Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الدواء النفسي غير حياتي

كيف الدواء النفسي غير حياتي؟ تجربتي مع مضادات الاكتئاب

هناك الكثير من الأحاديث الدائرة حول من يتناول مضادات الاكتئاب، حيث غالباً ما ينظر إليها على أنها أدوية لا فائدة منها أو أنها تسبب الإدمان للشخص. إلا أن الدواء النفسي غير حياتي في حقيقة الأمر وساعدني على النهوض من جديد والاستمرار في نشاطاتي اليومية كالمعتاد.

 

كيف غير الدواء النفسي في حياتي؟

كان لا بد من تناول الدواء النفسي بعد تشخيص حالتي بالاكتئاب، حيث أن مضاد الاكتئاب التي وصفه لي طبيبي المعالج غير حياتي بشكل كامل. لم أعد أشعر بالأعراض المزعجة التي كنت أعاني منها. ولاحظت:

الاستمتاع بوجود الآخرين

على الرغم من عدم الوصول إلى الرغبة في قضاء المزيد من الوقت بين الآخرين أو الرغبة في الخروج للاستمتاع معهم. إلا أن وجودهم حولي لم يعد يشكل محفزاً للغضب أو الشعور بالسوء.

لم أعد أرغب في التواجد بمفردي أو الانعزال عن الآخرين. كما أن حديث معهم أصبح أكثر رقة لذلك فقد أصبحوا يرغبون في الجلوس معي بدلاً من النفور مني.

قبل البدء في مثبطات امتصاص السيروتونين غالباً ما يكون الشخص أكثر قلقاً بشأن تواجده بين الآخرين وإن كانوا من أفراد عائلته.

التخلص من القلق المفرط

أن تكون تعاني من الاكتئاب هذا يعني أن مستويات القلق لديك مرتفعة بشكل لا يمكن تخيله. حيث أن الأمور البسيطة لا تعد بسيطة بل مصيبة حقيقية.

فمثلاً قبل أن أبدأ بتناول الدواء النفسي كان أي أمر يحدث أمامي أشعر أنه يستنزف طاقتي وحياتي وأفكر به بشكل غير طبيعي. لكن ما أن التزمت بتناول الدواء ومرت عدة أسابيع على ذلك حتى لاحظت أم قلقي بدأ بالتلاشي أو أصبح في الحدود الطبيعي. لم تعد الأمور الصغيرة تثير انتباهي ولا أفكار بها نهائياً.

دون علاج للاكتئاب قد تبدأ في تغوص في رحلة بحث عبر الإنترنت بشأن أي أمر يثير قلقك بشكل يجعلك تغرق من قلق إلى آخر دون أن تنتبه.

أصبحت أكثر ثقة بنفسي

على عكس ما كنت عليه سابقاً بشكل كامل، أصبحت ثقتي بنفسي في أعلى مستوياتها بعد أن كانت متدنية وأرضى في أقل الأمور.

كنت سابقاً قبل البدء في تناول الدواء النفسي لا أجادل أو أدافع عن نفسي في أي مشكلة كانت، لكن أصبح الأمر غير ذلك وتغيرت حياتي بشكل كامل سواء على المستوى الشخصي أو في العمل. حيث أصبحت:

  • أشارك في النقاشات والحوارات العائلية.
  • أقدم الأفكار لمدير العمل.
  • أشارك في المناسبات الاجتماعية دون الخوف من حكم الآخرين علي.

لم تكن هذه التغيرات الوحيدة التي لاحظتها، حيث أن الدواء النفسي عمل على تغيير المزيد في داخلي. ويتضح ذلك كما يلي.

متى تتحول الثقة بالنفس إلى غرور؟

 

علامات تدل أن الدواء النفسي غير حياتي

لقت اكتشف أن تناولي للدواء النفسي غير حياتي بشكل كبير من خلال ملاحظتي التحسن على مستوى أعراضي، بالإضافة إلى العلامات التالية:

  • الحد من نوبات الغضب

بالإضافة إلى نوبات البكاء التي كنت أعاني منها، فقد كنت دائماً ما أغضب بسهولة كما هو الحال لدى الرجل المكتئب. فغالباً ما كنت أضرب الأرض بقدمي أو أصرخ بألفاظ غير لطيفة. لكن مع الدواء بدأت هذه النوبات بالتراجع بشكل كبير، ولم أعد أتعامل بشكل غير لائق من جديد.

الآن أصبحت انفعالات طبيعية كما هو الحال لدى الأشخاص الآخرين، لم أعد أغضب وأفقد أعصابي. بل أفكر ملياً قبل إظهار ردود أفعالي.

  • امتلاك المزيد من التعاطف

قبل تناولي لمضادات الاكتئاب كنت لا احتمل أي كلمة يقولها من حولي أو لا أستطيع تفهم أو التعاطف مع الآخرين والظروف التي يمرون بها. 

لكن ما أن بدأت حالتي بالتحسن حتى استطعت النظر إلى الأمور بطريقة أخرى. حيث أنني تعلمت من تجربتي الشخصية أن الشخص يمكن أن يقول أو يفعل أشياء لأسباب عديدة.

في الكثير من الأحيان يتصرف الآخرون بأنانية نتيجة لشعورهم بالألم. فغالباً ما يشعرون أن الحل الأمثل للتنفيس عن مشاعرهم هو تصرفاتهم.

  • المساعدة في النوم

أصبحت عادات النوم أكثر استقراراً عندما بدأ الدواء النفسي بالعمل، الأمر الذي غير حياتي بشكل واضح. حيث انعكس ذلك على قدرتي في اليوم التالي على القيام بالأعمال الموكلة إلي بشكل أكبر.

  • الوضوح العقلي

من أعراض الاكتئاب التأثير على قدرة العقل على التركيز والتذكر والتفكير السليم. لكن من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب التي تناولتها أصبح الأمر أكثر استقراراً وتمكنت من التركيز بشكل أكبر مما سبق.

في بعض الأحيان، تعمل الجرعات العالية من مضادات الاكتئاب على إضعاف الحواس مما يجعل من الصعب التفكير بوضوح أو التركيز بشكل فعال.

بالرغم مما سبق، كان هناك بعض التغيرات السلبية التي رافقت الدواء النفسي والتي أثرت بشكل مباشر على حياتي. تابع القراءة لتتعرف على المزيد عن تجربتي.

 

تأثير سلبي للدواء النفسي غير حياتي

ومع ذلك، كان للدواء النفسي بعض التأثير السلبي على حياتي الشخصية، حيث غير الكثير من الأمور الأساسية بطريقة سيئة. ومن ضمن هذه التأثيرات:

  • زيادة الوزن بشكل ملحوظ، فمن المعروف ارتباط الكثير من أنواع مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن، ودوائي كان من ضمن هذه الأدوية.
  • مشكلات جنسية، حيث أن رغبتي الجنسية تراجعت كثيراً، فلم أجد أن العلاقة الجنسية من الأمور التي تثير اهتمامي بالرغم من وجود المحفزات الكافية لذلك.
  • اضطراب الجهاز الهضمي لدي خاصة في الفترة الأولى من الالتزام بالدواء. حيث كنت أعاني من شعوري بالغثيان والرغبة المستمر بالتقيؤ.
  • ظهور مجموعة من الأعراض الانسحابية فور التوقف عن الدواء أو تقليل الجرعة. ومن هذه الأعراض الشعور بالتعب والقلق والدوخة والأعراض الشبيهة بالأنفلونزا وتأثير الصدمة الكهربائية للدماغ. وفي بعض الأحيان قد تعود أعراض الاكتئاب للظهور مجدداً. لذلك لا بد من الطبيب المعالج قبل القيام بأي نوع من التغيير على الجرعة.

من خلال اتباع الإرشادات المقدمة من الصيدلاني والطبيب المعالج يمكن للشخص تجاوز الكثير من الآثار الجانبية الأساسية التي ترافق البدء في تناول الدواء.

 

كلمة من عرب ثيرابي

بغض النظر عن سبب تتناول الدواء النفسي والحالة التي يعاني منها، فإن تناول مضادات الاكتئاب غالباً ما يرتبط بوصمة عار لدى الشخص ذاته ولدى المحيطين به. فقد يحاول الجميع الابتعاد عنه لمعرفتهم أنه يعاني من مشكلة نفسية أو لاعتقادهم أنه سيصبح مدمناً على هذه الأدوية.

لكن كما يقول الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج الدوائي هو مكمل مهم للخطة العلاجية في الكثير من الحالات النفسية. والذي يعمل على التخلص من الأعراض وتحسين جودة الحياة للشخص بشكل ملحوظ.