Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
متى تتحول الثقة بالنفس إلى غرور ؟

متى تتحول الثقة بالنفس إلى غرور؟

قد يخلط البعض ما بين المصطلحين، إلا أن التدقيق بالأمر يثبت بأنهما سماتين مختلفتين عن بعضهما، ففي الوقت الذي تعتبر فيها الثقة بالنفس أمراً إيجابياً ومطلوباً. يًعد الغرور من الأمور غير المرغوبة والمنفرة في آن واحد، فهل يمكن أن تتحول الثقة بالنفس إلى غرور؟ وكيف يحصل ذلك؟

 

متى تتحول الثقة بالنفس إلى غرور؟

يمكن للثقة بالنفس أن تتحول إلى غرور في حال فقد الشخص تواضعه، ففي الوقت الذي يدرك فيه الشخص الواثق مدى قدراته، إلا أنه لا يقلل من قيمة الآخرين وقدراتهم، بينما أن الشخص المغرور يرى قدراته متفوقة وأعلى من قدرات الآخرين.

ما هو الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟

في الوقت الذي يلتبس على البعض التفريق ما بين الثقة بالنفس والغرور، فإن الانتباه إلى بعض النقاط الواضحة تمكن الشخص من التفريق بينهما، وهذه النقاط هي:

التعريف

يظهر الفرق بوضوح عند تعريف كل من المصطلحين، حيث أنهما:

  • الثقة بالنفس: هي معرفة الشخص قدرته على مواجهة الموقف وتحقيق نتيجة معينة، وغالباً ما يدرك ذلك من خلال تجاربه السابقة، وتعتبر الثقة بالنفس من الأمور المرغوبة لدى الجميع.
  • الغرور: يعتبر الغرور صورة متضخمة للذات، ويتميز الشخص بقلة وعيه الذاتي، فلا يرى نقاط ضعفه ويبالغ في قدراته، بالإضافة إلى تكبره مما يجعله يفتقر لتقدير الآخرين.

الثقة هي أن تعلم أنك قادر على مواجهة ما أمامك بكل سهولة.

تقبل آراء الآخرين

تختلف الطريقة التي يتعامل كل من الشخصين مع آراء المحيطين، ويظهر ذلك من خلال:

  • يتمتع الشخص الواثق بنفسه بانفتاحه على آراء المحيطين والاستفادة خبراتهم حيث أنه يدرك أنه غير ملم بجميع الأمور.
  • يرى الشخص المغرور نفسه يمتلك جميع الإمكانيات التي تغنيه عن آراء غيره، فيحاول الظهور على أنه محق وأن الآخرين مخطئين.

الوعي الذاتي

يختلف مقدار الوعي الذاتي لدى كل من الشخص الواثق من نفسه والشخص المغرور، مما يسبب:

  • طمأنينة الشخص الواثق من نفسه، فهو لا يحتاج إلى تسليط الضوء لإمكانياته.
  • تركيز الشخص المغرور على ذاته بشكل مستمر في شعور قوي بالنرجسية، مما يجعل الآخرين في مرتبة ثانوية بالنسبة له.

يمكن أن يتجذر الغرور في شعور قوي بالنرجسية وتتفاقم بسبب الافتقار إلى الوعي الذاتي.

طريقة التعامل مع الآخرين

بسبب السمات التي يتصف بها كل من الشخصين، فإن طريقة التعامل مع الآخرين تختلف اختلافاً كبيراً كما يلي:

  • لا يجد الشخص الواثق بنفسه مشكلة في العمل التعاوني، أو إبداء تقديره وثنائه للآخرين ولما يتميزون به، فهو يؤمن بقدراته ولا يحتاج إلى تعزيزها.
  • دائماً ما يتحدث الشخص عندما يتصف بالغرور بتركيز أكبر على إنجازاته وقدراته، بحيث يحاول أن يجعل الآخرين يشعرون بقلة أهميتهم وغالباً ما يتم استخدام لغة الجسد من قبله لتعزيز عدم اهتمامه بالآخرين.

مصدر تقدير الذات

لا ينبع تقدير الذات في الحالتين من المكان ذاته، حيث أنه:

  • في حالة الثقة بالنفس ينبع من جوهر الشخص ومعرفته الحقيقية بقدراته.
  • في حالة الغرور فإن تقدير الذات ناتج على المدح المستمر أو الممتلكات الخارجية، أي أنه نابع من مصادر خارجية ما أن تختفي حتى يعود الشخص إلى أساس تقديره لذاته.

التباهي

لا يحتاج الشخص الواثق من نفسه إلى التباهي بما لديه لإظهار نفسه أو الحصول على الإعجاب. على عكسه تماماً فإن الشخص المغرور فهو يتباهى بجميع ما يمتلك.

التعامل مع الأخطاء

لكل من الواثق بنفسه والمغرور طريقة مختلفة للتعامل مع الأخطاء الواردة في الحياة، حيث أنه:

  • لا يواجه الشخص الواثق من نفسه أي مشكلة في الاعتراف بأخطائه وحالات الفشل التي قد يعاني منها، كما أنه يتسامح مع نفسه لإدراكه أنه بشر يخطئ.
  • في حالة الغرور، غالباً ما يرمي الشخص أخطائه على الآخرين، فلا يتحمل المسؤولية، وإن حصل ذلك فهو لن يسامح نفسه أبداً على الأخطاء.

 

كيفية الموازنة بين الثقة بالنفس والغرور

في بعض المواقف قد يخشى الشخص إلى التطرف في ثقته بنفسه فيحاول أن يقللها بشكل كبير لكي لا يصل إلى الغرور، إلا أن معرفتها بكيفية الموازنة بين الأمرين تجعله يضع نفسه في المكان الصحيح، حيث يمكنه ذلك من خلال:

مراقبة النفس عند الانتقاد

على الرغم من أن الشخص الواثق من نفسه يدرك ما عليه القيام به، إلا أنه:

  • يتقبل الانتقادات أو الملاحظات المقدمة له بروح رياضية.
  • يعمل على تحسين النقاط الملاحظة دون الشعور بالانكسار أو الإهانة.

الاعتراف بالإنجازات

كما هو الحال عند القيام بالأمور الخاطئ، فإن الشخص الواثق من نفسه يعترف بها دون أن يرميها على غيره. فإنه عند تحقيق النجاحات لا بد من الاعتراف بها أيضاُ للتمكن من تعزيز نقاط القوة دون الخوف من أن يصبح الشخص مغروراً.

العمل على تعزيز احترام الذات أمرًا جيدًا، لكن الإفراط في ذلك يمكن أن يشجع الغطرسة والنرجسية بدلاً من ذلك.

الحصول على الدعم

للتمكن من تحقيق النجاحات الكبيرة، فإنه يلزم الشخص واثق من نفسه إلى مجموعة من الأشخاص يستطيع أن يعتمد عليهم ويتقاسم العمل معهم. على عكس حالة الغرور حيث لا يستطيع الشخص فيها طلب الدعم من أحد.

 

ما هي سلبيات الغرور؟

  • للغرور تأثيرات وسلبيات كثيرة على الشخص ذاته وعلى المحيطين، حيث أنه يعمل على:
  • الوقف عائق بوجه تقدم الشخص.
  • يمنع الشخص من طلب المساعدة من الآخرين، مما يجعله يتخبط في الكثير من المواقف.
  • تكوين العلاقات السامة بين الأشخاص.
  • يقضي على العمل الجماعي، حيث أن الآخرين لا يرغبون العمل مع الشخص المغرور، مما يضر في بيئة العمل.
  • تدمير العلاقات الشخصية والعامة، حيث أنه دائماً ما يحاول الشخص المغرور السيطرة على الآخرين من خلال نوبات من الغضب.
  • النظر إلى الآخرين بشك وعدم تقدير الجانب الخيّر داخلهم، مما يعمل على إضاعة الكثير من الفرص القيمة على هذا الشخص.

 

هل للغرور درجات؟

يتدرج الشخص في الغرور اعتماداً على السلوكيات التي يظهرها عند تعامله مع الآخرين، حيث أنه قد يكون:

  • الغرور المتواضع: على الرغم من مشاعر التفوق التي يشعر بها هذا الشخص، إلا أنه يبقى يتعامل مع الآخرين بتواضع ولا يظهر تقديره لنفسه المرتفع للآخرين.
  • التكبر: هنا يبدأ تقدير الذات المرتفع والمفرط بالتأثير على علاقات الشخص بالآخرين، حيث يتعامل معهم بفوقية.
  • التغطرس: وهو أسوأ درجات الغرور، حيث يكون التعامل مع الآخرين بفوقية مفرطة. مما يؤدي إلى الشعور بجنون العظمة والإشارة الدائمة إلى ما يتميز به هذا الشخص والاستخفاف الدائم بالآخرين في جميع المواقف.

 

كلمة من عرب ثيرابي

بسبب التجارب التي مر بها الشخص فيما سبق والتي قد تترك أثراً سلبياً على نفسيته ومدى ثقته بذاته، غالباً ما ينعكس ذلك على شخصيته وإيمانه بقدرته على تجاوز الأمور المستقبلية. لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي من لديه ثقة بنفسه متدنية أن يلجأ للعلاج النفسي الذي يمكنه من تعزيز هذه الثقة وتجاوز التجارب الماضية والتعامل بطرق أفضل مع التجارب الحياتية.