Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
طفل التوحد العنيد

كيفية التعامل مع طفل التوحد العنيد في حالات انهياره

غالباً ما يطلق على طفل التوحد عنيد خلال نوبات الغضب التي تنتابه، لذا فقد يترك هذا الأمر الأم محتارة في طريقة التعامل الصحيحة في هذه الأثناء، وما يتوجب عليها القيام به للسيطرة على عناد طفلها، لذلك نقدم فيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعّالة.

 

طرق التعامل مع طفل التوحد العنيد

في معظم الأحيان يحاول طفل التوحد العنيد التصميم على رأيه أو فكره، وعند مقاومته من قبل والديه فإنه يدخل في نوبة من الانهيار والصراخ لا نهاية لها. لذلك لا بد من التعامل معه باتباع الاستراتيجيات التالية:

التعرف على العلامات

تساهم معرفة العلامات الدالة على حصول نوبة من الغضب أو الانهيار لطفل التوحد العنيد في:

  • التمكن من توقع الأحداث القادمة.
  • القدرة على وضع خطة مسبقة للتعامل مع ذلك.

التحقق من وجود التغييرات

بعض الأشياء لا تشكل مصدر قلق أو ضيق عند الأطفال، ولكن الأمر مختلف عند طفل التوحد، حيث أن أمور بسيطة قد تدخله في موجة من الغضب. لذلك يمكن التأكد من عدم حصول ذلك، مثل:

    • إغلاق النوافذ أو الأبواب.
    • إيقاف الموسيقى المفضلة.
    • إضاءة المصابيح المشعة.

    الروتين المهدئ

    يستنفذ طفل التوحد طاقته خلال نوبات الغضب أو الانهيار التي تسيطر عليه أثناء عناده، لذلك يمكن تهدئته بتقديم بعض الأمور التي تشعره بالراحة، مثل:

      • تغطيته بالبطانية المحببة إليه.
      • إعطائه لعبته المفضلة.
      • تشغيل موسيقى هادئة.

      المحافظة على الهدوء

      لا شك أن الموقف مثير للتوتر والإجهاد لكلا الوالدين، إلا أن معرفة أن كون التوحد يجعل الطفل عنيد قد يقلل من حدة هذا التوتر. كما أن اتباع إحدى تقنيات الاسترخاء التالية يساعد في تهدئة الوالدين:

      أفضل شيء يمكنك القيام به أثناء الانهيار هو الحفاظ على الهدوء. دون تهديد الطفل أو عقابه.

      الابتعاد عن النقاشات

      لن تأتي النقاشات أو استخدام المنطق في هذه اللحظات بأي فائدة، فلن يستمع طفل التوحد العنيد لما يتم قوله حتى تنتهي موجة الانهيار التي يمر بها.

      ممارسة الأنشطة الحسية المفضلة

      إن معرفة الأنشطة الحسية المفضلة لدى طفل التوحد العنيد كفيلة في تهدئته في حال كانت موجة الانهيار والغضب في بدايتها. ومن الأمثلة على ذلك:

        • الاستحمام أو اللعب بالماء.
        • اللعب بالرمل المتحرك.
        • اللعب بلعبة التململ A Fidget toy.

        عادةً لا يكون الانهيار لدى الطفل المصاب بالتوحد “نوبة غضب” بل هو رد فعل على الإجهاد الجسدي أو العاطفي.

        زاوية التهدئة

        بتوفير مكان محدد لطفل التوحد يتوفر فيه بعض الأشياء التي تساعده على التهدئة، يمكن ضمان توفير الوقت الكافي للطفل لتهدئة نفسه، مع التركيز على أن يكون هذا المكان آمن ولا يشكل أي خطر على الطفل.

        العناق

        على الرغم من أن العناق مريح في حالة الغضب للجميع، إلا أنه يشكل طريقة مهدئة بطريقة أخرى لطفل التوحد العنيد، حيث أن الضغط الجسدي له الدور الكبير في ذلك.

        التنفس العميق

        لا يمكن الطلب من هذا الطفل العنيد بالتنفس العميق أثناء نوبته، فهو لن يفهم الأمر أو أنه سيزيد من عناده ولن يقوم بالتطبيق. لذلك يمكن مشاركته ببعض التمارين المفيدة بذلك مثل:

          • إضاءة وإطفاء الشمع بشكل متكرر أثناء النوبة.
          • نفخ البالونات الكبيرة.
          • تكوين فقاعات من الصابون.

          تطبيق الوقت التحذيري

          يصعب على طفل التوحد الانتقال من عمل إلى آخر، لذلك يمكن أن تساعد الأساليب التالية:

          • العد التنازلي لإعلام الطفل باقتراب وقت التوقف عن الغضب.
          • تحديد وقت معين للطفل لتغيير السلوك أو النشاط الذي يقوم به بالتقليل من سلوكياته غير المرغوبة في تلك الأثناء.
          في حال كان عناد الطفل متعلق بنشاط يريد القيام به، يمكن التقليل من حدته في نوبة غضبه تلك من خلال تحفيزه للقيام بأمر إيجابي ومفيد، ومن ثم السماح له بالقيام بما يريده.

          تعليم الطفل استراتيجيات التأقلم

          لسنا بحاجة إلى استراتيجيات معقدة أو صعبة، بل يكفي تعليم الطفل الخروج من المكان الذي يشعر به بالانزعاج والابتعاد عن الازدحام للشعور بمزيد من الراحة.

          التحفيز

          تلعب الكلمات الإيجابية على تحفيز الطفل على القيام بالسلوكيات الإيجابية، فقد يتذكر طفل التوحد العنيد التشجيع والمكافأة التي حصل عليها مقابل أسلوبه الجيد في المرة الماضية أثناء نوبته، ويمكن اتباع:

            • التحفيز المباشر لأطفال التوحد الصغار بالسن ليتم ربط الأمور في ذهنهم.
            • التحفيز المتراكم، بحيث يتم تجميع النقاط للسلوكيات الإيجابية وتقديم المكافأة عند الوصول إلى الحد المحدد.

            التركيز على ما يجب القيام به

            خلال نوبة الغضب التي يمر بها طفل التوحد، قد يسهل على الوالدين قول لا تفعل هذا، إلا أنه لن تكون النتائج إيجابية كما هو متوقع، فبدلاً من ذلك يمكن القول يجب القيام بذلك. فعلى الرغم من أن النتيجة المرجوة هي ذاتها، إلا أن النتيجة غالباً ما تكون هنا إيجابية.

            التنزه

            اصطحاب الطفل لممارسة المشي أو التنزه في مكان خارجي يمكن أن يقلل من التوتر الذي يشعر به خلال نوباته، وبالتالي عودته إلى الوضع الهادئ.

            تجاهل بعض السلوكيات

            تبدو بعض السلوكيات غير خطيرة سواء للطفل أو للمحيطين، ففي هذه الحالة يجب عدم التركيز على السلوكيات غير الضارة وترك الطفل في نوبته، إلا أنه عند ممارسة سلوكيات أخرى قد تشكل خطراً حقيقياً لا بد من إيقافه فوراً.

             

            أمور يجب تجنبها عند دخول طفل التوحد العنيد في موجة الغضب

            إلى جانب الأمور السابقة الواجب القيام بها للتقليل من حدة غضب وانهيار طفل التوحد العنيد، يجب على الوالدين تجنب بعض التصرفات في هذه الأثناء، حيث يمكن أن تشكل خطراً على الطفل أو تزيد من الأمر سوءاً، ومن هذه الأمور:

              • جعل الطفل يشعر بالخجل بسبب توجيه بعض الانتقادات له، مثل تصرف بما يتلاءم مع عمرك.
              • توجيه التهديدات للطفل، فهو في هذه الأثناء غالباً لن يعير هذه التهديدات أي أهمية، مما يزيد من غضب الوالدين وبالتالي يتم تصعيد الموقف.
              • ترك الطفل لوحده خلال نوبة الغضب، فهو لن يقدّر مدى خطر بعض السلوكيات، لذلك يمكن إعطائه المساحة اللازمة لغضبه مع الاستمرار في مراقبته من مكان قريب.
              • تدخل الغرباء، بغض النظر على المهارات التي يمتلكها الشخص الغريب، إلا أن معرفة احتياجات كل طفل توحد لا يعلمها إلا والديه.
              • توجيه العقوبات لن يفيد بشي بل دائماً ما يشعر هذا الطفل بمزيد من الخجل بسبب هذه العقوبات، وبدلاً من ذلك يمكن إظهار التعاطف والتفهم في هذه الأثناء.

               

              نصيحة عرب ثيرابي

              كون الطفل مصاب بالتوحد ليس من الأمور السهلة أو البسيطة على الوالدين، وعندما يكون هذا الطفل عنيداً فإن الأمور تصبح أسوأ بكثير. لذلك ننصح في عرب ثيرابي عدم تردد مقدم الرعاية على طلب الاستشارة في هذه الحالة. بالإضافة إلى الاهتمام بالنفس من خلال:

              • المشاركة في مجموعات الدعم الخاصة بمقدمي الرعاية لأطفال التوحد.
              • قبول المساعدة من المقرببن عند المبادرة بتقديمها.
              • التحدث مع الأخصائي النفسي المتمرس للتغلب على ما يعانيه الشخص في هذه الأثناء.