ما ستجده في هذا المقال:
قد يظن البعض أن العلاقة بين الأم والرضيع تبدأ بعد الولادة، ولكن الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها غالباً ما يبدأ منذ أشهر الحمل، وغالباً ما تساعد هذه العلاقة في زيادة الترابط بينهما بعد الولادة.
الارتباط العاطفي بين الأم والجنين
يتضمن الارتباط العاطفي بين الأم والجنين (MFA) جميع الجوانب العاطفية والسلوكية والمعرفية التي تطورها الأم اتجاه جنينها خلال فترة الحمل، الأمر الذي يؤثر إيجاباً على علاقة الأم بطفلها بعد الولادة، بالإضافة إلى ضمان نمو الطفل بشكل سليم.
كيف يظهر الارتباط العاطفي بين الأم والجنين؟
غالباً ما يكون هذا الأمر تلقائي وغير مخطط له، ولكن الارتباط العاطفي بين الأم والجنين يمكن أن يظهر من خلال:
-
- التخيلات والسيناريوهات التي تضعها الأم والمتعلقة بجنينها.
- سلوكيات الأم التي تشير إلى مدى اهتمامها بالجنين، مثل النظام الغذائي والامتناع عن المواد الضارة.
- القيام بتهدئة الجنين من خلال مداعبة البطن.
- الاستعداد لاستقبال الجنين، ويتمثل بشراء الملابس والتجهيزات واختيار اسم للجنين.
ما هي العوامل المؤثرة في الارتباط العاطفي بين الأم والجنين؟
يوجد العديد من العوامل التي تلعب دور مهم في تكوين أو تحديد مدى العلاقة العاطفية التي تجمع ما بين الأم والجنين أثناء الحمل، ومن هذه العوامل:
المعلومات الكافية عن الحمل
توفر المعلومات التي تمتلكها الأم كنزاً حقيقياً، حيث أنها تمكنها من معرفة احتياجاتها خلال هذه الفترة. وبالتالي الاعتناء بنفسها بطريقة تضمن نمو جنينها بشكل صحيح.
التخطيط للحمل
يؤثر التخطيط للحمل من عدمه على مدى تقبل الأم للجنين داخلها، حيث أنه:
-
- في حال كان الحمل مخطط له، فإن هذا الأمر يزيد من المشاعر الإيجابية اتجاه الجنين طوال فترة الحمل.
- في حالة عدم التخطيط للحمل، فقد تشعر الأم بالضيق في البداية، أو قد يلازمها هذا الشعور طوال فترة الحمل.
المراجعات الطبية الدورية
غالباً ما تتعاطف الأم عند سماعها لدقات قلب جنينها، أو عندما ترى مدى صغر أطرافه في جهاز الألتراساوند، مما يزيد من تعلقها العاطفي به.
العاطفة المكتسبة لدى الأم
تؤثر الطريقة التي رأت الأم الجديدة فيها أمها كيف تهتم بها وبأخوتها على طريقة الارتباط العاطفي بينها وبين جنينها. حيث غالباً ما تكتسب الأم هذه العاطفة من البيئة المحيطة لها.
الدعم الأسري
يشكل الدعم الأسري ركيزة أساسية في تكوين العلاقة بين الأم وجنينها، سواء كان ذلك دعم نفسي أو مادي، فالأمر مهم على حد سواء.
الرفاهية النفسية
تؤثر الحالة النفسية للأم على مدى الارتباط العاطفي بينها وبين الجنين. حيث أنها كلما زادت رفاهيتها العاطفية زاد اهتمامها بالأمور المتعلقة بالجنين وخوفها عليه.
طرق لزيادة الارتباط العاطفي بين الأم والجنين
من خلال بعض الإجراءات يمكن للأم أن تزيد ارتباطها بالجنين خلال فترة الحمل، ومن هذه الإجراءات:
-
- التحدث مع الجنين والغناء له، فهو يمكنه الاستماع منذ الأسبوع 26 من الحمل، كما يمكنه تمييز صوت أمه.
- تدليك الأم لبطنها أو التحسيس عليه، حيث أن الجنين مع بداية الثلث الأخير من الحمل يمكنه الشعور بهذه اللمسات، وإبداء حركة استجابة للأمر.
- التعامل مع ركلات الطفل، كطريقة للتواصل بين الجنين والأم، حيث يمكن أن تفرك الأم مكان ركلة الطفل وملاحظة استجابته عليها.
- تعمل الموسيقى المحاكية لضربات القلب على تهدئة الطفل ويمكن أن تساعد في نومه.
- غالباً ما ينام الجنين أثناء حركة أمه، لذلك قد تساعد حركة الأم إذا شعرت أن جنينها لم ينم بعد.
- من خلال الفحوصات الدورية يمكن للأم رؤية جنينها باستمرار، مما يزيد من ارتباطها به.
- حصول الأم على القدر الكافي من الاسترخاء، فكلما قل التوتر الذي تشعر به الأم كان نمو الجنين صحياً أكثر.
- ترغيب كل من الأب وأفراد العائلة بالتحدث مع الجنين، حيث أن الأمر يزيد من ترابطه بهم، يسهل تواصله معهم بعد الولادة.
- التحدث مع الجنين باسمه، فقد تم ملاحظة أن الجنين يمكنه أن يستجيب للأمر في حال تكراره عدة مرات.
- الابتعاد عن الهموم والتوتر قدر الإمكان، حيث الشعور بالسعادة يزيد من إطلاق الإندورفين لدى الأم، وبالتالي زيادة شعور الجنين بالرضا.
جرّبي شم الورود الطبيعية الجميلة.
هل يمكن للجنين أن يتأثر بحالة الأم النفسية؟
أثبتت الدراسات أن الجنين يمكنه أن يتأثر بالحالة النفسية للأم قبل الولادة وبعدها، كما هو الحال في حالة التعرض للإجهاد أو نقص التغذية أو أي عوامل صحية سيئة. حيث أن الجنين معرض لأن يعاني من اختلافات في البنية الدماغية في حال كانت أمه مكتئبة خلال فترة حملها.
قد يبدأ طفلك في التعرف على أصوات معينة من لغتك. تشير بعض الأبحاث إلى أن التطور اللغوي المبكر جدًا قد يبدأ قبل الولادة.
كلمة من عرب ثيرابي
من الطبيعي أن يكون لديك الكثير من المشاعر الإيجابية والدافئة تجاه جنينك. ففي حال كان لديك حالة نفسية سابقاً أو تعانين من مشاعر لم تعتادي عليها أو تعانين من التوتر المفرط الآن فقد يكون من الأفضل مراجعة أخصائي نفسي لتجاوز الأمر قبل تفاقمه. لا تتردد في طلب المساعدة النفسية من أطباء عرب ثيرابي.
