ما ستجده في هذا المقال:
قد يستخدم مصطلحا القلق والتوتر بالتبادل مع أنهما يختلفان في عدة أمور ويتشابهان في أمور أخرى. ويعد حدوث القلق والتوتر عند الأشخاص أمراً طبيعياً ولكن قد يتحولان إلى مرضين مزمنين. والسؤال الذي سنجيب عنه في هذا المقال ما هو الفرق بين القلق والتوتر؟
تشير الأبحاث إلى أن التوتر قد يصبح مزمناً عندما يكون المحفز مفاجئاً وليس ضمن سيطرة الشخص، وهو ما ينطبق أيضاً على اضطرابات القلق. وعندما يصبح التوتر أو القلق مزمناً فسيكون لكل منهما آثار ضارة على صحة الشخص الجسدية والعقلية.
الفرق بين القلق والتوتر في 3 نقاط
نذكر فيما يأتي أبرز 3 فروق بين القلق والتوتر:
الفرق بين القلق والتوتر في التعريف
يعرف التوتر بأنه استجابة طبيعية لمشاعر التعب أو الإرهاق النفسي والجسدي. ويمكن أن يكون استجابة للتغيرات الإيجابية. ويثير التوتر عادة استجابة القتال أو الهروب في الجسم، وقد ينشأ عنه أعراض جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو التعرق أو شد في العضلات.
قد يهمك: اختبار الحالة النفسية ( اختبار تقييمي)
بينما يعرف القلق بأنه شعور يتضمن مشاعر القلق أو التوتر أو الشك، ويرتبط أيضاً بارتفاع ضغط الدم. ويعد القلق مشابهاً للتوتر من الناحية الفسيولوجية إلا أن آلية عمل القلق في الجسم مختلفة. ويمكن أن يحدث دون أي سبب واضح، وقد يكون رد فعل على التوتر.
عادة ما يرتبط التوتر بموقف معين، وبمجرد أن يتم حل الموقف فإن التوتر سينتهي أيضاً.
الفرق بين القلق والتوتر في الأعراض
تشمل أبرز أعراض القلق ما يأتي:
- عصبية أو القلق الذي يصعب السيطرة عليه.
- صعوبة في التركيز.
- التفكير دائماً بالسيناريو الأسوأ.
- مشاعر الخوف أو الذعر.
- التهيج أو الشعور بالانفصال.
- اليقظة المفرطة أي الإفراط بالوعي بالأشياء المحيطة.
- الشعور بعدم الراحة أو المزاج المعكر.
- الإرهاق أو التعب.
- الأرق أو التعب حتى بعد النوم.
- سرعة في التنفس أو سرعة في ضربات القلب.
تشمل أبرز أعراض التوتر ما يأتي:
- سرعة في ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس أو فرط التنفس.
- التعرق أو القشعريرة.
- الارتجاف أو توتر العضلات.
- الشعور بالدوخة أو الدوار.
- الغثيان أو آلام البطن أو اضطرابات المعدة.
- ضيق أو ألم في الصدر.
- الشعور بالاختناق أو الإحساس بالوخز.
- الأرق أو أفكار مشوشة.
- الشعور بالوحدة أو الإرهاق.
- المزاجية أو التهيج أو الغضب.
يشير التوتر المزمن إلى التوتر طويل الأمد الذي يحدث استجابةً للضغوط المستمرة، مثل ضغوط العمل أو الصراع العائلي.
الفرق بين القلق والتوتر في الأسباب
تشمل أبرز أسباب القلق ما يأتي:
- التحدث أمام الجمهور أو فكرة حكم الآخرين على الشخص.
- محفزات الرهاب مثل الدم أو المرتفعات أو الأفاعي.
- مقابلة أشخاص جدد أو المواقف الاجتماعية المختلفة.
- الشعور بأن الأمور ليست على ما يرام.
- الزواج أو ولادة طفل جديد.
تشمل أبرز أسباب التوتر ما يأتي:
- الحصول على وظيفة أو فقدانها.
- بدء أو إنهاء علاقة.
- التعامل مع الوفاة أو التعرض لإصابة إو إعاقة.
- المشكلات الصحية الجديدة أو المزمنة.
- الصدمات أو الأحداث المؤلمة.
- وجود مهام كثيرة ينبغي التعامل معها.
في حين أن التوتر والقلق شيئان مختلفان، إلا أنهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً؛ ففي بعض الحالات قد يؤدي التوتر إلى الشعور القلق.
تعد المهارات أو الاستراتيجيات التي يجب اتباعها للتخفيف من التوتر أو القلق متشابهة نظراً لوجود التشابه بينهما. ويشار إلى أن بعض الاستراتيجيات قد تكون مفيدة لأشخاص دون غيرهم ولذلك يجب البحث عن أفضل الاستراتيجيات لكل شخص.
كيفية إدارة التوتر والقلق
إذا كنت تعاني من القلق أو التوتر فيمكنك اتباع الاستراتيجيات التالية للتخفيف منها:
مارس الرياضة ونم جيداً
من أبرز المعلومات التي يمكن ذكرها ما يأتي:
- تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على إعادة توازن بعض الهرمونات والمواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر والقلق.
- تساهم الرياضة في توفير منفذ صحي للطاقة الزائدة أو المضطربة التي غالباً ما يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق.
- يمكنك تجربة المشي السريع أو ركوب الدراجة أو الجري.
- يعد النوم الكافي ضرورياً للدماغ والجسم، فهو يساعد على استعادة التوازن والطاقة والمزاج. ثم يساهم في تحسين جميع جوانب الأداء البدني والمعرفي.
جرب اليقظة الذهنية
يعد الوعي التام وتمارين التأمل من الاستراتيجيات المثبتة والتي تساهم في الحد من التوتر والقلق. كما تساعد في تدريب العقل على التخلص من الأفكار والقصص غير المفيدة التي تزيد من القلق والتوتر. كما يمكن ممارسة اليوغا أو تمارين التنفس وغيرها.
حدد أهدافاً منطقية
يمكن لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها أن يساعدك على الشعور بإحساس أكبر بالهدف والسيطرة والتوجيه. كما قد يساعدك على البقاء على اتصال بالجوانب الإيجابية للحياة والحفاظ على الأمل في المستقبل.
على الرغم من عدم وجود تشخيص رسمي للتوتر المزمن، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون منه يستفيدون من الاستشارة النفسية.
تحدث عن مخاوفك
تحدث عن مخاوفك سواء وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت مع صديق أو قريب أو أي شخص تثق به. فهذا يمكن أن يساعدك على تخفيف التوتر. وتجنب الاستسلام للرغبة في الانسحاب والابتعاد عن الناس عندما تمر بأوقات عصيبة.
أخرى
من أبرزها يمكن أن نذكر ما يأتي:
- قلل من استهلاك الكافيين.
- خصص وقتاً لممارسة الهوايات أو الأنشطة التي تجلب لك السعادة.
- احتفظ بمذكرات عن مشاعرك أو الأمور التي يمكن أن تحفز التوتر.
- تقبل أنك لا تستطيع السيطرة على كل أمور حياتك.
- تعلم ما الأمور التي يمكن أن تثير قلقك وتوترك.
- اقبل بما عندك ولا تحاول الوصول إلى الكمال.
يمكن أن يكون القلق والتوتر ناتجين عن حالة نفسية كامنة وذلك عندما لا يكونان متناسبين مع عوامل الضغط أو المحفزات. ويمكنك التعرف على أبرز هذه الحالات النفسية في الفقرة التالية.
اعرف المزيد: طرق التخلص من التوتر والقلق
الاضطرابات المرتبطة بالقلق والتوتر
تشمل الاضطرابات المرتبطة بالقلق والتوتر ما يأتي:
- اضطراب القلق العام: يتميز هذا الاضطراب بقلق لا يمكن السيطرة عليه من حدوث أشياء سيئة لهم أو لأحبائهم. وقد لا يتمكنون من تحديد أي مصدر للقلق عندهم.
- اضطراب الهلع: الذي يسبب نوبات الهلع المصحوبة بضيق في التنفس وخوف شديد وسرعة في ضربات القلب.
- القلق الاجتماعي: الذي يسبب مشاعر من القلق الشديد في المواقف التي تستوجب التفاعل مع الآخرين.
- اضطراب ما بعد الصدمة: ينشأ القلق أو التوتر في هذا الاضطراب نتيجة تجربة مؤلمة.
- الوسواس القهري: يسبب هذا الاضطراب القلق والتوتر بسبب الأفكار أو الأفعال القهرية.
يمكن لأخصائي الطب النفسي تقييم الحالة بسرعة والتوصية بأفضل مستوى من العلاج لإدارة الحالة.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تعاني من التوتر أو القلق حاول أن تبحث عن أخصائي نفسي سواء عبر الإنترنت أو غير ذلك. فقد أثبتت الدراسات أن أنواعاً محددة من العلاج تعد أكثر فعالية من غيرها في علاج القلق أو التوتر بما فيها العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج بالتعرض. إذا أردت البحث عن معالج يمكنك البدء بالأطباء والمختصين في عرب ثيرابي الموجودين على مدار الساعة لمساعدتك.
