ما ستجده في هذا المقال:
لا بأس بالبكاء في المواقف المحزنة أو المؤثرة حيث أنه يعتبر متنفساً مناسباً للمشاعر السلبية. لكن البكاء بدون سبب بشكل متكرر يحتاج إلى التدخل بشكل ذاتي وفي بعض الأحيان يحتاج إلى علاج متخصص. إن بدأت بملاحظة أن بكائك يزيد من شعورك بالتوتر أو عدم الراحة فإن السطور التالية تساعدك في تجاوز الأمر.
علاج البكاء بدون سبب نفسياً
تعبر نوبات البكاء بدون سبب المتكررة أو المنتظمة عن عدم قدرتك على تنظيم عواطفك أو التحكم بها. ولتستطيع التواصل بشكل فعّال مع مشاعرك فلا بد أن يقوم الأخصائي النفسي بمعرفة السبب الدقيق وراء ذلك وتشخيص حالتك إن كنت تعاني من اضطراب نفسي. حيث أن الاضطرابات التالية تقلل من قدرة الشخص على التحكم بعواطفه:
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
- اضطرابات القلق.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب ما بعد الصدمة المعقد.
- الحزن المعقد.
- الاكتئاب.
- اضطراب الشخصية الهستيري.
- التأثير البصلي الكاذب.
أدوية لعلاج نوبات البكاء بدون سبب
هناك بعض الأدوية الفعّالة في علاج نوبات البكاء المفاجئة أو غير معروفة السبب. لكن يعتمد استخدامها على تلقي التشخيص المناسب في البداية. ومن ضمن هذه الأدوية:
- مضادات الاكتئاب من فئة ثلاثية الحلقات.
- مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين.
- دواء نيودِكسْتا (Nuedexta) والذي يستخدم في حالة الإصابة بالتأثير البصلي الكاذب.
يحتوي دواء Nuedexta على المادة الفعالة ديكستروميثورفان الموجودة في شراب السعال. ومع ذلك، لا يمكنك التداوي ذاتياً باستخدام شراب السعال بسبب اختلاف تركيبته.
طرق علاج نوبات البكاء بدون سبب بشكل فوري
على الرغم من أن البكاء قد يساعدك في الحد من المشاعر السلبية المتراكمة داخلك، وبالتالي الشعور بالتحسن. إلا أنه في بعض الأحيان يزيد من الضغط النفسي عندما يصبح أكثر تكرراً أو غير معروف الأسباب. فإن كنت تسعى للتخلص من البكاء والاستمتاع بأوقات سعيدة يمكنك تجربة الطرق المساعدة التالية:
الابتعاد عن المكان
إذا بدأت تشعر برغبتك بالبكاء أو بدى لك موقف معين محفزاً فابتعد قليلاً عن هذا المكان وحاول تهدئة نفسك على انفراد. قم بتوجيه بعض العبارات الإيجابية مثل ” يمكنني منع البكاء حالاً” أو “أنا قادر على التحكم بمشاعري” أو أنا متوتر لكنني سأهدأ”، اجعل ما تقوله مسموعاً لك.
بتتبعك المواقف الحياتية التي تمر بها قد تمتلك نظرة أوضح للضغوط التي تعاني منها دون أن تدركها. حاول التعرف على محفزاتك فقد يكون سبب بكائك من بينها.
التنفس بعمق
غالباً ما تؤدي مستويات التوتر العالية إلى زيادة الرغبة بالبكاء، حيث يساعد هذا البكاء في التقليل من الطاقة الناتجة عن هرمونات التوتر المرتفعة. يمكنك الحد من توترك عن طريق التنفس العميق. اكتشف أفضل تمارين التنفس العميق ومارس ما تجده مناسباً لك.
تشتيت الانتباه
هناك الكثير من الطرق التي من خلالها تستطيع أن تشتت انتباهك عن مشاعرك. وأفضل هذه الطرق الإمساك بأي شيء في اليدين والتركيز عليه، مثل:
- تحريك الخاتم في الأصبع.
- اللعب بدبوس الشعر.
- اللعب بحجر صغير.
- استخدام لعبة الفيدجيت Fidget Toy.
- الضغط على كرة التوتر المطاطية.
التركيز على شيء مفضل
لا تحتاج إلى وجوده أمامك بشكل مادي، حيث أن الصورة المتخيلة لهذا الشيء (مثل موقف سعيد حصل لك، أو وجه شخص عزيز عليك) كافياً لتبديد وعلاج المشاعر السلبية والرغبة بالبكاء بدون سبب محدد.
التأريض الذاتي
من خلال ممارسة أي نشاط من شأنه أن يعيدك إلى واقعك ويزيد من شعورك بحواسك تتمكن من قطع حبل أفكارك وبالتالي الحد من الرغبة بالبكاء غير محدد السبب. جرب مثلاً:
- وضع مكعب من الثلج في فمك ومن ثم قم بامتصاصه.
- إمساك كوب مشروب دافئ بإحكام.
- قرص المنقطة بين إصبع الإبهام والسبابة، أو العض على إحدى شفتيك.
تساعدك تقنيات التأريض المتنوعة على زيادة ارتباطك باللحظة الحالية والحد من الانخراط بالأفكار والمشاعر السلبية أو المجهدة.
إمالة الرأس إلى الخلف
ببساطة إن شعرت أن عينيك بدأت تقل بالدموع قم بإمالة رأسك إلى الخلف ولا تغلق عينيك، ومن ثم حاول في هذه الأثناء التنفس بعمق. حيث أن هذه الإجراءات المترابطة تساعدك في الابتعاد عن مشاعرك السلبية في سرعة كبيرة.
نصائح تساعد في علاج البكاء بدون سبب
إن كنت تسعى لعلاج نوبات البكاء بدون سبب التي تعاني منها، عليك اتباع مجموعة من النصائح والتي من خلال المواظبة عليها تساعدك في الوصول إلى الهدف المرجو. ومنها:
- كتابة اليوميات: لا تساعدك هذه اليوميات في تفريغ جميع مشاعرك أو التخلص مما يثقل كاهلك فقط. بل إن مشاهدة جميع المواقف اليومية مكتوبة أمامك تجعلك أكثر قدرة على ربط الأحداث أو معرفة محفزاتك.
- الحصول على النوم الكافي: أظهرت الدراسات أن الحرمان من النوم أو عدم الحصول على القدر الكافي من النوم الليلي يجعلك تواجه صعوبة في تنظيم عواطفك بالشكل المناسب.
- وضع الحدود الشخصية: قد تكون هذه النوبات من البكاء مرتبطة بتجاوز الحدود الشخصية. تعلم كيف تقول “لا” في بعض الأحيان ولا تسمح لأحد بتجاوز حدودك.
في بعض الحالات لا تأتي الإجراءات السابقة بأي فائدة، حيث تحتاج إلى مساعدة متخصصة للتخلص منها. تابع القراءة وتعرف على الحالات التي تحتاج إلى تدخل متخصص.
متى أحتاج إلى علاج متخصص لنوبات البكاء بدون سبب؟
في بعض الحالات يصبح الأمر بحاجة إلى مساعدة متخصصة للتمكن من التخلص من هذه النوبات. ومن ضمن هذه الحالات:
- عدم قدرتك على التحكم أو السيطرة على نوبات البكاء أو حدوثها بشكل متكرر أو منتظم.
- التأثير على الحياة اليومية أو منع الشخص من القيام بالنشاطات المعتادة.
- ترافق نوبات البكاء أعراض جسدية أو نفسية أو عاطفية.
يساعدك المعالج المتخصص في علاج السبب الأساسي لهذه النوبات، بالإضافة إلى تعليم أساليب ومهارات للتعامل مع الضغوط الحياتية.
نصيحة عرب ثيرابي
يعد البكاء من الاستجابات الفسيولوجية الطبيعية لدى الإنسان، حيث أنه يساعد في الكثير من الحالات في التعبير عن المشاعر وتجنب الكبت النفسي. لكن في حال تكررت نوبات البكاء التي تحدث للشخص وعدم نجاح السيطرة عليها بشكل ذاتي فهذا دليل على وجود مشكلة حقيقية لا بد من التعامل معها بشكل مناسب.
وهنا يأتي دور العلاج النفسي في التعرف على السبب الحقيقي لهذه النوبات. فإن فإن وجدت أن الأساليب السابقة لعلاج البكاء بدون سبب بلا فائدة، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحونك بالحصول على الاستشارة النفسية المناسبة لتقييم وضعك بشكل أدق واختيار أفضل أنواع العلاج التي تمكنك من تحسين حالتك النفسية.
