ما ستجده في هذا المقال:
أصبح لا شك به أنه كلما بدأ علاج التوحد في وقت مبكر للطفل كلما كانت النتائج الإيجابية أكبر، وهذا ما يقدمه برنامج دنفر للتوحد، والذي يقدمه مختصون حاصلون على شهادات خاصة تؤهلهم بممارسته، مما يضمن اندماج طفل التوحد بشكل أفضل مع البيئات المحيطة.
ما هو برنامج دنفر للتوحد؟
يُعد برنامج دنفر للتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد (The Early Start Denver Model – ESDM) الركيزة الأولى التي ينطلق منها علاج التوحد، ويستهدف الأطفال في المرحلة العمرية الممتدة ما بين (12 – 48) شهراً الذين تم تشخيصهم بهذه الحالة، حيث يعتمد على العلاجات السلوكية لتحسين الأعراض التي يعاني منها الطفل ومن الجدير بالذكر أنه كان يطلق على هذا البرنامج اسم برنامج مرحلة ما قبل المدرسة.
اعرف المزيد: اضطراب طيف التوحد وعلاماته عند الأطفال
الجهات المؤهلة لتطبيق برنامج دنفر للتوحد
من خلال المشاركة في التدريب المقدم من قبل البرنامج، تحصل الجهة المشاركة على الشهادة الإثباتية على قدرتها على تطبيق هذا البرنامج على أطفال التوحد، ومن الجهات المؤهلة لذلك:
-
- الأخصائي النفسي.
- المعالج المهني.
- أخصائي أمراض النطق أو أمراض اللغة.
- معلمي الطفولة المبكرة.
- طبيب الأطفال التنموي.
- أخصائي تعديل السلوك.
- الوالدين أو مقدم الرعاية للطفل.
ويقوم الفريق المخول بالعلاج بوضع الخطة العلاجية أو التدريسية للطفل المصاب بالتوحد بما يتناسب مع الحالة الخاصة بالطفل، وما يحتاج إليها من مهارات للتمكن من البناء على القدرات الأساسية التي يمتلكها.
مبدأ عمل برنامج دنفر للتوحد
يعتمد عمل برنامج دنفر على دمج كل من التحليل السلوكي التطبيقي ABA والتطور التنموي للطفل في علاج أشكال التوحد المختلفة، حيث يقوم على:
-
- مراقبة الطفل في جميع النشاطات أو الألعاب التي يمارسها، وتقديم الوالدين المعلومات الكاملة التي تساهم في معرفة نقاط الضعف.
- تحديد نقاط الضعف الموجودة لدى الطفل من خلال مقارنتها مع هو طبيعي في عمره، وغالباً ما تتمحور حول التواصل الاجتماعي أو دمج مجموعة من المهارات معاً.
- استخدام الوالدين والمعالج اللعب في علاج الطفل في أي بيئة، مما يعمل على تطوير المهارات والعلاقات الإيجابية بشكل واضح.
- يخضع الطفل في هذا النوع من العلاج إلى جلسات أسبوعية تصل إلى 20 ساعة لمدة عامين كاملين.
- لإكمال دور الجلسات العلاجية المقدمة في العيادة، يمارس الوالدين في المنزل مجموعة من النشاطات لضمان الوصول إلى النتيجة المرجوة.
يركز العلاج على مساعدة الطفل على تطبيق وتعميم المهارات المكتسبة في المواقف المختلفة.
مميزات برنامج دنفر للتوحد
يتميز برنامج دنفر للتوحد بالكثير من المميزات التي تجعله الخيار المفضل في العديد من الحالات، ومن مميزات هذا البرنامج:
-
- تمكين دور الوالدين الكبير والفعال في البرنامج.
- استخدام أسلوب العلاج باللعب لتشجيع الطفل على الاستمرار والتواصل مع الوالدين والمعالج بشكل ممتع، وتكوين العلاقات الإيجابية.
- الاهتمام بالمهارات اللغوية والتواصل لدى الطفل والمعتمدة على العلاقات الإيجابية ومدى التأثر بالآخرين.
- التركيز على التفاعل الاجتماعي الديناميكي مع الآخرين.
- تعزيز العمل الجماعي من خلال الأنشطة المشتركة بين المجموعات.
- التركيز على الحاجات التنموية الخاصة بالطفل بشكل منفرد.
- يمكن تطبيق هذا البرنامج في بيئات متنوعة، حيث يمكن تطبيقه في العيادة الخاصة بالمعالج او في المنزل أو المدرسة أيضاَ.
- يمكن ممارسة البرنامج مع الأطفال في العلاج المنفرد، كما أنه فعّال للغاية في العلاجات الجماعية.
- يمكن الوصول إلى الأمور التي يجب تعليمها أو تدريسها للطفل من خلال اللعب فقط.
يساعد المعالج على تعليم الطفل مهارات جديدة، مثل استخدام الإيماءات للتواصل، والتناوب في المحادثات، وتقليد الإجراءات.
لماذا يجب الخضوع لهذا البرنامج؟
تكمن أهمية الخضوع لهذا البرنامج كونه حجر الأساس لخطوات قادمة من العلاجات التكميلية في المراحل المتقدمة. حيث أنه يعمل على تهيئة الطفل لكيفية تكوين العلاقات في المدرسة والتمكن من الاندماج بشكل أفضل أو أقل حدة في الوقت اللاحق، كما أن هذا البرنامج يساهم في إحداث فرق طويل الأمد على سلوكيات الطفل تبقى معه على مدى حياته.
أمثلة على كيفية استخدام ESDM
يمكن تطبيق البرنامج بعدة طرق لضمان الحصول على النتائج المتوقعة منه، ومن هذه الطرق نذكر:
الجلسات العلاجية
خلال الجلسات العلاجية يقوم المعالج المدرب بشكل خاص على البرنامج بتعليم الطفل المزيد من المهارات أو السلوكيات الصحيحة.
النشاطات المنزلية
يقوم الوالدين بإسقاط تقنيات البرنامج المختلفة على النشاطات المنزلية المتنوعة لمشاركة الطفل بالروتين اليومي.
فصول التعليم الخاص
يمكن للمعلمين المتخصصين بالتعليم الخاص أن يطبقوا هذا البرنامج في الحصص الدراسية لتعليم الطفل أو تنمية مهاراته.
البيئات المجتمعية
من خلال مجموعات اللعب المخصصة لهذه الفئة من الأطفال، يمكن مشاركتهم بالألعاب المتضمنة تقنيات برنامج دنفر للتوحد.
يمكن للعلماء تطبيق هذا البرنامج لملاحظة مدى التقدم أطفال التوحد خلال تطبيق التقنيات المحددة في البرنامج.
ما هي الاستراتيجيات المتبعة في برنامج التدخل المبكر للتوحد؟
تتوافق استراتيجيات البرنامج مع الكثير من المبادئ المتبعة في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، ومن هذه الاستراتيجيات:
-
- وجوب جذب انتباه طفل التوحد بشكل كبير قبل إعطائه التعليمات، لضمان استيعابه وتركيزه بها.
- تقسيم النشاطات أو المهام التي توكل للطفل إلى خطوات محددة ومتسلسلة وواضحة ليتمكن من انهائها بالترتيب الصحيح.
- استخدام المعززات المناسبة للمهارات التي يتعلمها الطفل في الوقت المناسب وربطها بشكل مباشر مع المواقف الاجتماعية.
- الربط بين النشاطات والخطوات بشكل متسلسل، للتمكن من إيجاد الروابط أو التعلم بشكل متدرج.
- تصحيح الأخطاء بشكل مباشر لتحفيز الأداء الأكثر دقة في النشاطات.
اعرف المزيد: طرق التعامل مع طفل التوحد
طرق متابعة التقدم مع برنامج دنفر للتوحد
يقوم المختصين بالعلاج بتقييم ومتابعة مدى التطور الحاصل على حالة الطفل المصاب بالتوحد والخاضع لبرنامج دنفر، لذلك يتم اتباع مجموعة من النقاط المحددة للتمكن من معرفة الأهداف المحققة، وهذه النقاط هي:
-
- معرفة مسبقة بحالة الطفل بشكل واضح، والتي تتضمن المهارات التي يتقنها الطفل بشكل جيد بشكل مسبق أو معرفة نقاط الضعف التي يعانيها.
- وضع الأهداف المتوقع تحقيقها لكل طفل بناءً على المعرفة المسبقة، ومتابعة تحقيق كل هدف بشكل مفصل ودقيق.
- الاحتفاظ بسجل للنشاطات المتعلقة بكل هدف من الأهداف، مع التقييمات التي يحصل عليها الطفل في هذه النشاطات.
- مدى ملاحظة الوالدين أو مقدم الرعاية للطفل التغيير الطارئ على مهارات الطفل بعد كل جلسة.
- بعد إتقان المهارات بشكل مفصل داخل العيادة، يتم متابعة مدى تطبيقها في البيئات الأخرى.
- مراجعة الأهداف المحققة بين الفترة والأخرى لضمان المرور بها جميعها إلى أن يتم تحقيقها بالكامل.
دلالات نجاح برنامج دنفر للتوحد
أظهرت الدراسات المتعلقة بهذا البرنامج نجاحه بشكل كبير بين الأطفال الذي لا يتجاوز عمرهم 18 شهراً، حيث كانت النتائج كما يلي:
-
- تحسن مستويات التعلم لدى الطفل.
- زيادة القدرة على التواصل اللغوي.
- تطور السلوكيات التكيفية لديه.
- الحد أو التقليل من أعراض التوحد التي يعاني منها الطفل.
- تحسين نشاطات الدماغ المرتبطة بالنشاطات الاجتماعية أو التواصلية.
- القدرة على التعبير عن الذات بشكل أفضل.
كلمة من عرب ثيرابي
التعامل مع طفل التوحد من الأمور الصعبة، ولذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه يمكن التقليل من هذه الصعوبات من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات، ومنها:
- عند التحدث مع طفل التوحد يجب استخدام اسمه ليتمكن من معرفة أن الحديث موجه إليه.
- استخدام لغة بسيطة ومفهومة.
- التحدث ببطء.
- لتوصيل معنى الحديث يفضل استخدام الإيماءات والصور أو الرموز والتواصل البصري.
- الصبر أو إتاحة المزيد من الوقت للطفل ليتمكن من فهم المقصود.