تتعرض المرأة خلال حياتها اليومية للكثير من المواقف التي تزيد الضغط النفسي عليها، إلا أن بعض الأسباب تكون عرضية تنتهي بانتهاء الأمر، أمّا الباقية فهي أسباب مزمنة لا يمكن أن تختفي، والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة المرأة.
أسباب الضغط النفسي عند المرأة
تختلف أسباب الضغط النفسي لدى المرأة باختلاف الظروف المحيطة بها، حيث أن ما تتعرض له المرأة العاملة يختلف عما تواجهه مربية البيت، إلا أنه بلا شك جميعها تعاني من الضغوط، ومن هذه الأسباب:
الضغوط المهنية
عند عمل المرأة فإن مسؤوليات العمل، وإكمال المهام في وقتها المحدد، بالإضافة إلى التعامل مع الزملاء والمشكلات المتعلقة بالعمل، ومحاولة المحافظة على الوظيفة تزيد الضغط عليها.(المرجع 1)
المسؤوليات المنزلية
تحاول المرأة جاهدة تلبية جميع المتطلبات المنزلية وتحقيق ما يحتاجه كل فرد، مما يؤدي إلى شعورها بعدم القدرة على القيام بجميع المسؤوليات الشخصية والمنزلية، الأمر الذي يزيد من ضغوطها النفسية.(المرجع 1)
الأمور المادية
في حالة الفقر والحاجة المالية، فإن المرأة تهكل هم الحياة وتكاليف الحاجيات، وكيفية تلبية متطلبات العائلة، فقد تلجأ للعمل مما يزيد حدة الأمور عليها.(المرجع 2)
المشكلات الصحية
غالباً ما تكون للأمراض الصحية المزمنة أو الخطيرة التي تتعرض لها المرأة دوراً كبير في زيادة توترها، حيث أنها تقلق على صحتها ومدى بقاءها دون أمراض.(المرجع 4)
الدعم العاطفي
تقدم المرأة الدعم العاطفي للجميع دون الالتفات إلى حاجتها لهذا الدعم، فقد يعتبر هذا الدور من أعظم الأدوار على الرغم من أنه غالباً ما يكون غير ملاحظ، كل ذلك دون أن تظهر مدى توترها واجهادها، الأمر الذي يسبب لها المزيد من الضغط النفسي.(المرجع 2)
الموازنة بين المهام
يقع على عاتق المرأة الكثير من الأدوار، سواء كانت العناية بالأطفال أو العمل أو الوالدين، فإن محاولة تحقيق التوازن تُعد مهمة ليست بسيطة، وفي سعيها لذلك فهي تواجه الكثير من الضغوطات النفسية.(المرجع 2)
الأحداث الحياتية الصادمة
قد لا تخلو حياة المرأة من بعض الصدمات التي تؤثر سلباً على سير حياتها، سواء كان بموت أحد المقربين، أو الطلاق، أو الإساءة الجسدية أو النفسية، الأمر الذي قد يتطور في النهاية إلى اضطراباً نفسياً.(المرجع 3)
أسباب متنوعة
على الرغم من تعرض المرأة لبعض الصعوبات والمشكلات اليومية التي قد تشعر أنها تمر بسلام، إلا أن تراكم الأمور داخلها مع مرور الأيام قد يشكل ضغطاً نفسياً عليها، ومن هذه المشكلات:(المرجع 3)
- التعرض للتمييز، سواء في العمل أو في البيئة المحيطة.
- الشعور بالمضايقات في العمل والأماكن العامة.
- التنمر بأنواعه.
النساء أكثر عرضة بنسبة 30% من الرجال للإصابة بأعراض التوتر المزمن.
ما مدى تأثير الضغط النفسي على المرأة
يتأثر الوضع الصحي والنفسي للمرأة عند تعرضها بشكل مستمر أو متكرر للضغط النفسي، حيث قد تعاني من الحالات التالية:
الاضطرابات النفسية
قد تتبع المرأة أساليب خاطئة للتعامل مع الضغط النفسي الذي تعاني منه، قد تلجأ إلى كبت نفسي مما تعانيه ولا تخبر به أحد، أو قد تتبع الممارسات غير الصحية لذلك، إلا أن التأثير على نفسيتها يظهر من خلال إصابتها بإحدى الحالات التالية:(المرجع 1) (المرجع 3)
- الاكتئاب.
- القلق.
- نوبات الهلع.
- اضطراب الوسواس القهري.
- تقلبات المزاج.
أمراض القلب
تكون المرأة في هذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو زيادة ضربات القلب المستمرة.(المرجع 1) (المرجع 2)
الصداع والشقيقة
أثبتت الدراسة زيادة احتمالية تعرض المرأة للشقيقة من الرجال.(المرجع 1)
اضطرابات الأكل
من السلوكيات غير الصحية التي تتبعها المرأة في محاولة للتأقلم مع الضغوطات المتراكمة، اتباع نظام غذائي غير صحي، سواء كان بكميات الطعام أو نوعيته، أو قد تفقد شهيتها ووزنها.(المرجع 1) (المرجع 2)
مشكلات الجهاز الهضمي
لا شك أن اضطرابات الجهاز الهضمي والأمعاء بما فيها القولون العصبي تتأثر مباشرة بالحالة النفسية التي تعاني منها المرأة أثناء تعرضها للضغط النفسي.(المرجع 2) (المرجع 3)
مشكلات الإنجاب
عند زيادة التوتر عند المرأة، تتأثر قدرتها الإنجابية كثيراً، حيث أثبتت الدراسات أن الإنجاب لدى النساء ذوات التوتر المنخفض يكون أسهل.(المرجع 1)
أعراض الدورة الشهرية
تزيد حدة أعراض الدورة الشهرية لدى المرأة عند زيادة تعرضها للضغوط النفسية، سواء كانت بسيطة أو متراكمة.(المرجع 1) (المرجع 2)
لوحظ أن الإجهاد يسبب زيادة في شدة متلازمة ما قبل الحيض، والتي تؤثر على ما يقدر بنحو 40-60 % من النساء.
قلة الطاقة
تعمل الأعباء الكبيرة التي تتعرض لها المرأة خلال الحياة اليومية إلى التقليل من طاقتها وحيويتها، بالإضافة إلى شعورها بالتعب الدائم.(المرجع 2) (المرجع 5)
الآلام المتنوعة
قد تشعر المرأة ببعض الآلام والأوجاع التي لا تتعلق بأي مرض جسدي، لكن الإجهاد والتوتر المرافق للضغط النفسي قد يسبب هذه الأوجاع.(المرجع 2)
اضطرابات النوم
بسبب التفكير الزائد بالضغوطات النفسية ومحاولة المرأة إيجاد الحلول لما تواجهه من مشكلات، يختل نمط النوم لديها، فقد تصاب بالأرق أو لا تتمكن من النوم بشكل عميق.(المرجع 2) (المرجع 4)
الاحتراق الذاتي
اعتماداً على أجواء العمل المتعبة وما تجده من ضغوطات متزايدة، قد تصاب المرأة بالاحتراق الذاتي المتعلق بالعمل.(المرجع 2)
مشكلات في التركيز
لا تستطيع المرأة التركيز أو تذكر الأمور المهمة في حياته عند تعرضها للمزيد من الضغط النفسي.(المرجع 2)
السلوكيات المتهورة
قد تجد المرأة نفسها تلجأ إلى إدمان المخدرات أو الكحول في محاولتها الجاهدة للتخلص مما تشعر به من مشكلات متراكمة.(المرجع 5)
فقدان الاهتمام بالهوايات
بالإضافة إلى عدم امتلاك الوقت بسبب المهام المتزايدة لدى المرأة، فقد تشعر أيضاُ بعدم رغبتها بممارسة النشاطات الممتعة السابقة.(المرجع 5)
العزلة الاجتماعية
للتقليل من كمية الضغوط المتنوعة على المرأة، فقد تلجأ إلى الابتعاد عن الآخرين والدخول في عزلة اجتماعية.(المرجع 5)
كيفية تعامل المرأة مع الضغط النفسي
تستطيع المرأة التخفيف من الضغط النفسي الذي تشعر به في مسيرتها الحياتية من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات، منها:(المرجع 3) (المرجع 6)
- ممارسة التمارين الرياضية التي تعمل على تحسين الحالة المزاجية للمرأة، بالإضافة إلى المحافظة على وزنها.
- الاختيار من بين تقنيات الاسترخاء المتعددة ما يتناسب مع وضعها، مثل التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا.
- العمل على تحسين بيئة النوم، لضمان الحصول على القدر الكافي من الراحة الليلية.
- تحديد المسبب الحقيقي لما تشعر به المرأة من ضغط نفسي.
حاولي دائمًا تحديد مسببات التوتر، ومن ثم ابحثي عن الحل الأنسب لها.
- تدوين المذكرات اليومية، والتي من خلالها تستطيع المرأة إخراج ما بداخلها من صراعات مكبوتة.(المرجع 2)
- ترتيب الأولويات وتنظيم الأمور بما يتناسب مع ظروفها.(المرجع 2)
- وضع الحدود الاجتماعية، والتي تضمن أن لا تتعرض المرأة لمزيد من الضغوط من الأشخاص.(المرجع 2)
نصيحة عرب ثيرابي
قد تكون الضغوط الحياتية تشكل عبئاً إضافياً على المرأة والتي غالباً ما تتمكن من التعامل معها، إلا أن زيادة هذه الضغوط قد تكون دليلاً على مشكلة نفسية أو قد تسبب في النهاية اضطراباً نفسياً، لذلك يفضل المختصون في عرب ثيرابي باللجوء إلى العلاج النفسي للتقليل من هذا العبء، الأمر الذي يعود على المرأة بما يلي:
- التمكن من إدارة ردود فعل الجسم على التوتر.
- تعزيز المرونة النفسية.
- تكوين نمط حياة صحي للتخلص من التوتر.
- امتلاك أهداف وعلاقات جديدة لمواجهة الضغوط النفسية.
- الشعور بالتحكم بجوانب الحياة المختلفة.
- تحديد أنماط التفكير السلبية واستبدالها بالإيجابية.