تُعد المازوخية من المشكلات النفسية والسلوكية الخطيرة، والتي تنطوي على آثار شخصية ومجتمعية، ومن هذا المنطلق كان لا بد من البحث عن علاج المازوخية الفعّال، لضمان الحد من هذه السلوكيات غير العقلانية.
علاج المازوخية
ينقسم علاج المازوخية (Masochism) إلى قسمين رئيسيين، هما:
العلاج النفسي
يتمحور العلاج حول اكتشاف الأسباب الكامنة خلف المازوخية، حيث يستخدم المعالج النفسي ـحد الأساليب التالية:
- العلاج السلوكي (Behavior Therapy) للتحكم بالمحفزات وتعلم طريقة التعامل معها.
- أسلوب إعادة التركيز المعرفي (Cognitive Re-emphasizing) يعمل تدريب الشخص المازوخية على المهارات الاجتماعية.
العلاج الدوائي
يهدف الطبيب إلى تقليل الاستثارة من خلال وصف بعض الأدوية التي تعمل على تقليل مستويات هرمون التستيرون (Testosterone)، كما توصف بعض الأدوية للتقليل من الأوهام والحد من خطورة بعض المواقف.
طرق للوقاية من المازوخية
قد تتسبب المازوخية بأضرار بالغة قد تصل إلى الوفاة، لذلك لا بد من التحكم بالذات والوقاية من المازوخية قدر الإمكان من خلال اتباع النصائح التالية:
الحصول على الدعم
ويكون ذلك من خلال الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة، حيث أن فهم السلوكيات غير المرغوبة ومحفزاتها تساعد في تجنب والابتعاد عنها في المستقبل، بالإضافة إلى الانضمام إلى مجموعات الدعم المتواجدة في المنطقة.
الاستماع إلى صوت الضمير
يساعد الصوت الداخلي للشخص في توجيهه إلى الطريق الصحيح، ومحاسبته على الكثير من تصرفاته، لذلك لا بد من الاستماع لهذا الصوت عند محاولة صده ومنعه للتصرفات المؤذية.
إدارة التوتر
عند زيادة ضغوط الحياتية لا بد من البحث عن طرق للتخفيف منها، ويمكن ذلك من خلال:
- تعلم استراتيجيات الاسترخاء وممارسة أسلوب التنفس العميق (Deep Breathing Exercises)، وتمارين اليوغا.
- ممارسة الهوايات المفضلة، من مشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب أو سماع الموسيقى.
- طلب المساعدة من المقربين في حال كانت الضغوطات المنزلية والمهنية قابلة للمشاركة.
الاهتمام بالصحة البدنية
تنعكس الصحة الجسدية على الصحة النفسية بشكل كبير، لذلك يمكن لاتباع الأساليب الصحية في الحياة أن تساعد في وقاية الشخص من المازوخية عن طريق:
- أخذ قسط كافي من النوم يومياً، بما لا يقل عن 8 ساعات متواصلة.
- ممارسة التمارين الرياضية التي تتوافق مع العلاج النفسي.
- التقليل من تناول الكافيين والتدخين قدر الإمكان.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- الإقلاع عن تناول الكحوليات والمخدرات.
يجب أن يستمر الشخص بتناول العلاج المخصص وإن شعر بالتحسن، ففي حال التوقف عن تناوله ستعود الحالة كما كانت قبل العلاج.
أسباب المازوخية
في الواقع لا يوجد سبب محدد لإدمان المازوخية، إلا أنه من الملاحظ أن بعض العوامل قد يكون لها الأثر في ذلك، ومن هذه العوامل:
- غالباً ما يتم استبعاد كل تصرف غير مقبول عقلياً، إلا أن الخيالات والأوهام تبقيه موجوداً في الدماغ، مما يؤدي إلى تجربته وتقبله عند البعض.
- يرتبط الإدمان على المازوخية بالرغبة بالحصول على المناصب، إذ أثبتت الدراسات أن الشخص المازوخي لديه رغبة بأن يكون قائداً، وما يلبث أن يتحول في النهاية إلى خاضع للآخرين، فتظهر أعراض المازوخية عليه.
- قد يتبع البعض المازوخية للهروب من المواقف الواقعية والوصول إلى تخيلات جديدة من خلال ممارساتهم القاسية.
أعراض المازوخية
للمازوخية عدة جوانب، قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية، إلا أنها جميعها تشترك في الأعراض التالية:
عدم قول لا
لا يمكن للشخص المازوخي رفض أي أمر، فكلمة لا غير موجودة لديه، في محاولة منه لإرضاء الآخرين وإن كان من داخله رافضاً للأمر.
الإجهاد لتحقيق الذات
إن محاولة تحقيق الذات بحد ذاتها أمر جيد، إلا أن الشخص المازوخي يسعى إلى تحقيق ذاته من خلال إجهادها والوصول إلى أقصى درجات الإنهاك دون التوقف أبداً.
الانضباط المبالغ
يحاول المازوخي أن يكون منضبطاً بشكل لا يمكن تصوره، ولا يسامح نفسه في حال عدم الانصياع لقواعد انضباطه.
التضحية من أجل الآخرين
غالباً ما يحاول الشخص المازوخي الحصول على علاقات اجتماعية من خلال التضحية بنفسه لمساعدتهم.
عدم إظهار المشاعر
قد يشعر الشخص المازوخي بالإهانة في داخله من قبل الآخرين، إلا أنه لا يمكنه أن يبوح بما يجول بداخله، بل يُبقى ألم إحساسه لديه.
المبالغة في سماع صوت الضمير
يحاول ضمير الشخص المازوخي التحكم بجميع تصرفاته، فهو يقوم بانتقاد ما يقوم به الشخص، ويدفعه للعمل بجد أكثر لإثبات الذات.
الشكوى من الحياة
يشكو المازوخي بشكل مستمر من تفاصيل حياته ومن قدره، إلا أنه لا يسعى إلى تحسين أو تغير شيء، بل قد يرفض أي محاولة للتحسين.
الانجذاب إلى العلاقات المؤذية
يبحث الشخص المازوخي عن العلاقات التي تسبب له الألم أو الإهانة، دون أن ينتقدها بل يسعى إلى تحملها.
الفشل في الدفاع عن النفس
لا يمكن للشخص المازوخي أن يدافع عن نفسه أمام من يسبب له الأذى، وإنما يبقى رحيماً ولطيفاً ومتسامحاً معهم.
الفرق بين المازوخية والسادية
يخلط البعض بين المازوخية والسادية، إلا أن المازوخية هي الاستمتاع بإحساس الألم، أنا السادية فهي الاستمتاع بإلحاق الألم بشخص آخر.
نصيحة عرب ثيرابي
تؤثر المازوخية بشكل كبير على مشاعر الشخص وأفكاره، إلا أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أنه يمكنه تخطي الأمر من خلال:
- تحمل الشخص المسؤولية اتجاه أفكاره ومشاعره دون إلقاء اللوم على الآخرين.
- التعامل مع الحزن المتراكم عبر السنين والذي غالباً ما يرتبط بمرحلة الطفولة.