ما ستجده في هذا المقال:
عندما لا يتمكن الشخص من الحصول على القدر الكافي من النوم خلال الليل فإن يعاني من نعاس دائم في اليوم التالي وهذا طبيعي. إلا أنه في حالة النوم القهري يختلف الأمر، حيث يشعر الشخص بالنعاس معظم الوقت على الرغم من حصوله على القدر الكافي من النوم الليلي.
ما هو النوم القهري؟
النوم القهري أو الخدار أو التغفيق (Narcolepsy) هو نوع من أنواع اضطرابات النوم بحيث لا يستطيع الشخص المصاب بهذه الحالة البقاء مستيقظاً لفترة من طويلة من الوقت بل يغلبه النوم المفاجئ. ويعد النوم القهري من الحالات المزمنة التي لا يتم علاجها لكن يمكن السيطرة عليها من خلال الأدوية وتغيير الأنماط الحياتية.
أنواع النوم القهري
في بعض الحالات يتسبب النوم القهري بفقدان الشخص قوة عضلاته بشكل مفاجئ عندما المشاعر القوية (مثل الضحك) حيث تسمى هذه الحالة الجمود (Cataplexy). وبناءً على ذلك يمكن تقسيم الخدار إلى نوعين هما:
- النوع الأول الخدار المسبب للجمود.
- النوع الثاني الخدار غير المسبب للجمود.
آلية حدوث النوم القهري لدى الشخص
يصاب الشخص بالنوم القهري بسبب عدم كفاءة دورة النوم والاستيقاظ الخاصة به، حيث أن بعض التغيرات الدماغية تجعل من الصعب على الشخص التحكم بنومه. الأمر الذي ينتج عنه شعور مستمر بالنعاس وعدم القدرة على الشعور بأن الجسم أخذ كفايته من النوم.
أعراض النوم القهري
تبدأ الأعراض بالازدياد خلال السنوات الأولى من الإصابة بالحالة وبعد ذلك يصبح اضطراباً مستمر مع الشخص، ومن الأعراض التي ترافق هذا الاضطراب:
النعاس المفرط خلال النهار
يعتبر النعاس خلال النهار من أولى الأعراض التي يعاني منها الشخص وأكثرها وضوحاً، مما يؤثر سلباً على قدرته على التركيز أثناء قيامه بالمهام الموكلة إليه وقلة يقظته. حيث يلاحظ:
- النوم دون سابق إنذار سواء كان يقوم بعمل معين أو يتحدث مع الآخرين أو كان يشعر بالملل.
- يمكن أن يعرض هذا النوم الشخص للمخاطر، فمثلاً قد يغفو أثناء قيادة السيارة.
- قد يستغرق النوم القهري من عدة دقائق إلى نصف ساعة.
- في بعض الأحيان قد يستمر الشخص أثناء النوم القيام بالأعمال التي كان يقوم بها قبل نومه، إلا أنه عندما يستيقظ قد لا يتذكر ما قام به أو قد لا ينجزه بشكل جيد.
الجمود
يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من الخدار من فقدان التحكم بالعضلات والذي تختلف شدته ما بين عدم القدرة على الكلام إلى ضعف كامل بالعضلات، حيث قد يخفض الشخص رأسه فقط أو قد تفقد ركبتيه قوتهما ويسقط. وينتج الجمود من المشاعر القوية مثل:
- الضحك.
- الإثارة.
- الخوف.
- الغضب.
- المفاجأة.
قد يعاني بعض الأشخاص من نوبتين أو ثلاث من الجمود في السنة، بينما يعاني البعض الآخر من عدة نوبات جمود خلال اليوم الواحد.
شلل النوم Sleep Paralysis
وهو حالة لا يمكن للشخص التحرك نهائياً خلالها، وتحدث أثناء النوم أو بعد الاستيقاظ مباشرة. وعلى الرغم من عدم استغراق هذه الحالة سوى بضعة دقائق إلا أنها مخيفة حقاً. وغالباً يكون الشخص على دراية كاملة بما مر به.
ليس بالضرورة أن يعاني الشخص من النوم القهري إن كان يعاني من شلل النوم.
الهلاوس
يرى من يعاني من الخدار بعض الهلاوس البصرية خلال نوبة شلل النوم أو قبل النوم مباشرة أو بعد الاستيقاظ. حيث تكون هذه الهلاوس حية لدرجة تبعث الخوف في النفس.
تغير وقت مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)
من المعروف أن الشخص يدخل في مرحلة نوم حركة العين السريعة بعد النوم بفترة تتراوح بين (60 – 90) دقيقة. لكن في حالة الخدار قد تبدأ هذه المرحلة بعد النوم بمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، كما يمكن أن تحدث خلال النوم أثناء النهار بأي وقت.
أعراض أخرى للنوم القهري
يمكن للشخص المصاب بالنوم القهري أن يعاني من اضطرابات نوم أخرى مثل:
- الأرق.
- انقطاع التنفس الانسدادي.
- اضطراب سلوك نوم حركة العين السريعة.
ارتباط النوم القهري بالأمراض النفسية
على الرغم من عدم القدرة على تفسير كيفية الربط بين النوم القهري والأمراض النفسية على وجه التحديد، إلا أن الدراسات أثبتت وجود هذا الارتباط. حيث قد يسبب النوم القهري الأمراض النفسية التالية:
الاكتئاب
بسبب الخدار قد لا يستطيع الشخص الحفاظ على وظيفته، كما يمكن أن يتسبب بالكثير من المشكلات العائلية وانقطاع العلاقات الشخصية. الأمر الذي قد ينتج عنه تولد الكثير من المشاعر السلبية التي تتحول في نهاية الأمر إلى اكتئاب.
أظهرت الدراسات أن ما نسبته 57% من الأشخاص الذين يعانون من النوم القهري هم مصابون بالاكتئاب.
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD
قد العلاقة عكسية بين الخدار واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إلا أن الأبحاث أثبتت أن الأطفال الذين يعانون من الخدار هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب من الأطفال الذين لديهم نمط نوم منتظم. حيث أنه وفقاً لإحدى النظريات قد يلجأ الطفل إلى فرط الحركة والنشاط الزائد لتعويض الشعور بالنعاس.
اضطرابات القلق
يمكن تفسير الإصابة بأحد أنواع اضطرابات القلق عندما يعاني الشخص من الخدار من خلال القلق من فقدان السيطرة على العضلات أو النوم أمام الآخرين. ومن ضمن هذه الاضطرابات نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي.
ما نسبته (35 – 53)% من حالات الخدار يعاني فيها الأشخاص من أحد أنواع القلق.
اضطرابات الأكل
يسبب النوم المتقطع الذي يتعرض له الشخص في حدوث اضطراب أو خلل بالهرمونات التي بدورها لها التأثير الكبير على الهيئة والاشتهاء لأنواع محددة من الطعام.
الفصام
لا تزيد احتمالية الإصابة بالفصام عندما يعاني الشخص من النوم القهري، إلا أنه بسبب الهلاوس المميزة لكلا الحالتين يحدث هذا الربط.
نصيحة عرب ثيرابي
قد يسبب النوم القهري الكثير من المشكلات، حيث قد يصبح الشخص عرضة لحوادث السيارات إذا حدث النوم أثناء القيادة أو الحروق إذا حدث أثناء الطهي. بالإضافة إلى مشكلات أخرى كثيرة. لكن يمكن التحكم بالأمر بشكل أفضل من خلال اتباع النصائح المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي، ومن هذه النصائح:
- الالتزام بروتين نوم محدد لا يتم تجاهله في أيام العطل.
- تحديد أوقات معينة خلال النهار يأخذ فيها الشخص قيلولة لمدة 20 دقيقة، مما يضمن تأخير حالة النعاس لمدة قد تصل إلى 3 ساعات.
- الابتعاد عن التدخين والكحول قدر الإمكان.
في حال كانت حالات النوم تؤثر على حالتك النفسية بشكل كبير فإن الحل الأمثل هو استشارة أخصائي نفسي متمرس، وهذا ما توفره منصة عرب ثيرابي. حيث أن جميع الأطباء والأخصائيين النفسيين مستعدين لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة.
