Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اكتئاب ربات البيوت

اكتئاب ربات البيوت: تعرفي على الأسباب وطرق التأقلم والعلاج

قد يظن الجميع أن بقاء الأم في المنزل ما هو إلا تخفيف من الضغوطات عليها، ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث أثبتت الدراسات أن الأمر قد يسبب اكتئاب ربات البيوت، وما ينتج عنه من تأثير على الحياة العائلية.

 

اكتئاب ربات البيوت

اكتئاب ربات البيوت (SAHM Depression) هو الاكتئاب الذي قد يصيب المرأة عندما تكون ربة بيت ولا تخرج من المنزل للعمل، بل يبقى جل اهتمامها على رعاية أطفالها وبيتها، فالأمر غالباً ما يكون مرهقاً عقلياً ونفسياً وعاطفياً، على عكس الأشخاص الذين يعملون في الخارج.

 

أعراض ربات البيوت

يمكن للكثير من الأعراض أن تظهر عند إصابة الأم باكتئاب ربات البيوت، لكن بعضها لا يمكن للأم الشعور بها، ولكن لا بد أن تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوعين متواصلين ليتم تشخيصها، ومن ضمن الأعراض التي تصيب الأم:

تغييرات في الشهية

غالباً ما يؤدي الاكتئاب إلى تغييرات جذرية على مستوى الشهية، سواء كان بفقدان الأم للشهية أو بزيادة الأكل العاطفي والمتمحور حول الوجبات الخفيفة المالحة والحلوة.

صعوبة النوم

تشعر الأم غالباً بحاجتها الدائمة إلى النوم، على الرغم من عدم معرفة الأم أنه عارض من أعراض الاكتئاب، حيث أنها لا تستطيع النوم بالليل لأسباب كثيرة منها الرضاعة أو السهر مع الأطفال، ولكن عند توفر الفرصة لن تستطيع النوم أيضاً.

 

لا تمتلك الأم الطاقة الكافية للاستمرار في النشاطات اليومية، الأمر الذي يزيد من عبء المهام الموكلة عليها

الإرهاق

لا تستطيع الأم التأقلم مع شعورها بالتعب والإرهاق، بالإضافة إلى شعورها الدائم بالحاجة إليها في جميع الأمور المنزلية، الأمر الذي يجعلها تنسحب إلى اكتئابها أكثر.

الشعور بالذنب

عندما تجعل الأم أمورها الشخصية من أولوياتها، فقد يُشعرها هذا الأمر بالندم أو لوم الذات، حيث تظن أنها أنانية ومقصرة في أمور منزلها، مما يجعلها تهمل بنفسها والدخول في نوبة من الاكتئاب.

اللامبالاة

مع زيادة الإرهاق والتوتر التي تعاني منه الأم، فإن هذا الأمر يشعرها بالانفصال عن الواقع والخدر، وبالتالي عدم مبالاتها بالأمور من حولها.

 

تبدأ الأم بمقارنة حياتها قبل الإنجاب وبعدها، فتشعر بالندم على إنجابها، وتتمنى لو أن الأيام السابقة تعود.

الغضب

يؤدي كتمان مشاعر الغضب والتوتر عند الأم إلى خروجها دفعة واحدة على شكل نوبات من الغضب والصراخ.

إيذاء النفس أو الأطفال

قد يتطور الأمر لدى الأم، إلى درجة التفكير في إيذاء نفسها أو الانتحار، كما يمكن أن تفكر بإيذاء أطفالها، مما يعكس سوء الحالة النفسية لديها، ووجوب التدخل الفوري.

الشعور باليأس والوحدة

عند مقارنة الأم بغيرها ممن يعمل بالخارج، تظن أن لا قيمة لها ولما تقوم به من أعمال داخل المنزل، وأن العالم ينتهي عند أعتاب منزلها، فيقل تقديرها لذاتها وتتوقف أحلامها وأهدافها، وقد تظن أنها وحدها من يعاني من الأمر.

فقدان الدافعية

قد تفقد الأم خلال اكتئابها الدافعية والشغف في ممارسة المهام اليومية الواجبة، وما يترتب عليه من الإهمال بالأمور المنزلية.

 

أسباب اكتئاب ربات البيوت

قد يكون السبب الأساسي في اكتئاب ربات البيوت هو المهام الموكلة لها، ولكن يوجد العديد من الأسباب التي تلعب دوراً مهماً في الأمر، منها:

    • الشعور بالفشل لعدم التمكن من العمل في الخارج.
    • مقارنة الأم نفسها من الأمهات الأخريات، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتم عكسه من عالم غير حقيقي.
    • عدم تمكن الأم من الانتهاء من المهام اليومية الموكلة لها.
    • الضغوطات المالية المستمرة.
    • الانتقادات الموجهة من قبل الآخرين.
    • الصعوبات والضغوطات الناتجة عن تربية الأطفال.
    • عدم تقدير الآخرين لما تقوم به ربة المنزل، أو التقليل من أهمية دورها.
    • شعور الأم بعدم الرضا عما تقوم به ودورها في الحياة.
    • سعي الأم الدائم لتحقيق الكمال والمثالية في جميع أمورها، على الرغم من عدم وجود الكمال.
    • التغييرات الهرمونية التي تمر بها المرأة خلال انجابها أو حملها أو خلال إرضاعها لصغيرها، قد ينعكس جميع ذلك على نفسيتها ومزاجها.
    • في حال كانت الأم تعمل قبل أن تصبح ربة منزل، قد يشكل هذا الأمر نقطة تحول لا يمكنها تجاوزها.
    • الشعور بالضيق من شكل الجسم، حيث قد يؤدي تواجد الأم بالمنزل بشكل مستمر إلى إهمالها بشكلها.
    • الحرمان من النوم سبب أساسي في الإصابة بالتقلبات المزاجية، التي قد تتحول مع استمرار الأمر إلى اكتئاب.
    • تكرار الروتين اليومي دون أدنى تغيير.

    تشعر 50% من الأمهات ربات المنزل بالاكتئاب مقارنة بـ 48% من الأمهات العاملات.

     

    تأثيرات اكتئاب ربات البيوت

    يتم التأثير على العائلة بشكل كامل في حال تعرض الأم للاكتئاب في أي فترة من فترات الحياة، حيث يتمثل ذلك بما يلي:

      • الإهمال في المهام اليومية المتنوعة.
      • عدم التمكن من رعاية الأطفال وتربيتهم بالطريقة الصحيحة.
      • في حال حمل الأم، قد يؤدي اكتئابها وشعورها الدائم بالتوتر والقلق، بإنجاب طفل ذو حجم صغير أو التعرض للولادة المبكرة.
      • التأثير على النمو المعرفي للأطفال ومدى التحصيل الأكاديمي لهم.
      • قد ينتقل الاكتئاب بالوراثة، لذلك قد تنقل الأم المصابة بالاكتئاب إلى أبنائها، وبالأخص لبناتها في المستقبل.

       

      التعامل مع اكتئاب ربات البيوت

      يعتبر التعامل مع الاكتئاب من أكثر الأمور صعوبة، خاصة على الأم المسؤولة عن رعاية بيتها، لذلك لا بد من اتباع بعض الاستراتيجيات لتخفيف الأمر، ومن هذه الاستراتيجيات:

        • الاعتراف بالمشاعر: حيث أن الكثير من النساء تمر ببعض الأوقات التي تحتاج فيها للتعبير عن مشاعرها بكل صدق، مع عدم الحكم على الأم بأنها سيئة.
        • الرعاية الذاتية: لا يعني أن تقوم الأم بالاهتمام بنفسها صباحاً أنها مهملة لبيتها، فاهتمام والرعاية الذاتية لها الأثر الكبير على المزاج.
        • المشاركة في اللقاءات الاجتماعية: حيث يمكن التواصل مع بقية ربات البيوت في المنطقة، أو المشاركة في اللقاءات المحلية.
        • طلب المساعدة عند الحاجة: لا يمكن للأم القيام بجميع الأمر لوحدها في بعض الأوقات، لذلك لا بد من طلب المساعدة عند حاجتها للأمر.

         

        علاج اكتئاب ربات البيوت

        عند تدهور الأوضاع، لا بد من تلقي العلاج المناسب لتتمكن من استعادة مجريات الأمور، حيث يتم العلاج من خلال:

        العلاج النفسي

        يمكن للأخصائي النفسي الاختيار من ضمن مجموعة واسعة من الطرق العلاجية ما يناسب الحالة النفسية للأم، ومن هذه العلاجات:

        يعتبر مشاركة ما تشعرين به مع أمهات أخريات أو أخصائي رعاية من أفضل الطرق للتقليل من شعورك بالاكتئاب.

        العلاج الدوائي

        يمكن للطبيب النفسي وصف الأدوية المضادة للاكتئاب للحد من الأعراض التي تشعر بها الأم عند بقائها في المنزل.

         

        نصيحة عرب ثيرابي

        غالباً ما تسبب المهام الموكلة للأم في استنزافها، إلا أننا ننصح في عرب ثيرابي الأمهات بالاهتمام بالرعاية الذاتية قدر الإمكان، حيث أن لبعض الأمور البسيطة التأثير الكبير في الحماية من التأثيرات النفسية الكبيرة، ومن هذه الأمور:

        • المشي لمسافات قصيرة، وإن كان هذا المشي في المنزل.
        • استغلال فترة نوم الأطفال في الصباح أو وقت القيلولة في ممارسة التأمل.
        • قول لا للأمور التي تزيد من الإرهاق، ونعم لما يزيد من النشاط.