم الفائدة.

 

تجربتي مع أعراض اكتئاب الحمل

ظننت في البداية أن ما أعانيه هو مجرد تقلبات في الحالة المزاجية المرتبطة بتغير الهرمونات لدي، لكن بدأت أعراضي بالتفاقم مع مرور الأيام. حينها أدركت أنني أعاني من مشكلة نفسية يجب الحصول على المساعدة للتعامل معها. 

ومن الأعراض التي عانيت منها في تلك الأثناء:

تغير المشاعر

في تلك الفترة عنايت من الكثير من المشاعر السلبية التي لم أجرب حدتها من قبل. فمثلاً:

  • كانت مشاعر مثل اليأس أو الحزن أو الانفعال مرافقة لي طوال الوقت.
  • بدت التقلبات المزاجية واضحة أو حادة بشدة، فلم أستطع أن أشعر بالراحة نتيجة لذلك.
  • بكيت كثيراً دون وجود سبب حقيقي لذلك.
  • كانت نظرتي الذاتية متدنية، فقد كنت أشعر بالذنب لعدم قدرتي على تجاوز ما أنا فيه.

من الشائع أن تفكر المرأة الحامل بالموت أو الانتحار بسبب تدني تقديرها لذاتها. إن لاحظت أي علامة تدل على ذلك حاول طلب المساعدة الفورية.

تغيرات في نمط الحياة اليومية

لم أعد أتعرف على نفسي. حيث أن سلوكياتي المعهودة لم أعد أجدها، بل نمط حياتي بأكمله تغير خلال اكتئاب الحمل، ومن ضمن هذه التغيرات:

  • كنت أتناول الكثير من الطعام وفي جميع الأوقات، فقد كنت هرب من أفكاري بهذه الطريقة. وعلى الرغم من أن تجربتي على صعيد الأكل كانت بهذا الشكل، فقد عانت إحدى النساء في مجموعة الدعم من فقدانه شهيتها خلال اكتئاب الحمل.
  • أصبح اتخاذ القرارات من المهام الصعبة والتي تحتاج إلى المزيد من التركيز، وهذا ما لم أكن أمتلكه في تلك الفترة. حيث فقدت قدرتي على التركيز أو تذكر الأشياء المهمة.
  • في بعض الأحيان لم أستطع النوم نهائياً، بينما في أوقات أخرى لم أستطع النهوض من سريري.
  • كنت دائماً ما أرغب بالبقاء وحيدة وبعيدة عن الآخرين.
  • فقدت خلال اكتئاب الحمل اهتمامي بجميع الهوايات أو الأنشطة التي اعتدت على الاستمتاع بها، فعلاً كانت تجربتي قاسية على هذا الصعيد.

الأعراض الجسدية

من تجربتي مع اكتئاب الحمل، اكتشفت أن هناك بعض الأعراض الجسدية التي يمكن أن تعاني منها المرأة. فمثلاً كنت أعاني من:

  • فقدت طاقتي وشعرت بالتعب معظم الوقت. 
  • الصداع المستمر.
  • أما أكبر مشاكلي فقد كانت في اضطرابات المعدة والتي بدأت فور اختفاء غثيان الصباح في بداية الحمل.
  • آلام وأوجاع في مختلف أنحاء جسدي، وعند سؤال الطبيب المعالج عن سببها لم يستطيع أن يعزها للحمل بحد ذاته.

قد تواجه المرأة خلال الحمل صعوبة في تكوين علاقة مع جنينها أو الشعر بارتباط تجاهه. فقد تتملكها أفكاراً حول مدى قدرتها في إيذائه أو مدى تأثير سلوكياتها عليه.

 

تجاوز اكتئاب الحمل من خلال تجربتي

قرأت بشكل مستفيض حول تأثير الأدوية النفسية على الحمل والجنين، لذلك لم أرغب في تعريض جنيني لأي مخاطر محتملة، بل واجهت الأمر بشكل شخصي من خلال اتباعي مجموعة من الاستراتيجيات الحياتية. منها:

  • ممارسة الرياضة: لاحظت أن ممارستي للرياضة حسنت من مزاجي اللحظي. فاكتشفت من خلال مواقع الإنترنت أن الرياضة تزيد من مستويات السيروتونين ويقلل مستويات الكورتيزول. وبالتالي الحد من أعراض الاكتئاب والتوتر ومن ثم الشعور بالسعادة.
  • النوم بشكل كاف: حاولت قدر الإمكان المحافظة على روتين نوم منتظم، بحيث أنام وأستيقظ بالأوقات ذاتها يومياً. ساعدني ذلك في تحسين مستويات الطاقة، كما أني استطعت التعامل مع التحديات الحياتية بشكل أفضل.
  • تناول طعام صحي: لاحظت أن الأطعمة لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية بل والنفسية أيضاً، حيث أنها تزيد من التوتر وتقلل من الوضوح العقلي. لذلك اتخذت قراراً بالابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والسكر والكربوهيدرات المصنعة والبدائل الصناعية. 

هناك الكثير من الطعام الصحي الذي يعزز الحالة الصحية، حيث أنه يساعد في محاربة الاكتئاب والقلق الذي تعاني منه المرأة الحامل.

 

أمور ساعدت في تجربتي مع اكتئاب الحمل

في تلك الأثناء جربت المزيد من الأمور التي نصحتني بها النساء في مجموعات الدعم، حيث أن تجاربهن السابقة أو الحالية قدمت لي الكثير من النصائح. ومن ضمن هذه الأمور: 

  • الوخز بالإبر: تساعد الإبر الصينية في حل الكثير من المشكلات الجسدية والنفسية. وعند سؤال طبيبي المعالج لم يجد أي تحفظ على اللجوء إليها.
  • تناول المزيد من أحماض أوميجا 3 الدهنية: تعتبر الأسماك الدهنية مفيدة بشكل كبير لعلاج الاكتئاب، لكن بسبب مستويات الزئبق المرتفعة فيها فقد تكون علاجاً غير مناسب خلال الحمل. لذلك يتم استبدالها بزيت السمك (أوميغا 3) الفعال للتقليل من أعراص الاكتئاب.
  • العلاجات العشبية: هناك عدد من المكملات العشبية والفيتامينات الضرورية للتخلص من الاكتئاب. فمثلاً نبتة القديس يوحنا أو مكمل SAM-e أو مكمل 5-HTP تعتبر خيارات جيدة. بالإضافة إلى ذلك يمكن تناول الحبوب المكملة من المغنيسيوم وفيتامين B6.

على الرغم من أن الكثير من الأعشاب والمكملات أثبتت فاعليتها، إلا أنه من الضروري استشارة طبيبك المعالج قبل استخدامها خلال فترة الحمل.

 

نصيحة عرب ثيرابي

في حال كانت أعراض اكتئاب الحمل لديك بسيطة، قد تكون الأساليب الذاتية مفيدة في تجاوز الأمر. لكن في حال لاحظتي أن أعراضك تزداد شدة أو تؤثر على حياتك اليومية فإن الحاجة للحصول على المساعدة المتخصصة تصبح أمراً لا مفر منه.

لا تقلقي، قد لا تحتاجي إلى العلاج الدوائي. ففي الكثير من الحالات يكون العلاج النفسي مفيداً، لكن لا بد من القيام بذلك قبل تفاقم الحالة. 

ومن العلاج النفسية التي ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي تجربتها:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): الذي يساعد على تحديد وتغيير طرق التفكير وأنماط السلوك غير المفيدة. 
  • العلاج النفسي الديناميكي: والذي يركز على فهم أسباب المعاناة العاطفية من خلال التفكير الذاتي من أجل تغيير الأنماط الإشكالية في الحياة اليومية.
  • العلاج التفاعلي: يعتبر هذا العلاج فعّالاً بشكل خاص أثناء الحمل. حيث يقوم بتعليم المرأة كيفية التعامل مع التغيرات الحياتية العديدة التي تأتي مع كونها أماً حديثاً.