ما ستجده في هذا المقال:
من المعروف أن كل من الاكتئاب ونوبات الهلع تعتبران من الحالات النفسية المزعجة، حيث أن الإصابة بالاكتئاب يؤثر على قدرة الشخص على ممارسة حياته بالشكل الطبيعي. أما خلال الهلع فإن الشخص يعاني من أعراض جسدية شديدة تجعله يظن بأنه على وشك الهلاك. ومما يزيد الحالتين صعوبة إصابة الشخص بالحالتين معاً، مما يزيد من حتمية اللجوء للعلاج للتخلص من هذه الحالة الخطيرة.
اكتشف معنا المزيد من المعلومات حول هذه الحالة المزدوجة من الاكتئاب ونوبات الهلع وتعرف على طرق العلاج المناسبة لها.
العلاقة بين الاكتئاب ونوبات الهلع
يعد الأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الأشخاص الآخرين. ويعود ذلك إلى الأسباب الكامنة وراء الإصابة بكلا الحالتين. فعلى الرغم من اختلاف بعض الأسباب والعوامل التي تسبب نوبات الهلع عن تلك التي تسبب الاكتئاب، إلا أن بعضها يتشابه. ومن عوامل الخطر المتشابهة:
قد يهمك: اختبار الاكتئاب | اكتشف إذا كنت مصابًا بالاكتئاب أم لا
التعرض لإساءة معاملة الأطفال
يمثل التعرض للإساءة سواء كان بالاعتداء الجسدي والعاطفي والجنسي من عوامل الخطر الأساسية لمعظم الاضطرابات النفسية. حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد في عام 2012 وجود علاقة قوية بين سوء معاملة الأطفال وحدوث الاكتئاب. وهو من الاضطرابات الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع.
يعد الاكتئاب المشكلة النفسية الأكثر شيوعاً من بين المشكلات الأخرى للأشخاص الذين يعانون من نوع من أنواع اضطرابات القلق.
العصبية
أظهرت دراسة وجود علاقة قوية بين الشخصية العصبية واضطرابات المزاج. الأشخاص الذين يمتلكون سمات العصبية غالباً ما يكونون حساسين للتجارب العاطفية السلبية التي لا يستطيعون التعامل معها.
التحيزات السلبية لمعالجة المعلومات
ينتج عن هذه التحيزات أنماط تفكير غير مفيدة وغير فعالة. حيث أن تحيزات معالجة المعلومات الخاصة بالاكتئاب ترتبط بالتركيز المهووس على ردود الفعل السلبية، وخاصة الذكريات الحية للأحداث المؤلمة أو التي تؤدي إلى تدني احترام الذات. تجعل تحيزات معالجة المعلومات المرتبطة بالقلق مريض اضطراب الهلع حساس للغاية ويتفاعل حتى مع أدنى تلميح لأعراض الذعر، مما يجعله يفسر المواقف الطبيعية على أنها تهديد، وتتركه يشعر كما لو أنه ليس لديه سيطرة على أعراض القلق لديه.
مشكلات في وظائف الدماغ
يظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب و/أو اضطراب الهلع نشاط مفرط في اللوزة الدماغية المسؤولة عن الاستجابة العاطفية والشعور بالخوف الشديد والقلق.
في حال كان الشخص يعاني من كلا الاضطرابين فأي منهما يسبق في الظهور؟ تابع القراءة لاكتشاف الأمر.
هل يعاني الشخص من الاكتئاب أم نوبات الهلع بداية؟
على الرغم من أنه الغالبية تعاني من أعراض الهلع مسبقاً قبل ملاحظة أعراض الاكتئاب، إلا أن كلا الأمرين وارد. ويجب التركيز على أن نوبات الهلع تختلف عن اضطراب الهلع الذي قد يصيب الشخص أيضاً بعد الإصابة بالاكتئاب.
حيث أن الشخص الذي يعاني من أعراض الهلع قد تستمر لديه هذه الأعراض لمدة قد تصل إلى سنوات في بعض الحالات قبل أن تتحول إلى اضطراب حقيقي، وخلال هذه المدة قد يصاب بالاكتئاب.
على الرغم من أن كلا الاضطرابين يسببان للشخص أعراض مزعجة، لكن في هذه الحالة تصبح الأعراض أكثر صعوبة وإرهاقاً على النحو التالي.
اعرف المزيد: كيف عالجت نوبات الهلع بالأعشاب والطب البديل
أعراض الإصابة بكل من الاكتئاب واضطراب الهلع
إن كنت شخص مصاب بالاكتئاب واضطراب الهلع فغالباً ستلاحظ الأعراض المزعجة التالية:
- امتلاك مخاوف والشعور بالقلق المفرط بشكل لا يمكن التخلص منه.
- الشكوى من أعراض جسدية متنوعة مثل الشعور بالتعب والصداع وسرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس أو آلام في البطن.
- اضطراب نمط النوم بحيث يواجه الشخص صعوبة في النوم أو يبقى نائم بشكل مفرط.
- حدوث تغير في عادات الأكل إما بتناول الطعام بإفراط أو بفقدان الشهية والأكل أقل من اللازم.
- مواجهة صعوبة في التذكر أو اتخاذ القرارات أو التركيز.
- شعور الشخص بالحزن باستمرار أو تدني نظرته الذاتية لنفسه.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة أو الهوايات المفضلة.
- الشعور بالتعب في كثير من الأحيان.
- الغضب والانفعال دون وجود سبب وجيه لذلك.
- التوتر وعدم القدرة على الاسترخاء أو الاستمتاع بالحياة اليومية.
الأساس في اضطراب الهلع حدوث حدوث نوبات هلع متكررة، الأمر الذي ينتج عنه شعور بفقدان السيطرة الداخلية وتفاقم حالة الاكتئاب لديه.
تأثير أعراض الإصابة بكل من الاكتئاب ونوبات الهلع
لا تتشابه أعراض كل من الاكتئاب ونوبات الهلع، ومع ذلك فإن تزامن الحالتين يعني الشعور بأعراض كلا الحالتين بشكل أقوى وأكثر حدة وإزعاجاً. حيث يظهر تأثير هذه الأعراض من خلال:
- طلب المساعدة من قبل المعالج النفسي، بسبب الأعراض المنهكة والمتعبة التي يتعرض لها الشخص.
- قد يحتاج الشخص إلى الرعاية الصحية في المستشفى لتلقي المساعدة المركزة التي تحتاجها الحالة.
- فقدان العمل أو ترك المدرسة لعدم القدرة على السيطرة على الأعراض، وبالتالي عدم القدرة على أداء المهمة المطلوبة.
- التعرض لمشكلات صحية مرتبة بالتوتر ومن بينها مشاكل في القلب أو أمراض الجهاز التنفسي أو ارتفاع ضغط الدم أو الانهيار العصبي أو الصداع المزمن أو آلام العضلات.
على الرغم من أن الشخص المكتب يمكن أن يفكر بالانتحار، إلا أن الشخص الذي يعاني من نوبات الهلع بالتزامن مع للاكتئاب هو أكثر عرضة للتفكير أو محاولة الانتحار.
لا تخف إن كنت تعاني من هذه الحالة المعقدة، فعلى الرغم من صعوبتها إلا أنها قابلة للعلاج بشكل فعّالة باتباع خطة علاجية متكاملة.
طرق علاج الحالة المتزامنة من الاكتئاب ونوبات الهلع
لا يحتاج الأمر إلى علاج حالة والانتقال إلى الحالة الأخرى لعلاجها، بل يمكن علاج كلا الحالتين في الوقت ذاته. حيث أن الخطة العلاجية المناسبة للحالة المتزامنة من الاكتئاب ونوبات الهلع تشتمل على:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يعتبر هذا النوع من العلاج من العلاجات الفعّالة للغاية للاكتئاب ونوبات الهلع. حيث أنه من خلاله يمكن إدارة المخاوف والشعور بالقلق والميول نحو الاكتئاب بالتخلص من الأسباب الكامنة وراءها. وتعلم كيفية السيطرة على العواطف وتفاصيل الحياة.
- الأدوية المضادة للاكتئاب: تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين في إعادة التوازن كيميائية الدماغ. حيث أن التخلص من إحدى الحالتين يتيح المجال للتركيز على الحالة الأخرى.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل أو اليقظة الذهنية، يمكن أن تساعد في التقليل من التوتر الناتج عن الحالة علاج كلا الاضطرابين وتحسين جودة الحياة.
ممارسة التمارين الرياضية غالباً ما يكون مفيد لكلا الاضطرابين. يؤدي النشاط البدني إلى إطلاق مواد كيميائية تشعرك بالسعادة. وتساعدك على الاسترخاء والشعور بالرفاهية.
كلمة من عرب ثيرابي
يمكن أن تكون أعراض نوبات الهلع والاكتئاب المتزامنة قوية ومخيفة إذا تركت دون علاج، لكن من خلال الحصول على العلاج المناسب يضمن للشخص الاستمتاع بالحياة من جديد والتخلص من الأعراض المزعجة.
يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن تتضمن الخطة العلاجية كل من الدواء والعلاج النفسي للحصول على الفائدة طويلة الأمد.
