Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو العلاج النفسي الحسي الحركي؟

ما هو العلاج النفسي الحسي الحركي؟

يستخدم العلاج النفسي الحسي الحركي لعلاج الصدمات والاضطرابات المرتبطة بالصدمات أو المشكلات النفسية التي واجهها المريض في طفولته. ويهدف إلى تعزيز العلاقة بين النفس والجسد، وتختلف عدد الجلسات المطلوبة تبعاً لاحتياجات كل مريض. وقد طور هذا العلاج في السبعينيات من قبل عالم الفيزياء الحيوية وعالم النفس بيتر ليفين. 

 

ما هو العلاج النفسي الحسي الحركي؟

ويركز هذا العلاج على التجارب وهي الإدراك الداخلي (إدراك الأحاسيس داخل الجسم)، والتجارب الحركية (المتعلقة بالحركة)، واستقبال الحس العميق أو حاسة إدراك الحركة وهو الإدراك الناشئ من علاقة الجهاز العصبي والمستقبلات الحسية والأنسجة الرخوة. وتختلف الأهداف المرجوة من هذا العلاج ولكنها جميعاً تصب في محاولة تخطي المريض للصدمات.

 

إلى ماذا يهدف العلاج النفسي الحسي الحركي؟

تركز أهداف العلاج النفسي الحسي الحركي العامة على مساعدة المرضى على تطوير أنفسهم لمعالجة الصدمة، وتجاوز حالة الشلل أو التجميد أو التقيّد للجهاز العصبي اللاإرادي ومن ثم التعرف على المشاعر وتنظيمها ذاتياً. وتختلف أهداف كل مريض حسب حالته، ومن أبرز أهداف هذا العلاج:

  • فهم تأثير التجارب على الجسم والعقل.
  • استعادة العشور بالسيطرة على الاستجابات للصدمة أو الذكريات المؤلمة.
  • زيادة الوعي بالأعراض الجسدية، والأحاسيس، وكيف ارتبطت بالصدمة والاستجابات العاطفية.
  • فصل الماضي عن الحاضر حتى يستجيب العقل والجسم بطريقة مناسبة للأحداث الحالية بدلاً من تذكر الذكريات المؤلمة.

يتم تقديم العلاج النفسي الحسي الحركي للاضطرابات المرتبطة بالصدمات في أماكن المرضى الداخليين (المستشفى) والعيادات الخارجية (العامة أو الخاصة).

يساعد هذا العلاج على شفاء العواطف والأفكار والجسم؛ إذ إن سوء المعاملة التي قد تكون موجودة في مرحلة الطفولة المبكرة تتعارض مع النمو السليم وعمل الجهاز العصبي والعواطف في الدماغ. ولذلك يمكن أن تؤدي إلى خلل في التنظيم العاطفي؛ أي صعوبة في تنظيم العواطف أو تحمل المشاعر السلبية أو المؤلمة. وتتنوع الاضطرابات التي يمكن أن يعالجها العلاج النفسي الحركي فما هي أبرزها؟

 

ما الاضطرابات التي يمكن معالجتها بالعلاج النفسي الحركي؟

يمكن أن يساعد في علاج مجموعة مختلفة من الاضطرابات، منها:

  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطراب القلق.
  • اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.
  • اضطراب الشخصية الحدية.
  • اضطرابات تعاطي المخدرات أو السلوكيات الإدمانية.
  • الأفكار أو السلوك الانتحاري.
  • أذى النفس.

يتكون العلاج النفسي الحركي من ثلاث مراحل متتالية، هي تكوين البيئة الآمنة، ثم العلاج، ثم استعادة السيطرة أو التكامل. وهذه المراحل ليست محددة بزمن، وإنما يضبط المعالجون وتيرة العملية لتلبي احتياجات المرضى، ويمكن التعرف أكثر على هذه المراحل في الفقرة التالية.

 

ما هي مراحل العلاج النفسي الحسي الحركي؟

تكوين بيئة آمنة أو السلامة والاستقرار

تعتمد هذه المرحلة على استكشاف المريض واكتسابه للوعي للعواطف، والذكريات، والصور، والأحاسيس الجسدية. ويساعد المعالج المريض على ملاحظة كيفية ترابط العواطف والأفكار مع الأعراض والحركات الجسدية. كما يتعرف على محفزات الأعراض وردود الأفعال الناتجة عنها. ويمكن للمعالج أن يساعد على تعليمهم كيفية الاستجابة السليمة للمحفزات.

المعالجة

تهدف هذه المرحلة إلى علاج الآثار المزمنة للصدمة ومن ثم بناء الثقة. ويتعلم المريض فيها فصل الماضي عن الحاضر حتى يكون على دراية بما حدث، وكيف أثر عليه الماضي. كما يتعلم القدرة على استخدام الإجراءات اللازمة والتي لم يكن بإمكانه استخدامها في وقت الصدمة.

استعادة السيطرة

تساعد الجلسات في آخر مرحلة المريض على تطوير شعور الإيمان بالذات، والسعي إلى تحقيق الأهداف. إضافة إلى تعزيز الرضا عن الحياة والإحساس بالرفاهية. كما يتعلم المريض التعبير عن المشاعر التي لم يكن يظهرها سابقاً، وممارسة الأفعال التي تزيد من الشخصية الإيجابية. ويتكون العلاج النفسي الحركة من مكونات مختلفة فما هي هذه المكونات؟

يعتمد العلاج النفسي الحسي الحركي على البحث العلمي في علم وظائف الأعضاء، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الأعصاب، وغيرها.

 

ما مكونات العلاج النفسي الحسي الحركي؟

الوعي الذاتي

يتعلم المرضى في هذا  العلاج أن يكونوا واعين بأنفسهم، أي أنهم يتعلمون ملاحظة الآثار الجسدية والعقلية مع بقائهم مدركين أن الصدمة التي حدثت قد انتهت. وبذلك يصبحون على دراية بردود أفعالهم العقلية والجسدية تجاه الذكريات المؤلمة بينما يظلون بعيدين عنها.

اليقظة الذهنية

تعد اليقظة الذهنية جزءاً مهماً من هذا العلاج؛ فهي تهدف إلى مساعدة المرضى على إدراك أو فهم كيفية تأثير الصدمة على حياتهم ونفسيتهم. كما تساعد على فصل الماضي عن الحاضر، وتساعد في التركيز على الأحاسيس والحركات التي تساهم في العلاج.

التفاعل الجسدي

يتعلم المريض في هذا القسم كيفية استخدام الجسم لتنظيم الجهاز العصبي اللاإرادي والعواطف؛ إذ يؤثر التوتر والأحاسيس على سرعة نبض القلب والتنفس على العواطف والعكس صحيح. 

تنظيم الاستثارة اللاإرادية

يجب أن يتعلم المريض كيفية السيطرة على الاستثارات اللاإرادية الصادرة عن الجهاز العصبي، إضافة إلى تنظيم ردود الفعل بشكل أفضل. مما يؤدي إلى الحد من الأعراض التي يعاني منها المريض عند وجود المحفزات.

يقدم هذا النوع من العلاجات فوائد مختلفة؛ إذ أفاد بعضهم أنهم أصبحوا يتمتعون بقدرة أكبر على السيطرة على استجاباتهم العاطفية أثناء وجود المحفزات. كما يمكن أن يساهم في زيادة الوعي الذاتي عند المرضى حول تأثيرات الصدمات على أجسادهم. ويمكن ذكر فوائد أخرى لهذا العلاج في الفقرة اللاحقة.

 

فوائد العلاج النفسي الحسي الحركي المحتملة

تختلف الاستجابات الناجمة عن هذا العلاج اعتماداً على أن العلاج يركز على المشكلات المحددة التي يواجهها المريض. ومن أبرز الفوائد الأخرى المحتملة التي يمكن ذكرها لهذا العلاج:

  • التخفيف من أعراض القلق أو تخفيف شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • تقليل الألم، أو تقليل مشاعر العجز.
  • تحسين العلاقة مع الأشخاص أو الأصدقاء أو العائلة.
  • تحسين القدرة على تنظيم العواطف، أو الوعي الذاتي الأكبر.
  • زيادة المرونة.

أثبت العلاج النفسي الحسي الحركي فعاليته في علاج البالغين الذين عانوا من صدمة الطفولة.

 

نصيحة عرب ثيرابي

من المهم إذا أردت إجراء هذا العلاج أن تكون مرتاحاً مع طبيبك، وعادة ما يكون الأطباء على استعداد للإجابة على أسئلتك جميعها قبل بدء العلاج. ويمكن لموقع عرب ثيرابي  أن يساعدك على تذكر بعض الأسئلة التي يمكنك أن تسألها لطبيبك قبل بدء العلاج. لتكون فكرة كاملة عن هذا العلاج وفعاليته، كما يمكنه بالأطباء والأخصائيين أن يجيبوك عليها أيضاً، ومن هذه الأسئلة:

  • هل سأجبر على فعل شيء لا أريد فعله؟
  • ما هي التمارين أو التقنيات التي تستخدمها؟
  • متى يتوقع أن أبدأ بالشعور بالتحسن؟
  • إذا لم أكن مرتاحاً في أي جزء من أجزاء العلاج فما العمل؟
  • كيف يمكنك مساعدتي إذا واجهت انتكاسات؟