التفكير الزائد

التفكير الزائد: أنواعه وطرق التخلص منه

في بعض الأمور يكون التفكير الزائد أمراً طبيعياً جداً، حيث أن اتخذ القرارات الحياتية من زواج ودراسة وعمل يترتب عليه الكثير من النتائج المحتملة، أما في الأمور البسيطة فإن الإفراط في التفكير يعتبر أمراً لا بد من التوقف عليه.

ما هو التفكير الزائد

يمكن تعريف التفكير الزائد (Overthinker) على أنه التفكير بالأمر أو الموقف بشكل متكرر لفترة طويلة من الزمن، لكن ليس كل تفكير زائد يعتبر سلبياً، ففي حال عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح أو التوصل إلى نتيجة، يعتبر عندها التفكير الزائد أمراً غير صحي، حيث ينقسم هذا النمط من التفكير إلى:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • اجترار الماضي والحاضر.
  • القلق بشأن الأمور المستقبلية.

علامات تدل على التفكير الزائد لدى الشخص

من خلال بعض العلامات والدلالات، يتمكن الشخص معرفة نمط تفكيره، وتحديد ما إن كان يفكر بالأمور بشكل مفرط، وتتضمن هذه العلامات على:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • القلق بشأن الأمور المستقبلية، بحيث يتوقع الشخص حدوث أمور سيئة فيما بعد، مما يمنعه من الاستمتاع في وقته الحاضر.
  • اجترار الأفكار عن الأحداث الماضية، وما كان يمكن أن يقوم به الشخص، فهو يبقى أسيراً في الحقبة الزمنية السابقة.
  • قلق الشخص تجاه ما يظنه الآخرين عنه، وتفكيره الدائم عما يعتقدونه.
  • نظرة الشخص السلبية لنفسه، وحديثه مع ذاته بطريقة محبطة.
  • عند التفكير بأمر معين، فإن الشخص يعيد جميع الاحتمالات الواردة مراراً وتكراراً دون استبعاد أي منها، مع عدم التركيز أثناء التفكير، مما يمنعه من اتخاذ القرارات اللازمة.
  • تفاقم الأعراض الاكتئابية أو التوتر الذي يشعر به الشخص.
  • الوقوع في مشكلات جديدة أثناء البحث عن حل أو قرار لموقف محدد.
  • التفكير لدرجة تمنع الشخص من النوم.
  • عدم تمكن الشخص من السيطرة على قلقه، مما يؤثر في النهاية على عمله.

أسباب التفكير الزائد

يوجد العديد من الأسباب الكامنة وراء التفكير المفرط، إلا أن الشخص يجب أن يتتبع السبب الحقيقي الكامن وراء نمط تفكيره هذا للتمكن من التخلص من هذه العادة، ومن ضمن الأسباب المحتملة:(المرجع 4) (المرجع 5)

  • عادة يرتبط التفكير الزائد بالاكتئاب واضطرابات القلق وتعاطي المخدرات، حيث يعتبر هذا النوع من التفكير من أعراض الشائعة لذلك.
  • عدم القدرة على التركيز على الحل، والبقاء في دائرة مغلقة في محاولته لذلك.
  • التعود على اجترار الأفكار، مما يؤدي إلى اتخاذ الأمر أسلوباً في الحياة مع الأفكار جميعها.
  • الأرق، حيث أن عدم تمكن الشخص من النوم يؤدي به إلى التفكير المفرط في النتائج المترتبة على الأمور.
  • إقناع الشخص ذاته أنه كلما زاد تفكيره بالأمر، فإن احتمالية حصوله على قرار أو الحل الصحيح تكون أكبر.
  • الشعور بالندم على المواقف والقرارات الخاطئة التي اتخذها الشخص في الماضي.

هل يوجد أنواع مختلفة للتفكير الزائد

يتبع الأشخاص عند إفراطهم بالتفكير أنواعاً مختلفة، تتميز حسب نظرة كل منهم إلى الأمور الحياتية، ومن هذه الأنواع:

عدم الوسطية أو الحيادية في التفكير

حيث أن الأمور يجب أن تكون لدى الشخص إما ناجحة أو فاشلة، إما خير أو شر، أبيض أو أسود، أما النظر إلى الأمور بشكل متكامل، فإن الأمر غير وارد.(المرجع 3) (المرجع 5)

التعميم الخاطئ

بناءً على تجربة منفردة، قد يطلق الشخص تعميماً يطبقه على جميع المواقف اللاحقة، دون التطرق إلى احتمالية اختلاف النتائج أو التوقعات باختلاف الظروف.(المرجع 3) (المرجع 5)

السيناريو الأسوء

قد تسبب فكرة سوداوية واحدة لكنها بسيطة، في تلاحق العديد من الأفكار السوداوية المستقبلية الأخرى، وما يترتب على ذلك من شعور الشخص بالقلق من تحقق هذه الأفكار.(المرجع 3) (المرجع 5)

هل يرتبط التفكير الزائد ببعض الاضطرابات النفسية؟

على الرغم من أن التفكير الزائد لا يعد اضطراباً أو حالة نفسية، إلا أنه يساهم في كثير من الحالات إلى تطور الاضطرابات النفسية الأخرى، منها:(المرجع 4) (المرجع 5)

كيفية التخلص من التفكير الزائد

عند شعور الشخص بالنتائج المترتبة على تفكيره المفرط، فإنه يبحث بشكل جد عن طريقة تمكنه من التخلص من هذا التفكير، لذلك فإن اتباع الاستراتيجيات التالية يساعد الشخص في الوصول إلى هدفه:

تحديد نمط التفكير

لا يمكن للشخص أن يصبح ذو تفكير طبيعي ما لم يحدد نمط التفكير الخاطئ الذي يتبعه، حيث تعتبر هذه حجر الأساس في محاولة التغيير، وتساعد تدوين المذكرات على:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • تتبع الأوقات التي يفكر بها الشخص بشكل مفرط.
  • ملاحظة المحفزات والأسباب الكامنة وراء الأمر.
  • اكتشاف وتطوير استراتيجيات للتأقلم من المحفزات.

تحدي الأفكار

بسبب هذا التفكير، فإن الكثير من المعتقدات والأفكار المتكونة تكون غير مفيدة أو صحيحة، لذلك لا بد للشخص من تحدى نمط تفكيره والتوقف عن جترار الأفكار أو القلق بشأن النتائج.(المرجع 1) 

الاستشارة النفسية

في حال عدم تمكن الشخص من مساعدة نفسه لتغيير طريقة تفكيره، يمكنه حجز موعد للاستشارة النفسية من خلال زيارة موقع عرب ثيرابي، الذي يوفر جميع الخدمات النفسية على شكل جلسات عبر الانترنت.

الاسترخاء

باتباع تقنيات الاسترخاء المتنوعة، واختيار الأنسب منها، يمكن للتوتر والقلق الناتج على التفكير المفرط أن يتلاشى، وبالتالي التمتع بحياة نفسية صحية.(المرجع 6)

حل المشكلات

عندما يدرك الشخص أن طريقة تفكيره لا تعود عليه بالفائدة، يجب عليه تغييرها إلى طريقة يمكن من خلالها التركيز على الموقف والعمل على حل المشكلة، وباتباع أساليب حل المشكلات يمكنه الوصول إلى ذلك.(المرجع 6)

الدعم الاجتماعي

تعمل الأفكار عند الاحتفاظ بها في داخل النفس، على توليد الكثير من المشاعر وتزاحمها، لذلك يمكن من خلال الحصول على الدعم الاجتماعي والفضفضة للآخرين التوقف عن التفكير المنهك والوصول إلى النتيجة المفضلة.(المرجع 7)

الروتين الصحي

يساعد الروتين الصحي في التقليل من القلق المتولد من الأفكار المتزاحمة، والذي يتضمن على:(المرجع 7)

  • نظام غذائي صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • التقليل من الكافيين.
  • الابتعاد عن الكحول.

الابتعاد عن الإعلام ووسائل التواصل

الحصول المستمر على الأخبار العالمية أو الاجتماعية يساهم في تفاقم الشعور بالقلق لدى الشخص وبالتالي التفكير المفرط، لذلك ينصح بالتقليل من الوقت المخصص لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعية والأخبار المنتشرة على المواقع الإخبارية.(المرجع 7)

إعادة التفكير بطريقة سليمة

يجب عدم التوقف عند التفكير (ما لو حصل)، بل يجب إتباع الأمر بخطة محكمة للطريقة الصحيحة في التعامل مع المشكلة، فإن حصل ما تم التفكير به بشكل سلبي، يكون الشخص جاهز لتطبيق الحل.(المرجع 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *