Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الخوف من مواجهة الآخرين رهاب

الخوف من مواجهة الآخرين | رهاب الصراع أسبابه وطرق التغلب عليه

عندما يعاني الشخص من رهاب الصراع فإن ذلك يعني أنه يعاني من خوف عند مواجهة الآخرين، مما يجعله أمام تحديات كبيرة. فهو لا يستطيع قول ما يريد قوله لهم ويصبح التواصل الصحي الفعّال أمر لا يمكن تحقيقه. لكن من خلال معرفة ما يعنيه هذا الرهاب على وجه التحديد والتعرف على أسبابه، غالباً ما يتمكن الشخص من التخلص منه بشكل ذاتي.

 

ما هو الخوف من مواجهة الآخرين أو رهاب الصراع؟

الخوف من المواجهة هو الخوف من أي موقف قد يتسبب بصراع سواء كان الشخص ذاته السبب أم الآخرين، مما ينتج عنه مع مرور الوقت زيادة حدة الخوف ليصبح في النهاية رهاب. وخلال هذه الأثناء يقوم الشخص بتجنب التعبير عن مشاعره أو حقوقه إذا شعر أن الأمر قد يؤدي إلى صراع. وعند مواجهته فهو إنهم يفضل “الخسارة” فقط لإنهاء حالة الصراع، حتى لو كان يعرف أنه على حق.

لا تدع الخوف من المواجهة يحكمك. حدد مصدر خوفك وتعلم كيفية مواجهة الآخرين بقدر أقل من القلق.

 

سبب الشعور بالخوف من مواجهة الآخرين أو الإصابة برهاب الصراع

غالباً ما ينتج هذا النوع من الخوف أو الرهاب من عدة مصادر منها ما يتعلق بالتجارب والبيئة ومنها ما يتعلق بالسمات الشخصية. ومن ضمن الأسباب التي تزيد الشعور بالخوف من مواجهة الآخرين أو تؤدي إلى شعوره بالرهاب تجاه ذلك:

بيئة الطفولة

إذا كان الشخص قد نشأ على عدم وجود من يسمعه عند رغبته بالفضفضة أو الحديث فهو غالباً سيجد صعوبة في الحديث عما يرغب به أو يحتاجه خوفاً من مواجهة صراع في ذلك.

القلق الاجتماعي

يؤدي القلق الاجتماعي إلى شعور الشخص بأنه غير محبوب من قبل الآخرين. لا يرتبط ذلك فقط كشخصية بل أيضاً بمدى إعجاب الناس بطريقة التعامل مع الصراعات أو التعبير على الرأي. 

بالإضافة إلى أن التحدث إلى الأعداد الكبيرة أو المجموعات قد يشكل تحدياً أخرى يضاف إلى الأمر بغض النظر عن الموضوع.

المشكلات الشخصية

إذا كنت تفتقر إلى الثقة بالمهارات الاجتماعية التي تمتلكها ومدى قدرتك على إيصال وجهة نظرك بوضوح. وفي بعض الأحيان قد يؤثر خوفك من الفشل بشكل عام على قدرتك على تحقيق نجاح في الصراعات أو المواجهة مع الآخرين. حيث أن النتائج غير المؤكدة قد تجعلك في تردد من مواجهة الآخرين.

مهما كان الخوف فإن مواجهة شخص ما يمكن أن تبدو شاقة وساحقة. وذلك لأننا غالباً ما نركز على النتائج المحتملة للمواجهة بدلاً من القضية نفسها.

السمات الشخصية

عندما يكون الشخص متسرعاً فهو لا يستطيع الصبر إلى أن ينهي الآخرين أحاديثهم ومن ثم قول ما يريد. لذلك فهو لا يمنح نفسه الوقت الكافي لاستيعاب ما يقوله الآخرين، مما يجعل الرد غير مناسباً في معظم الأحيان. 

كما أن للخجل تأثيره الخاص على امتلاك القدرة على مواجهة الآخرين والتحدث إليهم عن احتياجاتك.

المواقف الحياتية

تعتبر التجارب والمواقف السلبية التي يمر بها الشخص حافزاً لشعوره بالخوف من مواجهة الآخرين أو الإصابة بالرهاب تجاه ذلك. فمثلاً التعرض لموقف تنمر عند مواجهة صراع معين قد يكون كافياً للبدء في مواجهة مشكلة في ذلك مع مرور الوقت.

إذا كنت تعاني من أي من الأسباب المذكورة، فمن المحتمل أنك شعرت بالخوف من المواجهة مرة واحدة على الأقل ولاحظت مدى عدم الارتياح من ذلك.

 

أفضل الطرق للتغلب على الخوف من المواجهة والتخلص من رهاب الصراع

بغض النظر عن السبب وراء هذه المخاوف وما ينتج عنها من أعراض جسدية ونفسية لدى الشخص، إلا أن التغلب عليها يساعد الشخص على التعبير عن مشاعره واحتياجاته وأفكاره دون الشعور بأي نوع من أنواع القلق. ويمكن ذلك من خلال:

  • التعرف على المخاوف: أول خطوة لمواجهة الأمر هي الاعتراف بها لذلك اعرف ما هي محفزات الخوف لديك. يساعدك في ذلك التركيز على كيفية تأثير هذه المخاوف عليك جسدياً ونفسياً، مما يزيد من وعيك الذاتي واليقظة الذهنية لديك.
  • معرفة حقيقة المخاوف: بعد إدراكك لهذه المخاوف لا بد من فحصها لمعرفة مدى حقيقتها وهي تستحق فعلاً لأن أمارس التجنب من أجلها. ومن ثم يمكنك البدء في محاربة هذه المخاوف بأفضل الطرق المناسبة.
  • تقسيم المخاوف: للتمكن من تجاوزها لا بد من تقسيمها والبدء بالأقل صعوبة وتحدي. ما أن تستطيع التغلب على واحدة من هذه المخاوف انتقل لما هو أكبر. لا تحاول استعجال الأمر، فقد يسبب لك الإرهاق النفسي.
  • الاستعداد المسبق: يتيح لك الاستعداد المسبق المزيد من الوقت للتفكير بالأمر وفهمه بالشكل الكافي. كما أنك تصبح أكثر معرفة بما تريد أن تقوله وطريقة قولك له.
  • لا بأس بالقليل من الخوف: من الطبيعي أن نشعر بالقلق والخوف من مواجهة الآخرين في بعض الأحيان، لكن أن يصل الأمر إلى رهاب الصراع ومحاولة تجنب المواقف فهو الشيء غير الطبيعي.
  • الأسلوب الأفضل: لا داعي لإلقاء اللوم على الطرف المقابل عند البدء في المواجهة. لذلك حاول أن توصل ما تريد إيصاله بطرق لا تشجع على الصراع.
  • الاستماع الفعّال: لا تهتم بما تريد قوله فقط، بل استمع جيداً لما يقوله الآخرين فهو يشكل نقطة انطلاقة مناسبة في حال فهمها بشكل جيد.

 

نصائح مهمة لمواجهة الآخرين والحد من الخوف والرهاب

باتباعك أسلوب جيد قد تصبح مواجهة الآخرين حتى في أصعب المواقف أمراً بسيطاً ولا يستدعي للصراع. لذلك حاول أخذ النصائح التالية في عين الاعتبار:

  • لا تعكس مدى غضبك على طريقة حديثك، حاول أن تبقى مهذباً ومحترماً قدر الإمكان.
  • عند البدء بالشعور بالقلق أو التوتر في المواجهة، خذ نفساً عميقاً أو حاول التركيز على الأشياء المادية من حولك. فهذا من شأنه التقليل من التركيز على أعراض توترك.
  • استخدم كلمة “أنا” بدلاً من “أنت”، فهي تحد من شدة الموقف بشكل كبير.
  • حاول امتلاك المزيد من المهارات المتعلقة بحل المشكلات. 

 

نصيحة عرب ثيرابي

قد يظن الشخص الذي يفضل عدم مواجهة الآخرين بأن هذا الأمر هو الأفضل. فعلى الرغم من الشعور بالراحة المؤقتة من عدم الدخول في صراعات أو تجنب مواجهة الآخرين فإن للأمر المزيد من التبعيات المستقبلية. لذلك ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بمحاولة التخلص من هذا الرهاب والخوف والبدء في مواجهة الآخرين بالطريقة من الحزم بدلاً من العدوانية لتفادي تفاقم المشاعر السلبية في داخلك. حيث يمكن أن ينتج عن ذلك مشكلة في الواقع لأنه يؤدي إلى تجنبها، وتدني احترام الذات.