ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر مرض الذهان من الحالات النفسية صعبة التعامل معها، إذ أنه ينطوي على مجموعة من الأعراض المزعجة للشخص ذاته وللأشخاص المحيطين به أيضاً. إن كان أحد المقربين يعاني من الذهان فإن السطور التالية توفر لك أهم التفاصيل التي قد تحتاجها لتتمكن من التعامل بشكل صحيح معه.
ما هو مرض الذهان؟
مرض الذهان (Psychosis) هو حالة لا يستطيع الشخص خلالها الارتباط بالواقع بالشكل الصحيح. حيث تصبح أفكاره وتصوراته مضطربة، كما يصعب عليه تحديد حقيقة الأمور من حوله مما ينتج عنه رؤية مختلفة للأمور من حوله.
وعلى الرغم من إلقاء اسم مرض على الحالة إلا أنها لا تعتبر اضطراباً قائماً بذاته بل هو مجموعة من الأعراض ترافق الحالات التالية:
- الاكتئاب الحاد.
- الفصام.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاضطراب الفصامي العاطفي.
- اضطراب الشخصية الفصامية.
- ذهان ما بعد الولادة.
- الاضطراب الوهمي.
- اضطرابات تعاطي المخدرات.
الذهان الناتج عن إساءة تناول الأدوية يبقى لفترة قصيرة تختفي بزوال المادة من الجسم. أما الأعراض الذهانية الناتجة عن المخدرات مثل الكوكايين فهي تحتاج إلى عدة أسابيع.
كيف يحدث مرض الذهان؟
تعتبر المواد الكيميائية الدماغية هي المسؤولة عن حدوث أعراض مرض الذهان لدى الشخص، على الرغم من عدم معرفة كيفية حدوث الخلل في هذه المواد. ويتمثل هذا الخلل في:
- زيادة نشاط الدوبامين.
- انخفاض نشاط مستقبلات الغلوماتامات.
- اختلال في نشاط حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA).
- اختلال في نشاط الأستيل كولين.
إن كنت تريد أن تقي نفسك من هذه الاختلالات في المواد الكيميائية الدماغية لا بد من معرفة الأسباب الكامنة ورائها. تابع القراءة لتتعرف عليها.
ما هو الذهان؟ تعرف على معلومات شاملة حول الحالة
أسباب حدوث حالة الذهان
بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية مثل مرض الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى، فإن هناك مجموعة من العوامل البيئية والوراثية التي تسبب هذه الحالة. ومن ضمن هذه العوامل:
- المشكلات المرافقة للحمل والولادة: ما تعانيه الأم خلال فترة الحمل والولادة يؤثر على كيميائية الدماغ. فمثلاً سوء التغذية خلال الحمل وصعوبات الولادة والالتهابات الناتجة عن الولادة والمضاعفات المتعلقة بها قد ينتج عنها مرض الذهان لدى الشخص عندما يكبر.
- الصدمات النفسية: وخاصة المرتبط بمرحلة الطفولة مثل إساءة معاملة الأطفال أو الاعتداءات الجسدية والجنسية. كما والأحداث المؤلمة مثل خسارة شخص عزيز أو الحروب تعتبر مسبباً حقيقياً للحالة الذهانية.
- الحوادث: التعرض للإصابات والحوادث في الرأس أثناء فترة الطفولة سواء تم علاجها أم له تأثيره فيما بعد.
- السلوكيات غير الصحية: مثل تعاطي المخدرات أو تناول الكحول بشكل مفرط أو إساءة استخدام بعض الأدوية.
- التغيرات الحاصلة في الدماغ: مثل الخرف أو ألزهايمر المرافق لتقدم العمر أو الحالات الطبية العامة مثل الأورام الدماغية أو انخفاض سكر الدم.
- التغيرات في الهرمونات الجنسية: على الرغم من عدم معرفة الرابط إلا أنه تم ملاحظة تسببها بأعراض ذهانية في بعض الأحيان.
قد ينتج عن الحرمان من النوم حدوث الأعراض المرافقة لمرض الذهان من الأوهام والهلاوس وعدم وضوح التفكير.
لكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان الشخص المقرب يعاني من الذهان أم لا؟ تعرف معنا على الأعراض المرافقة للحالة الذهانية فيما يلي.
أعراض مرض الذهان
تتنوع الأعراض التي قد يعاني منها الشخص، حيث أن هناك بعض الأعراض البسيطة التي تظهر في بداية مرض الذهان وما تلبث حتى تزداد شدتها. ومن ضمن هذه الأعراض:
العلامات المبكرة للذهان
على الرغم من أن النوبة الأولى يصعب ملاحظتها، إلا أن الشخص يمكنه تمييزها عن السلوكيات المعتادة من خلال:
- تراجع الأداء الوظيفي أو الأكاديمي لديه بشكل ملحوظ.
- صعوبة في التفكير أو التركيز.
- الشعور بعدم الراحة، وقد توارده الشكوك حول الأشخاص المحيطين به.
- تغيرات على مستوى العاطفة وعدم ملائمتها للموقف، فقد يفتقر لإظهار العاطفة أو قد يمتلك عواطف قوية لكنها غير مناسبة.
- ابتعاده عن الحياة الاجتماعية بشكل عام.
- عدم اهتمامه المفاجئ بشؤون الرعاية الذاتية والنظافة الشخصية.
وغالباً ما يختلف نمط ظهور أعراض الذهان لدى الشخص اعتماداً على السبب في حدوثها. حيث قد تكون سريعة ومفاجئة أو قد تكون بطيئة وتدريجية. أو قد تحصل بشكل خفيف أو شديد، وفي بعض الأحيان تكون معتدلة وما تلبث أن تتفاقم وتصبح أكثر وضوحاً.
الأعراض الشائعة للذهان
مع مرور الوقت يصبح الشخص المصاب بمرض الذهان يعاني من أعراض أكثر شدة وحدة، كما يصبح الأمر أكثر وضوحاً مما سبق. ولكي يتم تشخيص الحالة بالذهان لا بد أن يعاني الشخص من الأعراض التالية:
- الهلاوس: وهي امتلاك مشاعر حسية غير صحيحة أو غير موجودة على أرض الواقع، ومع ذلك يشعر بها الشخص على أنها حقيقية لا شك بها. يشعر بها الشخص وتظهر على أنها حقيقية.
- الأوهام: وهي امتلاك الشخص لأفكار تتعلق بمدى قدراته أو بث بعض الأفكار الخارجية لدماغه أو تعلق أحد الأشخاص به. وعلى الرغم من غرابة هذه الأفكار إلا أن الشخص لا يشك في مدى صحتها.
- الأفكار غير المنظمة: وهو امتلاك الشخص أفكاراً غير منطقية أو غير متصلة أو ابتعاده عن الموضوع الأصلي خلال حديثه. ما ينتج عنه عدم فهم الآخرين له.
- الجامود: وهو حالة يظهر خلالها الشخص عدم استجابته للمحفزات، أو إبداء استجابة سلبية أو القيام بأنشطة غير مقصودة أو تفتقر إلى الهدف.
- السلوكيات غير المنظمة: وهو أي يظهر الشخص استجابة غير متناسبة مع الموقف والتي يجدها الآخرين غير متوقعة في هذه الحالة.
- الأعراض السلبية: تتراجع لدى الشخص الكلام والحركة والدافع أو قد يعاني من انعدام التلذذ.
وتعتبر الهلاوس السمعية من أكثر أنواع هذه الهلاوس حدوثاً في حالة الذهان، وقد ينتج عنها إيذاء الشخص لنفسه أو الآخرين أو القيام بأمور غير مرغوبة.
أعراض مختلفة
عند الإصابة بمرض الذهان فإن الشخص يعاني من مجموعة من الأعراض الأخرى مثل:
- اضطراب نمط النوم ومواجهة مشكلات حقيقية في ذلك.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- عدم القدرة على إتمام المهام الحياتية الأساسية.
- انعدام الحافز وعدم القدرة على التركيز.
لكن هل هناك مضاعفات في حال عدم علاج حالة الذهان التي يعاني منها الشخص، أمر أن الأعراض تختفي من تلقاء ذاتها؟ تابع القراءة لمعرفة ذلك؟
مضاعفات مرض الذهان غير المعالجة
تعتبر الأعراض الذهانية من الحالات التي يمكن السيطرة عليها من خلال العلاج المناسب. لكن في حال بقاء الحالة دون علاج فإن الأعراض تتفاقم ويصبح أكثر عرضة للجوء إلى الكحول والمخدرات في سبيل التأقلم أو التعامل مع ما يعانيه من أعراض.
قيام الشخص بإيذاء نفسه ويحاول الانتحار أو يقدم على إيذاء غيره.
نصيحة عرب ثيرابي
لا تعتبر الحالة الذهانية من الحالات غير القابلة للتعافي، بل إن الحصول على العلاج المناسب غالباً ما يكون له نتائج إيجابية في تحسن الحالة. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى المساعدة المتخصصة فور ملاحظة الأعراض قبل تفاقمها وخروجها عن السيطرة.
