Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو الذهان

ما هو الذهان؟ تعرف على معلومات شاملة حول الحالة

غالباً ما نسمع بكلمة ذهان دون أن ندرك مدى أبعاد الحالة وماهيتها، إلا أنه قد ندرك أن الشخص يعاني من مجموعة مزعجة له والمحيطين به من الأعراض. ولذلك فإن معرفة ما هو الذهان على وجه التحديد واكتساب المعلومات المتنوعة عنه يساعد في الوقاية من الإصابة به. وهذا ما نقدمه بالتفصيل في السطور التالية.

 

ما هو الذهان؟

الذهان (Psychosis) هو حالة يفقد فيها الشخص الارتباط بالواقع حيث يعاني من اضطراب في أفكاره وتصوراته، فيصعب عليه تحديد ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، مما ينتج عنه رؤية مختلفة للأمور من حوله. ومن أهم أعراضه حدوث الهلاوس والأوهام، كما أن الذهان يكون أحد الأعراض الرئيسية للفصام والاضطرابات الذهانية واضطرابات تعاطي المخدرات.

 

ما هو تأثر الدماغ بالذهان؟

على الرغم من عدم معرفة كيفية التأثر على وجه التحديد، إلا أن الدراسات أظهرت تغييرات كبيرة في الكثير من المواد الكيميائية في الدماغ. فمثلاً:

لكن ما هي الأسباب التي قد ينتج عنها مجموعة التغيرات الكبيرة في كيميائية الدماغ، حيث أن التعرف على هذه الأسباب يساعد في الوقاية المستقبلية منها.

 

أسباب حدوث حالة الذهان

بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية مثل مرض الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى، فإن هناك مجموعة من العوامل البيئية والوراثية التي تسبب هذه الحالة. ومن ضمن هذه العوامل:

  • الالتهابات الناتجة عن الولادة والمضاعفات المتعلقة بها.
  • سوء التغذية خلال الحمل وصعوبات الولادة.
  • إساءة معاملة الأطفال.
  • الإصابات والحوادث في الرأس أثناء فترة الطفولة.
  • تعاطي المخدرات أو تناول الكحول بشكل مفرط.
  • التغيرات الحاصلة في الدماغ مثل الخرف أو الأورام الدماغية.
  • الحالات الطبية العامة.
  • إساءة استخدام بعض الأدوية.
  • التغيرات في الهرمونات الجنسية.
  • الحرمان من النوم.

التعرض للصدمات والأحداث المؤلمة مثل خسارة شخص عزيز أو التعرض للاعتداء الجنسي أو الحروب تعتبر مسبباً حقيقياً للحالة الذهانية.

بعد التعرف على مسببات الذهان لا بد من معرفة الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص في هذه الأثناء. تابع القراءة للتعرف على العلامات المبكرة والأعراض الشائعة.

 

الأعراض الذهانية المختلفة

يختلف نمط ظهور الأعراض الذهانية لدى الشخص اعتماداً على السبب في حدوثها. حيث قد تكون سريعة ومفاجئة أو قد تكون بطيئة وتدريجية. أو قد تحصل بشكل خفيف أو شديد، أو قد تكون معتدلة وما تلبث أن تتفاقم وتصبح أكثر وضوحاً. ومن هذه الأعراض:

العلامات المبكرة للذهان

تعد النوبة الأولى صعبة الملاحظة، حيث يبدأ الشخص بتجربة الأعراض الذهانية وتمييزها عن السلوكيات المعتادة من خلال:

  • انخفاض الأداء الوظيفي أو الأكاديمي بشكل ملحوظ.
  • مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز.
  • الشعور بعدم الراحة وتوارد الشكوك حول الأشخاص المحيطين.
  • تغيرات على مستوى العاطفة، حيث قد يفتقر للعاطفة بوضوح أو قد يمتلك عواطف قوية لكنها غير ملائمة للمواقف.
  • الابتعاد عن الحياة الاجتماعية.
  • تراجع واضح ومفاجئ في الرعاية الذاتية والنظافة الشخصية.

الأعراض الذهانية الشائعة

بناءً على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية فإن الشخص المصاب بحالة الذهان لا بد أن يعاني من الأعراض التالية:

  • الهلاوس: وهي مشاعر حسية يشعر بها الشخص وتظهر على أنها حقيقية. وتعتبر الهلاوس السمعية من أكثر أنواع هذه الهلاوس حدوثاً في حالة الذهان، وقد ينتج عنها إيذاء الشخص لنفسه أو الآخرين أو القيام بأمور غير مرغوبة.
  • الأوهام: وهي أفكار يعتقد الشخص بأنها صحيحة على الرغم من عدم وجود أي دليل لذلك. وقد تتعلق بمدى قدرات الشخص أو بث بعض الأفكار الخارجية لدماغه أو تعلق أحد الأشخاص به. 
  • الأفكار غير المنظمة: وهو يعني أن يمتلك الشخص لأفكار غير منطقية أو غير متصلة أو الابتعاد عن الموضوع الأصلي، ما يسبب عدم فهم الآخرين للشخص المصاب بالذهان.
  • الجامود: بحيث يظهر الشخص عدم الاستجابة للمحفزات، أو إظهار استجابة سلبية أو القيام بأنشطة غير مقصودة أو تفتقر إلى الهدف.
  • سلوك غير منظم: وهو أي يظهر الشخص عاطفة غير متناسبة مع الموقف أو قد يجدها الآخرين أنها غير متوقعة.
  • الأعراض السلبية: ينخفض مستوى العواطف لدى الشخص والكلام والحركة والدافع (أو يعاني من انعدام التلذذ).

غالبًا ما يشار إلى الإصابة بالأعراض الذهانية على أنها نوبة ذهانية، حيث أنها أن مزيج الهلوسة والتفكير الوهمي يسبب ضائقة شديدة وتغييراً واضحاً في السلوك.

أعراض مختلفة

في هذه الأثناء يمكن ملاحظة بعض الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها الشخص، فمثلاً غالباً ما يلاحظ:

  • عدم القدرة على النوم أو مواجهة مشكلات متعلقة بذلك.
  • الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
  • صعوبة بأداء المهام المختلفة.
  • انعدام الحافز وعدم القدرة على التركيز.

وكما أن الأعراض ومدى شدتها يعتمد على نوع أو مسبب الحالة، فإن مدة بقاء الأعراض يعتمد عليها أيضاً. فهل يمكن التعافي من الأعراض أم أنها مزمنة؟

 

ما هي مدة بقاء الأعراض الذهانية؟

تختلف مدة استمرار الأعراض الذهانية باختلاف نوع الذهان ومسببه، حيث أن الذهان الناتج عن إساءة تناول الأدوية يبقى لفترة قصيرة تختفي بزوال المادة من الجسم. أما الأعراض الذهانية الناتجة عن المخدرات مثل الكوكايين فهي تحتاج إلى عدة أسابيع. كما أن هذه الأعراض قد تستمر إلى شهر في حالة الاضطرابات الذهانية أو الفصام.

 

مضاعفات حالة الذهان غير المعالجة

غالباً ما تستجيب الأعراض الذهانية للعلاجات المقدمة، إلا أن عدم الحصول على العلاج يعمل على تفاقم الحالة مما يجعل المريض يلجأ إلى الكحول والمخدرات في سبيل التأقلم أو التعامل مع ما يعانيه من أعراض. كما يمكن أن يقوم الشخص بإيذاء نفسه ويحاول الانتحار أو يقدم على إيذاء غيره.

عند الاعتماد على المخدرات أو الكحول لإدارة الأعراض الذهانية، فإن هذه الأعراض تزداد سوءاً نتيجة لذلك أو قد تسبب مشكلات أخرى.

 

هل يعتبر الذهان تشخيصاً أم عرضاً لاضطراب نفسي؟

لا يعتبر الذهان حالة نفسية قائمة بذاتها حيث لا يتم تشخيص الحالة على أنها ذهان، بل أنه عرض من أعراض مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية. ففي حال تم تشخيص الشخص بأحد الاضطرابات التالية فقد يكون معرضاً لتجربة الأعراض الذهانية في أي وقت. ومن هذه الاضطرابات:

  • الاكتئاب الحاد.
  • الفصام.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • الاضطراب الفصامي العاطفي.
  • اضطراب الشخصية الفصامية.
  • ذهان ما بعد الولادة.
  • الاضطراب الوهمي.

 

نصيحة عرب ثيرابي

على الرغم من المنظور العام والسمة التي تتسم بها كلمة الذهان، إلا أنها يمكن السيطرة عليها ولا تعتبر خطيرة وحادة إلا في حالات قليلة. كما أن التحكم بالأعراض من خلال الحصول على الخطة العلاجية المناسبة يعد أمراً مهماً للتحكم بما يعانيه الشخص. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى المساعدة المتخصصة فور ملاحظة الأعراض قبل تفاقمها وخروجها عن السيطرة.