Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية: تحليل عميق للشخصية الهستيرية وصفاتها

يهتم الكثير من الأشخاص بردود أفعال الآخرين تجاههم، ويحاولون أن يكونوا مركز الانتباه أينما ذهبوا، فقد تدل هذه السمات على إصابة الشخص بما يسمى اضطراب الشخصية الهستيرية، وفي هذه المقالة نقدم تفاصيل شاملة عن هذا الاضطراب وكيفية التعامل معه.

 

اضطراب الشخصية الهستيرية

اضطراب الشخصية الهستيرية (HPD) أو ما يعرف بـ اضطراب الشخصية المسرحية. هو حالة صحية نفسية تتميز بمشاعر غير مستقرة أو تصور مشوه للذات ورغبة لا تقاوم في أن يتم ملاحظتها، بحيث يتصرف فيها الشخص بطريقة مبالغة بها للفت أنظار الآخرين.

 

عوامل الخطر لاضطراب الشخصية الهستيرية

تعمل بعض العوامل على زيادة احتمالية إصابة الشخص بهذا الاضطراب، ومن هذه العوامل:

  • التعرض للإساءة اللفظية.
  • التعرض للصدمة خلال فترة الطفولة.
  • زيادة الحساسية تجاه بعض المحفزات مثل الضوء أو الضوضاء.
 

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية

تعتبر أسباب اضطراب الشخصية المسرحية محددة، حيث يمكن أن تشتمل على:

  • الصدمات والتوتر أو القلق المتكون أثناء مرحلة الطفولة. حيث يعتمد الشخص على الموارد المتاحة والخبرات للتأقلم أو التكيف مع مشاعر الألم والذكريات السيئة القديمة.
  • رعاية الوالدين المبالغ بها أو إهمالهم لرعاية الطفل، وانعكاسات ذلك على النمو العاطفي والنفسي للطفل.
  • تؤثر الجينات العائلية في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث أن وجود اضطرابات شخصية في العائلة تعزز الإصابة الآخرين.

 

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

تظهر على من يعاني من اضطراب الشخصية المسرحية العديد من الأعراض، منها:

  • التمتع بالعلاقات الاجتماعية الجيدة، حيث يمكن استخدام هذه العلاقات لإظهار الذات.
  • الشعور بعدم الراحة إن لم يكن الشخص مركز اهتمام الآخرين.
  • القيام ببعض السلوكيات غير اللائقة، أو ارتداء الملابس الاستفزازية، وقد تكون هذه السلوكيات جنسية.
  • تقلب المشاعر بسرعة كبيرة.
  • التصرفات الدرامية وغير الصادقة، والمبالغة بالمشاعر أو التعابير.
  • الاهتمام بمظهر الجسد.
  • السذاجة أو التأثر بالآخرين بسهولة. 
  • عدم التفكير قبل اتخاذ القرارات، بل التصرف بتهور.
  • الاتصاف بالأنانية.
  • تقدير الذات بناءً عن مواقف أو آراء الآخرين.
  • الحساسية المفرطة تجاه الرفض أو الانتقاد.
  • الملل من الروتين بسرعة كبيرة.
  • صعوبة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
  • إظهار أعراض مبالغ بها من المرض.
  • التهديد بالانتحار للتلاعب بعواطف الآخرين.
  • غالباً لا يدرك الشخص المصاب أنه يتصرف بطريقة غير لائقة.
عادةً ما يتمتع أصحاب الشخصية الهستيرية بمهارات تواصل جيدة وغالبًا ما يتمتعون بشخصية كاريزمية كبيرة.

 

تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية

لتشابه بعض الأعراض مع أعراض أمراض نفسية أخرى، لا بد للمعالج التأكد من خلو الشخص من باقي الأمراض، والتحقق من وجود 5 نقاط من النقاط الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية للتمكن من تشخيص الحالة على أنها اضطراب الشخصية المسرحية، وهذه النقاط هي:

  • عدم الراحة في المواقف التي لا يكون فيها الشخص محور اهتمام الآخرين.
  • التعامل مع الآخرين بسلوك جنسي غير لائق أو مستفز.
  • التعبير العاطفي السطحي أو غير الحقيقي، بالإضافة إلى التقلبات السريعة.
  • الاعتماد على المظهر الجسدي للفت انتباه الآخرين.
  • التحدث بأسلوب يفتقر إلى التفاصيل أو يتسم بالانطباعية الذاتية.
  • المبالغ في التعبير عن العاطفة، والاعتماد على الأسلوب الدرامي في التعامل مع الآخرين.
  • التأثر السريع بالآخرين.
  • تظهر العلاقات أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع.

تستمر الشخصية في التطور خلال الطفولة والمراهقة. لذلك عادةً لا يتم التشخيص إلا بعد سن 18 عامًا.

 

العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الهستيرية

في معظم الحالات لا يلجأ المريض إلى العلاج إلا في حدوث منحنى شديد في حياته، عندها يقتنع أنه بحاجة إلى المساعدة العلاجية، والتي تعتمد على العلاج النفسي بأنواع محددة مثل:

العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Psychotherapy)

ويركز هذا العلاج على الجذور النفسية للمشكلة من أساسها، ويعتمد على التفكير أو الفحص الذاتي للمريض، حيث يتعرف المريض على أنماط الصراعات في علاقاته الحياتية والعمل على تحسينها.

العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

يركز العلاج المعرفي السلوكي على الهدف، إذ يمكّن المريض من معرفة أفكاره أو عواطفه، ومدى تأثيرها على السلوكيات، ليستطيع التخلص من الأفكار والأفعال السلبية وإحلال أفكار أخرى إيجابية مكانها.

العلاج الجماعي للتخلص من اضطراب الشخصية الهستيرية

يعتمد هذا النوع من العلاج على تجميع أشخاص يعانون من المشكلة النفسية ذاتها، للتمكن من اكتساب الخبرات من بعضهم، وتعلم مهارة التواصل الصحيحة أو تكوين العلاقات الصائبة، كما تمكن المريض من رؤية انعكاسات السلوكيات المماثلة لسلوكه على ذاته.

العلاج النفسي الداعم (Supportive Psychotherapy)

يركز هذا العلاج على التقليل من الأعراض وتحسين تقدير الذات واستعادة أساليب التأقلم الصحيحة، من خلال فحص العلاقات أو أنماط الاستجابة بالإضافة إلى السلوك العاطفي.

 

العلاج الدوائي لاضطراب الشخصية الهستيرية

قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لوصف بعض الأدوية التي من شأنها تحسين الخلل العاطفي مثل أدوية الاكتئاب أو تقلبات المزاج والقلق والغضب.

 

مدى انتشار اضطراب الشخصية الهستيرية

يعتبر اضطراب الشخصية المسرحية من الاضطرابات النادرة، حيث أن ما نسبته 1% من الأشخاص فقط يعانون من هذا الاضطراب، كما أن النساء هم أكثر عرضة لذلك، بالإضافة إلى ظهور الأعراض في مرحلة المراهقة.

اضطراب الشخصية الهستيرية نادر نسبيًا. يقدر الباحثون أن حوالي 1% من الأشخاص يعانون من هذه الحالة.

 

اضطرابات ذات صلة مع اضطراب الشخصية الهستيرية

غالباً ما يرتبط اضطراب الشخصية المسرحية بالاضطرابات الأخرى، سواءً كان هذا الاضطراب سبباً للاضطرابات الأخرى أو كان نتيجة له، ومن هذه الاضطرابات:

 

التعامل مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الهستيرية

نظراً لأن الشخص المصاب باضطراب الشخصية الهستيرية لا يرى سلوكياته خاطئة، لذلك يكون التعامل معه صعب للغاية، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تسهل التعامل معه:

  • الحصول على المعلومات الكافية عن الاضطراب، مما يساعد في فهم أسباب سلوكيات الشخص، ويقلل أخذ تصرفاته على محمل شخصي.
  • وضع الحدود التي يلتزم بها الطفل المصاب بالاضطراب لكي لا يتجاوزها في التصرفات الدرامية الخاصة به.
  • اللجوء إلى العلاجات النفسية الخاصة بالأزواج.
  • ممارسة تمارين اليقظة بالإضافة إلى اليوغا أو التاي تشي، التي من شأنها تحسين مستوى التحكم بالمشاعر الداخلية، بالإضافة إلى تقليل التوتر والقلق وتوفير التأثيرات الإيجابية نحو الاندفاعية والعواطف.

 

مضاعفات اضطراب الشخصية الهستيرية

ينتج عن الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية بعض المضاعفات، وغالباً ما يكون مرض الاكتئاب من المضاعفات الواردة بشدة بسبب فشل العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأمراض، مثل:

  • اضطراب الأعراض الجسدية (Somatic Symptom Disorder): ويعاني فيه الشخص من الضيق الشديد نتيجة الأعراض الجسدية التي يشكو منها، وينتج عنه أفكار ومشاعر وسلوكيات غير طبيعية.
  • نوبة الهلع (Panic Attack): ويعاني الشخص خلال نوبات الهلع من خوف شديد ومفاجئ وأعراض جسدية قوية، كاستجابة لا يتناسب فيها كل من الخوف والأعراض مع الموقف.
  • اضطراب التحويل (Conversion Disorder): وهو اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية، وخلاله يعاني الشخص من فقدان وظيفة جزء من الجهاز العصبي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

في حالة اضطراب الشخصية الهستيرية لا يتمكن الشخص التعامل مع الأعراض التي يعاني منها بشكل منفرد، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الخضوع للجلسات العلاجية والتي تمكن الشخص من تعلم التقنيات المناسبة للتعامل مع الأعراض، كما يمكن أن يفيده اتباع النصائح التالية:

  • وضع المواعيد الثابتة لتناول الطعام والنوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الابتعاد عن الكحول والمخدرات.
  • طلب المساعدة من قِبل الأصدقاء والمقربين.