تعديل سلوك مريض التوحد قد يكون تحديًا وصعبًا بالنسبة للأهل؛ لأن أساليب تأديب وتوبيخ مريض التوحد لا تشبه أبدًا أساليب التعامل مع الأشخاص الآخرين، ونادرًا ما تكون فعالة مع مريض التوحد.[مرجع4]
استراتيجيات تعديل سلوك مريض التوحد
من أهم استراتيجيات تعديل سلوك مريض التوحد التي تُساعد في التعامل معه جيدًا، وبشكل خاص في مرحلة التدخل المبكرة عندما يكون طفلًا:
تعليم إدارة الوقت
غالبًا ما يواجه مريض التوحد صعوبة في إدارة وقته؛ حيث لا يُمكنه تقدير المدة التي تلزمه لإكمال الأنشطة، وعندما ينتهي النشاط بشكل مفاجئ قد تكون ردة فعله سلبية، ويُمكن ذلك باستخدام مؤقت رملي أو أجهزة ضبط الوقت لتحديد الوقت المتاح لكل نشاط.[مرجع1]
تعزيز السلوكيات الإيجابية
من المهم للغاية تعزيز السلوكيات الإيجابية عند الرغبة في تعديل سلوك مريض التوحد، ويُمكن أن يتم منحه المكافآت لكل سلوك إيجابي يقوم به، وذلك مثل 5 دقائق من الألعاب الإلكترونية، أو قطعة من الشوكولاتة، أو استراحة صغيرة، ويُفضل أن يقوم الشخص بتحديد المكافأة التي يرغب بها.[مرجع1]
منحه خيارات للأنشطة
من استراتيجيات تعديل سلوك مريض التوحد عند الأشخاص هي منح الشخص خيارات للأنشطة حتى يقوم بالاختيار منها، وذلك حتى يتمكن من الشعور بالسيطرة، والذي يُعزز من إحساسه بالاندماج والتمكين، كما يزيد من تحفيزه واستجابته.[مرجع1]
استخدام العناصر المرئية والقصص الاجتماعية
يحتاج الكثير من الأشخاص باستمرار وانتظام لتذكيرات مرئية (مثل الصور، واللوحات) وقصص اجتماعية توضح كيفية التعامل مع بعض المهام بالنسبة للمريض، وتكمن أهميتها في الأمور التالية:[مرجع1]
- العناصر المرئية تُساعد في دعم احتياجات مريض التوحد.
- تُساعد الشخص على اتخاذ القرارات.
- تمنح الشخص خيارات للإجابة على الأسئلة.
- القصص الاجتماعية تُحضر الشخص للأحداث القادمة والتغييرات.
تعليم مهارات التأقلم واستراتيجيات التهدئة
يحتاج مريض التوحد لتعلم مهارات التأقلم والتهدئة؛ حتى يتمكن من التعامل مع مشاعر الإحباط والقلق التي يُصاب بها، وحتى يتمكن من الاعتماد على نفسه وتنفيذ بعض المهام بشكل مستقل، وذلك باستخدام الأدوات الجسدية والعاطفية التي تجعله يشعر بالهدوء، وذلك مثل:[مرجع1]
- بطانية ثقيلة.
- مقعد نطاط.
- الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- تمارين التنفس العميق والتمدد.
- عد الأرقام بشكل عكسي.
المحافظة على الروتين
الروتين والاتساق هو ما يجعل مريض التوحد يشعر بالأمان والاستقرار، كما يزيد من شعوره بالاستقلالية، ولذلك يجب وضع روتين يومي لمريض التوحد والالتزام به بشكل تام، واتباع استراتيجية التعامل مع التغييرات عند إجراء أي تغيير.[مرجع1]
التعامل مع التغييرات
من أهم استراتيجيات تعديل سلوك مريض التوحد هي تعليمه استراتيجية التعامل مع التغييرات؛ حيث أن أي تغيير بسيط في روتينه قد يسبب له الانهيار، ومن أفضل طرق التعامل مع التغيرات لمريض التوحد:[مرجع1]
- منح الشخص إشعار قبل حصول أي تغيير.
- استخدام العناصر المرئية والدعامات البصرية لتهيئة الشخص.
- اتباع اتساق لحصول التغيير.
- استخدام لغة مختصرة وواضحة.
- تقديم المدح للمريض عند إجراء أي تغيير مهما كان صغيرًا.
مواجهة المحفزات
لكل حالة توحد ظروف تختلف عن غيرها، وبالتالي محفزات تختلف عن غيرها مثل الضوء أو الأصوات، ويُفضل زيادة تعرّض الشخص للمحفزات التي تجعله يُعاني من مشاكل حسية حتى يتدرب على قبولها، وتُصبح أمرًا طبيعيًا بالنسبة له مع كثرة التعرض لها.[مرجع1]
تعليم المراقبة الذاتية وتنظيم العواطف
المراقبة الذاتية للعواطف والقدرة على تنظيمها مهارة مهمة لمريض التوحد؛ حتى يتمكن الشخص من التعبير عن مشاعره وعواطفه بالطرق الصحيحة دون أن يتسبب بالأذى لنفسه أو للآخرين من حوله.[مرجع1]
الاستراتيجيات السلوكية في تعديل سلوك مريض التوحد
يُمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات السلوكية التي تُساعد في تعديل سلوك مريض التوحد، ومنها:
التدخل السلوكي المعرفي (CBI)
والذي يعتمد على تعديل السلوك أو تحسينه من خلال العمليات المعرفية في العقل، من خلال تعليم مريض التوحد الطرق الأفضل لتغيير الأفكار السلبية، ويستخدم لتعديل سلوكيات مثل الغضب أو القلق.[مرجع2]
التدريس التجريبي المنفصل (DTT)
وهو نهج تعليمي يُستخدم لتعليم المهارات في بيئة منظمة وخاضعة للرقابة، ويتضمن تكرار مجموعة من المهارات التعليمية التي لها بداية ونهاية محددة.[مرجع2]
استراتيجيات الانقراض (EXT)
تستخدم هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات السلوكية في تعديل سلوك مريض التوحد لتعزيز السلوكيات الجيدة، والتقليل أو القضاء على السلوكيات الصعبة، وتعتمد على التحديد الدقيق للسلوك.[مرجع2]
النمذجة
تتضمن النمذجة إظهار السلوكيات المرغوبة حتى يقوم مريض التوحد بتقليدها، وفي النهاية يستمر المريض بالسلوكيات الجيدة.[مرجع2]
التدريس العرضي
يعتمد هذا النوع من الاستراتيجيات على اتباع خطة تعليمية صارمة بدلًا التركيز على السلوكيات والرغبات التي لدى مريض التوحد، على السبيل المثال إذا كان الهدف أن يستخدم المريض الكلمات عندها يجب وضع شيء يستخدم المريض بانتظام بعيدًا عنه، والانتظار حتى يتكلم ويطلبها.[مرجع2]
مقاطعة الإستجابة وإعادة التوجيه (RIR)
تعتمد هذه الاستراتيجية على إعادة توجيه تركيز مريض التوحد على سلوك آخر عند قيامه بالسلوك غير المرغوب به، ومع مرور الوقت يقل استخدامه لهذا السلوك، ويُعتبر فعالًا في المشكلات الحسية.[مرجع2]
تقسيم المهمة
عند تعديل سلوك مريض التوحد يُفضل أن يتم تقسيم المهمة الواحدة إلى عدة مهام صغيرة يُمكن لمريض التوحد تنفيذها بسهولة، وعندما ينفذ مجموعة من المهام الصغيرة تزيد ثقته واستقلاليته.[مرجع2]
تأثير البيئة المحيطة على تعديل سلوك مريض التوحد
يُمكن أن تؤدي البيئة المحيطة (غرفة في المنزل، أو الحديقة، أو المدرسة) محفزة للسلوك غير المرغوب به من مريض التوحد، ولذلك تحسين البيئة المحيطة يُساعد على تعديل سلوك مريض التوحد بطريقة إيجابية، ويفضل تعديل البيئة المحيطة على النحو التالي:[مرجع2]
- وضع الطعام والشراب في مكان يسهُل الوصول إليه.
- استخدام جدول مرئي حتى يتمكن مريض التوحد من معرفة الأمور التي سوف يواجهها، مع ترتيبها.
- وضع مهام للشخص يُمكنه تحقيقها.
- الاعتماد على التواصل بطرق سهلة وبسيطة يفهمها شخص التوحد.
- التأكد من أن مريض التوحد يُمكنه الوصول لجميع الأدوات التي يحتاج استخدامها.
- عند الانتقال لبيئة جديدة يُفضل اختيار وقت هادئ من اليوم للانتقال لها.
- تغيير الأنشطة أو المواد التعليمية.
- الإعداد المُسبق للأنشطة القادمة
- تغيير تنسيق أو مستوى صعوبة النشاط.
زيادة تعاون مريض التوحد
حتى يتم تعديل سلوك مريض التوحد بالطريقة المرجوة منه يجب زيادة تعاون مريض التوحد، وذلك من خلال الآتي:[مرجع3]
- التواصل الفعال من خلال الوضوح والمباشرة في الكلام.
- تجنب السخرية من مريض التوحد أو إلقاء النكات.
- تقديم الدعم والمساعدة له أثناء أدائه أي مهام أو واجبات.
- منح مريض التوحد فترات راحة بين المهمة والأخرى، وبشكل خاص إذا كان طفل.
- وضع جدول يومي مرن، وتغيير طرق تنفيذ المهام إذا كانت صعبة على مريض التوحد.
السلوكيات السيئة لمريض التوحد
يجب تعديل سلوك مريض التوحد عند مواجهته سلوكيات تؤثر على حياته وعلى الآخرين، وذلك مثل:[مرجع5]
- رفض أو تجاهل الطلبات.
- التصرف بطرق غير ملائمة اجتماعيًا مثل خلع الملابس في الأماكن العامة.
- التصرف العدواني.
- إيذاء النفس أو الآخرين.
أسباب سلوكيات مريض التوحد غير المرغوب بها
من الأسباب خلف السلوكيات السيئة لمريض التوحد:[مرجع5]
- حصول أي تغيير في الروتين أو أمور غير متوقعة.
- عدم الرغبة في الانتقال إلى نشاط آخر.
- الرقّة الحسية.
- كثرة وجود المحفزات من حوله.
- التعب والإرهاق.
- الانزعاج، أو الألم، أو المرض.
متى يجب الحصول على المساعدة؟
إذا كان مريض التوحد لا يستجيب لأي طريقة أو استراتيجية من طرق تعديل سلوك مريض التوحد عندها يجب الحصول على مساعدة أحد المختصين مثل المعالج النفسي السلوكي، أو الأطباء النفسيين.[مرجع4]