اكتئاب بعد الإجهاض:كيف تدعم من فقدت جنينها؟

غالباً ما يؤثر الإجهاض على المرأة وحالتها النفسية بشكل سلبي، ولكن في بعض الأحيان لا تستطيع أن تتجاوز الأمر مما يسبب لها الإصابة بالاكتئاب بعد فقدانها لجنينها. ولكن من خلال تقديم الدعم والمساندة يمكن أن للمرأة تجاوز الأمر مع مرور الوقت والتقليل من المشاعر المؤلمة التي تعتريها.

 

اكتئاب بعد الإجهاض

قد تطور المرأة بعد إجهاضها الكثير من المشاعر السلبية التي تؤثر على نفسيتها بشكل كبير خاصة إذا استمرت لعدة أسابيع متتالية, حيث قد تصاب باكتئاب ما ابعد الولادة  بحيث تكون الأعراض أكثر حدة في الفترة المباشرة بعد الفقدان. وغالباً ما يحدث الاكتئاب هنا نتيجة للكثير من الأسباب، منها:

• شعور المرأة بالخسارة والحداد على فقدانها جنينها.
• المشاعر والروابط المتكونة خلال فترة الحمل تجعلها تشعر بالحزن المماثل لحزن فقدان شخص عزيز.
• التغييرات الحادة على مستوى الهرمونات وإن كانت أقل من التغييرات الحاصلة بعد الولادة الفعلية.

معظم النساء يعانين من درجة معينة من الضيق النفسي بعد الإجهاض، وحوالي امرأة واحدة من كل 10 نساء تنطبق عليها بالفعل معايير الاكتئاب الشديد.

 

أعراض اكتئاب بعد الإجهاض

في حال فقدت المرأة حملها فإن مجموعة من المشاعر ترافق إصابتها بالاكتئاب، وغالباً ما تزداد احتمالية ذلك في حال تعرضت لأكثر من عملية إجهاض. وتتمثل هذه المشاعر بما يلي:

• الحزن الشديد.
• الشعور بالفراغ.
• الغضب والتهيج المفرط.
• الشعور بالتعب.
• الشعور بالذنب وعدم القيمة والفشل.
• الغيرة من النساء الحوامل، أو عدم القدرة على إبداء السعادة عند سماع خبر حمل إحدى النساء المقربات.
• فقدان الرغبة بالقيام بالمهام أو النشاطات المفضلة.
• التفكير بالانتحار والقيام بمحاولات حقيقية.
• الشعور بالصدمة لعدم القدرة على حماية الجنين.
• الشعور بفقدان السيطرة.
• تغييرات في السلوكيات، حيث قد تتصرف المرأة كأنها أم حقيقية.
• الشعور بالخوف من تكرار الأمر مرة أخرى.
• تقلب المزاج بشكل متكرر.
• الشعور بالانفصال عن الجسد أو عدم الثقة به.
• الشعور بالارتباك في المشاعر، خاصة إن كان الحمل غير مخطط له فقد تشعر بالراحة من فقدانه وبالوقت ذاته قد تشعر بالحزن لفقدانه.

الإحساس بالوحدة خاصة إذا كانت ردود أفعال المحيطين مزعجة أو تلقي بالذنب على المرأة.

 

هل يمكن أن يصاب الرجال باكتئاب بعد الإجهاض؟

لا ينحصر تكون المشاعر السلبية بعد الإجهاض لدى المرأة فقط، فقد يصاب الرجال بهذا الاكتئاب بعد فقدان زوجاتهم للأجنة، ولكن الفرق في كلا الحالتين أن الرجل يتعافون من الاكتئاب بشكل أسرع من النساء، حيث غالباً ما تبقى المرأة لمدة (1 – 3) سنوات إلى أن تتعافي من جديد.

اعرف المزيد: كيف تدعم المرأة بعد الإجهاض؟

 

عوامل الخطر للإصابة باكتئاب بعد الإجهاض 

على الرغم من أن أي امرأة تعرضت للإجهاض يمكن أن تعاني من الاكتئاب بعد ذلك، ولكن بعض العوامل تزيد من احتمالية حدوث ذلك بشكل كبير، ومن هذه العوامل:

• التاريخ المسبق للإصابة بالاكتئاب.
• عدم وجود الدعم النفسي والاجتماعي المناسب من قبل الأشخاص المحيطين.
• عدم وجود أطفال لدى المرأة مسبقاً.

 

هل يمكن أن تصاب المرأة باكتئاب بعد الإجهاض في الحمل القادم

في الكثير من الحالات تبقى المرأة تجرب المشاعر السوداوية المماثلة لما شعرت به بعد إجهاضها وإن تمكنت من الإنجاب أو الولادة في المرات القادمة، حيث أنها تبقى قلقة طوال فترة حملها من تجربة الأمر من جديد، كما يمكن أن يستمر معها الأمر لسنوات طويلة.

 

كيف يمكن التفريق ما بين اكتئاب ما بعد الإجهاض والحزن الشديد؟

من الطبيعي أن تشعر المرأة بالحزن الشديد بعد فقدانها لجنينها، إلا أنها قد تكون مصابة بالاكتئاب دون أن تعلم لتشابه الأعراض في هذه الحالة مع أعراض الحزن الشديد، ولكن عند إصابتها بالاكتئاب يمكنها ملاحظة:

• تأثير المشاعر السلبية على ممارسة النشاطات الحياتية الروتينية لمدة عدة أسابيع بعد الإجهاض.
• تدهور الحالة النفسية مع مرور الوقت بدلاً من تحسنها.

 

استراتيجيات للتعامل مع اكتئاب بعد الإجهاض

يمكن لبعض الأمور أن تساعد المرأة في تجاوز ما تشعر به من مشاعر سلبية بعد فقدانها لجنينها، ومن هذه الأمور:

• الطلب من أحد المقربين التحدث عن الظروف التي حصل بها الإجهاض بدلاً من المرأة نفسها في حالة عدم رغبتها بالحديث عن الأمر.
• عدم أخذ الأمور وعبارات الآخرين على محمل الجد، فغالباً ما يكون القصد منها التخفيف من الحزن على الرغم من سوء التعبير.
• عدم الشعور بالندم لما ينتابها من مشاعر سلبية أو للوقت الذي تقضيه بحزنها وإن كانت لا تعير الآخرين الاهتمام اللازم.

قد تجد المرأة في هذه الأثناء صعوبة في التواصل مع المقربين ممن لديهم أطفال حديثي الولادة، لذلك يجب عدم الخجل في شرح الأمر لهم بشكل لائق.

 

كيفية دعم من فقدت جنينها

بسبب ما تشعر به المرأة التي فقدت جنينها، فقد لا تحاول أن تطلب الدعم أو المساعدة من الآخرين، مما يزيد من شعورها بالوحدة، لذلك يمكن المبادرة بتقديم الدعم لها من خلال: 

إتاحة مجال للحزن

قد لا يعرف الشخص ما أنسب شيء يمكن قوله في هذه الحالة، إلا أن التواجد الحقيقي بجانب المرأة بعد إجهاضها مع إظهار الرغبة بذلك يُعد أمراً في غاية الأهمية، الأمر الذي يشعرها بأنها ليست لوحدها ويمكنها الاعتماد على الآخرين.

الاستماع للمرأة بعد إجهاضها

يمكن من خلال سؤال المرأة عن أوضاعها أو مشاعرها أن يساعدها في البدء بالحديث، وبالتالي التفريغ من المشاعر السلبية التي تمتلكها.

• في أحد الاستطلاعات أفاد 1 من كل 5 أشخاص أن الخسارة العاطفية بعد الإجهاض كانت مماثلة لفقدان طفل أكبر سنًا.

تقديم المساعدة 

على الرغم من أن الحياة لن تتوقف بعد فقدان المرأة لجنينها، إلا أنها لن تتمكن من القيام بالكثير من المهام اليومية الخاصة بها وإن ظهرت بسيطة للغاية، وبشكل خاص ترتيب الأمور المتعلقة بجنينها المفقود مثل:

• إجراءات الدفن.
• التخلص من الأغراض الخاصة به والتي تم تحضيرها مسبقاً، حيث أنه غالباً ما ترغب الأم التخلص من هذه الأمور لكي لا تبقى تتذكر جنينها، إلا أنها لا تستطيع القيام بذلك من تلقاء ذاتها.

تقديم الدعم النفسي المستمر

يجب أن لا يتوقف الدعم النفسي وإن أظهرت المرأة تجاوزها للأمر، حيث أن بعض المواقف من شأنها إثارة المشاعر من جديد ولو بعد سنوات، في هذه الأثناء لا بد من الانتباه إلى تقديم الدعم من جديد.

قد يهمك: الدعم النفسي والاجتماعي وفائدته للصحة النفسية

الابتعاد عن الأسئلة والتعليقات المزعجة

على الرغم من أن إظهار التعاطف اللفظي من أهم الأمور الواجب التركيز عليها والتي تُشعر المرأة بأن الجميع يتعاطف معها، إلا أن بعض العبارات التلقائية قد تزيد من الأمر سوءاً، مثل:

• السؤال ما إذا كانت ترغب بالحمل في الفترة القادمة، أو التذكير بإمكانية الحمل من جديد.
• تذكير المرأة أن لديه طفل آخر ولا داعي للحزن.
• غالباً حصل هذا لسبب ما.

 

نصيحة عرب ثيرابي

في بعض الحالات قد تستمر المشاعر السلبية مرافقة للمرأة بعد فقدانها لجنينها، مما يؤثر على مسار حياتها بشكل كبير. لذلك ينصح الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية للتمكن من تجاوز الأمر بشكل سليم واستعادة الحياة الطبيعية من جديد.